أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سورة الملك المانعة من عذاب القبر.

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي سورة الملك المانعة من عذاب القبر.

    سورة الملك المانعة من عذاب القبر

    سورة تبارك
    ما السر في سورة الملك؟ لماذا كانت مانعة من عذاب القبر؟
    الشيخ خالد اسماعيل
    “إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك”.


    القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه الإنسان كان ما بعده أيسر منه وإن لم ينجو فما بعده أشدّ. غدًا ستدفن في قبرك فأعدّ لذلك الموقف عدّة تنجيك من أهواله. ستسمع خف نعال أهلك بعدما يضعوك في قبرك وتبقى وحيدا وسيأتيك ملائكة تسألك وعندها يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت.
    تأملوا في أسئلة القبر كلها تدور حول العقيدة والإيمان: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فأعظم سبب للثبات في القبر أن تحقق الإيمان والعقيدة ولذلك قبل آية التثبيت ضرب الله تعالى مثل شجرة التوحيد في قلب المسلم (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿٢٤﴾ إبراهيم)
    فالمسلم لو ثبّت في قلبه كلمة التوحيد لا إله إلا الله بالمحبة والإخلاص لله والخشية وعاش على ذلك ظهر ذلك على جوارحه بالأعمال الصالحة (وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿٢٤﴾ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) هذا يثبته الله تعالى في الدنيا والآخرة ولهذا قال بعد المثل (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)
    فأعظم سبب يثبتك أيها المسلم في قبرك أن تحقق الإيمان وتوحيد الله تعالى وأن يكون الإيمان حيًا في قلبك ويظهر على جوارحك بالأعمال الصالحة تؤدي الواجبات وتمتنع عن المحرمات ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله وتقول بقلبك وأعمالك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فتجيب عن أسئلة القبر.
    سورة الملك ترسّخ الإيمان وتجعله حيّا في قلوبنا، فالمسلم إذا تدبر السورة وعمل بما فيها أصبح الإيمان حيّا في قلبه وعبد الله وحده وخضع له وانكسر لملك الله تعالى ولصفة الملك لله تعالى وأقبل على الله وأصبح لسانه رطبًا من ذكر الله.
    السر الذي في السورة أنها تربط قلوبنا بالله تعالى في كل ما نراه من حولنا، يذكر الله تعالى صورًا من صور ملكه إذا تفكر فيها المسلم خضع لله تعالى وتكشف عن الحقائق وتربط القلوب بالملك العظيم فلا يزال المسلم يذكر الله تعالى في كل حركاته ونظراته.

    افتتحت بتقرير ملك الله جلّ وعلا فتخضع القلوب له وتعبده (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١﴾)
    (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿٢﴾) يستعد المسلم لما خُلق من أجله ويعمل لآخرته ويثبت في قبره.
    لما تذكر السورة صور الملك تربط القلوب بالله، لا تنظر إلى السماوات والأرض نظرة مجردة (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) تفكر في ملك الله ليعظم الله في قلبك.
    ثم ذكر تعالى ملكه في الآخرة فالملك الحق هو الذي يجازي عباده في الآخرة (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١٢﴾)
    ثم ذكر الأرض (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) لكن قلوبكم معلقة بالله (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) استشعر أنك ستعود إلى الله.
    ثم يربط القلوب بالله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴿١٦﴾) وأنت تمشي على هذه الأرض استشعر أنك تمشي برحمة الله ومشيئته ولو شاء خسف بنا الأرض (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴿١٧﴾) فيتعلق القلب بالله تعالى
    (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) إذا رأيت الطير المخلوق الصغير يطير بين السموات والأرض في الكون الشاسع لا تنظر إليه نظرة مجردة بل استشعر قدرة الله تعالى (مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) كما يرى هذا الطير يراك وكما يمسك هذا الطير فإنه قادر عليك. كلما قلبت بصرك في مخلوقات الله تعالى استشعر عظمته سبحانه وقدرته
    ثم يقول (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ) القوة بيد الله (إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)
    والرزق بيد الله (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴿٢١﴾)
    (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴿٢٣﴾ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾) هذه الآيات تجعل القلب يتعلق بالله وحده.
    ثم تختم السورة بهذه الصورة من صور الملك (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا) الماء مادة الحياة (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) من يأتيكم بالماء؟ الملك الذي بيده الملك. فالمسلم إذا عاش مع الكون بهذه الطريقة دائما يستشعر أن الله تعالى هو الذي يحرك الكون وهو الذي خلقه فينتقل من توحيد الربوبية والتفكر في مخلوقات الله إلى توحيد الألوهية والعبادة لله تعالى فيخضع له وحده ويعبده وحده ويذكره كلما قلّب بصره في هذا الملك. وبهذا يحيا الإيمان في قلوبنا فلا نكون من الغافلين وإذا رسخ الإيمان في القلوب فهو أعظم سبب للتثبيت في القبر.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,101
    المواضيع : 317
    الردود : 21101
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((وددتُ أنها في قلب كل إنسان مِن أمتي))[1].
    وهذا إرشاد منه عليه الصلاة والسلام لكل مسلم أن يحفظ هذه السورة، ويعلّمها أهله وجيرانه.
    فإنها المنجية، وهي المجادِلة، تجادل وتخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب إلى ربها
    أن يُنجيه من النار إذا كانت في جوفه، وينجي الله بها صاحبها من عذاب القبر.

    بارك الله فيك أسيل ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي