عين التأمل
ذَوْقَ الــرَّحِــيقِ عَــلَى الــعَقِيقِ أَرَيــقِي
وَتَــرَقْــرَقِي شَــهْــدًا سَــقَــى فِــي الــرِّيقِ
وَتَــأَلَّــقِــي بَــيْــنَ الــضُّــلُــوعِ مَــــجَــرَّةً
فِـيــهَــا أَذُوبُ بِــرَوْنَــقِــي وَبَــرِيــقِــي
يَــا مَــنْ عَــلَى غُــرَرِ الــضِّيَاءِ تَــرَبَّعَتْ
حُــورِيَّـــةً بِــجَــمَــالِــهَــا الــفِــيــنِــيقِي
تَــنْــدَسُّ فِـــي شَــفَةِ الْــخَيَالِ قَــصِيدَةً
مِـــنْ كُـــلِّ مَــعْــنَى لِـلـرُّقِـيِّ رَقِــيــقِ
وَتُــطِلُّ طَــيْفًا فِــي جُــفُونِ خَوَاطِرِي
كَـــإِلَــهَــةٍ فِــــي مَــعْــبَــدٍ إِغْــرِيــقِــي
يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي
يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
سُــبْحَانَ رَبِّ الــنَّاسِ كَــيْفَ بَــرَاهُمُ
وَبَـــرَاكِ فَـــرْدًا مِـــنْ شَــذَا وَعَــقِيقِ
لَــكَــأَنَّــكِ الــدُّنْــيَــا إِذَا مَـــا أَقْــبَــلَتْ
بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمِ بِــالــتَّشْوِيقِ
وَلَـقَدْ أَرَاكِ هُــنَاكَ حَيْثُ غَفَا الـهَوَى
فِـــي حِــضْــنِ حَــرْفٍ حَــالِمٍ وَأَنِــيقِ
وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ
فِـــي غَــفْــلَةٍ مِـــنْ عَــالَــمٍ مَــطْــرُوقِ
نُــلْــتُ الأَمَــانِــيَ يَـــا حَــبِــيْبَةُ هَانِئًـا
وَسَــعِــدْتُ مِــنْــكِ بِــعَهْدِكِ الــمَوْثُوقِ
أَرْضَــعْــتِــنِي لَــبَــنَ الــمَــحَــبَّةِ سَــائِــغًا
وَفَــطَــمْتِ أَجْــنِــحَتِي عَــنِ الــتَّحْلِيقِ
وَمَـــلَأْتِ لِـــي رِئَـــةَ الــحَيَاةِ بِــحِكْمَةٍ
رُؤْيَـــا تَــطُوفُ عَــلَى امْــتِدَادِ سُمُوقِـي
إِنْ بَــانَ هَــذَا الــقَلْبُ عَــنْكِ فَكَمْ لَهُ
ذِكْــرَى تَــــئِــنُّ بِــــزَفْــرَةٍ وَشَــهِــيــقِ
الــصَّــدْرُ يَــلْــعَــقُ بِــالأَنِــينِ حَــنِــينَهُ
وَالــدَّمْــعُ يَــشْــرَقُ حَــائِرًا فِــي الــمُوقِ
لا شَيْءَ بَعْدَكِ فِي الحَيَاةِ سِوَى صَدَى
يَــرْنُــو إِلَـــى أَمَـــلِ الــمَدَى الــمَشْنُوقِ
لا شَـــيْءَ إِلَّا غُــرْبَــةٌ بَــهَتَتْ غَــدِي
أَمْــضِــي عَــلَــى دَرْبِـــي بِــغَــيْرِ رَفِــيقِ
أَمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌ
فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ
أَعْــشُو كَــأَنِّي لَــسْتُ أَعْــرفُ مَنْ أَنَا
وَأَرَى كَـــأَنَّ الــدَّهْــرَ غَــيْــرُ حَقِيقِــي
فِــي مَــفْــرِقَيْهِ يُــهَــانُ كُـــلُّ مُــهَذَّبٍ
وَعَـلَــى ثَـــرَاهُ يُــعَــزُّ كُـــلُّ صَــفِــيقِ
هَــفَتِ الــمُرُوءَةُ فِــي يَــدَيْهِ فَــلَمْ تَــعُدْ
إِلا نِـــفَــاقًــا فِــــي فَــمٍ مَـمْــذُوقِ
وَالــصَّاحِبُ الــمَرْجُوُّ فِي عُرْيِ الأَسَى
لَــبِــسَ الــخِــيَانَةَ فِـــي ثِــيَابِ صَــدِيقِ
هَــتَــكُوا حِـجَــابَ الــحَقِّ فِــي بُــهْتَانِهِمْ
بِــــالــزُّورِ يَــحْمِــلُ عَــــاتِــقُ الــتَّــلْفِيقِ
هُــمْ شَــرُّ مَــنْ رَأَتِ الــبَرِيَّةُ قَدْ سَعَوا
بِــالــخَــمْرِ بَــيْــنَ الــكَــأْسِ وَالإِبْــرِيــقِ
وَأَنَـــا عَــلَــى جَــمْــرِ الــوَفَــاءِ أَحُــثُّــنِي
وَأَشُــقُّ فِــي حَــدَقِ الــجُحُودِ طَــرِيقِي
حَـرْفِي يُــحَمْحِمُ بِــالصَّهِيلِ عَــلَى الرُّبَــى
وَنَــهِــيقُ غَــيْــرِي رَائِــجٌ فِــي الــسُّوقِ
وَخَــلائِــقِي رَفَــضَــتْ تَــخَــاذُلَ هِــمَّةٍ
فِـــي أُمَّـــةٍ وَفَــضَــتْ إِلَـــى الــزِّنْدِيقِ
مَــا أَوْجَعَ الــمَعْنَى الـعَصِيَّ عَــلَى الـحِجَا
إِنْ قُــورِنَ الــشَّــاهِــينُ بِــالــبِــطْرِيقِ
وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِي
أَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ
لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌ
أَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي
فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي
وَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ
وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِي
شَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي
وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ
تُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ