منذ أن عرفتكِ كان هاجسي الاول ان لا أرى في عينيك قطرات الدموع..لكنني لم أفكر في ذات الدمعة ..وكيف أنها تمتزج بالروح المفعمة بالحب عندما نمطرها سيلاً عارماً!..ولم استوعب نفسي في وهلة الحب الاولى ولا الاخيرة كيف سأبكي ..عادة نبكي لنعلن عن ألمنا أو عن دخول شيء ما في قزحية أعيننا ..أو حتى عن الفرحة التي تجعلنا نقفز وهي عادة ما تكون قليلة أو معدومة !...إذن للدموع خاصيتها الحزينة في أغلب الاحيان ..لم أعرف أن الدمعة ستعلن نفسها في خضم خساراتي المتتالية ..ولم أكن أعرف أن لها طعماً آخر ولوناً آخر وشكلاً محورياً جميلاً آخر ..هيَ ذاتها لكنّها ليست كما السابق ..تعرفين لماذا ....لأنها لكِ ..أو عليكِ ..أو بكِ ..إذن لن أتجاوب مع واقعية الحقيقة في لفظ أسم الدمعة لتترك في ذهني صورة القطرة التي تهطل من الوجنتين ..سأتركها كما هي بلونها الأخضر الفاتح .. وشكلها المتسرّح من امواج الخصلات السوداء في شعركِ !..ساتركها شهدية الطعم.. وحريرية الملمس ....ها قد مرّت دمعتي بهدوء بين يديكِ وبأنسيابية عالية..ها قد عرفتُ ما معنى ان نبكي لنعلن أننا فقدنا أنفسنا ..هل شعرت بهذا الوجع في راحة يديكِ ..أنها تنسلخ من ذاتها ومن آلامها لتعبر عن أتقادها مصباحاً يضيء لكِ درباً آخر غير دربي ..ووجهاً آخر غير وجهي الحزين ..وأسماً آخر غير اسمي .. أعلن أنّي قد فقدت آخر دمعة متلونة ..لأترك المحيط يهنئ بسلام في زرقته الساحرة ...
...................
إحسان