عشرون عاما بالحياة
..
نص قديم من أوائل ماكتبت كانت قصيدة طويلة نوعا كتبتها عندما أتممت عشرين عاما من عمري وتذكرت منها هذه الأبيات أوردها كما هي
ََ..
مخـاطرة العيش مـذ قـدّرتْ
على خوضها النفس قد أقبلًتْ
..
وإن النفــوس إذا خُــيِّـرتْ
لما اختارت العيش أوخاطرَتْ
..
وما ليس يُمْـــلك تغــييره
على حمله النفس قد أكْرِهَتْ
..
أتأتي الحيـاة لتلـقى المنـونَ
وإن قصر العمـر أو عمّـرتْ
..
وتمحى كما لم تكن بالوجودِ
إلى حيث تدرك ما أحضَرَتْ
..
مخـاطرة العيش مادونـهـــا
حقـير وما النفس قد واجهتْ
..
عجبت لمن ستخوض الهـلاكَ
وبالخوف عن دونـه أحجَمَتْ
..
هو الموت فاختر سبيل العـلاء
وإن أدنت المـــوتَ أو عجّـلتْ
ََ..
فيسمو مكـانك في العالمين
ويخـلد ذكــرك لمـّا تمـتْ
* * * *
أعشرون عامـا تولّت كـأني
وليـد لوقتـي أحـقٌ مضَتْ ؟
..
تلصّصت لمـّـا يحسّ الفــؤادُ
وأسـرعت ما العين قد لاحظتْ
..
مررت ولولا الدليل الذي
تسوقين للنفس ما أُقْنِعتْ
..
فمــرّ السنين وإثباتهــــا
لديك الدليل إذا شَكّّكتْ
َ..
أتقبـل مثـلك باقي السـنين
فلم أدر حـتى بهـا قـد أتتْ
..
ونفسي ستعمـل كالديدبـانٍ
لتـدرك منهـــا ما أسـرعـتْ
..
مخافـة أن ضـاع وقت الشباب
فتبـدو الحيـاة وقـد ضُيِّعَـتْ
* * * *
فهـديء قطـار الزمـان فإني
كثـير الشكوك شـديد العنتْ
..
وأنظـر كي اسْتَشِـف اليقـن
فييئسـني العجـزُ أنّي التفَتْ
..
إلى أين تمضـي فويحـك خبـّر
نفوسـا تسـافر إذ أجْبـٍرتْ
* * * *
سواء علينـا فسِـر كيف شئتَ
فـإنّ النهــــايـة مـا غُيّـرتْ
..
وعـام كـألفٍ بهـذي الحيـاةِ
وإنّ المصـائر قـد وحِّــدتْ
..
ونفس تسـير لنفس المصــيرِ
لمـاذا تراع علـى من مضـتْ
..
فنفسٍ تـأخّـر إعـدامهــا
تسـاوت بنفس قـد أعـدمتْ
* * * *
بغـير الرضى قد نظرت النعيـمَ
فولّت سعـادتـه واختفَـتْ
..
وألْبَـست للنائبـات السـرورَ
رأيت كآبتهـا قـد هـوَتْ
..
ومنـّا يكـدّر صفـو ألحيـاةِ
ومنّـا الغيـوم إذا ما صَفـَتْ
..
فدع ذي السنين تمـرّ وتجـري
فـإني رضـيت بمـا قـرّرتْ
..
أعهـد الشـباب وكل الحيـاة
عليـك الأمـانيُّ قـد عُلّقـتْ
..
وإنّ المروءة سرُّ النجاحَ
فلبِّ النداءَ إذا ما دعتْ
..
ومـا ذي الحيـاة إذا لم يكـن
لنـا المعجـزات بهـا حققـتْ