أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الشاعر محمد السادة وبحر الرجز بضرب مقطوع ومخبون (مخلع)

  1. #1
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي الشاعر محمد السادة وبحر الرجز بضرب مقطوع ومخبون (مخلع)

    نشر الشاعر الكبير محمد السادة قصيدة "وادي الشعراء"
    وهي كما يلي:

    وادي الشعراء
    *******

    هَبّ النَّسيمُ أوضَحَ الخَفايا * فارتَعَشَتْ ذاكرَةُ الحَنايا
    ومُخمَلُ الحُلمِ ارتَدى أشِعةً * بَعثَرَها البَلُّلورُ والمَرايا
    تَراقَصَتْ بِنُورِهِ أخِيلَةٌ * رَفَّتْ على الجُدرانِ والزَّوايا
    تَبَدَّدَ الظَّلامُ عَنها فَبَدَتْ * جَوهَرَةً تُبدي الجَمالَ آيا
    سَريرُها على ذُرى رابِيَةٍ * والجِنُّ تَروي عِندَها الحكايا
    تَحَلَّقُوا وشيخُهم مُنهَمِكٌ * يَحكي لَهُم كَيفَ احتَوَتهُ مايا
    ويَسمَعُ الفُحولَ في إلقائهِم * لِشِعرِهم يُوَزِّعُ الهَدايا
    لمّا أتَيتُ قامَ مِن مقعَدِهِ * بَجَّلَني وقَدَّمَ التّحايا
    وهيَ تُحيطُ جمعَنا بِنَظرَةٍ * لِحاظُها تُفَلِّتُ الشَّظايا
    قالَت فَقُلْ فَقُلتُ رحَّالٌ أنا * أتَيتُكُم تَربَعُ بي المطايا
    رَحلي وَضَعتُ فيهِ عَذبَ ِقوَلي * ورِيشَةً ومِزهَراً ونايا
    ودَفتَراً دَوَّنتُ فيهِ رِحلَتي * بينَ البُدورِ البيضِ والصَّبايا
    وكُلَّ مَن مَرَّ بِدَربي باسِماً * وكُلَّ عَذبٍ طَيِّبِ السَّجايا
    قَد أبعَدَت بَعضَهُمُ اللَّيالي * وبَعضُهُم غالَتهُمُ المَنايا
    فسِرتُ وَحدي في بَهِيمٍ مُدجِنٍ تَعصِرُني الظُّنُونُ والطَّوايا
    طُلَّابُ كَبوَتي أمامَ ناظِرِي * وجَحفَلُ الرُّماةِ مِن ورايا
    فلُحتُ بَرقاً جئتُهُ إذا أنا * عِندَكِ يا بَرَّاقَةَ الثَّنايا
    أشكُو احتِداماً في دَمي ويَشتَكي * في أحرفي مِن لَوعَتي صَدايا
    قَالَت دَعُوهُ واذهَبُوا وأطفِئوا * كُلَّ النُّجومِ أغلِقوا القَضايا
    إذا الفراغُ في الظَّلامُ جاثِمٌ * قالَت وأغمِضْ مقلَتَيكَ يا يا
    وافتحْهُما إذا بِها تَحمِلُني * لِعالَمٍ ليسَ بِهِ سوايا
    بِهِ المُروجُ في البَعِيدِ عَسجَدٌ * ونَهرُها تَرفِدُهُ الخلايا
    شَهدٌ مُصَفّى والقَوافي أينَعَت * كُرومُها تُداعِبُ الغَوايا
    رِكابُ أحرفٍ بها المَعنى نَقا * قَد سُيِّرَتْ للشُّعرا سَرايا
    رِحالُ بَعضِها كُنُوزاً قَد حَوَتْ * وبَعضُها مِنَ الرَّجا خَوايا
    وجَرجَرتني نَحوَ كهفٍ فيهِ شيـ * خٌ يسردُ الأفكار للفتايا
    قالَت بَناتُ الشِّعرِ ها هُنا أتَيـ * ـنَ يسترقنَ السَّمعَ للوصايا
    يَملأنَها دَوارِقاً يَسكُبنَها * بِرأسِ مَن يرسمُها شَذايا
    لكنَّكَ اليَومَ مَكِينٌ فاملأ الـ رْ* ـرِحالَ ما تشاءُ من حلايا
    أخذتُ بَحراً وانتَقَيتُ لُؤلؤاً * بِها إليكِ أسبِقُ النَّوايا

    *******
    القصيدة كما يظهر أنها على وزن:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن فعولن
    وهذا ينسبها للرجز وجاءت الأعاريض سليمة لكن الضروب جاءت (مخلعة) أي أصابها القطع في الوتد ثم الخبن بحذف الحرف الثاني وهو حرف ساكن.
    وهذا الوزن مستنبط من أوزان الرجز الجائزة من الضرب الثاني المقطوع والذي ذكر جوازه أبو الحسن العروضي لكنه لم يذكر شاهدا عليه.
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مفعولن
    وشاهد هذا الوزن هو البيت التالي والمذكور في عدة مصادر دون ذكر شاعره.:
    القلبُ منها مستريحٌ سالمٌ * والقلبُ منِّي جاهدٌ مجهودُ
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مفعولن
    ثم نخبن الضرب مفعولن بحذف الحرف الثاني الساكن ليصبح الضرب فعولن.
    ويقول أبو الحسن العروضي في مخطوطته (الجامع في العروض والقوافي) ص 133 في كتاب المحققين في المخطوطة.
    "وفيه القطع وهو الضرب الثاني وجزؤه مفعولن , ويجوز سقوط الفاء من مفعولن حتى يصير فعولن فيكون مخبونا مقطوعا"
    وبالطبع وجهة نظري أنه يمكن أن يسمى (التخليع) أسوة بمخلع البسيط الذي تحول فيه الضرب إلى فعولن من مستفعلن. ومخلع البسيط تأتي الأعاريض أيضا مخلعة كما هي في قصيدة نزار قباني.

    وعروضيا: فعولن هنا بعد القطع والخبن = / + /ه + /ه

    أي ثلاثة أسباب أولها مخبون والثاني سليم أما السبب الثالث فهو الوتد المقطوع.
    أنا لم يسبق لي أن قرأت على هذا الوزن لكن آخر ما نشرته عنه هو مخلع الرجز وهي قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني:
    لا تسألوني ما اسمهُ حَبيبي * أخشى عليكم ضوعةَ الطِّيوبِ
    وهي اعتمدت العروضة والضرب مخلعين أي مقطوعين ومخبونين.
    أما شاعرنا الكبير محمد السادة فقد اعتمد العروضة سليمة وخلّع الضرب عدا مطلع القصيدة الذي جاء مصرعا أي بعروضة مخلعة أيضا, وهذا ينطبق على ما قاله أبو الحسن العروضي في مخطوطته.
    وتم وضع المطلع في مخطط تقطيع عروضي هندسي , وكما يظهر باللون الأحمر مواقع الوتدين الذين قطعا في العروضة والضرب ومواقع الخبن والطي في مستفعلن في الحشو, علما بأن الأبيات اللاحقة يعود وتد العروضة للظهور لأن الشاعر اعتمد العروضة سالمة من القطع والخبن.
    وهذه الحالة في الرجز تقودنا لاحتمالية ارتباط السريع بالرجز.
    إذ لو اعتمدنا أن العروضة تقطع وتخبن فهذا ينتج (مخلع الرجز)
    مستفعلن مستفعلن فعولن * مستفعلن مستفعلن فعولن
    لكن لو قطعت وطويت (مستفعلن) فما الذي سينتج ؟
    مستفعلن بالقطع = مفعولن
    مفعولن بالطي = فاعلن
    ستكون العروضة والضرب المقطوعين والمطويين فاعلن أي أن الوزن سيكون:
    مستفعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن مستفعلن فاعلن
    وفاعلن هنا تساوي = سبب خفيف + سبب مزاحف + سبب متبقي من الوتد المقطوع.
    وهذا احتمال أول لأن الاحتمال الثاني هو أن يكون بناء السريع بناء مستقلا بدائرة مستقلة وقد طرحته سابقا.
    وبالطبع ما يعزز رأيي أبيات البحتري التي رفل بها الضروب لأن الترفيل لا يجوز هنا أيضا لعدم وجود وتد في (فاعلن) كما هو الحال في سريع المشتبه, لكنه رفّل باعتبار (فاعلن) تتكون من سبب ووتد وهذا لا يجوز إلا عندما يكون الوزن مستقلا.
    وأبيات البحتري التي ذكرتها هي:
    إِن رَقَّ لي قَـلبُـكِ مِمّـا أُلاقي * مِن فَرطِ تَعـذيبٍ وَفَرطِ اِشتِياق
    وَجُـدتِ بِـالوَصــلِ عَـلى مُـغــرَم * فَزَوِّديـنـي مِنـكِ قَبـلَ اِنطِلاق
    إِن أَنـتِ وَدَّعـتِ بِـتَــقــبــيــلَةٍ * كانت يَداً مَشـكـورَةً لِلفِراق

    *******
    وأقدم اللوحة هدية مني ومن رابطة الواحة الثقافية للشاعر الكبير محمد السادة.
    وآمل أن تروق له ولكم...

    تحياتي وتقديري

    وللإطلاع على المخططات يمكن فتح الرابط التالي على صفحة الرابطة في الفيسبوك

    https://web.facebook.com/groups/2485...re&_rdc=1&_rdr
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 19-11-2022 الساعة 09:32 PM