أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الهتاف

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 912
    المواضيع : 184
    الردود : 912
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي الهتاف

    تضج القاعة بالتصفيق، تهتز جنبات ذلك المسرح .يقف منتشيا ليحيي معجبيه.ينحني في جلال وهو يرتدي عباءة ذهبية للملك المفدى .يستند إلى كرسي عرشه في إباء وعظمة.
    لحظات يحياها بكل جوارحه، في تفاصيل عمله الذي يعشقه، كممثل في فرقة مسرحية مغمورة.
    &&&
    لابد له الآن، أن يغادر المكان إلى غرفته الرطبة بعد انتهاء العرض الكبير.
    طفق يعالج بعضا من لقيمات الخبز الجافة والجبن المتعفن .يشاركه الغرفة فأر بليد؛ لم يعد يخشى الاقتراب من إنسان صعلوك يعيش في فقاعة الوهم الجميل.
    يغيب في زجاجات خمره الرخيص، والمخدر الذي أدمنه ، فأصبح في حاجة ملحة له، أكثر من رغبته في طعام أو غذاء.أدمن الاستدانة، حتى أصبح غير قادر على سداد.
    &&&
    استقام في مسيره نحو غرفته الكائنة أعلى البناية الأثرية في ميدان المدينة الكبيرة، تسكنه نشوة السلطان العظيم.
    ليلقاه حارس العقاب بوجهه المتجهم:
    - الإيجار.
    - صبرك علي يا عم عبده.
    - ألم تعدني أنك ستدفع اليوم؟
    - بعد يومين .. أعدك بذلك، الرحمة.
    - لقد وعدتني عشرات المرات.ومالك البناية أيضا لا يرحم.
    - طيب ، دعني أدخل حاجياتي من فوق رصيف الشارع. أليس من العيب عليكم أن أنام في العراء,بعد أن ألقيت بها هنا؟
    - لا ذنب لي فيما حدث . فمالك العقار هو من أمر بذلك.وهذا حقه!
    ودفعه الحارس من كتفه، مانعا إياه من دخول البناية.
    - صرخ في الحارس المتجهم ، وقد وقف في حركة مسرحية بارعة ، مجسدا ملكا عظيما يلقي خطابه التاريخي :
    - أيها الأحمق،أتمنعني وأنا الملك؟! وكان صوته يجلجل في الفضاء :
    - أنا الملك. نعم أنا الملك. الشعب من حولي يحبني .. يلتف حولي.
    - أمسك الحارس بتلابيب الممثل المغمور، وألقى به إلى رصيف الشارع نصف المظلم.
    - التأم الناس وتجمعوا حول الصراخ والعويل .. والمشاجرة بين الممثل المسكين وحارس العقار.
    - انتفض الرجل واقفا، محاولا لملمة كرامته المبعثرة، وأشار بيده كقائد عظيم :
    - نعم عليك أن تحترمني بل وتقبل أقدامي ...
    - أيها المجنون المخرف..أغرب عن وجهي!
    وأمسك به مرة أخرى ودفعه ليسقط فوق أحجار الرصيف مرة أخرى.
    - ورغم انتصاف الليل بساعات ، إلا أن الناس قد ازدحموا حول الرجل البائس .. فمنهم من يضحك .. ومنهم من يهزأ ... ومنهم من يأسف ويحزن ... لكنهم على أية حال، لم يحرك أحد منهم ساكنا لفعل شيء لهذا الرجل البائس.
    - ومع اشتداد بكائه ونشيجه، وانصراف حارس العقار عنه، تاركا إياه ملقى فوق حاجياته التافهة.
    انفض الجمع رويدا رويدا ، وتفرق الناس، وتكوم الرجل جالسا على ركبتيه، دافنا رأسه بين رجليه ، وهو يهتز من بكاء شديد... محدثا نفسه بصوت مخنوق .. أنا الملك .. أنا الملك.
    رويدا رويدا ، خمد صوته، واستلقى على جنبه ، فوق أغراضه التافهة، وغط في نوم متقطع، مفزعا، قلقا، منهكا.
    هل كان بطل ليلة عرض جديد؟ أم استحال لبقايا حطام إنسان، ترافقه فوق سريره الحجري البارد، كوابيس مخيفة هي تفاصيل البائسة؛ يجتر معها بعضا من تصفيق ليس من حقه ، وإعجابا لا يستحقه، وهتافات عظيمة ، تصفع أذنيه، ثم تذهب هباءا في الفضاء العريض؟

    من قصص ( صعاليك على العرش)
    م. نديم علي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    شتان بين الخيال والحقيقة.. بين وقوفه منتشيا بعباءة الملك الذهبية
    مستندا على كرسي العرش في إباء وعظمة كممثل يعشق عمله حتى لو كان
    في فرقة مسرحية مغمورة.
    وبين ما يعيشه في الواقع كصعلوك يعيش في فقاعة من الوهم الجميل
    لا يملك حتى إيجار تللك الغرفة الرطبة التي يعيش فيها على سطح بناية.
    قصة أخرى من قصص البسطاء المهمشين تعرض لنا فيها مشاكل وأحزان وهموم
    هؤلاء المحبطين والمنسيين تجسدها بأسلوب مشوق دقيق السرد، صادق التعابير
    فنسبح معك في عوالم مختلفة من صنعك وإبداعك تلتحف فيها كلماتك
    برداء الألم والحسرة على واقع كل إنسان يعاني الفقر والقمع والتهميش
    فترسم لنا لوحة تبهرنا بعمقها وحسن تصويرها
    عميق وموجع ما قرأت.
    تحياتي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 912
    المواضيع : 184
    الردود : 912
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أستاذة نادية
    أسعد الله صباحك بكل الخير.
    نعم سيدتي .. إنها الحياة .. بكل تفاصيلها ؟.. ونواميسها، تحوي الجميع في كنفها، وتثبت بالفعل أن الإنسان قد خلق في كبد. فلا يجب التعويل عليها ، ولا الاستناد إلى بهرجتها. إنها مسرح الوهم . ولا خير لنا فيها ، سوى أن نفعل الخير فيها، ولو بشق تمرة، دون استعلاء ، ولا تسلط، ولا بهرجة.
    أحييك سيدة الحرف النبيل.

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    قصة مؤلمة نراها من وراء الكواليس حيث لا تمثيل فيها ولا نفاق
    لا عباءة ملكية أو كرسي عرش ، ولا إبهار بالشكل العظيم والمكياج الزائف
    وإنما حقيقة مؤلمة لإنكسار بقايا حطام إنسان على مسرح الحياة بائس فقير حزين.
    تجسيد بارع لحياة احد الصعاليك بأسلوب تصويري بارع بواقعية.
    بوركت مبدعا.

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 912
    المواضيع : 184
    الردود : 912
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أ. أسيل أحمد
    تحياتي لوجودك الآسر بالود والتذوق الراقي.نعم ، إنهم ملوك في الوهم، صعاليك في الحقيقة. وكم من البشر من يظن نفسه ملكا بسلطته، أو بماله ، أو بعزوته، وفي الحقيقة أنها كل الحياة وهم بلا خير نفعله.
    سلمت مبدعة وبخير.