أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: اسير داخل حذائي / دينا نبيل

  1. #1
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي اسير داخل حذائي / دينا نبيل

    أَسِــير دَاخِـــلَ حِـذَائــِي




    إنَّه دربُك .. وليس دربي !

    بحبَالي أربُطكَ .. أعقِدُ عليكَ ، وأحيط بِخُطاكَ ؛ كي أرسُمَها آثاراً على الرِّمال ، تتلبَّسُ بحِشاي لأقلّكَ أينما تشاء .. أشدُّك لألصِقَكَ بأمكَ الأولى ، فتعود جنيناً سائحاً في قرارها .. لا تشعرُ بالأمانِ إلا حينما تخبطُها في بطنها ، لا شيء يربطُكَ بها سوى حبلك .. ومن حبلك أسحبُك ، لا تلمْني إن فقدَتْ خُطَاكَ الطريقَ ووجدتَ نفسَك بلا مستقرٍ لقدميك ؛ فلستُ أنا دوماً مَنْ يجْترّك ، وإنما أنت من تسيرُ بداخلي .. مهما تمدَّدتَ فيّ ، تتحيّز في حدودِ قَوْلَبتي ولن تستطيعَ منها الفِكاكَ !..

    ...

    يحِلُّ رباطَهُ ..

    " ربما حسبتُكَ واسِعاً كفاية لتحتويني .. لتنقذَني من آلامي !
    لكن .. وجدتُني قابعاً خلفَ أسوارِكَ العاليةِ الضاربةِ إلى السَّواد تحجبُ عني البشر ، تفوحُ من جوانبكَ رائحةُ جثثٍ نتنةٍ لكل من سبقوني إليك .. أجساد لزجة انتفختْ وتحلَّلتْ .. صرتُ أطارِحُها ، أتأملُني فيها حتى اعتادتْ عيناي منظرَها ، وأذُني سكونَها المميت .. لا يقلقلُه إلا صوتُكَ المُتقطِّعُ .
    إنها دقاتٌ .. دقاتُكَ الَّلاهثةُ على الأرض تنقرُ .. تُدَوْزِنُ طنينَ دبورٍ رتيبٍ في رأسي ، تلاشتْ أمامه كلُ الأصواتِ لتعلنَ نفيرَ قبائلَ نملٍ تستعمرُ خلاياي ، لا تفترُ عن نخرِ جسدي .. تسرعُ يداي تحُكُّه ، عبثاً تحاولُ منعَ التوغّلِ المحتُومِ .

    لم يكن هذا دربي يوماً ما ! .. وإنما أنت من زَجَجْتَ بي إليه كمصلوبٍ معصُوبِ العينين تمَسْمَرَتْ أوردتُه في جسده المتخشبِ حتى نزفتْ ما بها من دماء .. لترسُمَني خرائطَ زرقاءَ قبيحةً تزوغُ في تقاطعاتها العيون.

    خدعتَني .. أجل!

    في كل مرةٍ أراكَ تحملُني إلى النفقِ ذاته ، هواؤه الأسودُ الثقيلُ يطبق .. يغزلُ خيوطاً عنكبوتيةً محكمةً ، تختنقُ أنفاسي برائحتها الترابية ، أُوَاري وجهي عن أضواء كشافاته الاصطناعية .. ينحبسُ النورُ في سردابِ عيني ، فأذوبُ كقطعةِ ثلجٍ تناثرتْ مطراً أسود على الجدار ..
    كيف الخلاصُ ومن بعيدٍ ، تلك اليدُ البيضاءُ تمسكُ بمسبحةٍ تدورُ في دائرةٍ تلاحقُني آشعتُها النورانيةُ ، كمصاصِ دماء أخشى لظاها .. أخشى الرمادَ ، فألوذُ بالفرار !
    أصُمّ آذاني عن صوتِ احتكاكها البلّوريّ .. وصوتِ النحيبِ المصاحبِ لها وهو يقولُ .. " خذ ما تريد مني ، لكن .. رفقاً بي! "
    ها هي المسبحةُ معلقة على أوّل النفق .. متدلية تترنّحُ في الهواء ، كم يُرعبُني صوتُها ! .. يزلزلُني تأرجُحُها كلما مرّتِ السيّاراتُ من فوقي .. وأنا تحتَ الأرض !

    الآن .. وقد أخذْتَني إلى نهايةِ المطاف

    الآن وقد علمتَ أنني راحلٌ بتذكرةِ ذهابٍ بلا عودةٍ ، تستفزُّني .. تنظرُ إلى الأمام وترفضُ الالتفاتَ إلى الخلف ، عندما يكونُ النظرُ إلى الخلف واجباً حتيماً .

    إليك عنّي ! .. سأنتزعُكَ .. سأقتلعُكَ من قدمي وإن اضطُررْتُ لبترها !

    لا ..
    مهلاً .. انتظر !

    لكأنّك تعلمُ ضعفي عن السيرِ حافياً بدُونك .. خطواتي الواثقةُ من يصنعُها غيرُك !

    تعلمُ أنك الوحيدُ الذي يحملُني إلى مُشتهاتي .. وحدُها من ألجأ إليها ، تلكَ التي تعيدُ الانتشاءَ لحُطامي، لا يكفيني أحدٌ سواها .. عندما يشتعلُ صدري بالضواري.

    في ذلك الزقاق الطويل .. تقطنُ ، أتلفَّتُ حولي خشيةَ الأنظار ، أتمرّغُ على عتبة دارها .. أتلوّى كأفعى انتُزِعَ منها سُمُّها حديثاً وقُبِضَ على رقبتها لتلفظَ أنفاسَها الأخيرة .. بفتحة بابها تنقذُني ، ألفّها والرَّجفاتُ تكتسحُ كياني .. أتهَاوى بين ذراعيها ، فتشُدُّني إلى مكاني المعتادِ على الأرض بين الأريكة والطاولة .. ألتصقُ بها ، أتكوّرُ كالجنين حتى تُعلَنَ لحظةُ ولادتي ..

    حين يقتربُ وقتُ خوضِ غمار معركتي ..
    حين أرفعُ راياتي البيضاء قبل أن تتجرّدَ من أسلحتها أمامي ..
    حين تتساقطُ فتاتاً أبيضَ لامعاً تحت ضوء الشموع المحترقة أمام عيني ..
    تمتشقُني لتأتي لحظةُ التهامي إيّاها !.. "

    ...

    ووجهُه المقابلُ للطّاولة .. وأنبوبٌ دقيقٌ بين أنفه وإصبعيه ، يدورُ يرسمُ شهيقَه آثاراً على مسحوقٍ أبيضَ يتنشّقُه .. يُعبِّئُ جوفَه منه بقوةٍ .. تعفّرتْ أنفُه وشفتاه ، ولسانُه خلفهما يسفّ البقايا.

    وبين آهةٍ وتأوُّهٍ .. " زدني .. زدني !! "

    تتوهُ عيناه وتُختَم بشمعِ الخيال ، وقد وُئِدَ كلُ همسٍ سوى موسيقى تتنامى من بعيدٍ .. يَضِجّ صدرُه من دقّ قلبه بطبلِ الزّنوج ، يزفّ نشوةً تتسيّد روحَه الشاردةَ خارج تُخُومِ العالم ..


    ليُبصرَ انعكاسَه على مرآةٍ معلقةٍ فوقه وقد قَلبتْه رأساً على عَقِبٍ !

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    تصوير أكثر من رائع لحالة مدمن قبل التعاطي وولادته من جديد ( هكذا شعوره ) بعده
    أسير داخل حذائي ..
    هو من رسم لنفسه المسار وقادته قدماه لهذا الطريق دون النظر للوراء
    وإن كان الثمن هو بتر الحياة
    جاء رسم الحالة باقتدار أديبة قاصة متمرسة واثقة من أدواتها
    النص يحوي الكثير من الرموز ولا أجزم أن ماتوصلت له هو نقطة من محيط
    سأتابع رؤى المارين لأستمتع بفك شفرات النص
    دمت بود
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    حوارية جميلة بين الحذاء وصاحبه ، وأي صاحب !! انسان مدمن يدور في الأماكن بحثاً عن المخدر الأبيض ، ليستنشقه ويحلق معه في عوالم الضياع

    لم يكن هذا دربي يوماً ما ! .. وإنما أنت من زَجَجْتَ بي إليه كمصلوبٍ معصُوبِ العينين تمَسْمَرَتْ أوردتُه في جسده المتخشبِ حتى نزفتْ ما بها من دماء .. لترسُمَني خرائطَ زرقاءَ قبيحةً تزوغُ في تقاطعاتها العيون.

    خدعتَني .. أجل!

    في كل مرةٍ أراكَ تحملُني إلى النفقِ ذاته ، هواؤه الأسودُ الثقيلُ يطبق .. يغزلُ خيوطاً عنكبوتيةً محكمةً ، تختنقُ أنفاسي برائحتها الترابية ، أُوَاري وجهي عن أضواء كشافاته الاصطناعية .. ينحبسُ النورُ في سردابِ عيني ، فأذوبُ كقطعةِ ثلجٍ تناثرتْ مطراً أسود على الجدار ..
    كيف الخلاصُ ومن بعيدٍ ، تلك اليدُ البيضاءُ تمسكُ بمسبحةٍ تدورُ في دائرةٍ تلاحقُني آشعتُها النورانيةُ ، كمصاصِ دماء أخشى لظاها .. أخشى الرمادَ ، فألوذُ بالفرار !
    أصُمّ آذاني عن صوتِ احتكاكها البلّوريّ .. وصوتِ النحيبِ المصاحبِ لها وهو يقولُ .. " خذ ما تريد مني ، لكن .. رفقاً بي! "
    فمن يقود الآخر اذاً ، الى هذا الطريق ؟
    من خدع من ؟
    يبدو لي هذا الحذاء وهو يراقب خطى صاحبه ، يراه يدلف الى هذه الأماكن المشبوهة ، ولا يشتري المخدر فحسب
    انما يقتل ، من أجل الحصول على غايته ، وليس أدل على ذلك من تلك العبارة : " خذ ما تريد مني ، لكن .. رفقاً بي!

    النص صعب يا دينا ، اللغة بديعة ، والأسلوب منساب في دعة لكن القصة ذاتها صعبة ، والمفاتيح التي وضعتها ليست بذات السهولة التي تصورتها وأنت تكتبين نصك
    لاحظي أن الفكرة الأساس وصلت تقريباً للجميع ، فكرة المدمن والحوار مع حذائه ، ولكن خيوط الحوار تداخلت ، حتى اختلط الأمر ، من يخاطب من ؟ ومن يقود من ؟ ومن يتحكم في الآخر ؟
    ربما هي الجدلية التي أردتها أنت ، هل نسير بارادتنا أم أننا مسيرين وليس لنا قدرة على التحكم في قراراتنا ، متى يصبح لدينا تلك االقدرة على اتخاذ القرار ، ومتى نفقدها لنصبح رهائن نزواتنا ؟
    في كل الأحوال ، فقد نجحت في خلق قصة مدهشة ، وهو بحد ذاته ابداع

    أحييك أديبتنا القديرة
    أموتُ أقاومْ

  5. #5
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمادة الشاعر مشاهدة المشاركة
    جميلة يلف الغموض بعض فقراتها .. وتعطي أضواء خافتة في بعضها .. لكني استمتعت بها كثيرا .. باقة ورد
    أ / حمادة الشاعر ..

    شكرا على مرورك الطيب وتعليقك الراقي .. سعيدة أنها نالت بعضا من إعجابكم

    تحياتي

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
    يحِلُّ رباطَهُ ..
    " ربما حسبتُكَ واسِعاً كفاية لتحتويني .. لتنقذَني من آلامي !
    لكن .. وجدتُني قابعاً خلفَ أسوارِكَ العاليةِ الضاربةِ إلى السَّواد تحجبُ عني البشر ، تفوحُ من جوانبكَ رائحةُ جثثٍ نتنةٍ لكل من سبقوني إليك .. أجساد لزجة انتفختْ وتحلَّلتْ .. صرتُ أطارِحُها ، أتأملُني فيها حتى اعتادتْ عيناي منظرَها ، وأذُني سكونَها المميت .. لا يقلقلُه إلا صوتُكَ المُتقطِّعُ .

    لم يكن هذا دربي يوماً ما ! .. وإنما أنت من زَجَجْتَ بي إليه كمصلوبٍ معصُوبِ العينين تمَسْمَرَتْ أوردتُه في جسده المتخشبِ حتى نزفتْ ما بها من دماء .. لترسُمَني خرائطَ زرقاءَ قبيحةً تزوغُ في تقاطعاتها العيون.

    خدعتَني .. أجل!

    في كل مرةٍ أراكَ تحملُني إلى النفقِ ذاته ، هواؤه الأسودُ الثقيلُ يطبق .. يغزلُ خيوطاً عنكبوتيةً محكمةً ، تختنقُ أنفاسي برائحتها الترابية

    كيف الخلاصُ ومن بعيدٍ ، تلك اليدُ البيضاءُ تمسكُ بمسبحةٍ تدورُ في دائرةٍ تلاحقُني آشعتُها النورانيةُ ، كمصاصِ دماء أخشى لظاها

    إليك عنّي ! .. سأنتزعُكَ ..
    وصف بديع لصراع داخلي يعيشه مدمن وكل الإدمان ضياع، وسير متمكن للحرف في مشهد مرسوم بعناية يعرض تداعيه شيئا فشيئا نحو الاستجابة لرغبة قاتلة تقوده لنهايته

    أخشى أن النهاية سبقها تمهيد حمل نفسا إيجابي النظرة للتعاطي وجاء وصف حاله محلقا في سماء من النشوة
    تتوهُ عيناه وتُختَم بشمعِ الخيال
    وقد وُئِدَ كلُ همسٍ سوى موسيقى تتنامى من بعيدٍ
    يَضِجّ صدرُه من دقّ قلبه بطبلِ الزّنوج
    يزفّ نشوةً تتسيّد روحَه الشاردةَ خارج تُخُومِ العالم ..


    وصف لا اجد القفلة قادرة على إبطال أثره "ليُبصرَ انعكاسَه على مرآةٍ معلقةٍ فوقه وقد قَلبتْه رأساً على عَقِبٍ !"

    وبلغة جميلة اعتدناها من أديبتنا المبدعة دينا نبيل كانت الدهشة نصا والألق فكرة ومعالجة

    تحايا لحرف يفيض إبداعا وألقا

    دمت بروعتك
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    أختي الفاضلة الأديبة دينا
    أسعد الله أوقاتك
    تقمصٌ مُذهل للحظات هلوسة من مدمنٍ يقف على رأسه أمام المرآة !!
    ولطالما أبدعَ المهلوسون .. ربما لأنهم يعيشون في قلب الخيال ، في عالم آخر ؟!
    أسعدني السرد ، وأمتعتني اللغة ، وكم كانت مدهشة الفكرة والمعاني !!
    تحياتي وتقديري
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  8. #8
    الصورة الرمزية صادق البدراني شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2012
    الدولة : بين القلوب النقيّة
    العمر : 49
    المشاركات : 628
    المواضيع : 16
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    لغة رمزية عالية التصوير ( كما يعجبني ان اقرأ قصّا او شعراً )
    وجدتُ ان يتبادل فيها النصان الاول والثاني العناوين .(أن سلّمتُ بتقسيمها وفقاً للقطع التي ابتدأتها الكاتبة بأشبه ما يكون الى عنوان،على ثلاثة اجزاء)
    .................
    لا أدّعي الجزم ان النص الأول كان تجسيداً لرابط غريزيّ بين الرجل والمرأة رغم انني هكذا رأيت ..
    بيد أنه كان جامد المشاعر حد وعيها والكبرياء.أنها تدرك غيابه عن الوعي والكبرياء............ (برموز عالية الجودة والتقريب).

    وجاء النص الثاني برأيي تأكيداً على ذلك .
    بانتهاز البطلة الفرصة لتفصيل سرّ تجمّدها وكبريائها ذاك.
    خاصة وان الموقف أوحى لها تضميناً ، أن هناك من سبقها الى هذا المنعطف.
    ولما أدرك بشئ من الرجولة الضائعة رفضها النفسيّ ، لا شكّ عندي انه انهال عليها بالضرب والتجريح.

    حتى دخل الجزء الأخير ليعلن انفجارة النص ..فقد كان وفق قراءتي ، بيتَ القصيد........
    ورغم انني وجدت لوماً شديداً لذاتها على خطأ ارتكبَتْهُ ، لم تكتمل أركان صورته عندي ،
    لكنه كان سرّ عزوفها عن ذاك الكبر نوعاً ما ..
    فلمّا ادركت ردة فعله انكفأت الى وصف ماكان عليه هو ، ووفقا لخياله هو ،
    الامر الذي شكّلَ قبولاً عندها (ان تراه مدمناً فاقداً للوعي) قياساً بما ستؤول اليه لو فقدته (وفقدت مستقبلها).
    مع علمها المسبق بلا شك سوءَ ما هو عليه
    فراحت تراه نوبةً من نوبات احتياجها ساعة امرأة .!!! حينما قررت استجداءه الأبقاء عليه كرجل...!

    نص مفتوح التأويل ... عرض هنا للنقاش ، فوجدتني استقرؤه على هذه الشاكلة
    (وعذراً ان لم اكن موفقا في ذلك)

    اعجبتني كثيرا كثيراً هذه الطريقة البلاغية التي لم تنهل وصفها من خيال قريب ..
    شكراً لهذا الألق




    همسة:
    تخبطُها.... معناها معلوم ، لكنني اظنها كلمة شعبية وليست فصيحة.
    تمَسْمَرَتْ.... تسمّرت .

  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    أعجبتني قراءة هلوسة مدمن في وقت أعاني فيه إدماني هواء وطن كلما ارتميت في أحضانه أشاح عني لأضيع في لجوء جديد

    كله إدمان وكله قاتل

    جميل ما قرأت هنا
    شكرا لك أختي

    تحاياي

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    ووجهُه المقابلُ للطّاولة .. وأنبوبٌ دقيقٌ بين أنفه وإصبعيه ، يدورُ يرسمُ شهيقَه آثاراً
    على مسحوقٍ أبيضَ يتنشّقُه .. يُعبِّئُ جوفَه منه بقوةٍ .. تعفّرتْ أنفُه وشفتاه ، ولسانُه خلفهما يسفّ البقايا.

    نص بديع بفكرته وصياغته ـ وحوار داخلي تمكنت من العزف عليه ببراعة استوقفتني
    روعة الوصف وإن غمضت اللغة على توصيل المعنى ـــ تبقى لغة تصويرية بأسلوب فني راقي
    لغة موحية معبرة إلى أقصى درجة عن ضياع إنسان وحيرته هل هو من يقود حذائه
    أو أن حذائه هو الذي يقوده إلى طريق الضياع.
    نص أدبي ارتقى لدرجة الروعة ـ وألم وصل بعمقه حتى النخاع.
    سلم القلب والقلم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. أنا طالع الشجرة !! / دينا نبيل
    بواسطة دينا نبيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-11-2022, 07:41 AM
  2. شَريطَة حمْراء / دينا نبيل
    بواسطة دينا نبيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 08-09-2022, 07:22 PM
  3. قراءة في قصة "شريطة حمراء" للقاصة دينا نبيل
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-02-2012, 08:32 PM