أنتِ بدرٌ في وجوهِ الأَقنعةْ
أنتِ بَحرٌ في عيونِ الأشرعةْ
أنتِ لم تسعي على الدربِ ...سراباً
حين خط الفنُ حانوتاً ...لفتاةٍ مولعةْ
أنتِ لم تُكسي بآهاتِ قلوبٍ موجعةْ
أنتِ ما سامرتي خلاً .. ولا مايلتي رقصاً
ولا داويتي كأساً مترعةْ
~~
أنتِ ما لامستي عودَ الدندنةْ
أنتِ ما أَغراكِ لَغوْ الألسنةْ
أنتِ ما أثناكِ عَجَاجُ الأَزمنةْ
أنتِ ما زلتي ..على الطهرِ فتاهْ
فاكتبي للوردِ عُنْوانَ شذاهْ
وإذا ما الطيرُ حلقْ ..فاعزفي لحنَ غُناهْ
~~
أنتِ مازلتي ..
ترينَ في الأنثى كياناً وطوفان مشاعرْ ..
أنتِ ياحواءُ تاجُ حرائرْ
أنتِ في الجودِ مدى يمنحُ الكونَ فضاءً
وشموخَ مَنَائرْ
~~
دوحةٌ غناءُ بكرٌ..لم يلوثها دُخانُ المراكبْ
لم تزلْ تُغدقْ.. من عذبِ المشاربْ
في أمانٍ وسلامٍ عن كفِ المخالبْ
فيكِ للطير وعين الغيد والزهر ..مآربْ
~~
فهي ياقوم : بنتٌ دانةٌ
تعشقُ الإبحارَ في خِدرِ الصدفْ
وهي ياقوم : أختٌ يافعٌ
تدفعُ الأوغادَ عن تاجِ الشرفْ
وهي ياقوم : أمٌ نخلةٌ
تَمنحُ الأجيال تمراًو سعفْ
وهي ياقوم :عَروسٌ جَنَّةٌ
بَلسمُ الوجدانَ شوقاً مُخْتلَِفْ
ألبسوها عِزَّةً ياقومْ
تَسمو عن ملذاتِ الترفْ
فهي لم تخلق كجراتِ الخزفْ
~~
قولي لهم :
هلْ كتبتوني على الصفحاتِ .. رسماً ؟!
أم زرعتوني على الطرقاتِ .. زهراً ؟!
أم عشقتمْ مرتع الحاناتِ .. رقصاً ؟!
~~
هكذا أنتم ياحُمَاةَ العرضِ ليلكم عزف النَّغمْ
ارجعوني قلعتي دُرَّاً مصوناً
صَافِياً كَالنبَّعِ .. في أرض القيم
امنحوني رضعةَ الأَطفالِ من حنانِ الأم ثدياً
ودعوني أزرعُ البيتَ لملاذِ الزوجِ جيداً
إنني لم أعرف سوى الأنثى .. ملاكاً
أنا لم أنظرْ لأحلامِ وعودِكمْ ولم أبكي على موتِ بطلْ
أنا مازلتُ أبني همتي .. مملكةَ الأملْ
وأَرى في سَاعةِ الأَسْحَارِ فَجْراً صَادِقاً
يُخبرُ الأفاقَ
أَنَّنِي أُخْتُ الرَّجلْ .
\
/
\
عائض القرني