من أقوال أهل الواحة.

الحزن..

طريقٌ، معبّدٌ بالاشواك، طعمهُ لاذع، نارهُ حارقة، وسماؤه ملبدة بغيومٍ لا تمطرُ إلا دمعا
الحزن
هو الفراق للأحبة، رغماً عنّا..
هو الليل الذي لا يطلّ على مشارفهِ الفجرُ
هو الألم
هو الرفيق للبؤساء
للمحرومين
للضعفاء
هو أنا.. وأنا هو..

منى الخالدي.

وعدْتني يوما
أن نصعد جبل الأمنيات معا
يدك تمسك كفي
هكذا بدأنا
في منتصف الطريق
تعب جسدي الهزيل
قلت لي : " سأسبقك "
غادرت يدك كفي
فسكنه الصقيع
طيفك يختفي شيئا و فشيئا
و أصوات حجارة صغيرة تحتضر
حولي
و صرخة شقت الصمت
و في قعر الوادي
سكنت جثتي
رائحة الموت تعم المكان
و جثت كثيرة لنساء كثيرات
عجبا
كلهن ضحاياك


عايدة عبد الله.

متهمٌ صوتُ الناي
ببكاءٍ وعويل
و أنين نشيج
شقَّ جسدًا للسهرِ هزيلا
وأرَّق صيادًا في عرضِ النيل
منذ الأبدِ يخيطُ شباكَه
بأيدٍ من غيرِ بنان
وخيطٍ مهترئٍ لعراكِه
مع حوتِ المالِ والغيلان
متهمة تجاويفُ الناي
بعناقِ أناملِ فنان
وثغرٍ يلتصقُ بثغر
يتأوهُ... يزفر
يستعرُ بشلالِ نيران
وبأن الصوتَ أدار من الشجن رؤوسًا
فسقاها من الدمع كؤوسًا
من وجعِ الذكرى من الأحزان
متهمٌ صوتُ الناي والساهرُ والفنان...

..وتظل مسبحة الاتهامات لا نهاية لها

د. نجلاء طمان

أهو محض جنون أم هو كل العقل عشقي لك !؟
لم أجدني في شوقي إليك خارج كل منطق وكل تفكير عاقل !؟
لم أجدني في عينيك أعيش فلسفة أخرى للحب !!
وحين أسمع صوتك أحلق مع أسراب الطيور !!
وحين تضمني ذراعيك أتحول إلى ناسكة متبتلة !!
وحين اكون معك ؛ تختلط الفصول وتتبدل أجواؤها !!
يصبح الشتاء دافئا ، ويزهر الخريف ..
يسكن الربيع قلبي ، وشمس الصيف ينطفئ لهيبها ..
وإن أحسست نبض قلبك ؛ تتراقص روحي على حبال الحلم ..
أهو محض جنون أن يبدأ صباحي حين تستيقظ وتفتح عينيك ..
فتشرق شمس يومي منهما ، وتغرب حين تنام ..
وليلي أنت قمره المكتمل بدرا فلا محاق له ..
وأن يكون زفير أنفاسك شهيق أنفاسي عطرا ..
يسري لذة خدر في خلاياي ..
فأترنح ثملة بهواك المستبد بي حتى النخاع ..
يملكني روحا وعقلا وحسا ..
أهو محض جنون أن تكون في يقظتي وحلمي ..
تستحل كل مساحات وقتي وتفكيري ؟!!
إن كان حقا هو محض جنون ..
فما أجمل الجنون فيك وبك ..

وفاء شوكت خضر.

صرخة الروح

يَا صَرْخة الرّوح في دَمِي ،رَغْوَة الصْبر فَاضَتْ مِنْ أضلُعي
يا ابْتهَالَ الأرْض في عَين السّمَاءِ،هَذي الغيُوم جَفّت فِي مَآقيها الدّمُوعُ
يَا جذوة الجَمْر لا تخْمدي فَضلْع القلْب نَارٌ
يا بِلادي ،ليْسَ لي إلاّ دفتَر مِن سَديم ،و إنّي ترَكت القصَائد علَى الرّصيفِ و جَناح الرّيح لاحَ منْ بَعيد ،ليْسَ لي صَخْر أهَشّمُهُ حِجَارة؛قَذائفا مِنْ سَعير.
ليْس لِي غيْر فـُؤاد فِي جوفـِه صَاح الضّمير
يا بلادي هل تسْمعين النّداء ؟
هذي السّماء تَصْرُخ فينا ،أفيقوا منْ سُبَاتكم ،قدْ أطلّ فجْر جَديد
*****
يَا عَازفا لحْن الحَياة ،هلْ يسْمَع الصمّ النّداء؟
فالضمير فِي سُبات
يا سَامِعا صَوتَ النّحِيب مِن لسَان الحَمَامِ،أمَا سَألتَ ؟ هلْ ينوح الحمامُ ؟
هديلُه نُواحُ البَرَاءة ،و نحِيبهُ إمْرأة تُودّع ولِيدها قَبْل الِفطَام،
كلّ يوم يُولد لَدينا وليدُ ،يا بلادي فِي غزة عَلى قبْر الوليد كُتب الآنِ ولدَ و الآن مَات
في غزة ،يرتوي الزيتون من كف الشّهيـدِ ،تُرابَها مَدافع ، حِجَارتها رصَاص ،و ينْبتُ العُشْب بلَون أصْفَر
يَا بلادي فِي غزة ،يُودّعُون كلّ يَوم حَفنة مِنْ تُرَاب ،هِي فِي الأصْلِ نَجْمَة في السّمَاء

نسرين بن لكحل.

سكنتُ ذات غفوةٍ جنة المحبوبِ
عشت به..تنفستُ صعداءه وغمست شفتي
أشرب من أكفّ قلبهِ
وأنهل من أفيائهِ سرّ البقاء والخلود!

لستُ أدري إلى أيّ عرسٍ من الحبّ
يتطلع قلبي
وكلّ القادمِ لن يكون كما كان الأمسُ !

فستان الوحدةِ لا زال يأكلُ جزءاً من مفاتنِ جسدي
مستمتعاً ببياضٍ يعارك عطر البيلسان ولونه !

لا أبالي في المغيبِ إلا لطفلِ روحي
وهو ينظر لوجه السماء الداكن
ومتى ينفرجُ الفمُ لقبلةٍ صادقةٍ حانية!
منى الخالدي.

كنت بالأمس
وكاَلعَادة ,

أَمْتَشِقُ القَلمَ لأطْعَنَ بِهِ حَرْفي
فَيَنْزِفُ لِيُصْبِحَ أَحَدَ ضَحَايا مَقْبَرَةُ سَطْرِي
أَو يَسيرُ طَوعًا لِأمْرِي بين سَرَادِيبِ الضياع.


كُنْتُ بالأمْسِ ..

أَذْبَحُ الأيامَ
وَأُعَلِّقُ السَّاعاتَ لِتَتَدَلَّى عِظَامَ عَقَارِبِها
فَأُحْدِثُ مَجْزَرَةٌ للزَّمَنِ
ثُمَّ أَفِرُّ مِنَ العَدَالَةِ
فَأَرْتَكِب جَرِيمَة في حقَّ نَفْسي وفي حَقِّ وقتي .


في المَاضي ..

لمْ أُبْصرْ غَيرَ لَونٍ مٌعْدَمٍ ..
قَدْ وَطَأنيَ الحُزْن
وَعَانقَ أَملي السَّراب
والتَحَفَ قَلْبِيَ الألَم

براءة الجودي.

مطر النُّور

... ويتساقط المطر نوراً يسقي الرُّوح العطشى بالتقاء قطبي مستحيلٍ
على ضفاف الفرح المعشق بالحلم؛ المزخرف بالأمل؛ المعطر بالطهور من الزلال.
تسمو اللحظة لندرة الرفعة؛ قد لاتعود ثانية بعد التقاء الرُّوح بالنور؛
تسجد الجبهة بسكون لخالق الممكن واللاممكن؛
خالق الكون وقوانين الوجود، ويظل النور مضاءً بالفرح.

بقلم
زاهية بنت البحر

ليلتنا الخالدة
عديني يا حبيبتي أن تختزلي عمرنا في هذه الليلة، وعديني أن تحركي في مسيرة حياتنا فقط قاطرة هذه الليلة،
وعديني أن تقبريني هذه الليلة بين رمشيك فلا أحيا بعدها، وأن تسقميني بإدمان حضنك فلا أشفى بعده أبدا،
وأن تخلطيني بشيء من حديثك، وشيء من سلاف ريقك، وشيء من دفء صدرك، وشيء من ورد متنك،
وشيء من تعويذة نظرتك ..فأعيشك طعما، وريحاً، ولوناً....
أتعبيني هذه الليلة بقدر ما تشاءين، وبزخم ما تشتهين من إعيائي، فإني فارسك
المعتلي صهوة التعب استراحةً، المكتري طي الظلام استباحةً،
لا أدري أمن السحاب تحدرت إليك ، أم من فجاج الأرض استطلت بين يديك؟؟ .

أتعبيني فإن رياح الشوق في داخلي هُوجٌ في انطلاقها، هوج في تلاطمها، تمضي مُضيَّ الصارم فلا قاطع أمامها يظل قاطعاً،
ولا قائم يدوم قائماً، كذاك هي روحي الخاطفة كل مانع دونك، لا تدع بينك وبينها حائلاً حسوداً، ولا عاذلاً نكوداً..
وأنت يا جنون عقلي متعبة في كل شيء، لأنك لا تتعبيني إلا بقدر ما تريحينني..آه يا من بك كما هو الحال علي منك.
أتعبيني فهذا موعد التعب لأرواح ظمئت إلى الظمأ أشد من تعطشها إلى الري...أحبك أنت يا أحلى أنفاس هذه الليلة.

عتيق بن راشد الفلاسي.

عملية إرهابية.

في دستور الحبّ المفدّى
قد أُبيح الإرهاب
وفي قلوب الطهرِ والعفاف
تمرّد العشق
فبدأتْ معهُ
رحلةٌ جديدة

مدادها عبواتٌ مفخخة
يفجّرها الحبيب مزروعةً
على صدر الحبيبة
وحسب قانون الطبيعة
وهبتكَ قلباً وحباً وجبيناً طاهراً
لم يمسسه قبلك إنسيّا..!

تماديت وغرزت بعنفٍ أظافرك
وأفرغت ما بداخلهِ
من دهاليز شوقٍ كانت بكَ ممتلئة
حتى ملأتني.. رئةً وقلباً وكبداً
تحملُ أسلاكاً شائكة

معبدة طرقها بأفواهٍ عطشى
تمرّ من فوقها سحبي ثكلى
دون أجنحةٍ دون روحٍ دون سبيل!!
وأنتَ لاهٍ بسحرٍ
قد عماك وأدمى منك مقلتيّ

أيّ روحٍ مقاتلة تلك التي تسكنك!!
وأيّ عهدٍ ذلك الذي قطعته
وأنت مضطجعٌ كالطفلِ تتوسد شعري
الذي ربيّتهُ لأجلك..!!
كلّ شيء في رحيلك مات

إلا ذكراك..باقية
تتجدد مع كلّ عبوة
تزرعها على دربي
وفي قلبي تنفجر!!

سأحفر الصخر بأظافري
وأستخرج مخطوطة إرهابك
أنسفكَ في لحظة
لِتموت أنت بين يديّ
أنثىً ميتة
وتنتهي القصة!!
ميم..

منى الخالدي.