علاقات الحبّ:

العلاقات لها مراحل، مختلفة محلّ تفاوت نظر بين علماء العلاقات العابرة للأنواع (Interpersonal Relationships)، ومن أوفق التّقسيمات في نظري هو تقسيم البروفيسور مارك ناب.
وهو قد قسّمها على هذا النّحو:

1- البدء: تتضمّن هذه المرحلة اللّقاء الأوّلي والتّفاعل بين شخصين. غالبًا ما يتضمّن مقدّمات ومحادثات قصيرة ومحاولات لتأسيس أرضيّة مشتركة.

2- التّجريب: في هذه المرحلة ، ينخرط الأفراد في مزيد من المحادثات والأنشطة لمعرفة المزيد عن بعضهم البعض. قد يشاركون المعلومات الشّخصيّة والهوايات والاهتمامات لإنشاء اتصال، وتظهر فيها الفرحة بالأفكار والأحلام والاهتمامات المشتركة الّتي يعتبرونها دليلا على التّفاهم والتّناغم بينهما.

3- التّكثيف: في هذه المرحلة ، تصبح العلاقة أكثر أهمّية وأوثق. وقد يعبّر الأفراد عن مشاعر جذب أقوى واعتراف بالحبّ والرّغبة في القرب والمشاركة، ويقضون المزيد من الوقت معًا، ويعمّقون العلاقة الحميمة العاطفيّة والجسديّة.
حيث تثير أشياء مثل الابتعاد أو عدم الرّغبة في الحديث أو البحث عن مساحة شخصيّة كبائر في عرفهم الجديد، لأنّنا هنا أمام حالة وزن من هو الّذي يحبّ الطّرف الآخر أكثر؟

4- الاندماج: في هذه المرحلة، يصبح الزّوجان وحدة أكثر رسوخًا وتميّزًا. وقد يبدؤون في مشاركة الدّوائر الاجتماعيّة والممتلكات وجوانب حياتهم. إلى قدر يجعل هويّاتهم نفسها تتشابك بحيث يمكن أن يعرّف أحدهما نفسه بالآخر (زوجة فلان، أو زوج فلانة...الخ) وهذا يمكن أن يحدث قبل الزّواج نفسه خصوصا في المجتمعات العربيّة مثلا، أو يعبّر عنه بصديق فلانة وصديقة فلان وهو نوع من الالتزام شبه الرّسمي في الغرب ليس كما يفهمه أكثر من يعيشون في بيئة عربيّة مثلا.

5- التّرابط: تتضمّن مرحلة الترابط التزامًا رسميًّا ، مثل الزّواج أو التزام طويل الأجل. وهو يدلّ دلالة واضحة على مستوى أعمق من التّفاني والرّغبة في إنشاء علاقة طويلة الأمد وآمنة.

6- التّفريق: تتضمّن هذه المرحلة عودة لتأكيد الأفراد على فرديّتهم واستقلاليّتهم داخل العلاقة حين يشعرون أنّها مهدّدة. فقد يتابعون أهدافًا شخصيّة ، ويضعون حدودًا، ويحافظون على الشّعور بالذات بينما ما يزالون في شراكة ملتزمة.
وهنا يتمّ التّأكيد على الاهتمامات والأذواق والأحلام والأفكار المختلفة!
وهذا ما يبيّن لك أنّ هذا الإنسان كائن أحمق تماما هو نفسه لا يدري ما يريد، قبل أن يقدر على تحقيق ما يريد.

فأنت ستجد مثلا شخصا يحارب الدّنيا كلّها ويعادي الأهل والأصدقاء في سبيل الزّواج بفلانة ثمّ حين يتزوّجان، يكتشف أنّها امرأة كالنّساء، فيتحوّل لتحقيق ذاته وتأكيد كونه حرّا يفعل ما يشاء، ويتكلّم عن حياته الشّخصيّة بعدما كان يسمّيها زوجته (يا بت انت مراتي) قبل زواجهما ويهدي لها دبدوبا أحمر ويقول لها لا أريد من هذه الدّنيا سواك ..
ما الّذي حدث؟
الّذي يحدث أنّ النّفس بطبيعتها تبحث دائما عن التّوازن، فكلّما تفرط فيه ستجد بعد مدّة أنّه لم يعد يغريك فتعود لتقلب الكفّة نحو الشّقّ الآخر ..
ومن هنا تفهم أهمّيّة معنى (أحبب حبيبك هونا)، وكونه (لا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب).
...
cpd