|
إِنْ كُــنْتِ نُــورًا فَــقِينِي |
وَأَطْــفِــئِي نَـــارَ طِــيــنِي |
وَحَـــرِّرِي نَــبْضَ قَـلْبِــي |
مِــنَ الــجَـــوَى وَالشُّجُــونِ |
أَوِ ادْفَــعِي الــشَّوْقَ عَنِّي |
بِــــقَــــسْــوَةٍ أَوْ بِــــلِــيــنِ |
تَــعِبْتُ مِنْ طُولِ صَبْرِي |
عَــــلَــى دَلَالِ الــضَّــنِينِ |
وَعِــفْتُ مِنْ وَأْدِ أَوْدِي |
وَمِــنْ ضَــجِيجِ الــسُّكُونِ |
يَــــنَــامُ لَــيْــلِــي وَأَصْــحُــو |
عَــلَــى غُــصُــونِ الأَنِــينِ |
أَلُــوكُ مِنْ فَرْطِ وَجْدِي |
فُــتَــاتَ حُــزْنِي الــدَّفِينِ |
ظَــمْــآنُ وَالــمَاءُ حَــوْلِي |
مِــنْ كُــلِّ حُــورٍ وَعِــينِ |
وَكُــلَّــمَــا قُــلْــتُ تَــأْتِــي |
بِــأَكْــؤُسٍ مِـــنْ مَــعِينِ |
بِــرَشْــفَةٍ مِـــنْ حَــنَــانٍ |
وَرَجْــفَــةٍ مِـــنْ حَــنِينِ |
مَــزَجْــتِ سِــيــنًا بِــمِــيمٍ |
مِـــنْ بَــعْدِ مِــيمٍ وَسِــينِ |
وَامْــتَرْتِ خَــمْطًا وَصَــابًا |
مِــنْ بَــعْدِ طَلْحِي وَتِينِي |
أَبَــعْدَ أَنْ صِــرْتِ أَدْنَــى |
إِلَــــيَّ مِــــنِّــي لِــجِــيــنِي |
أَبَــعْدَ أَنْ صِــرْتُ أَعْمَى |
وَصِـــرْتِ نُــورَ الــعُيُونِ |
وَخِــلْتُ وَعْــدَكِ صِــدْقًا |
أَنْ لَا حَــــيَــاةَ بِــدُونِــي |
وَخِــلْتُ أَنْ لَــيْسَ يَأْتِي |
زَمَــــانُ هَــجْــرٍ زَبُـــونِ |
إِنْ كَــانَ لِي مِنْكِ عَهْدٌ |
فَـــلَا تُــثِــيرِي ظُــنُــونِي |
وَجَــادِلِــي الــنَّــهْرَ عَــمَّــا |
يَــسُــدُّ مَــجْــرَى الــسَّفِينِ |
يَا مَـنْ عَـلَـى النَّــأْيِ عِنْدِي |
كَــالــتَّاجِ فَــوْقَ الــجَبِينِ |
هَــلْ كُــنْت بُسْتَانَ ورْدٍ |
أَمْ ظُـــلَّـــةَ الــزَيــزَفُــونِ |
قَــدْ كُــنْتُ قَــبْلَكِ أَحْيَا |
غَــضَــنْفَرًا فِـــي عَــرِيــنِ |
وَجِــئْتِ؛ فَــانْثَالَ حِسِّي |
مِنْ كَأْسِ وَصْــلٍ حَنُـــونِ |
الــحُــسْنُ فِــيــكِ ابْــتِهَالٌ |
يُــطِــيشُ لُـــبَّ الــرَّزِينِ |
وَالــحَدْسُ فِيكِ اكْتِمَالٌ |
يَــــزِيــدُ قَـــدْرَ الــخَــدِينِ |
أَثْــمَلْتِ بِــالعِشْقِ رُوحِي |
فَــــكَــانَ كَــالْــكُوكَايِينِ |
وَلَــسْــتُ أَسْــلُوكِ مَــهْمَا |
حَـــزَزْتِ مِــنِّــي وَتِــينِي |
وَكَــيْــفَ أَنْــسَى وَقَــلْبِي |
يَـــرَاكِ فِــي كُــلِّ حِــينِ |
وَكَــيْفَ أُغْــمِضُ عَــيْنِي |
وَالــطَّيْفُ بَــيْنَ الــجُفُونِ |
أَنْــعَــى هَــوَاكِ وَرُوحِــي |
تَـــفُـــوحُ بِــالــيَــاسَــمِينِ |
لَــكِــنَّ عِـــزَّةَ نَــفْــسِي |
تَــأْبَــى غَــرَامًــا بِــهُــونِ |
مَــا فِــي الــعَنَاوِينَ حُكْمٌ |
وَإِنَّــــمَــا فِــــي الــمُــتُــونِ |
وَكُــــلُّ ذِي مُــسْــتَــقَرٍّ |
يَــرَى الــهُدَى فِي اليَقِينِ |
وَلَــــيْــسَ أَبْــلَــغَ حُــكْــمًا |
مِنْ ذِي الْـحِـجَـا فِي الفُتُونِ |
وَالــمَــرْءُ أَيَّـــانَ يَــمْــضِي |
فَــفِي الــرُّؤَى كَالسَّجِينِ |
وَقَــــدْ يُــفَــاخِــرُ قَـــوْمٌ |
بِــــالــمَــالِ أَوْ بِــالــبَــنِينِ |
وَالــفَــخْرُ أَخْــلَقُ شَــأْوًا |
بِــمَــا أَتَــوْا فِــي الــشُّؤُونِ |
سَــأَمْسَحُ الــشَّوْقَ غَضًّا |
عَـــنِ الــفُــؤَادِ الــحَزِينِ |
وَأَمْــتَــطِي مَــتْــنَ عَــزْمٍ |
لِــــدَرْبِ مَــجْــدٍ قَــمِــينِ |
مُــــسَــافِــرًا إِنْ تَــــمَــنَّــى |
أَنَــاخَ عَــطْشَى الــسِّنِينِ |
وَشَــاعِــرًا ظَـــلَّ نَــبْــعًا |
لِــكُــلِّ مَــعْــنًى رَصِــيــنِ |
وَفَــيْــلَــسُــوفًــا مُــــعَــنَّــى |
بِـــهَـــمِّ فِــــكْــرٍ مُــبِــيــنِ |
أَذْودُ عَــنْ حَــقِّ قَــوْمِي |
مِـــنْ كُــلِّ بَــاغٍ لَــعِينِ |
وَأَحْــــتَــفِــي بِــالــمَــعَالِي |
وَبِــــالــوَفِــيِّ الأَمِـــيـــنِ |
وَأَجْــتَــبِي كُـــلَّ سَـــامٍ |
وَكُــــلَّ بَــــرٍّ فَــطِــيــنِ |
وَالــحُــرُّ بِــالــحَقِّ يَــسْعَى |
مَــهْــمَا ابْــتَــلَى بِــالــمَنُونِ |
وَيَــقْتَدِي الــعَدْلَ نَــهْجًا |
مِــنْ أَجْــلِ دُنْــيَا وَدِيــنِ |
بِــقَــوْلِ صِـــدْقٍ وَفِــعْلٍ |
فِــي الغَثِّ أَوْ فِي السَّمِينِ |
لَا قَـــدْحَ يَــهْــفُو بِــقَدْرٍ |
أَوْ مَــدْحَ يَــسْمُو بِــدُونِ |
وَإِنَّــــمَــا الــمَــرْءُ ذِكْـــرَى |
مِــنْ غَــيْرِ طِــرْسٍ وَنُونِ |
وَصِــيَّــتِي يَــا بْــنَ قَــلْبِي |
مَــتَى قَضَى الدَّهْرُ حِينِي |
إِلَــى رُبَى القُدْسِ خُذْنِي |
وَفِـــي ثَــرَاهَــا ادْفِــنُــونِي |