أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الصلم

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الصلم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


    تعريف الصلم لغة :

    جاء في كتاب غريب الحديث لابي عبيد القاسم بن سلام :

    قَالَ عنترة يصفه ( اي يصف ناقته في معلقته الشهيرة ) : [الْكَامِل]

    صعلٍ يعود بِذِي الْعَشِيرَة بيضُه ... كَالْعَبْدِ ذِي الفرو الطَّوِيل الأصلمِ

    ... ( قال ابو عبيد ) الأصلم الْمَقْطُوع الْأذن.

    قال الجوهري في الصحاح :
    ( صلم ) رجلٌ أَصْلَمُ، إذا كان مستأصَل الأذنين. وقد صَلَمْتُ أذنهَه أَصْلُمُها صَلْماً، إذا استأصلتها. ورجلٌ مُصَلَّمُ الأذنين، إذا اقتُطِعا من أصولهما .

    وفي كتاب الجيم لأبو عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني بالولاء (ت ٢٠٦هـ) : " وقال الأصلم: الأصم "

    وجاء في كتاب جمهرة اللغة لابن دريد :

    " قد جاء في حديث عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قوله : كَأَنِّي بحبشيٍّ أصْعَلَ أصْلَمَ " .

    وقد جاء في المثل كما في كتاب مجمع الأمثال لأبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (ت ٥١٨هـ) : " ذَهَبَ الحِمَارُ يَطْلُبُ قَرْنَيْنِ، فَعَادَ مَصْلُومَ الأُذُنَينِ. " . وهو احد الامثال المتداولة عند الناس .

    وهذا المثل يطلق لمن يظلم ناصره كما قال ابو منصور الثعالبي في كتاب التمثيل والمحاضرة .


    تعريفه اصطلاحا :

    قال السيوطي في معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم : الأَصْلَمُ: مَا سقط وتده المفروق .
    وقال الزبيدي في تاج العروس : (و) الأَصْلَم (فِي العَرُوض: أَنْ يَكُونَ آخرُ الجُزْء وَتِداً مَفْرُوقاً) ، يَكونُ فِي المَدِيدِ والسَّرِيع كَقَوْلِه:

    (لَيْسَ على طُولِ الحَياةِ نَدَمْ ... ومِنْ وَرَاءِ المَوْتِ مَا يُعْلَمْ)

    (واْصْطَلَمه: استَأْصَلَه) ، وَمِنْه حَدِيثُ عَاتِكَة: " لَئِن عُدْتُم لَيَصْطَلِمَنَّكُم "، وَهُوَ افْتِعَال من الصَّلْم. واْصْطَلَم القَومُ: أُبِيدُوا من أَصْلِهم.

    جاء في لسان العرب : " والصَّلْمُ : القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ ؛ فإذا أُطلق على النا فإنما يراد به الذليلُ المُهانُ كقوله :
    فإنْ أَنْتُمُ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ **** فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّم

    والأَصْلَمُ من الشِّعْر : ضَرْبٌ من المديد والسريع على التشبيه التهذيب : والأَصْلَم المُصَلَّمُ من الشِّعْر وهو ضرب من السريع يجوز في قافيت فَعْلُن فَعْلُن كقوله :
    ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ **** ومِنْ وَراءِ الموتِ ما يُعْلَم "


    قال في العيون الغامزة :
    وقوله ((وإلا فصلم)) أي وإلا يكن الوتد المحذوف مجموعاً بل كان مفروقاً فهو الصلم، فالمنفي إنما هو الوصف لا الموصوف، ولا يدخل إلا في السريع ، وهو مراده بقوله ((والسريع به ارتدى)) ، وفيه على رأي صاحب التلخيص استعارةٌ بالكناية واستعارة تخييلية، وذلك لأنه أضمر في نفسه تشبيه البحر الذي يدخله هذا النوع من التغيير برجل ظاهر النقص، ودل على هذا التشبيه المضمر في النفس بأن أثبت للمشبه أمراً مختصاً به وهو هنا الارتداء. فتشبيه البحر بالرجل الذي هذا شأنه استعارةٌ بالكناية، وإثبات الارتداء له استعارة تخييلية. والصّلم لغةً قطع الأذن. يقال: رجل أصلم، إذا كان مستأصل الأذنيين، وقد صلمت أذنه أصلمها صلماً، إذاً استأصلها، فسمي حذف الوتد المفروق من الجزء صلماً تشبيهاً بذلك.

    قال سليمان ابو ستة :
    لست أعلم من أي معجم أخذ ابن منظور قوله الأول عن الأصلم. غير أن ما أنا متأكد منه أنه كان ينقل من معجم المحكم لابن سيده معظم مادته في العروض، وهذا الأخير كان يعتمد بدوره على كتاب الزجاج ينقل منه جل مصطلحاته في العروض. فلما لم يجد ابن سيده ، وبعده ابن منظور شيئا من ذلك، سكتا عن هذا المصطلح. وعدت إلى تلميذ الزجاج ، أبي الحسن العروضي، وكان قد اعتمد في عروضه اعتمادا كاملا على كتاب العروض للزجاج ، فوجدته يضطرب بين المديد والمتقارب والسريع وهو يحاول اختيار مصطلح يعني ذهاب الوتد من آخر الجزء .
    قال في ص 103 باب المديد:
    والضرب الثالث فعلن ويسمى الأصلم، وسماه قطرب الأبتر. وهو أيضا في المتقارب، وذلك أن كل جزء يذهب منه سبب ثم يقطع من وتده حرف ثم يسكن الحرف المتحرك يسمى أبتر.
    ثم قال في ص 142 باب السريع:
    وأما فعلن ساكنة العين وهو الضرب الثالث فكان أصله مفعولات ، ذهب منه الوتد المفروق وهو (لات) فبقي (مفعو) فنقل إلى (فعلن) ... وما ذهب وتده سماه الخليل في الكامل الأحذ. فإن شئت أن تسميه هاهنا بهذا الاسم فعلت، وكان ذلك جائزا، وإن شئت أن تدعه على جملته .
    وهذا يعني أن مصطلح الصلم لم يوضع قبل منتصف القرن الرابع الهجري " .

    قلت :
    نعم
    ان الخليل بن احمد رحمه الله لم يسم هذه العلة البتةً بل جاءت التسمية بعده فقد ذكر ذلك ابو الحسن احمد بن محمد العروضي في كتابه الجامع في العروض والقوافي ( 206) : " و( فعلن ) في السريع ساكنة العين فهي صدر ( مفعولات ) فذهب الوتد وهو ( لات ) من ( مفعولات ) فبقي ( مفعو ) فنقل الى ( فعلن ) ، وهذا ينبغي ان يسمى على القياس ( الاحذ ) لان الخليل سمى الجزء الذي ذهب منه وتد في الكامل أحذ ، فكذا ينبغي ان يسمى في هذا الباب على قياس قوله اذ لم نجده سماه البتة .... " .

    واشير ايضا الى موضوع وهو ان ابو الحسن العروضي في كتابه الجامع ذكر القاب العروض وشرحها ( 214 ) : ولم يذكر الصلم منها لانه والله اعلم لم يستقر عنده هذا المصطلح بعد .

    وفي كتاب الفصول و الغايات للمعري :
    والأصلم: الذي قد سقط منه وتد مفروق؛ مثل قول أبي قيسٍ بن الأسلت:

    قالت ولم تقصد لقيل الخنا ... مهلاً فقد أبلغت أسماعي

    أصل هذا الضرب في الدائرة أن يكون " مفعولات " فسقطت منه " لات " فبقى " مفعو " فحول إلى " فعلن ". وسماه الخليل أصلم شبهه بالذي قد اصطلمت أذنه

    ففي كلام المعري هنا وهم وقت بينا ذلك .



    المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي ؟

    والصّلم لغةً قطع الأذن. يقال: رجل أصلم، إذا كان مستأصل الأذنيين، وقد صلمت أذنه أصلمها صلماً، إذاً استأصلها، فسمي حذف الوتد المفروق من الجزء صلماً تشبيهاً بذلك.
    وقال الدكتور مأمون عبدالحليم وجيه في كتابه العروض والقافية : "
    ووجه التسمية ان الوتد المفروق شبيه بالاذن فهي مثقوبة من الوسط ولذا شبه حذف الوتد المفروق بصلمها " .


    = التفعيلة التي يدخلها الصلم :

    (مفعولات ) فيبقى ( مفعو ) فينقل الى ( فَعْلُن ) . فحذفت ( لات ) . الوتد المفروق .
    قال محمد بن علي المحلي في كتابه شفاء العليل في علم الخليل (106) : " ولا يتصور الا في مفعولات .... :


    = البحور التي يدخلها الصلم :

    يدخل في البحر السريع .

    قال محمد بن علي المحلي في كتابه شفاء العليل في علم الخليل (106 ) : " ولم يسمع فيه الا في السريع خاصة ... ولا يدخله زحاف بعد الصلم " .

    وقال الدكتور مأمون عبدالحليم وجيه في كتابه العروض والقافية : لا يقع الصلم الا في بحر السريع وقد اشرت الى ذلك بقولي :
    فُرِقَ السريع من الوتد **** فأصابه الصلم الاحدْ

    جاء في الخزرجية :
    وحذفك مجموعا دعوْا حذّ كامل ***** وإلأا فصلْمٌ والسريع به ارتدى

    ويرى الزبيدي في تاج العروس ان الصلم يدخل في المديد ايضا فقال : " (و) الأَصْلَم (فِي العَرُوض: أَنْ يَكُونَ آخرُ الجُزْء وَتِداً مَفْرُوقاً) ، يَكونُ فِي المَدِيدِ والسَّرِيع " .


    هل يتداخل بحران في الوزن عند دخول علة الصلم ؟

    قال الدكتور محمد خليفة في " في البنية الايقاعية العربية : مفهوم التعدد والتداخل بين النظرية والتطبيق " :

    ـ يتداخل السريع مع الكامل :
    ب ـ عروض السريع المخبولة المكسوفة وضربها الأصلم ....
    وتتداخل مع عروض الكامل الحذاء وضربها الأحذ المضمر .....
    ويتم التداخل بينهما نتيجة لجواز دخول الإضمارجميع أجزاء الحشو صدرا وعجزا بحيث تؤول (// /0// 0 ) إلى ( /0/ 0// 0 ) فيتماثل الوزنان حتى يصيرا واحدا ، ولا يمكننا التمييز بينهما إلا من خلال بنية حاصرة قبلية أو بعدية يتضح فيها التكوين ( // /0// 0 ) ، ويمكننا في هذا الباب أن نورد جانبا من التحقيق الشعري يوضح هذه الفكرة نقتطعه من ميمية المرقش الأكبر التي بناها في عمومها على وزن السريع ، وقد ورد فيها قوله :

    ما ذنبــنا في أن غزا ملك **** من آل جفــنة حازم مرغمْ

    بيض مصاليت ُوجوهــهم **** ليست مياه بحــارهم بعممْ

    فقد ورد الجزء الثاني من الشطر الثاني ، والشطر الرابع على زنة ( متفاعلن ) ، وهي وحدة الكامل ، ولما كانت هذه الوحدة يمكن أن تؤول إلى ( فعِلن ) بالحذ عروضا وضربا ، ثم يمكن أن يدخلها الإضمار ضربا فتؤول إلى ( فعِلن) فقد تداخلت هنا مع السريع في وزنه المخبول المكسوف عروضا الأصلم ضربا ، كما هو عليه وزن البيت الأول ، ووزنه المخبول المكسوف عروضا وضربا ، كما هو عليه وزن البيت الثاني" أ .هـ


    والحمد لله رب العالمين .

  2. #2
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    تتمة للموضوع ....


    = حكم هذه العلة ؟

    هذه العلة ملزمة للشاعر ينبغي له ان يلتزمها في وزن جميع الابيات حتى ينهي القصيدة ، فالعلة عند العروضيين هي كل تغيير يطرأ على تفعيلة العروض أو الضرب، وإذا ورد هذا التغيير في أول البيت من القصيدة التزم ذلك التغيير في جميع أبياتها. يسمى الجزء الذي لحقته علة معتلا .


    تعداد هذه العلة :

    وجدت هذه العلة في عدد من قصائد شعراء الجاهلية منهم احيحة بن الجلاح في قصيدته المشهورة :

    قالَت وَلَم تَقصِد لِقَولِ الخَنا ***** مَهلاً فَقَد أَبلَغتَ أَسماعِ

    وللخرنق بنت بدر قولها :

    الضارِبونَ بِحَومَةٍ نَزَلَت ***** وَالطاعِنونَ بِأَذرُعٍ شُعرِ

    في قصيدتها التي مطلعها :

    لا يَبعَدَن قَومي الَّذينَ هُمُ ****** سُمُّ العُداةِ وَآفَةُ الجُزرِ


    لكن هذه العلة ليست بالكثرة التي تجعلها مشهورة في القصائد معروفة بل تظهر احيانا وتختفي احيانا اخرى . ولم اطلع على حصر رقمي لها استند عليه فيما بين يدي من المصادر .

    ونلاحظ في قصيدة الخرنق انها التزمت بهذه العلة في قصيدتها بجميع ابياتها ، ( وهذه العلة ملزمه للشاعر في كل القصيدة ) .

    وجاء في بيت يتيم لبشر بن ابي خازم :

    وَطائِرٌ أَشرَفُ ذو خُزرَةٍ ***** وَطائِرٌ لَيسَ لَهُ وَكرُ


    وفي العصر الاموي :

    وجاء في ابيات لابن رواحة الحموي ( من العصر الاموي ) :

    يا قلب دع عنك الهوى قسراً **** ما أنت منه حامد أمرا
    أضعت دنياك بهجرانه ***** إن نلت وصلاً ضاعت الأخرى


    وابيات لابن سنا الملك ( العصر الاموي ) :

    جمرٌ هجيرٌ مذ صُلِينَا به **** عَرقْتُ حتى كِدْت أُطْفِيهِ



    هل يجتمع الصلم مع غيره من العلل او الزحافات ؟


    الجواب نعم ففي البيت السابق لاحيحة بن الجلاح :

    قالَت وَلَم تَقصِد لِقَولِ الخَنا ***** مَهلاً فَقَد أَبلَغتَ أَسماعِ
    مستفعلن مستفعلن مفعلا مستفعلن مستفعلن فعلن
    سالم سالم مطوي مكشوف سالم سالم صلم

    نرى هنا ان العروض دخلها زحاف الطي و علة الكشف ، والضرب اصابه الصلم .


    الحمد لله ، ورحم الله امرأ بصرني بعيوبي ...

    .

  3. #3

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2023
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 8
    المواضيع : 4
    الردود : 8
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    احسن الله اليكي ، و بارك فيكي