مالي أراه محلِّقا** ويعودُ يبغي مغنمَا؟!.
فتراهُ إن هيَ أقبلتْ**ملأ الفضاء ترنُّما.
وتراه إنْ هيَ أدبرَتْ**كفتًى سقوهُ العلقما..
إنْ غرَّدَتْ غنَّى وإنْ **سكتَتْ تجدْه تلعثَمَا.
ويدور في الحالين مجنونًا يعدُّ الأنجما..
فالريشُ منفوشٌ كما** لو أنه ليثُ الحِمَى.
والوجه منقوشٌ بمــا **صنع الغرام ومــا... ومـــا
والجسم أذبله الهوى** والكفُّ مصبوغٌ دِمَا.
وهو الذي بالأمس كان مُزَيَّنًا ومُهنْدَمَا.
وهو الذي قبلَ الهوى** ملأَ الفضاءَ تبسُّمَا.
في العدل فيه تبسَّمَا**في العدل عنه تألما
غنَّى على نغمي فصــــاحَ بلهفة متألِّمَا.
وتهُزُّهُ ريحُ الصَّبَـا ** ويبلُّهُ غيثٌ همَى
حالٌ أشقُّ إذنْ فمــا**دوحي يميل تهيما.
قد هاج شوقي كلَّما ** ألفيتُهُ مترنِّمَا.
وأسال دمعي عندما **ولَّى يحلِّق في السَّما.
يرجو الحبيبة وهْي لا ** تدري بصب أُغْرَما
والشُّهْب تترى في الدُّجى **لاحتْ هنالك أسْهُما .
بيضاءَ تلمعُ لم تنلْ ** لحمًا تصيبُ ولا دَمَا .
والبدر مدَّ جَبينَهُ ** بين الرَّبابِ مُسَلِّمَا .
فكأنَّهُ وجهُ المليـــحة قـد بدى متلثِّمَا .
حَجَبَتْ ضياهُ سَتائرٌ**بيضٌ بدَى منها لَمَى
و ترى النجوم كأنها ** حبٌّ تلألأَ منْظَمَا.
فتعد عيني زمرةً** منها إذا صفت السما
لكن يبعثر عدَّها ** لبد السحاب مغيما
أمشي الهوينى وهو مثلي سائر بدر السما.
وكأنه لمَّا ينمْ ** مثلي يعدُّ الأنجما ؟