وقفْتُ على شَفير الصّمْتِ أعترفُ
بأنّي في عُباب البحرِ أنْجَرفُ
وأنَّ على شِغافِي ريشُ عصفورٍ وأجنِحَةٌ
ترفُّ رَفيفَ نبْضٍ هزَّهُ الشَّغفُ
وقفتُ أعانِقُ الإيقاعَ مُرتَعِشاً وبي شَجَنٌ
يُلحِّنُهُ بلا وَترٍ وَجيبُ القلبِ كالنّاياتِ منه الحرفُ يغترفُ
مفاعلتن تجلّتْ فاستَقامَ العودُ ريّاناً
وأطلقَ جذرُهُ نعْماناً وريحانا
تهدّجَ يسأل الأوطانَ إسْكانا
فذكّرَني بِمنْفانا
وحلَّ الليلُ يجلدُني بسُهْدٍ..كيفَ ينكَشفُ؟
يُقهْقهُ كالعُواءِ وينثني نحوي ليُمطرَني
بيانُ الكَشْفِ أسئلة بغير جَوابِها لن يُكسَرَ الصَّلَفُ
ويزجرَني بنظرته الصَّغيرُ الصَّاغرُ الجَلِفُ
على جمْر الغَضا قلبي يُقلِّبُني
وَجرْحي نازفاً ما زالَ يرتعِفُ
لأنَّكَ صاحِبي أنعشْتَ ذاكرَتي
لأذكُرَ خيْبَتي إذْ تاهَتِ الياءاتُ لمّا ضلَّت الألِفُ
***
أزيزُ الحرْفِ في بدَني رصاصَتُهُ
قَصيدَتُهُ
حَرائقُها
وبي صهدُ الحُروفِ وسَوْرةُ الغضَبِ
هَزيم الرَّعدِ في سُحُبي
مفاعلتن تُؤرقني
وبرْقي خُلَّبٌ يَجترُّهُ لهَبي
رحيق الضادِ تنعشني سلافَتُهُ
ونكهة نسْغهِ ببَدائع الأشعار تُحْييني
هِيَ الترياقُ، مِنْ كدَري تُحرِّرنُي
وتنمو في شراييني
سنابلُ قمْحِها في الرّوحِ ساجِدَة
حَفيفُها يَصِلُ السّماءَ بليلة الإسراء
صلاة القلبِ من جرحِ الفلسطيني
وتلكَ قضيَّتي الكبرى
هِيَ الشَّرَفُ
تشاغلني مُسائِلُه وألقاني بهِ كَلِفُ
يُساكِنُني وَأسْكُنهُ
وَترويني جَداولهُ
خريرُ الماءِ أغنِيَتي
أطوفُ أفتشُ الأوطانَ عن سَكَنٍ
فَمَنْ يُصغي لأمْنِيَتي
لعلّ يَعودُ طيري مِنْ مَهاجِرهِ
ليَبْنيَ عشَّهُ في سدرة الوَطنِ
****
ولمّا قام عبد اللهِ يدعونا لنسجدَ سجدَة الصّبحٍ
وقد ثمِلوا "بشُرْب الهيمِ" من كأس
ومن نكْسٍ إلى نكْسٍ على رأس
رأيتُ الكوْنَ ممدوداً
ثعالبُهُ تمارسُ لعبة الإغواءِ
تنزو نزْوَة الإسْفادِ في غيبوبَة الشَّمْسِ
رأيتُ الكونَ مُمتقِعاُ
وأرنَبُهُ يَسُلُّ السَّيفَ
في الآكامِ والآسادُ غُمَّ زئيرُها بغَوامضِ الشرْحِ
وصَبِّ المِلْح في الجرْح
***
بحرف الفاء تجلدُني حروف الجَلدِ
حين الفاءُ تمْطرُ في شَراينني
وحينَ السينُ تسألني عن الأسرار
والأوْزارِ
والأدوارِ
والأسوارِ
دمْعُ اللاّم يشقيني
ونطْقُ الطّاءِ يسألني
عن الإنسان والطينِ
حَنين النّونِ للبيّارَة الثَّكلى
أنينُ الياءِ في يافا
وتبقى قبلَتي الأولى
ومَأوى الرّوح في القدسِ
***
على أرْجوحَةٍ رَقَصَ البَهاليلٌ
وَكان الرَّقْصُ مَعجزةً
تُراوغُ عيْنَ مشْدوهٍ
بِرَفْعَتِها
وَسَقْطتِها
وَطَلْعَتِها
وخَيْبَتِها
ألمْ يدْركْ سَرابَ الرَّقصِ بُهلولُ ؟
أما كانتْ طقوس الحفْلِ دمْدَمَةً
طلاسِمُها
رَمادٌ ذُرَّ في الرَّيحِ
أمْ رَمَدٌ
تَفَشّى والقَذى في العينِ مَسؤولُ؟!
مُفاعِلتنْ على حَرَدٍ
تُراها أمْ عَلى غَضَبِ
تُراوِحُ بينَ مَغصوبٍ ومُغتَصِبِ
وَتقرأُ عن أبي لَهَبِِ
وعنْ "حمّالة الحَطَبِ"