أيها القسامي ترجل.......إلى عليين حيث مكان ...... يامن اهتزت بجبروتك عروش بني صهيون ..... لقاؤنا في جنات الرحمن ونحن وراءك سائرون .....عماد ابن المخيم مخيم الثورة جباليا دمك الوقود ووالله لن نستسلم
لكي تبقون في ذاكرتنا وانتم كذلك :( اناس صنعوا التاريخ ) : يوميا على الدوحة
الشهيد عماد عقل (أبو حسين)
المولد والتربية
ولد الشهيد البطل عماد حسن إبراهيم عقل في مخيم جباليا سنة 1971م، كان والده يعمل مؤذنا في مسجد الشهداء. لقد عَمَرَ الإيمان قلب عماد منذ نعومة أظفاره حيث اعتاد ارتياد المساجد ونما وترعرع بين جدرانها، وتتلمذ علي مائدة القرآن الكريم في مسجد الشهداء وتلقي العلم والتربية فيه فنما وترعرع في طاعة الله عز وجل فتوقدت فيه مشاعر حب الجهاد والاستشهاد، وما أن بدأت الانتفاضة عام 1987 م والتي شارك فيها عماد منذ اللحظة الأولى فكان له دور بارز ومميز حيث عمل على تجميع الشباب واستنهاض هممهم وتجنيد العناصر للانخراط في صفوف حركة حماس وشارك بفعالية في المواجهات والاشتباكات وكون مع أعضاء من حركة حماس مجموعات لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.
فترة الاعتقال
اعتقل الشهيد للمرة الأولى بتاريخ 23/9/1988م مع شقيقه عادل وذلك بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس أمضى آنذاك في السجن 18 شهرا، وبعد الإفراج عنه بمدة قصيرة اعتقل للمرة الثانية مدة شهر، وقد كان يقوم خلال فترة اعتقاله بتجنيد بعض الشباب لحركة حماس من داخل السجن، وقد عرف عنه أنه قام بمهام التحقيق مع العملاء داخل السجن. وبعد خروجه من السجن لم يرض شهيدنا أن يبقى جهاده مقتصرا على الحجر والمقلاع بل راح يبحث عن درجة أعلى من ذلك، فالتحق بإحدى المجموعات الفاعلة في القطاع والتي كانت تسمى "مجموعة الشهداء " وقام من خلال هذه المجموعة بملاحقة العملاء وتصفية بعضهم، ثم اندمج في الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" وبدأ ممارسة مهامه الجهادية على أفضل ما يكون.
فترة المطاردة
بدأت مطاردة الشهيد عماد في كانون الأول عام 91 الأمر الذي فرض عليه أن يبقى على أهبة الاستعداد حمل روحه على كفه كما بندقيته على كتفه رغم الملاحقة الحثيثة من قبل قوات الاحتلال ومجموعات المستعربين، وكان عماد دائم التحرك لا يعرف المخابئ يقتنص الفرصة ليطلق فيها النار على العدو، وقد تعرض للحصار من قبل قوات الاحتلال ومجموعات المستعربين أكثر من 7 مرات، وفي كل مرة كان ينجح بالتخلص بفضل الله ثم بفضل خفته ورشاقته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية ،وكان اليهود يطلقون عليه لقب المطارد ذو الأرواح السبعة، يقول الصحفي الإسرائيلي روزن " تبني هذا الشخص أساليب ذكية جعلت مهمة اقتفاء أثره من قبل القوات الإسرائيلية مهمة شاقة. إن مطاردة عماد عقل كانت من العمليات الصعبة المعقدة في تاريخ عمليات المطاردة التي قامت بها أجهزة الأمن الإسرائيلي".
انتقاله إلى الضفة الغربية
بعد انتقاله إلى الضفة الغربية واصل جهاده دون هوادة حيث كان همه الأول قتل وإصابة أكبر عدد ممكن من جنود الاحتلال ومستوطنيه وذلك حباً في إشفاء صدره وصدور المؤمنين في قتل اليهود قبل أن ينال الشهادة، فكان يواصل الليل بالنهار يتحين الفرصة لينقض عليهم ويصليهم بنيران رشاشة يزرع القتل والرعب في صفوفهم حتى غدا يتصورونه شبحاً يطاردهم ليل نهار، وقام أثناء تواجده في الضفة الغربية بتشكيل خلايا مسلحة ونظم عدداً من فرسان الخليل وبعد تدريبهم على السلاح قام وإياهم بعدة عمليات ناجحة أربكت أجهزة الأمن الإسرائيلية، ثم عاد إلى القطاع بتاريخ 23/11/1992م، ورغم اشتداد الحصار حوله إلا أنه أثر البقاء في الميدان والثبات في الوطن على الخروج خارج الوطن وترك الساحة، وكان يقول عبارته الشهيرة "سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة إن شاء الله".
رابين يساوم...!!!
بعد أن فشلت أجهزة المخابرات الصهيونية في الوصول إلى جنرال حماس وتصفيته لجأت إلى أسلوب آخر وهو المساومة حيث أن رئيس الوزراء الصهيوني رابين اتصل بأهله وعرض عليهم أن يخرج عماد إلى مصر أو الأردن بسلام على أن يعود بعد ثلاثة سنوات دون أن يقدم إلى المحاكمة فرد عماد بقولته "ان رابين لا يستطيع أن يمنع شابا قرر أن يموت"، وهكذا أخذ عماد بندقيته وانتظر في ليلة الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 92 على مدخل حي الشيخ رضوان في غزة ليردي برصاصه جنديا صهيونيا، وبعدها بشهر كان يربض أمام مفرق الشجاعية في مدينة غزة ليصرع ثلاثة من الجنود بينهم ضابط كبير، وفي نفس المفرق وبعد حوالي شهر استطاع أن يصيب اثنين من جنود الصهاينة، وفي شهر مارس كانت رصاصاته تخترق أجساد ثلاثة من جنود الاحتلال في جباليا، وغرب الشيخ رضوان عند منطقة السودانية كان عماد هناك وذلك في 20/3/1993م ليصرع ثلاثة من جنود الاحتلال، ثم قفز إلى حي الزيتون ليقتل ثلاثة آخرين، ثم كان في الخليل ليصرع جنديا ويجرح آخر، وهكذا نفذ عماد خلال سنتين من المطاردة أكثر من 40 عملية منها إطلاق نار على الجنود والمستوطنين وخطف العملاء والتحقيق معهم وقتل العديد منهم.
موعده مع الشهادة
وفيما كانت هذه الروح تسابق الزمن من مكان لآخر تبحث عن جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين كان جنود الاحتلال يتربصون به وانتشر جنودها وعملاؤها في كل مكان بحثا عن هذا القنبلة الموقوتة، وفي مساء يوم الأربعاء 24/11/1993م كانت فلسطين على موعد مع رحيل بطل طالما توسمت فيه الأمل والفجر لقد كان استشهاده ملحمة بطولية رائدة وهو يقف بسلاحه الشخصي ــ صائماً ــ بعد أن صلى ركعتي قبل الشهادة وحوصر عماد بقوة كبيرة من الجيش وحرس الحدود وأكثر من 60 سيارة عسكرية فظل يقاومهم بسلاحه وجسده حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد أن أصيب بأكثر من 70 رصاصة أصابت جسده الطاهر فمزقته حتى أن أمه لم تتمكن من التعرف عليه ولا على ملامح وجهه ولم تستطع أن تقبله إلا من بعض أجزاء جسده الطاهر، فنال بذلك عماد ما أراد بالفوز بالشهادة.