لا حول ولا قوة إلا بالله
إلى متى ؟
في الفترة الأخيرة يعمل مجلس المستوطنات اليهودية على قدم وساق في المناطق المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة وذلك لتشجيع اليهود للإنتقال من المدن داخل إسرائيل والعيش في أحد المستوطنات التي يختاروها. ونظم المجلس العديد من الحملات التي لم تفلح بإقناع الكثير من اليهود ترك المناطق المحتلة من عام 48 والعيش في المناطق المحتلة من عام 67 . ولكن أحد أعضاء المجلس وهو يهودي مهاجر من الولايات المتحدة أوصى بإستعمال عارضات الأزياء الجميلات في الحملة المقبلة التي ستنطلق في أيار/مايو في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من اليهود للعيش في المستوطنات وزيادة كثافتها السكاني.
وبالفعل فقد نجح المجلس بإيجاد بعض المرشحات أمثال شيرلي بوغنيم التي تسكن في مستوطنة ألفي منشية القريبة من نابلس ، وياميت هارنوي ملكة جمال سابقة وتسكن في مستوطنة أورانيت القريبة من قلقيلية ، وبيبي كوهين التي وصلت لنهائيات ملكة الجمال وتسكن في مستوطنة أدم القريبة من طولكرم .
وحسب مخطط ما يسمى بمجلس المستوطنات فإن هذه الحملة التي سيطلق عليها إسم " يشاع- سكن جميل ومنتصر" تهدف إلى التقرب والالتحام بالمجتمع الإسرائيلي في "الداخل" وإقناعهم ان كل هذه البلاد هي إسرائيل وان السكن في تل ابيب او اي مستوطنة أخرى هو مصلحة وطنية من أجل حماية الوطن.
وحسب ما قاله رئيس مجلس المستوطنات أديال مينتس " فإن الحملة تهدف أيضا إلى إقناع اليهود ان ما يسمى بالبؤر الاستيطانية الغير قانونية ما هي إلا إدعاءات اليسار الإسرائيلي وان معظمها هو قانوني وإن عدد الجيش الذي يحرسها هو قليل جدا بالنظر لعدد الجنود اليهود المتواجدين في المناطق المحتله".
وفي نهاية المقال الذي نشرته صحيفة "معاريف" زعم مينتس أن عدد السكان في المستوطنات آخذ بالزيادة، حيث أدعى أنه حسب معطيات وزارة الداخلية الإسرائيلية إزداد عدد المستوطنين خلال العام الماضي بنسبة 6% ، لتصل نسبة الزيادة منذ عام 2001 إلى 11.3%. وأضاف " هذه المعطيات مشجعة لنا ، واننا نخطط لحملة استيطان تستهدف استيعاب المزيد من المستوطنين في الربيع المقبل". وحسب معطيات مجلس المستوطنات يصل عدد المستوطنين اليوم إلى نحو 227 ألف نسمة. ويستدل من المعطيات أيضاً أن النقاط الاستيطانية التي ازداد عدد سكانها خلال عام 2002 بشكل خاص هي: البؤر الاستيطانية في الخليل ومستوطنات بيتار عيليت ويتسهار ورباباة وادم وشبي شومرون وكوخاب يعقوب ونعالا وعتنئيل وكفار داروم وموراج ونيسانيت.
وفي نهاية هذا المقال يجدر ان نذكر أن الكثير من اليهود خاصة من مهاجري الاتحاد السوفياتي سابقا يوافقون على العيش في المستوطنات الإسرائيلية ليس لأسباب ايدلوجية وإنما لأسباب اقتصادية بحتة. حيث تقدم الحكومة لهم منحا مغرية لهم ، وأسعار البيوت هناك رخيصة جدا بالمقارنة مع اسعارها داخل إسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح عارضات الأزياء في ملء المستوطنات الإسرائيلية وتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني؟
( البوابة)