الطواويس الغبشا
رواية عبدالرؤوف فضل الله
السباحة ضد اتجاه التيار
صديق الحلو
مدينة ام ضوا بان تأسرني بسحرها الاخاذ وذاك الألق.
تفرهد الارض برزاز المطر.تنتشيء.احس بالحنان والدفء وذاك الطهر. عندما اطوف في ربوعها احس بالذروة.لغمامها ود خاص
اشجار السنط والطلح والقماري تقوقي والعصافير تزقزق فوقها.
كرم اهلها الذي لايضاهي
اعتدادهم بانفسهم وهي كسودان مصغر فيها مختلف الالوان والمشارب.التنوع الثقافي
علي كايا.كندرا ونزار
وامشاج الاصول كالفسيفساء ملونة شديدة التوهج.
تجد فيها السكينة وذاك الاطمئنان.
سوق ام ضوا بان في عصر الجمعة له طعم ولون ورائحة.
الثقافة هنا متجذرة في شبابها المتعلم الواعي.
اذن ود ناصر لصلاة الظهر خرجنا من خلاوينا كالطواويس.نختال في كبرياء وزهو.
شجرة النيم ،السوق ،الحفير ،القبة ،الخلاوي.
السراي من يعبدون ليلا
والكراي الذين يدفعون بسخاء
والشراي الذين يقومون بالخدمة.كلهم كانوا هناك
في الحقيقة هارون دبليبة هو هارون دقليبة كما ينطقها الفقراء.

عند الزروة يقع الفناء

عبدالرؤوف فضل الله انجز نص متميز وهو كاتب مبدع.في رواية الطواويس الغبشاء
صبر وجاهد وافني فتمكن من كتابة باذخة فيها المشترك الانساني والمغاير
في خضم الأختلافات اذ نتابع معه سيرة هارون دبليبة مع ابن عمته ابكر اخو بقارة عشيق عثمان
عمل توثيقي واقعي.مما منح الرواية خصوصية كبيرة.سحر السرد وسلاسته زاد من متعة قراءتها.احداث مثيرة ومتتالية.
ل عبدالرؤوف القدرة علي احتمال الحنين والشجن وكتم الآهات.وعلي قدر العزم يكون وضوح الرؤيا
الطواويس الغبشا رواية علي ايقاعها تتمايل الجهات الاربعة.تتقارب حواف الكون ينتظم دوران الكواكب وتعيش الشخوص بكل الحب من افريقيا وغرب السودان.شماله ووسطه.
رواية من الحنين الممض والحنان الدفاق.
من يثابر يصل.آسيا بقوامها الفاره وانوثتها
الكونية تضبط جسدها علي النغمات تدوزن ايقاعها.تبعث موجاتها عبر الاثير الي اقاصي تخوم الدنيا.
ويتلقفها هارون دبليلة
واذ يدرك علي الاكتمال
يبدا دوران هارون يتحول الي نقطة الي افول لامفر منه ولا ادراك.
هارون دبليبة ماسك المفاتيح.
ايوب الامهق يريد ان يسكن في خلوة الاتقياء
ابكر اخوبقارة ابن عمتي
كان مع المثلي عثمان الذي تنتح مؤخرته
قلت له لقد كبرت علي هذه الاشياء
ترك ابكر الدرس من اجله.
اصطاد هارون كبكبة البعشوم ونام مع خادم الله بعد ان شرب صفيحة كاملة من المريسة لوحده
البطحاني لم يترك شيء للآخرين عتيق بزرعه للخير
رواية تتقد فيها الرغبات
كتابة منفتحة مليئة بالرموز السياسية والدينية وتفسح المجال لمختلف التاويلات
كتابة جديدة وافكار غير مطروقة واقانيم المسكوت عنه طرقها عبدالرؤوف بجرأة غير هياب ولاوجل ولج آفاق مختلفة
الذاكرة السرية لطلاب المسيد خيال مجنح يتخلل الحكي
الفانتازيا والخرافة حاضران بقوة.الغواية ولذة النص وسحر البيان
هنا تشتم رائحة الارض العتيقة.شجرة النيم الضخمة
تحاول الاصغاء الي اصوات الليل فئ ام ضوا بان تتعرف عليها تالفها
تتعايش معها
لاتستطيع اخفاء الدهشة
وانت تحدق في الرئيس وهو يتبرع للمسيد ولم نر لتبرعه اثرا حتي الآن
كبلنق…كبلنق صوت المكية تحت موطئها هارون دبيليلة
تمرده الدائم وهربه المتكرر
دائمآ مايقبض عليه وارجاعه للمسيد وضربه بسوط العنج
حظه العاثر يقف عقبة في نيل حريته
الفقراء يحومون حول تقابة النار كانهم سرب من طيور الطاؤوس.غبش
شعث.المسيد مثل رابط الاخوة.
يقول لي عبدالرحمن البطحاني صديقي مواسيا
ياهارون الشك يضعف الايمان تدرج حتي تصل
مرتبة بين العاشق والذليل والمترجي.
المحير في الموضوع
ان آسيًا لاتعرف شخصا اسمه هارون دبليبة
وعد غامض بالوصول مع
الشيخ الذي قابله هارون
في الطريق
يحدق تلوح خضرة درجة من الخصوبة الريانة واليانعة
الذاكرة هنا في الطواويس الغبشا متماهيه
وتتغير الظلال عثمان المثلي شباب الفقراء يغوصون في مراهقتهم
ساحة الخرا….
هل تتواري الدهشة والتساؤلات تختفي والحيوات تمحي ويسبح هارون في كينونته بلا اطر
مصاغا من انسانية من طين وتراب.
يريد الارتقاء وتجره سلاسل المكية الي اسفل
قيد يكبلني قال لنا الشيخ
شدو حيلكم البحر عميق والمد واسع.
رواية محتجة ضد الظلم والاظلام وتعبر بالسرد علي ان يتوقف ذلك القمع.
لذلك صادروها
هل يجد الضحايا رغم النوايا الطيبة طريقهم للخلاص
الثمن مكلف جدا وبعيد المنال
هنا كانك تستاصل المستقبل
سهل جدا ان تقضي علي نبتة يانعة صعب اقتلاع الاشجار الضخمة
الجاهل لايتطور
المسوخ وحدها هي التي تنتقم
رواية تحكي عن ماضي تعس لابد ان يتغير.