من كل قافلةٍ جاءوا بلا سببِ
يلطخون قميص الصدق بالكذب
وأي قابلةٍ مروا على يدها
يعلِّقون أكاذيباً على النسب
كأنهم قوم موسى في تجبرهم
يمجِّدون إلهاً صِيغ من ذهب
كفتية الكهف كنا حينما لبسوا
ثوب السُبات ، فمن كَرْبٍ إلى كُرَب
قومٌ سكارى ، على أرواحنا رقصوا
يدنّسون تراب الجد باللعب
ظلت إلى النار دعواهم تلاحقنا
فأشعلوها بنا كالغاز والحطب
خُنَّا الديار وخانتنا مقاصدنا
فاسَّاقط الجسم بالعلّات والوصب
باسم العروبة هم ، لكنهم شَرَكٌ
إذا انتسبت لهم لاقيتَ من نَصَب
باعوا العروبة في مكرٍ وفي سفهٍ
باسم السلام وباسم الله والكتب
ما أعجب السوط يُغوينا فنطلبه
ونرتجيه ، فما أغباه من طلب !!!
تقطَّع المجد أشلاءً مبعثرةً
من الفرات إلى الأقصى إلى حلب
والجالسون على عرش الحياة همُ
بعض البغاة بعقلٍ فارغٍ خَرِب
السارقون همُ والغاصبون همُ
والشاربون دمي جهراً بلا سبب
يؤذِّنون ولا تقوى حناجرهم
ويخلعون رداء الحق في عجب
يقايضون بنا والشرك من يدهم
ويزرعون لنا مجداً من العطب
تبت عيونٌ رأت في كفرهم شرفاً
وكلما أشرقت ترنو إلى الهرب
تبت قلوب رأت في الخوف مأمنها
وسلَّمت خفقها طوعاً لمغتصب
كلُ الحروف تراءت حيث نعرفها
وأحرف المجد والأوطان في حُجُب
أنا المُضيِّع عمري في هواكَ وإن
أنخت راحلتي في ساحة الذهب
انا ابن مصر وكل الغارقين معي
في الحب ، أفئدةٌ ترنو لمغترب
أنا ابن مصر وتحميني عباءتها
ويستجير بها من جدَّ في الطلب