الرب وولي الأمر والاب

بين الرب وولي الأمر والأب:
الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين
فكون سبحانه هو رب العالمين بالتالي فسبحانه له الصفات العلى التي تليق بكونه سبحانه ربا للعالمين
والعالمين تتكون من المتناهي في الصغر من المادة ثم تجمع المتناهي ليكون عنصر ثم تفاعل العنصر مع غيره ليكون مركبا ثم تفاعل المركبات لتعطي نوعا من الخلق من نبات وطير وحيوان في البر والبحر ثم امدها بالحياة ثم لكل نوع كأمة منهجه العلمي الذي يقيم به حياته ثم لكل الانواع معا البرنامج العلمي الذي يجعلهم في تعامل مشترك ثم يكون الشكل النهائي للعالمين ومنهم الجن والملائكة
بالتالي من اجل خلق ذلك العالمين وتدبير امره كله معا في لحظة واحدة
فالله سبحانه (على كل شئ قدير ) و (قد احاط بكل شئ علما) و(احصى كل شئ عددا) و(يدبر الأمر)
ومن اجل عدم المنازعة فصفته سبحانه (لم يكن له شريك في الملك)
ومن اجل عدم التدخل في مشيئته سبحانه فصفته ( لم يكن له كفوا أحد)
ومن اجل منع احتمالية المشابهة (ليس كمثله شئ)
ومن اجل الإستمرارية فصفته سبحانه(الحي الذي لا يموت)
وبما ان سبحانه هو الله فلابد من ان جميع خلقه يعبده وإلا ما مدلول لفظ الجلالة الله مع الخلق إن لم يعبده
والعبادة تستلزم العلم بالمعبود سبحانه
العلم باسمائه وصفاته والعلم بمراده سبحانه
بالتالي فجميع خلق الله جاءها العلم من الله سبحانه لما يقتضي أن تحقق عبادته
بالتالي فتحقيق أمره يستلزم العلم بمراده
ومراده يدور مع علو صفاته سبحانه
بالتالي فلا عبث ولا لهو في مراده سبحانه ولا كلمة او فعل بغير غاية طيبة بالتالي فكل ما لا معنى له من القول والفعل يعتبر نقصا بعيدا عن الإسلام
ومراده سبحانه يدور على اثبات حق الله سبحانه في اثبات ما اثبته سبحانه لنفسه ونفي ما نفاه سبحانه عن نفسه والعمل وفق مراده سبحانه
ومراده جمع الخلق جميعا في تفاعلهم مع بعضهم البعض على الكمال المطلق كجسد واحد
فلا خلل في الكون ولا عشوائية ولا نتيجة غير منطقيه
فطالما العلم ثابت ومصدره واحد وهو الله سبحانه وتعالى
صار الكون يتفاعل معا بثوابت وحقائق علمية ثابته للجماد والنبات والطير والحيوان
فلما حقق الخلق جميعا ذلك كله معا
صارت صفة هذا الخلق (وإن من شئ إلا يسبح بحمده)
وطالما هناك اقوال وافعال للخلق فلابد من الصفات التي تستلزم الإحاطة العلمية بافعل خلقه سبحانه من السمع والبصر لظاهر الشئ وباطنه بما يليق به سبحانه
فكان هذا الخلق بعلو كماله وعلى نتج علم الله سبحانه الذي يقيمه جميع الخلق تحيا البشرية
والبشرية ايضا من اجل ان تحيا علو الكمال كما يحياه الخلق حولها فلابد ان تحقق هي ايضا العلم بالله سبحانه والعمل بمراده
لذلك ارسل لها رسولا له من صفات الكمال ما يليق بكونه رسولا لله سبحانه يحمل علمه ليبين للبشرية كيف تقيمه فلا خلل في صفاته الذاتية اوالفعلية يشوه بيانه صلى الله عليه وسلم
فكان هو رسول الله وولي امر المسلمين لا ينازعه احد في علمه وحقه بما انهم لا يشركون بالله احدا
ومات محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان بلغ رسالة ربه سبحانه
ومن اجل استمرار علوها في صحبه ومن اجل ان يكون لهم حجة على من بعدهم فقد اخذوا توثبقا برضى الله عنهم في بيعة الرضوان واخذوا شهادة بعلو قدرهم في غزوة بدر
وحمل ولاية الامر من بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينشر رسالة رب العالمين كدولة بين البشرية ولا ينازعه احد في ولاية امره والكل في ظل الإسلام جسدا واحدا لا فرق بين هذا او ذاك في الحقوق
فتتوسع رقعة دولة الإسلام بعلو صفاتها
وما ان يبدأ الإختلاف على ولاية الأمر يبدا التفكك والنزاع والشتات والفرقة وفقدان تاج العلو
وبقدر تعدد ولاة الامور تتفكك الدولة حتى صار العالم الإسلامي دويلات صغيره وكل دولة تنقسم الى جماعات شتى تاكل في بعضها بعضا وثقافات متصارعة
وهكذا الاسرة فالبيت له رب البيت الذي يقيم امره على علم الإسلام الذي اكتسبه بالقول والفعل من تحقيق الدولة لبرنامج الإسلام كبرنامج إدارة لها
وفقدان الدولة الإسلام كبرنامج إدارة الذي أكسبها من صفات العلو والترابط ما جعلها جسدا واحدا ودخول ثقافات اخرى للبيوت سيؤدي الى فقدان الأب لربوبيته على بيته لتعدد القياس الذي يحكم العلاقة بين الاب وابناءه فيبدا التفكك في البيت الواحد وتصبح البيوت مجرد مكان للمبيت والنظافة ومخزنا للملابس والاحذية وقضاء الحاجة
والمتعة الزائفة يجدها كل فرد من البيت مع شبيهه خارج البيت وفق ثقافته او انهم يحيون في عزلة داخل البيت وكل مع مجتمعه على جهازه الذي يحمله ويتنقل به من مكان لأخر لتموت الأحاسيس والمشاعر
فيفقد الجميع الولاء للبيت ومنه للدولة ومنه لولي الامر
بالتالي تصبح الدولة في يوم وليله من ممتلكات اعدائها يفعل بها ما يشاء بايدي ابناءها بمجرد بث مراده في وسائل الإعلام
وتلك هي المرحلة الأخيرة لتدمير العالم الإسلامي والتي صرنا نحياها اليوم
فهل نعقل يا قوم أين وصلنا ونترابط ثانية بعلم الله فنقيمه برنامجا لنا يجمعنا جميعا على صفات الكمال

هل نعقل يا قوم أين وصلنا ونترابط ثانية بعلم الله فنقيمه برنامجا لنا يجمعنا جميعا على صفات الكمال

اللهم ردنا إليك ردا جميلا
اللهم افتح مسامع قلوبنا لذكرك
اللهم ارزقنا طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك وسنة نبيك
اللهم اجعلنا هذاه مهتدين ، واهد بنا غير ضالين ولا مضلين.
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.