السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معارضة
( أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا *** وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا)
دعي عنك الملامـة والعتـــــابا *** فقد يئس الوشـاة بأن أعـــــابا
أجِدُّ العـــــز من كــــرم وبذل *** وقد عجـز اللئـــــام له طـــــلابا
لبسته من عتيـــق ليس يبلى *** فشبت هوى وما أسف الشبابا
ورثته عن جدود قد تغالــــوا *** بكل عظــــيمة تُسبى غِـــــــلابا
أجِدَّكِ قد نكرت فضــــل قـوم *** علا بالمجد في الورى الحقـــــابا
نزكي كل يـــــوم حين يمســـي *** وسابـــــغة لمن عدم الثـــــــوابا
وندرك كل محمــــود الفعــــــال *** وإن لـــــنا بكل يد رُضـــــــابا
ركبنا المجد والعليــــــاء ملـــــكا *** وجاوزنا إلى الجوزاء بـــــابا
لنا جد أضــــــاء الأرض نورا *** وقد حمل الرســـالة والكتــــــابا
وأرسى الخير في كل الربــــوع *** وأفشى للســلام بها خطـــــابا
وكان النـــــاس في بغي وجهل *** فأورثــــهم من الأمر الصــــوابا
أتى وهمُ على شظف الضلال*** يسـوق من الهدى ثقلا سحــابا
إمام المرسلــــــين به الخلاص *** فمن رق الهـوى عتق الرقـــــابا
وأخرج من ظلام الكفر خلقا *** لتوحيــــد الإلاه هدى الشعــــابا
وكان مثــــال كل عفيف نفـس *** أبى الفحشاء والعيش المعـــــابا
وكان طبيب كل عليــــل روح *** تجــــرع من ضلالته العــــــذابا
بنى للمكرمات سبــــيل صدق *** وللأخلاق ركــــــنا كي تهـــــابا
نبي رحمة للعالميــــــــــــــــــ ــن *** ومن ضنك الحياة لهم رحـــــابا
هو البـــــر الزكي حبيب ربي *** وخاصـــــته وإن لمس التــــرابا
رسول الله خير الخلق طــــرا *** ولو وزنت لما بلغت نصـــــــابا
فقل للشانئـــــين لنا لقـــــــــاء *** لهزلـــــكمُ الوغـــى منـا الجــــوابا
سيوقن جمعــــــــكم أنّا شداد *** وقد عُرفـــت مكاسرنا صــــلابا
سيوف الحق نحملها تبــــــاعا *** نروم بها الملاحـم والنهـــــابا
فسطرنا بها فتـــــحا مبيــــــنا *** وأحرزنا صنائـعنا اغتصـــــابا
وسُقنـــــاكم إلى نكد وغــــــــم *** كجافـــــلة إذا استبقت سـرابا
وسفهـــــنا لكم حلما فحلـــــــــما *** وأذللنا نواصيـــــــكم عقــــــــابا
كسرنا شوكة الطغيــــان فيــــكم *** وأنزلــــــنا بملكــــكمُ الخـــــــرابا
ومزقــــــنا صفوفـــــكمُ فبـــــتم *** على خزي ولم تجــــدوا مــــــآبا
وشردنا بــــكم من خلفـــــكم و *** سقينا من جماجــــكمُ اليبـــــــابا
وكنــــتم خير مأدبة لوحــــــش *** دعا السبع الضبـــاع لها ثـــوابا
فتلك رماحــــنا ثملت دمـــــــاء *** وتلك سيوفـنا قطفت رقـــــابا
فلا والله ما لــــــكمُ ثبــــــات *** إذا انصبت فوارسنا انصبــــابا
ولم يجدوا بأسهل منـــــــكمُ ج *** زعا أو أيســـر النيل استــــلابا
وقد زهقت نفوســـــكمُ برعب *** فما هنئت نســـاؤكمُ انتحـــــابا
تراها إن أتاها الخبر اليقـــــين *** تجر العــــــار هونا لا المصــــابا
فما وجدت لدمـــــع من سبيل *** وما اعتدت وإن لبست سلابا
إذا ذُكرت لنا أخبـــــــار نصر *** تبين في العنى ما قد أهــــــابا
ولاقت في معيتها بـــــــلاء *** ففاجــــعة وآزرت اكتئـــــــابا
فإن دارت بنا الأيـــــــام غدرا *** صنعنا للزمــــــان غدا إيــــابا
فصبرا يا علـــــوج الكفر حتى *** نجز لــــــكم أنوفا والذنــــــابا
سيهزم رهطــــكم حين التلاقي *** ويكسو الخزي سيدكم ثيــــــابا
سقيناه كؤوسا من نكـــــال *** فألفى الذل مـــرا بها شـــــــرابا
عرفناه وقد عدم الإبـــــــاء *** فـــــلا والله عار أن يهـــــابا
سيلقى القين من غده مـــــآلا *** تناقل ذكــــــره خبرا عجـــــــابا
لبئس اليوم حين يرى الهوان*** يعفـــــره ويُغتصب اغتصــــابا
فأمسى حـــــاله كلبا أعـــــرا *** ثنى ذنــــبا وقد أضـاع نــــابا
وألــــفى جَهد نصـــــرته نبــــاحا *** وما يجديه إذ خسـروا وخــــابا
فما ضر الرسول نبــــاح كلب *** وإن أغـرى النبـاح به الكــــلابا
فإن تحـــــمل عليه تراه يلهث *** وإن تتركــــه يجترع اللعـــــابا
ويربي قرضه عند النعـــــاج *** يهيــجها وينتــــــــــظر الربــــابا
نعـاج كلما أُمـــــــــرت أجابت *** وما لاقى لضرعـــــها الجـــــرابا
فما رضعــوا ولا ذاقـــوا الرواء *** ولا جادوا وقد نكسوا الوجـابا
ألا قبــــح الإله سواد قــــــوم *** إذا ركبوا الضلال دعوا الغــرابا
فأنى كــــان للغربان فــــــــــأل *** إذا عاذوا بشر والشـؤم نـــــابا
فجاؤوا من بيوتــهم عطـــــاشا *** وباتوا من خصاصتهم سغـــــابا
وقد صاروا من الجهل المشين *** يرون بكل قاحـــــلة عبـــــــابا
فأنذرهم بكأس من حمـــــيم *** إذا لاقـــوا على سُعر شهـــــابا
ترى أشرافـهم غرقى الضــــلال *** وما رجحت عقولهمُ ذبــــــابا
وقد جهلوا فما أغنى الحــــــوار *** ولا سمعوا ولا فطنـوا الخطــــابا
لأن قلوبـــــــهم غلف بكفــــر *** فأنى يبصـــــرون بها صوابا
هي الأمثــــال قد ضُربـت بحق *** فما زادتـــــــهمُ إلا ارتيــــــابا
يرون في سفاهة القول زهـــوا *** وهم أدنى بأن يلقــــــوا سبــــابا
لقد خزي اللئـــــام بقول سوء *** بوادره إذا لبست كــــــذابا
لمزتم خير من ركب المطــــــايا *** فلا ذما أصــــاب ولا اغتيــــابا
وما نـــــــلتم سوى إثــــم وشر *** وصاعـــــقة غدا جرَّت خـــرابا
إذا نبحــت كلاب الليل طيشا *** رأيت البدر قد وطئ السحابا
أحمد أممي - المغرب