متناثرٌ والشعرُ بعضُ حطامي
وفَمي البنادقُ والرَّصاصُ كلامي
وعليَّ تحتشدُ الحروفُ كأنَّها
وقَفَتْ لتشهدَ لحظَةَ الإلهامِ
ومُعلِّقاً حبلَ البيانِ بناطِقي
كمجاهد في ساحة الإعدامِ
أنا ما اعْتَنقْتُ الحبَّ إلا ساعةً
فتزاحمتْ في ساعتي أعوامِي
وبها عرفتُ الوجدَ أوَّلَ مَرَّةٍ
وبها عَرفْتُ مخالبَ الأوهامِ
أنا يا حداةَ الحبِّ ليلٌ عاشقٌ
ونهارُهُ مُتَلَثِّمٌ بلِثامِ
وأنا الفتى المنفيُّ في كتب الهوى
وأنا الذي سكنَ الغرامُ عِظامِي
كلُّ الحروبِ تجبَّرتْ فهزمتُها
وأمامَ حبِّكِ أعلنُ استسلامي
الحربُ يا وطني الجميلُ حكايةٌ
نشكو بها الآلامَ للآلامِ
فإذا ذكرتُك والحواجز بيننا
عودي إليَّ ولو بطيف منام
يا ثورةَ العشق التي أحببتُها
وغرامَ قلبي واكتمالَ هُيامي
عيناكِ تنطقُ كالسماء بنجمة
ويداكِ ثلجٌ دافئ الأنغام
عيناك نافذتانَ من وحي الهوى
تتراقصانِ بشُرفَة الأقلامِ
سبحان من أعطى العيونَ بلاغةً
نطقتْ محاسنُها بغير كلامِ
يا عطرَ نيسانَ المُعَتَّقِ في دمي
وعريشةً من ياسمينِ الشامِ
هل تذكرينَ دمشقَ تغزلُ حبَّنَا
وتلفُّنا بمعاطفِ الأحلامِ
نمشي كساقيَتينِ بين دروبها
محفورتينِ بمعولِ الأقدامِ
هل تذكرينَ دمشقَ كم حصدتْ بنا
مطراً تلبَّدَ تحتَ كَوْمِ غمامِ
وعلى كتابِ الحبِّ كم رسمتْ
لنا بيتاً وأطفالاً وعُشَّ حَمام
قالت -وقد كتبَتْ بعَقدِ قرانِنا-
عيشوا الحياةَ برحمةِ وسلامِ