أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: زحاف الاضمار

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي زحاف الاضمار

    السلام عليكم ورحمة الله

    هذه اول مشاركة لي في المنتدى المبارك بحول الله ، ارجو ان اكون عند حسن ظن الجميع

    الإضمار: الضامر والمضمر في اللغة المهزول. ولما ذهبت الحركة من ثاني متفاعلن وعوضها السكون ضعفت التفعيلة، وأشبهت المضمر المهزول.
    وفي التنزيل العزيز: الحج آية 27وَأَذِّنْ فِي النَّاس بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ) ) .
    وقيل يجوز ان يكون الاضمار بمعنى الاخفاء ابو بمعنى دقيق الوسط "
    واصطلاحا : وهو تسكين الثاني المتحرك. ويدخل متَفاعلن فتصير متْفاعلن، وتقلب إلى مستفعلن. وهو لا يدخل إلا على متفاعلن لأنها التفعيلة الوحيدة التي تبدأ بالسبب الثقيل ، الإضمار والوقص لا يحدثان إلا في متفاعلن ، مثال كلمات مضمرة : مستعجلٌ .. مستعبدٌ .. مستحبرٌ .
    هذا الزحاف يدخل بحر الكامل فقط ، قال الهاشمي ايضا عند كلامه في البحر الكامل : يدخل في الكامل من الزحاف الاضمار - مستفعلن - عوض متفاعلن بالسكون في التاء .... ويدخل حتى على الاعارض والاضرب ومع الترفيل والتذييل .
    الاضمار : من الزحافات الحسنه كما قاله محمد حسن عثمان .

    كقول عنترة بن شداد :
    وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ ***** أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
    مستفعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن


    واجمتعت العلة مع الزحاف في شعر علي بن ابي طالب مثل مقطوع مضمر :

    علة القطع ( مقطوع ) متفاعلن = مُتَفَاعل = فعلاتن = قطع
    + زحاف الاضمار (مضمر ) فعلاتن = فعْلاتن = مفْعولُن = اضمار
    فيكون ناتج اجتماع العلة والزحاف ( مفْعولن ) ، مثاله :

    سبق القضاء لوقته فكأنه ****** يأتيك حين الوقت او تأتيه
    متفاعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن مفعولن


    وكذلك اجتماع علة الترفيل والاضمار معا ( مرفل مضمر )
    متفاعلن = متْفاعلن = مستفعلن ( اضمار ) = مستفعلاتن = ترفيل

    والشر اسرع جريةً **** من جرية الماء السريعة
    مستفعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلاتن

    دخلت في ضرب بحر مجزوء الكامل .


    وقد يأتي الاضمار مع الحذذ في تفعيلة واحدة ، كما في البيت ( من البحر الكامل ) ، وهو من العلل التي تجري مجرى الزحاف .

    لمن الديار برامتين فعاقل ***** درست وغير آيها القطر
    متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن فعْلن

    الضرب احد مضمر \0\0 فعلن .

    والاضمار يكون مع غيره زحافات اخرى وعلل ، فيشارك الاضمار زحاف الطي فيكونان الزحاف المزدوج ( او المركب ) وهو الخزل كما سيأتي .
    والخزل قبيح في الكامل ينبغي تجنبه .

    وتقول الدكتورة عائشة في كتابها الترخيصات العروضية ودورها في تنويع الايقاع .." : عمل هذا الزحاف على الحد من سرعة البحر الكامل وجريانه ، وذلك باللجوء الى السكنات التي تمارس على السبب الثقيل في بداية ( متفاعلن \\\0\\0 ) فزيادة السكنات هو تقليل بالضرورة من الحركات ، وكبح جماح هذا البحر يعتبر من اسرع الاوزان الشعرية اذا كان سالما ، وهو امر نادر الحدوث ، و تحد من سرعته وحافاته وعلله ، لانها تسكن المتحرك ، وتزيد من الساكن " .

    ......يلجأ الشاعر للاضمار : عندما يريد ان يبطأ من الايقاع في قصيدته من خلال توظيف زحاف الاضمار ، ويرمي بذلك الى استيقاف المتلقي لمسايرة تجربة الشاعر المفعمة بالحزن ، والانصات لما يحاول الشاعر بثه من مشاعر الالم والضياع ، وليس هناك انسب من توزظيف زحاف الاضمار ، الذي يبطئ من ايقاع القصيدة ، لمعايشة هذه التجربة الحزينة برؤية وتمهل ، وقد نجح الشاعر في تطويع المستوى الايقاعي لمسايرة حالته النفسية المضطربة ، فانصهرت التجربة الشعرية في تماه وتعاضد بين المستوى الايقاعي والمستوى الدلالي للقصيدة " انتهى كلامها بشيء من التصرف .

    الاضمار اذا دخل بيت في البحر الكامل وشمل جميع تفعيلاته فانه يلتبس مع بحر الرجز ، لان هذا الزحاف يغير تفعيلة الكامل متفاعلن وينقلها الى مستفعلن كقول الشاعر :
    اني امرؤ من خير عبس منصبا ***** شطري واحمي سائري بالمنصل

    وهذا البيت من الرجز كما يبدو لاول وهلة ، الا انه جاء ضمن قصيدة على بحر الكامل .


    وقال العروضيون ايضا يمنع دخول الوقص وهو حذف الثاني المتحرك - لتصبح التفعيلة مفاعلن ،وهو باعتبار دخول زحافين على حرف واحد ، وهما : الاضمار تسكين الثاني ، والخبن - حذف الثاني وهو ما يشار اليه بأنه يولد ثقلا ، كما انه يخرج البحر من صوت الى صوت ومن صورة الى اخرى ليست له .

    .... وانما مالوا الى علة الحذذ للتخفيف ، واحيانا يميلون الى اضمار ما بقي من تفعيلة ( مُتَفا ) فتصبح ( مُتْفا ) طلبا للسرعة والخفيف ، محاولة للانتقال من بيت الى آخر على وجه السرعة ، وغيرها من العلل التي تدخل على الضرب و العروض .
    ..... وفي بحر الكامل لا يجوز فيه اجتماع الوقص والطي ، لانهم استقبحوا اجتماع الاضمار والطي فيه ، وهو الذي يسميه اهل العروض بالخزل وهو تسكين الثاني وحذف الرابع وقد اشرنا الى منع هذه الصورة في امن اللبس ، اذ يجعل الكامل شبيها بالرجز ...( انتهى من كتاب انواع العلة في الدرس العروضي العربي القديم لمحمد شاكر الكبيسي ) .



    والحمد لله على كل حال


    .

  2. #2

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    مشاركة طيبة ومرحبا بك في ملتقى الواحة..
    لكن اسمح لي أعقب على مقالتك فأقول:
    يدرك كل متمعن في نظام عروض العرب، أنّ الإيقاع الأولي الخالي من الزحاف، هو أصل الإيقاع العربي؛ وأنه محل التأصيل لهذا العروض. ومع أن الخليل خالف ذلك عند تأصيله للصورة القياسية للكامل والوافر، فأمضاهما على الصورة الثانوية المزاحفة، وذلك من اجل فض قضية تشابك الرجز مع الكامل، والوافر مع الهزج، وبما يؤدي لترابط نظامه؛ فالكامل والرجز من جهة، والوافر والهزج من جهة، يشتركان بأنّ لهما ذات الإيقاع الأولي. أي أن الإضمار هو الممثل للصورة الأولية في الكامل أصلا، والعصب هو الممثل للصورة الأولية في الوافر. أقول: فمع أن الخليل فعل ذلك في هذين البحرين بسبب ما ذكرنا، لكن هذه هي حقيقة عروض شعر العرب من أن الإيقاع الأولي هو أصل الإيقاع فيه.

    وإذا تغاضينا عن ذلك برهة، لكن تأصيل الخليل للتغيرات الحاصلة في الكامل والوافر ينطوي على ثغرة عظيمة..؟ فأعظم ثغرة على الإطلاق في تأصيل الخليل لنظام الخبب الصوتي، أي في الكامل والوافر؛ هو تشريع الخليل للإدماء في هذين البحرين الخببـيَّن (على حد توصيف علم عروض قضاعة)، أي تشريعه للزحافات التكافؤية المختلطة الأربعة فيهما، وهي: (الوقص والخزل في الكامل)، و(العقل والنقص في الوافر)؛ فانتقض بذلك الحل الذي صنعه الخليل لفصل الرجز عن الكامل، والهزج عن الوافر؛ فهي قد جعلت الرجز في بطن الكامل عملياً، وجعلت الهزج في بطن الوافر عملياً. (1)

    (1) فزحاف الوقص في الكامل هو ذاته زحاف الخبن في الرجز، فكلا هذين الزحافين يؤديان لهذه الصورة (نعم نعم). وزحاف الخزل المركب في الكامل هو ذاته زحاف الطي في الرجز، فكلا هذين الزحافين يؤديان لهذه الصورة (لا نعمم). وزحاف العقل في الوافر هو ذاته زحاف القبض في الهزج، فكلا هذين الزحافين يؤديان لهذه الصورة (نعم نعم). وزحاف النقص المركب في الوافر هو ذاته زحاف الكف في الهزج، كلا هذين الزحافين يؤديان لهذه الصورة (لا نعمم). (راجع كتب العروض الخليلية). وأيّ خلط بين عمل النظامين الصوتيّـين على سلسلة واحدة، سواء كان مقصوداً أو عَرَضياً؛ يأخذ في نظام قضاعة مسمّى الإدماء.

    فلو كان الإدماء مباحاً في الكامل والوافر، ولو بقدر ضئيل على ما يزعم الخليل، أي من باب مراتب الزحاف في نظامه (2)؛ أو لو استطاع أحد إثبات هذه الإباحة؛ فهو مطالب عقلياً بإلغاء أحد الشريكين؛ لأن الإدماء في أحدهما هو إدماء بحق شريكه؛ لاشتراكهما بإيقاع أولي واحد. وهذا تلقائياً سيجعل كل اثنين منها بحراً واحداً، سَـمّه الرجز أو الكامل أو ما شئت.
    (2) مراتب الزحاف في نظام الخليل هي وصفٌ لمدى جودة الزحاف في البحر المعين، مركباً على فكرة الجزء، واستنادً على نسبة شيوع الزحاف المعين في الشعر العربي، أو بتدخل مباشر من ذوق الخليل نفسه. وهو ثلاثة مراتب: مرتبة الحَسن، ومرتبة الصالح، ومرتبة القبيح. فقد يوصف الخبن في بحر البسيط بأنه حسن، والطي بأنه صالح، والخبل بأنه قبيح. فالخبن في البسيط يصيب الجزء فاعلن والجزء مستفعلن، أمّا الخبل فيصيب الجزء مستفعلن فقط.

    فلا يتأتى اعتراف أحد بها كبحور أربعة قائمة بنفسها عقلياً، إلّا بالإقرار بأنّ الإدماء مرفوض، فهذا هو السبيل الوحيد لشرعنة كونها مفصولة عن بعضها. فانظر شواهد الخليل في الكامل والوافر التي استغرقها الإدماء، كيف انقلب إيقاعها إلى الرجز والهزج تماماً. واذا وقعت شواهد لهما، وهي فعلا موجودة، فهذه زلات قريحة لا يؤخذ بها عند التأصيل. كما أن شواهد العروض لا تعامل معاملة شواهد اللغة.

    وهناك ثغرات عروضية أخرى، ناتجة عن طريقة الخليل في فصل هذه البحور الأربعة المشتركة بإيقاع أولي واحد عن بعضها البعض، نتركها منعا للإطالة. وعلى العموم، طالما أنّ الباحث العروضي ما زال ينطلق من أساسات نظام الخليل، فلا يوجد بديل نهائياً عن حل السبب الثقيل الذي اخترعه الخليل للفصل بين هذه البحور الأربعة المشترك كل اثنين منها بإيقاع أولي واحد (ظن عازم). وكان الإدماء سيطل برأسه في نظامه فيهما، لأن القياس يوجبه نظامه فيهما. فهو إن لم يحوّل السبب الثقيل لسبب خفيف كما فعل الخليل، فسوف يفعل العكس من ذلك؛ أي سيحوّل السبب الخفيف إلى ثقيل بتحريك الساكن؛ والنتيجة واحدة، فهذه أذني وهذه أذني. لكن قضاعة فصلت بين هذه البحور بكل سهولة، دون حضور كائن السبب الثقيل المتوهّم.
    نكتفي بهذا القدر، ولعلي اصنع موضعا مستقلا عن ذلك، أفسر فيه هذه الأمور بوضوح اكبر.
    تقبل تحياتي. وادعوك للاطلاع على علم عروض قضاعة.

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اشكر مرورك اخي عادل بارك الله فيك ، الله يعز مقدارك

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اشكر مرورك اخي ابو الطيب بارك الله فيك على الملاحظات


    .

    .