أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

الموضوع: الالحاد في العالم العربي : دعاته واسبابه

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 168
    المواضيع : 33
    الردود : 168
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الالحاد في العالم العربي : دعاته واسبابه

    --------------------------------------------------------------------------------

    تجتاحُ العالمَ العربيَّ منذ ُ بداياتِ هذا القرن ِ ، موجة ٌ من الإلحادِ والرّدةِ ، لم تعرفْ لها المنطقة ُ مثيلاً ، في الوقتِ الذي بدأتْ فيهِ هذه المذاهبُ بالانحسار ِ في العالم ِ الغربيِّ ،
    ظروفٍ عصيبةٍ في أوروبا ، خلالَ القرن ِ الثامن عشر ، وذلكَ بسببِ طغيان ِ الكنيسةِ ، وتبرّم ِ الناس ِ منها ومن نفوذِ رجالها ، ومُحاربةِ الكنيسةِ للعلوم ِ الطبيعيّةِ ، خاصّة َ بعدَ تطوّر ِ ونموِّ الحركاتِ العلميّةِ والبحوثِ ، وخلاصة ُ العلمانيّةِ أنّها حركة ٌ جديدة ٌ تهدفُ إلى إقصاءِ الدين ِ عن الحياةِ ، وبناءِ مؤسساتِ المجتمع ِ على أصول ٍ مادّيةٍ بحتةٍ ، لا دخلَ للدين ِ فيها من قريبٍ أو بعيدٍ .

    يذكرُ الدكتورُ جعفر شيخ إدريس أنّ أوّلَ كتابٍ مُصرّح ٍ بالإلحادِ ، وداع ٍ لهُ ، ظهرَ في أوروبا في سنةِ 1770 م ، وهذه الفترة ُ الحرجة ُ هي الفترة ُ التي بدأتْ فيها الشعوبُ الأوربيّة ُ تضجُّ من حكم ِ الكنيسةِ ، وتدعو للثورةِ عليهِ ، وقد تبنّى الفكرَ الإلحاديَّ في أوروبا كبارُ الفلاسفةِ والمؤرخينَ ، من أمثال ِ : نيتشة ، وفولتيير ، وكارل ماركس ، وإنجلز ، وراسل ، وكونت ، وغيرهم من كِبار ِ الفلاسفةِ وعلماءِ الاجتماع ِ والتأريخ ِ ، ممّا حدا النّاسَ إلى الوثوق ِ بهم ، والتحوّل ِ إلى آرائهم ، كردّةِ فعل ٍ للمواقفِ المُتسلّطةِ للكنيسةِ ، وكذلكَ ظهور ِ مجموعةِ من التناقضاتِ بينَ الدين ِ النصرانيِّ المُحرّفِ ، وبينَ بعض ِ المُخترعاتِ والمُكتشفاتِ العلميّةِ .


    ومع ظهور ِ بوادر ِ الإلحادِ ، نشأتْ العديدُ من المدارس ِ والمذاهبِ الفكريّةِ والاجتماعيّةِ ، والتي تصُبُ في مصبِّ الإلحادِ ، وتستلهمُ منهُ مادّتها ، وترسّخُ مبادئهُ ، ومن أشهر ِ تلكَ المذاهبِ والمدارس ِ :
    - الوجوديّة ُ : وهي مذهبٌ معاصرٌ ذو جذور ٍ قديمةٍ ، يقومُ على أساس ِ إبراز ِ قيمةِ الفردِ ، والتأكيدِ على حرّيتهِ ، وأنّهُ هو أساسُ كلِّ شيءٍ ومنطلقهُ ، وهي مذهبٌ إلحاديٌّ ، أسّسها قديماً كير كجرد ، وفي العصر ِ الحاضر ِ قامَ أبو الوجوديّةِ جان بول سارتر بإرساءِ دعائم ِ هذا المذهبِ ، وإقامةِ أصولهِ ، وبناهُ على الإلحادِ والكفر ِ بكلِّ المُثُل ِ والقيم ِ ، وأنّ للإنسان ِ أن يفعلَ ما شاءَ ، دونَ وازع ٍ أو رقيبٍ .

    - الشيوعيّة ُ : وهي مذهبٌ فلسفيٌّ مُعاصرٌ ، أنشأهُ اليهوديُّ كارل ماركس ، يدعو إلى تعظيم ِ المادّةِ ، وأنّها أزليّة ٌ ، ويُفسّرُ كارل ماركس التاريخَ تفسيراً ماديّاً بحتاً ، ولهم شعاراتٌ عدّة ٌ من ضمنها : لا إلهَ والحياة ُ مادّة ٌ ، وقد انتشرتْ الشيوعيّة ُ بالقوّةِ والاستعبادِ ، واجتاحتْ بثوراتها أغلبَ أرجاءِ الأرض ِ ، حتى أذنَ اللهُ بسقوطها ، وبقاءِ بعض ِ فلولها مشتتة ً هنا وهناكَ .

    - الوضعية ُ : وهي مذهبٌ فلسفيٌّ إلحاديٌّ ، يُنكرُ وجودَ أي معرفةٍ تتجاوزُ التجربة َ الحسّية َ ، أسّسهُ اوغست كونت ، ودعى حينَ تأسيسهِ إلى قيام ِ دين ٍ جديدٍ ، يقومُ على أساس ِ عبادةِ الإنسانيّةِ ، وإحلالها محلَّ الأديان ِ .

    - الداروينيّة ُ : نسبة ً إلى شارلز داروين ، أقامَ مدرستهُ هذه على أساس ِ أنّ الأحياءَ جميعاً لم تُخلقْ كلُّ واحدةٍ منها خلقاً مُستقلاً ، بل كانَ لها أصلٌ واحدٌ وهو الخليّة ُ البسيطة ُ ، ثمّ أختْ تتطوّرُ وترتقي من طور ٍ إلى طور ٍ آخرَ ، حتى نشأتِ البشريّاتُ والإنسانُ ، وأنّ الطبيعة َ هي التي كانت تختارُ الأصلحَ للبقاءِ ، وذلكَ ما عبّرَ عنهُ بمصطلح ِ : الانتخابِ الطبيعيِّ ، أو بقاءِ الأصلح ِ ، ومدرسة ُ داروين تجمعُ في ثنياها كبارَ ملاحدةِ العالم ِ ، والذين يرونَ أنّ الإنسانَ لا خالقَ لهُ ، وأنّهُ وليدُ ملايين ِ السنواتِ من التطوّر ِ الطبيعي ، والنشوءِ والارتقاءِ بينَ الأنواع ِ المختلفةِ ، وبالرغم ِ من عدم ِ وجودِ أي دليل ٍ علميٍّ ، يُبتُ صحّة َ نظريّةِ داروين ، إلا أنّها اجتاحت العالمَ الغربيَّ اجتياح ٍ غريباً ، وأثرتْ فيهِ وفي ثقافتهِ ، حتى بدأتْ تنحسرُ في الآونةِ الأخيرةِ .

    هذا كانَ عرضاً موجزاً عن بداياتِ الإلحادِ في العالم ِ الغربيِّ ، فماذا عن العالم ِ العربيِّ والإسلاميِّ ! .
    الكلامُ عن حركاتِ الإلحادِ المنظّمةِ في العالم ِ العربيِّ ، وكذلكَ المُجاهرة ُ بهِ ، وإعلانُهُ على الملأ ، نشأ بعدَ منتصفِ القرن ِ التاسعَ عشرَ ، حينما بدأ العالمُ الإسلاميُّ والعربيُّ ، يتّصلُ بالعالم ِ الغربيِّ ، عن طريق ِ إرسالياتِ الدراسةِ ، أو التدريبِ ، وتسبّبَ ذلكَ في رجوع ِ مجموعةٍ من الطلاّبِ متأثّرينَ بالفكر ِ الأوربيِّ الماديِّ ، والذي كانَ يقومُ على أساس ِ تعظيم ِ علوم ِ الطبيعةِ ، ورفع ِ شأن ِ العقل ِ ، وكذلكَ تنحية ُ الدين ِ والشرع ِ ، عن حكم ِ الحياةِ والناس ِ وإدارةِ شئونهم .

    في بدايةِ الأمر ِ لم يكن ثمَّ دعوة ٌ صريحة ٌ للإلحادِ أوالرّدةِ ، وإنّما كانتْ هناكَ دعواتٌ للتحرّر ِ ، أو التغريبِ ، أو فتح ِ المجال ِ أمامَ العقل ِ ، ومُحاكمةِ بعض ِ النصوص ِ الشرعيّةِ إلى العقل ِ أوالحسِّ والواقع ِ ، ومحاولةِ إنشاءِ خلافٍ وهميٍّ ، وصراع ٍ مُفتعل ٍ ، بينَ العقل ِ والشرع ِ .

    ومع مرورِ الوقتِ ، وزيادةِ الاتصال ِ بالغربِ وتراثهِ ، وانتشار ِ موجةِ التغريبِ بينَ الناس ِ ، ظهرتْ بعضُ الدعواتِ الصريحةِ للإلحادِ وفتح ِ بابِ الرّدةِ ، باسم ِ الحريّةِ الفرديّةِ .


    في تلكَ الحقبةِ في مصرَ ، ظهرَ العديدُ من المفكّرينَ والأدباءِ ، يدعونَ إلى التغريبِ والإلحادِ ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ ، باسم التنوير ِ تارة ً ، وباسم النهضةِ الأدبيّةِ تارة ً أخرى ، ومرّة ً باسم الحرّياتِ الفكريّةِ ، وتلقّفتْ مصرُ – في تلكَ الفترةِ - دونَ تمييز ٍ ، جميعَ أمراض ِ المجتمع ِ الأوربيِّ ، وكذلكَ أخلاقهُ المنحلّة َ ، وأصبحتْ قطعة ً من أوروبا ، ومن فرنسا تحديداً ، وعاثَ في أرضها بعضُ المستشرقينَ فساداً وإفساداً ، ثمّ سلّموا دفّة َ الإفسادِ إلى بعض ِ المصريينَ ، ممن لم يتوانوا في نشر ِ الكفر ِ والإلحادِ ، وسعوا سعياً حثيثاً إلى إلغاءِ الفضيلةِ والأخلاق ِ الإسلاميّةِ ، وإحلال ِ النفعيّةِ والماديّةِ محلّها ، حتّى أصبحَ دُعاة ُ الإسلام ِ والمُحافظةِ غرباءَ على المُجتمع ِ دُخلاءَ عليهِ ، ويوصفونَ بالجمودِ والتخلّفِ والعداءِ للحضارةِ !! .

    وسأذكرُ الآنَ بعضَ أشهر ِ الملاحدةِ والمرتدينَ ، الذينَ نبذوا الدينَ جانباً ، واستبدلوا بهِ الإلحادَ أو اللادينيّة َ أو كفروا بكلِّ شرائع ِ الإسلام ِ ، من الذينَ كانوا في تلكَ الفترةِ ، أو بعضَ من يعيشُ في عصرنا الحاضر ِ ، والذين أعملوا معاولَ الهدم ِ والتخريبِ ، في الأخلاق ِ والدين ِ ، وأرادوا جعلَ المجتمعاتِ نماذجَ مكرّرة ً من الدول ِ الأوربيّةِ المُنحلةِ الفاسدةِ ، وحاولوا صُنعَ فجوةٍ بينَ العلم ِ والدين ِ ، وأوهموا أنّ الدينَ يُعارضُ العلمَ والواقعَ ، ويقفُ دونَ الانطلاق ِ إلى آفاق ٍ جديدةٍ ، ويُحرّمُ الإبداعَ ، ويدعو إلى الكهنوتيّةِ والتقوقع ِ .

    فمن أشهرهم :

    - جميل صدقي بنُ محمدِ بن ِ فيضي الزهاوي ، شاعرٌ من شُعراءِ العراق ِ ، وُلدَ سنة َ 1279 هـ في بغدادَ ، وكانَ أبوهُ مُفتي بغدادَ في تلكَ الفترةِ ، وقد تنقّلَ كثيراً في المناصبِ والوظائفِ ، وهو أحدُ أعمدةِ التشكيكِ في شعرهِ وآراءهِ ، وقد كانَ ينحى منحى الفلاسفةِ ، ويُقرّرُ طريقة َ الفلاسفةِ في التعامل ِ مع الأديان ِ ، ومع الغيبياتِ ، حتّى سمّاهُ النّاسُ زنديقاً ! ، وقد كانَ من المفتونينَ بالعالم ِ الماديِّ ، وبالظواهر ِ الطبيعيّةِ ، مُعظّماً لها ، وصنّفَ في ذلكَ الكثيرَ من الرسائل ِ والكُتبِ .

    - إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنُ إسماعيلَ ، والمعروفُ اختصاراً بإسماعيل أدهم ، أحدُ أبأس ِ الملاحدةِ ، وأشقاهم ، وأكثرهم مأساوية ً وشقاءً ، كانَ من دُعاةِ الشعوبيّةِ ، تنقّلَ في الدراسةِ بينَ مصرَ وتركيّا وروسيا ، وتخصّصَ في الرياضياتِ ، وحصلَ على شهادةِ الدكتوراةِ فيها ، وكتبَ وألّفَ العديدَ من الرسائل ِ ، وفي سيرتهِ أشياءُ كثيرة ٌ من نبوغهِ وتقدّمهِ ، منها أنّهُ كانَ يعرفُ العديدَ من اللغاتِ ، وكذلكَ حصلَ على العديدِ من الشهاداتِ العلميّةِ ، وبعدَ موتهِ حصلَ تشكيكٌ كثيرٌ في ذلكَ وتكذيبٌ لها ، وقد طعنَ فيهِ الناسُ في حياتهِ وبعدَ موتهِ ، وشكّكوا كذلكَ في رسائلهِ وبحوثهِ ، وهو أحدُ كُتّابِ مجلّةِ الرسالةِ والمقتطفِ المصريتين ِ ، وقد كانَ من دعاةِ الألحادِ ، يطعنُ في المسلّماتِ ، ويُشكّكُ في الكثير ِ من الأمور ِ ، وألّفَ رسالة ً أسماها " لماذا أنا مُلحدٌ " ! ، طُبعتْ في مصرَ بمطبعةِ التعاون ِ سنة َ 1937 م ، كان عزوبيّاً ، أصيبَ بالسلِّ ، وتعبَ من الحياةِ ، فآثرَ الموتَ منتحراً غرقاً في الاسكندريّةِ سنة َ 1940 م ، وعثرَ البوليسُ في جيبِ معطفهِ على رسالةٍ يذكرُ فيها أنّهُ ماتَ منتحراً ، كراهية ً في الحياةِ ، وطالبَ فيها كذلكَ بإحراق ِ جُثّتهِ ، وعدم ِ دفنها بمقابرِ المُسلمينَ ، وأن يُشرّحَ رأسهُ ! ، نعوذُ باللهِ من الخذلان ِ والهوان ِ ! .

    - إسماعيل مظْهر بنُ مُحمّد بن ِ عبدالمجيدِ ، كان أحدَ دعاةِ الداروينيّةِ في العصر ِ الحاضر ِ ، ومن دعاةِ الشعوبيّةِ ، أنشأ مجلّةِ العصور ِ في مصرَ وذلكَ في سنةِ 1927 م ، وجعلَ من مجلّتهِ باباً للطعن ِ في الدين ِ ، ونشر ِ الشعوبيّةِ ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ و الإلحادِ ، كانَ معظّماً لليهودِ ، وداعياً للسير ِ على نهجهم وطريقتهم ، وكانَ يُسمّي نفسهُ : صديقَ دارون ، وألّفَ في الانتصار ِ لنظريّةِ داروين مجموعة ً من المؤلفاتِ ، ثمّ اعتنقَ الفكرَ الشيوعيَّ ، وأنشأ حزباً أسماهُ حزبَ الفلاح ِ ، جعلهُ منبراً لنشر ِ الشيوعيّةِ والاشتراكيّةِ ، ثمّ في آخر ِ عمرهِ أعرضَ عن كلِّ ذلكَ ، ورجعَ عن الكثير ِ من آراءهِ ، وألّفَ كتاباً أسماهُ " الإسلامُ لا الشيوعيّة ُ " ، وقد كانتْ وفاتهُ سنة َ 1381 هـ بينما ميلادهُ سنّة َ 1308 هـ .

    - أحمدُ لطفي بنُ السيّدِ أبي علي ، أحدُ دعاةِ التغريبِ الكبار ِ ، من المُعادينَ للعالم ِ الإسلاميِّ ، وأحدُ الذين يُحاربونَ الفُصحى ، ويُحاربونَ الرابطة َ الدينيّة َ ، ولهُ مواقفُ تدلُّ على كرههِ الشديدِ للتعاليم ِ الدينيّةِ ، وللتديّن ِ عموماً ، وهو من دعاةِ العلمانيّةِ البارزينَ ، وهو الذي قامَ بترجمةِ كتبِ أرسطو إلى اللغةِ العربيّةِ ، فاتحاً باباً جديداً للتغريبِ ، ولم يكن يقصدُ من ذلكَ نشرَ المعرفةِ والعلم ِ ، وإنّما أرادَ نشرَ الثقافةِ الغربيّةِ ، وأصولهم المعرفيّة َ ، حتى يبتعدَ المسلمونَ عن دينهم ، ويقتفونَ أثرَ الغربِ ، وكانتْ لهُ مواقفُ مخزية ٌ ، منها أنّهُ سافرَ إلى إسرائيلَ ، وألقى محاضرة ً في الجامعةِ العبريّةِ ، وكانَ أحدَ من استقبلَ الوفدَ اليهوديَّ بمصرَ ، وضيّفهم عندهُ ، ولهُ مواقفُ سافرة ٌ يدعو فيها إلى التعاون ِ مع البريطانيينَ إبّانَ احتلالهم لمصرَ ، ويبحثُ لهم عن المسوّغاتِ والمبرّرات ِ لسياستهم الاحتلاليّةِ ، ويسمّيهِ بعضهم أستاذَ الجيل ِ ، وتولّى آخر ِ عمرهِ رئاسة َ مجمع ِ اللغةِ العربيّةِ بالقاهرةِ وظلَّ رئيساً لها مدّة َ 18 عاماً ، وقد توفيَ سنة َ 1382 هـ بالقاهرةِ ، بينما كانَ مولدهُ سنة َ 1288 هـ .

    - طه بنُ حسينَ بن ِ علي بن ِ سلامة َ ، الأديبُ المصريُّ الشهيرُ ، وأحدُ روّادِ ما يُسمّى بالنهضةِ الأدبيّةِ في مصرَ ، ومن كِبارَ التغريبيينَ ، وأحدِ أعمدةِ مدرسةِ التشكيكِ ، لم يكن يؤمنُ بشيءٍ إلا الغربَ وقيمَهُ وتعاليمَهُ ، كانَ مُتشكّكاً وحائراً ، ووصفَ فتحَ المُسلمينَ لمصرَ بأنّهُ احتلالٌ غاشمٌ ! ، ودعا إلى تحرير ِ وتجريدِ مصرَ من هوّيتها العربيّةِ والإسلاميّةِ ، وهو من الذينَ يقفونَ موقفاً عدائياً ضدَّ جميع ِ حركاتِ المقاومةِ الشعبيّةِ ، ضدّ المُحتلِّ والغازي ، بل كانَ يدعو الأوربيّين لاحتلال ِ العالم ِ العربيِّ ، حتى يستفيدَ العربُ من علومهم وتطوّرهم ، وقد أشيعَ أنّهُ تنصّر في فرنسا ، وزوجتهُ فرنسيّة ٌ ، وهو كذلك أحدُ أخلص ِ طلاّبِ وأتباع ِ مرجليوث اليهوديُّ الحاقدُ على الدين ِ ، ولطه حسين مواقفُ معادية ٌ للدين ِ وأهلهِ ، كفّرهُ فيها جمعٌ غفيرٌ من العلماءِ ، وأصولهُ أصولُ الملاحدةِ في أكثرِ ما يكتبهُ وينشرهُ ، توفيَ سنة َ 1393 هـ ، بينما كانت ولادتهُ سنة َ 1307 هـ .

    - صادق جلال العظم : أحدُ أساطين ِ الفكر ِ الشيوعيِّ الماديِّ ، ومُلحدٌ من كِبار ِ الملاحدةِ ، ممّن أخذَ يُجاهرُ بالإلحادِ ، ويدعو إليهِ ، قضى عمره في السخريّةِ من المُسلمينَ ومن دينهم ، وكفرَ بكلِّ شيءٍ إلا المادّة ، وألّفَ كتاباً يقرّرُ فيهِ الإلحاد أسماهُ " نقد الفكر ِ الدينيِّ " ، وقد حشاهُ بالمغالطاتِ والسفسطةِ ، وزعمَ أنّهُ أقامَ فيهِ براهينُ تُبتُ عدمَ وجودِ اللهِ ، وأنّ كلَّ ذلكَ من الأوهام ِ والأساطير ِ ، وقد ردَّ عليهِ الكثيرونَ ، من أشهرهم الشيخُ : عبدالرحمن حبنّكة الميداني ، في كتابهِ " صراعٌ مع الملاحدةِ حتى العظم ِ " .

    - عبداللهِ بنُ عليٍّ القصيميُّ : أحدُ أشهر ِ الملاحدةِ المُعاصرينَ ، وأكثرهم غلواً وتطرّفاً ، وأوقحهم جرأة ً وتبجّحاً ، وأقساهم عبارة ً ، وأقلّهم أدباً ، كانَ قبلَ إلحادهِ صاحبَ علم ٍ ، وقد كتبَ في شبابهِ مجموعة ً من الكُتبِ والبحوثِ العلميّةِ ، كانَ بعضها بطلبِ علاّمةِ الحجازِ الشيخ ِ : محمد حُسين نصيف – رحمهُ اللهُ - ، ومن أشهرها كتابهُ " الصراعُ بينَ الوثنيّةِ والإسلام ِ " ، وقد ألّفَ الجزءَ الأوّلَ منهُ في وقتٍ يسير ٍ جدّاً ، وقد طُبعَ في المكتبةِ السلفيّةِ ، ولهُ كتبٌ أخرى في فترتهِ تلكَ ، ولا تخلو كتبهُ من لغةِ الكبرياءِ والغرور ِ ، وظهور ِ سقطاتٍ تدلُّ على سوءِ طويّةٍ ، واحتقار ٍ للنّاس ِ ، وهذا ما ظهرَ مع مرورِ الزمن ِ ، إذا قامَ بإعلان ِ ردّتهِ وإلحادهِ ، وألّفَ كتابهُ " هذه الأغلالُ " ، وجاهرَ بدعوتهِ الجديدةِ ، ولقيَ أذىً كثيراً ، وخرجَ متغرّباً بينَ البلدان ِ ، وعاشَ في حيرةٍ وقلق ٍ كبيرين ِ ، دعتهُ إلى محاولةِ الانتحار ِ ثلاثَ مرّاتٍ ، واستقرّ آخرَ حياتهِ بمصرَ ، وألّفَ مجموعة ً كبيرة ً من الكتبِ الداعيةِ للتحرّر ِ من سلطةِ الدين ِ والفضيلةِ والأخلاق ِ ، ولهُ منهجٌ غلا فيهِ كثيراً ، حتّى تحاماهُ النّاسُ وأعرضوا عنهُ بسببهِ ، وهو من دعاةِ الصهيونيّةِ العربِ ، ولهُ مقالاتٌ وعباراتٌ بشعة ٌ في حقِّ اللهِ وحقِّ رسلهِ ، لم تصدرْ إلا من أوقح ِ النّاس ِ وأخبثهم قلباً وسريرة ً ، فلعنهُ اللهُ ما كان أقسى قلبهُ وأشدَّ جرأتهُ على خالقهِ ومولى نعمهِ ! ، من أكثر ِ كتبهِ تطرّفاً كتابهُ " أيّها العقلُ من رآكَ ؟ " وكتابُ " الإنسانُ يعصي لهذا يصنعُ الحضاراتِ " ، توفّي سنة َ 1422 هـ بالقاهرةِ ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ .

    - فهدُ بنُ صالح بن ِ محمّد ٍ العسكرُ : شاعرٌ كويتيٌّ ماجنٌ ، وداعية ٌ إلى التمرّدِ على الأخلاق ِ والفضيلةِ ، ومن كبار ِ المتشككّينَ والساخرينَ بالأديان ِ في شعرهِ ، نشأ وترعرعَ في كنفِ أبيهِ ، وكانَ في شبابهِ مُحافظاً ، ثمَّ قرأ في مجموعةٍ من الكتبِ والدواوين ِ الفكريّةِ ، ممّا أوجبَ لديهِ الحيرة َ والشكَّ ، فمالَ معها ، وتعاطى الخمرَ وأدمنها ، وطفحَ شعرهُ بالكفر ِ والاستهزاءِ والعهر ِ والمجون ِ ، ولمّا زادَ أمرهُ واستفحلَّ تبرّأ منهُ أهلهُ ، فاعتزلَ النّاسَ بغرفةٍ صغيرةٍ مُظلمةٍ ، وأصبحَ سميرهُ فيها الخمرُ والشعرُ والقلقُ والحيرة ُ ، عميَ في آخر ِ عمرهِ ، ونصحهُ الأطباءُ بتركِ الخمرةِ فأبى ، فساءتْ صحّتهُ جداً ، وأدخلَ المُستشفى فماتَ بعدَ فترةٍ ، ولم يُصلِّ عليهِ أحدٌ من أهلهِ ، وقاموا بإحراق ِ جميع ِ أوراقهِ وبقايا شعرهِ ، توفّي سنة َ 1370 هـ بالكويتِ ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ .

    - زكي نجيب محمود : فيلسوفٌ مصريٌّ مُعاصرٌ ، من روّادِ المدرسةِ الوضعيّة المنطقيّةِ المُلحدةِ ، والتي أسّسها اوجست كونت ، ومن زعماءِ التغريبِ في العالم ِ العربيِّ ، وقد حملَ لواءها بعد هلاكِ طه حُسين ، وعملَ على إرساءِ دعائمها ، محارباً كلَّ دعوةٍ للتمسّكِ بالتراثِ الأصيل ِ ، وداعياً إلى بتر ِ العلاقةِ بينَ الشعوبِ ، وبينَ ماضيها ، ولهُ مصنّفٌ في الغيبِ سمّاهُ " خرافة َ الميتافيزيقيا " ، أنكرَ فيهِ الغيبياتِ ، ودعى إلى تقديس ِ العقل ِ ، واعتبارهِ أساسَ المعرفةِ ، كما أنّ لهُ كتاباتٍ تدعو إلى أحياءِ فكر ِ الباطنيّةِ والشعوبيّةِ ، وقد تقلّدَ عدّة َ مناصبَ في حياتهِ ، وتولّى رئاسة َ بعض ِ المجلاّتِ ، توفّي سنّة َ 1414 هـ ، بينما كانتْ ولادتهُ في سنةِ 1323 هـ .
    عليٌّ بنُ أحمدَ بن ِ سعيدٍ المعروفُ بأدونيسَ : صنمُ الحداثةِ المُعاصرُ ، ورأسها في العالم ِ العربيِّ ، وأحدُ الملاحدةِ المشاهير ِ ، تسمّى باسم ِ أدونيسَ ، وهو أحدُ أصنام ِ الفينيقيينَ ، كانَ في أوّل ِ أمرهِ نُصيرياً ، ثمّ أنتحلَ الطريقة َ الشيوعيّة َ ، وأعلنَ إلحادهُ ، وهو من دعاةِ الحداثةِ الكبار ِ ، ولهُ مؤلفاتٌ تضجُّ بالكفر ِ الصُراح ِ ، وبالإلحادِ والكفر ِ بكلِّ شيءٍ ، مع ما فيها من الجرأةِ السافرةِ ، والتطاول ِ المقيتِ على ذاتِ اللهِ جلَّ وعلا .

    هؤلاءِ هم بعضُ روّادِ الإلحادِ والرّدةِ في العالم ِ العربيِّ ، ولهم أتباعٌ ومحبّونَ ومريدونَ ، وهناكَ من يُعظمُ هؤلاءِ ويُقدسهم ، ويجعلهم في أعلى المراتبِ والمنازل ِ ، وينشرُ كُتبهم ويّذيعُ أخبارهم ، ويدعو إلى انتهاج ِ طرقهم ، وخلع ِ أكبر ِ الأوصافِ والنعوتُ عليهم ! .

    عندما نقرأ في سير ِ وكتبِ هؤلاءِ الملاحدةِ ، فإنّنا نجدُ فيها قواسمَ مشتركةٍ ، تتجلّى بوضوح ٍ لكلِّ قارئ ، ومن أبرز ِ ذلكَ :

    - إنكارهم للغيبِ جملة ً وتفصيلاً ، وقصرهم الإيمانَ بحدودِ الملموس ِ والمحسوس ِ – فقط - ، دونَ ما غابَ عن العين ِ ، أو لم يُمكن إدراكهُ بالحسِّ .

    - استهزائهم بالشعائر ِ الدينيّةِ جميعها ، ووصفهم لأهلها بالرجعيينَ والمتخلّفينَ ، ومحاربة ُ أي دعوةٍ تدعو إلى التديّن ِ ، أو صبغ ِ الحياةِ بمظاهر ِ الدين ِ .

    - ميلهم نحوَ احتقار ِ العربِ ، واحتقار ِ عاداتهم وسلوكهم ، ومدحهم للشعوبيّةِ والباطنيّةِ .

    - دعوتهم للتغريبِ والالتحاق ِ بالغربِ ، والأخذِ بجميع ِ ثقافاتهم وأمورهم الحياتيّةِ ، والتعلّمُ منهم ومن سلوكيّاتهم .

    - حربهم الشرسة ُ على الأخلاق ِ والعاداتِ الحميدةِ ، وادّعائهم أنّهُ لا يوجدُ شيءٌ ثابتٌ مُطلقاً ، وأنَّ الحياة َ والأخلاقَ والعاداتِ ، في تطوّر ٍ مستمرٍّ ، وأنّ الثباتَ على الشيءِ إنّما هو من شأن ِ الغوغائيينَ والمُتخلّفينَ والرجعيينَ .

    - تعظيمُ المادّةِ والطبيعةِ ، وكذلكَ تعظيمُ جميع ِ العلوم ِ الطبيعيّةِ ، وجعلهُ أساسَ كلِّ الحضاراتِ ، وافتعال ِ صراع ٍ مزعوم ٍ بينَ الدين ِ والعلم ِ التطبيقيِّ .

    - منعهم من محاربةِ الاحتلال ِ ، ووقوفهم دائماً ضدّ المقاوماتِ الشعبيّةِ ، ووصفها بصفاتٍ بشعةٍ ، والدعوة ُ إلى مهادنةِ الغازي والتعايشُ معهُ .

    - تعاونهم الوثيقُ مع الصهيونيّةِ والماسونيّةِ ، ومدحهم اللامحدودَ لليهودِ وللصهاينةِ ، وهذه سمة ٌ غالبة ٌ على جميع ِ الملاحدةِ والمرتدّينَ ، حيثُ يجعلونَ إسرائيلَ أفضلَ أهل ِ الأرض ِ ، ويميلونَ إليهم ويمدحونهم ، ويدعونَ إلى التعايش ِ معهم وقبولهم ، ويقدحونَ في حركاتِ المقاومةِ وفي أطفال ِ الحجارةِ .

    - يدّعي الملاحدة ُ أنّ الدينَ سببٌ للتناحر ِ ونشر ِ البغضاءِ في الأرض ِ ، وأنّهُ تسبّبَ في إشعال ِ وإذكاءِ نار ِ الحروبِ ، في الكثير ِ من بقاع ِ الأرض ِ ، وقد حانَ الوقتُ لتركهِ والتخلّي عنهُ .

    أيّها الإخوة ُ الكرامُ : إنّ القراءة َ في سير ِ هؤلاءِ المرضى ، والوقوفُ على دقائق ِ حياتهم ، ومدى ما كانوا يعيشونهُ من أمراض ٍ وشكوكٍ وساوسَ وحيرةٍ وقلق ٍ ، ليدعونَ إلى التسائل ِ : ما الذي جنوهُ من إعراضهم عن الدين ِ غيرَ الهمِّ والغمِّ والنكدِ ! ، ولمذا كفرَ هؤلاءِ بالإسلام ِ ، ثمّ آمنوا باليهودِ وبقوّتهم ، وأصبحوا صفّاً واحداً مع اليهودِ ، ضدَّ العربِ والمسلمينَ ! .

    إنّ انتشارَ الإلحادِ والرّدةِ ورواجهما ، لا يعني بحال ٍ من الأحوال ِ صحّةِ هذا النهج ِ ، وبخاصّةٍ ونحنُ نرى كيفَ تحوّلَ هؤلاءِ إلى مسوخ ٍ ، تُدارُ بيدِ اليهودِ ، ويستغلّها اليهودُ لصالحهم ، وكيفَ أصبحوا ضدّ شعوبهم ، وضدّ أوطانهم في صفِّ الغازي والمُحتلِّ ، وما انتشارُ الإلحادِ والرّدةِ ، إلا مثلُ انتشار ِ السرقةِ والزنا والخنا والفجورَ ، كلاهما سوءٌ وشرٌّ انتشرَ ، والنّاسُ تهوى التحرّرَ ، وتعشقُ التمرّدَ ، وتُحبُّ الانفلاتَ ، سواءً كانَ في الأخلاق ِ ، أو كانَ في الأفكار ِ ، وهذا هو ما يُفسّرُ لنا سببَ شرع ِ الحدودِ ، والدعوة َ إلى إقامتها ، ذلكَ أنّ الحدودَ حائلة ٌ بينَ النّاس ِ وبين انفلاتهم ، ومانعة ٌ لهم من التمرّدِ على القيم ِ والفضائل ِ ، ورادعة ٌ لهم عن كلِّ ما يسبّبُ لهم الحيرة َ والاضطرابَ ولو بدا في منظر ٍ حسن ٍ وبهيٍّ .

    إنّ الحدودَ لم تُشرعْ حتّى يتشفّى الحاكمُ في المحكومينَ ، أو شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الحرّياتِ ، كلاّ ، إنّما شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الفوضى الفكريّةِ ، والفوضى السلوكيّةِ ، وحائلاً بينَ الإنسان ِ وبينَ مشابهةِ البهائم ِ ، والتي تعيشُ بلا هدفٍ وبلا قيدٍ أو ضابطٍ ، ولو أنّ كلَّ شخصٍ تُركَ على هواهُ ومبتغاهُ لفسدتِ الأرضُ ، وفسدتِ الأعراضُ ، وانتشرتِ الرذيلة ُ .

    أليسَ حدُّ الرّدةِ وتطبيقهُ ، والأخذُ على يدِ السفهاءِ من الملاحدةِ والزنادقةِ ، بأولى أن يُطبقَ من حدِّ الزنا وحدِّ الحرابةِ ! .

    أليسَ العدوُّ الصائلُ الذي يُغيرُ على الأديان ِ ، بأولى أن يُكفَّ ، من العدوِّ الذي يصولُ على الأموال ِ والأبدان ِ ! .

    أليسَ الأمنُ الفكريُّ ، والانضباطُ المعرفيُّ ، أولى بالتشريع ِ والمحافظةِ ، من المُحافظةِ على الأملاكِ العامّةِ وعلى القطع ِ الأثريةِ وبقايا الحصون ِ والقلاع ِ ! .

    وأنا إذ أرى هذه الموجة َ الغريبة َ ، الجانحة َ نحوَ نبذِ الدين ِ ، ونبذِ جميع ِ الموروثِ منهُ ، لأتعجبُ إذ أقرأ إحصائية ً نُشرتْ في أمريكا ، حيثُ قمّة التطوّر ِ ، وبلوغ ِ الغايةِ القصوى من الحضارةِ والتكنولوجيا ، أجرتها مجلّة ُ نيويورك تايمز ، في عددها الصادر ِ بتاريخ ِ 27/2/1993 ص 6 ، ذكرتْ هذه الإحصائية ُ أنّ عددَ الأمريكان ِ الذين يؤمنون بوجودِ اللهِ ، يشكّلونَ ما نسبتهُ 96 % من الشعبِ الأمريكيِّ .

    لاحظوا ارتفاعَ النّسبةِ ، في دولةٍ هي أكبرُ دولةٍ صناعيّةٍ ومتحضّرةٍ في العالم ِ ، فأينَ أوهامُ الملاحدةِ وظنونهم الداعية ُ إلى نبذِ الدين ِ والإيمان ِ بالغيبِ ، لأنّهُ يُعارضُ الحضارة َ ، ويجعلَ من الشعوبِ متخلّفة ً ورجعية ً !! .

    ربّنا لا تُزغْ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهبْ لنا من لدنكَ رحمة ً إنّكَ أنتَ الوهّابُ .
    دمتم بخير ٍ .
    منقول

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي





    بسم الله الرحمن الرحيم

    رائع ما نقلت
    \و دوما تفيد بما هو طيب أخى الحبيب


    و قد صارت القوائم طويلة جدا

    ما بين دعوات فجة و أخرى ماكرة خبيثة


    بل هناك توجيه تام للإعلام و التعليم و الثقافة الجماهيرية و شتى المقدرات نحو ترك الدين أو تشويهه و اختزاله
    فيصبح القيم هو المفسد

    وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى طبيبٌ يداوى الناس وهو عليلٌ

    و الأمر أطم من مجرد المطالبة بتطبيق حد الردة كما لا يخفى عليكم


    فهناك استعارة كاملة للمعتقدات و المناهج و القوانين المناوئة للحق

    فليست قضية الحدود المتروكة هى القضية فقط , بل تم طمس معالم الدين كافة و تطويعها لتركيع العامة ثم صار الأمر لا يثير امتعاضا و تنافح عنه جيوش جرارة

    ألم تر إلى الناس فى كرواتيا يقفون إثنى عشر يوما معتصمين فى الشوارع لكى لا تسلب منهم كرامتهم

    و الجند ليسوا قابلين لأن يسحقوهم كما جرى و يجرى عندنا

    فالحال صار مستوعبا لما اشتملت عليه القوانين الوضعية من إباحة شرك القبور و القصور و التحاكم و موالاة الباطل فضلا عن شرك الربوبية و السخرية بالدين , فضلا عن المحرمات القطعية كالربا والزنا بالتراضي والخمر والميسر ...


    قال تعالى (اتخـذوا أحبـارهـم ورهبـانهـم أربـابـاً مـن دون اللــه والمسـيح بن مريم، وماأمِروا إلا ليعبدوا إلها واحداً، لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) التوبة 31.
    قال ابن كثير رحمه الله (وقوله «اتخــذوا أحبـارهـم ورهبـانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم»،

    دخل عدي إلى المدينة وكان رئيساً في قومه طِيء، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عُنُق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال صلى الله عليه وسلم «بلى، إنهم حرّموا عليهم الحلال وأحَلّوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم» ــ الحديث، إلى أن قال ابن كثير ــ وهكذا قال حذيفة ابن اليمان وعبدالله بن عباس وغيرهما في تفسير «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرّموا، وقال السُّدّي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولهذا قال تعالى «وماأمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً» أي الذي إذا حَرّم الشيء فهو الحرام وما حَلّله فهو الحلال وماشرعه اتُّبع وما حَكَم به نفذ، «لا إله إلا هو سبحانه عما يُشركون» أي تعالى وتقدّس وتنّزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو، ولا ربّ سواه) (تفسير ابن كثير) 2/ 348 ــ 349. وحديث عدي بن حاتم حسّنه الترمذي، وحسّنه أيضا ابن تيمية (مجموع الفتاوى) 7/ 67.





    فهنا عبادة تمارس الأن جهرا .....



    ــ قوله تعالى (قـل ياأهـل الكتـاب تعالـوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولانشرك به شيئاً، ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مُسلمون) آل عمران 64.
    قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها (قوله تعالى «ولايتخـذ بعضـنا بعضـاً أربـابـاً مـن دون اللـه» أي نتبعه في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى، وهو نظير قوله تعالى «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لِمَا لم يحرِّمه الله ولم يُحلّه الله) أهـ.








    و نسأل الله العافية

  3. #3
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الشيوعيّة ُ : وهي مذهبٌ فلسفيٌّ مُعاصرٌ ، أنشأهُ اليهوديُّ كارل ماركس ، يدعو إلى تعظيم ِ المادّةِ ، وأنّها أزليّة ٌ ، ويُفسّرُ كارل ماركس التاريخَ تفسيراً ماديّاً بحتاً ، ولهم شعاراتٌ عدّة ٌ من ضمنها : لا إلهَ والحياة ُ مادّة ٌ ، وقد انتشرتْ الشيوعيّة ُ بالقوّةِ والاستعبادِ ، واجتاحتْ بثوراتها أغلبَ أرجاءِ الأرض ِ ، حتى أذنَ اللهُ بسقوطها ، وبقاءِ بعض ِ فلولها مشتتة ً هنا وهناكَ

    تحية طيبة
    لي مرور سريع على ما نقله الاخ هنا وهو حول المذهب الفكري الشيوعي
    بداية لي عدة تحظات سريعة
    اولا بالنسبة لما قاله حول ماركس اليهودي فالحقيقة ان كارل ماركس ولد لابوين يهوديين ولكن عرف عنه منذ صغره رفضه للدين اليهودي وتطور لديه هذا الكره والعداء للدين اليهودي بشكل خاص وللاديان بشكل عام بعد تطوره في قراءات وتحديدا لهيجل
    ان كتابات ماركس جميعها لم قرا منها قراءة حقيقة ولم يعتمد الحكم الصوري عليها كما فعل الزميل الفاضل يلاحظ ان المذهب الماركسي مذهب علماني لا ديني لا علاقة له لا بالدين اليهودي ولا غيره ولا يوجد ادنى رابط بين الدين والفكر الماركسي
    كما ان ماركس اعلن عدائه تجاه الدين اليهودي واليهود بشكل صريح وعلني ويمكن لمن يريد الاستزادة في هذا الموضوع قرائة البيان الشيوعي (لكارل ماركس وانجلز)
    او نظرية الديالكتيك او الجدلية التاريخية

    ويُفسّرُ كارل ماركس التاريخَ تفسيراً ماديّاً بحتاً ،
    صحيح تماما هذا الكلام واوافق الزميل عليه

    ولهم شعاراتٌ عدّة ٌ من ضمنها : لا إلهَ والحياة ُ مادّة
    فكرة مغلوطة تماما لم ترد نهائيا في الفكر الماركسي انما اول من قال بهذه العبارة كان الاخوان المسلمون في مصر حين بدا الصراع الشيوعي الاسلامي في مصر حاول الاسلاميون استعطاف الناس لصالحهم فرفعو هذا الشعار ضد الشيوعيين
    الحقيقة ان الفكر الماركسي بدأ مما بعد الدين اي انه يستثني الدين وكما قلت سابقا ان الماركسية فكرة علمانية تفصل الدين عن الحياة تماما ولا تنظر فيه اصلا ولم تنظر في الكون والدين نهائيا انما بدأت مما بعده من منظور فكري باعتبارها احد المذاهب الفكرية الثلاثة بالعالم

    وقد انتشرتْ الشيوعيّة ُ بالقوّةِ والاستعبادِ
    غير صحيح هذا الكلام والدليل فكري اكثر مما هو مادي
    حيث ان الشيوعيين يعتمدون نظرية دخول المجتمع اي دخول المجتمع عن طريق ايجاد فراغ بين السلطة والشعب ومن ثم يتم نشر الفكر الاشتراكي في داخل المجتمع حتى يتشرب المجتمع هذا الفكر ومن ثم تبدا الثورة (راجع دخول المجتمع وتطويره / لينين لاعمال الكاملة) وهذا ما حدث في الاتحاد السوفيتي حيث بدا الاشتراكيون بنشر افكارهم حتى تشربها الشعب السوفيتي كاملا ومن ثم دخلو انتخابات حتى حصلو على غالبية المقاعد في ما يسمى بالسوفيتيات اي المجالس المحلية بالعربية ومن ثم بداو ثورتهم ضد القياصرة كما يمكن الرجوع لكتاب (اصدقاء الشعب واعدائه /لينين ) و كتاب (دولة البوليتاريا )

    حتى أذنَ اللهُ بسقوطها ، وبقاءِ بعض ِ فلولها مشتتة ً هنا وهناكَ
    الحقيقة اعجب لمن يقول ان الفكر يسقط او ان يصدر هذا الكلام من انسان مثقف فلو كانت المعادلة كذلك فهذا يعني ان الاسلام قد سقط ايضا بسقوط دولته عام 1923 على يد اتاتورك
    لكن الحقيقة انه ان سقطت الدولة لا يسقط الفكر
    فالفكر الاسلامي بقي حيا حتى بعد سقوط دولته
    وكذلك الاشتراكية بقيت فكرا حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي لكنها بقيت ايضا في دول اخرى مثل كوبا والصين وروسيا وفيتنام وبعض دول شرق اسيا مثل كوريا الشمالية
    ان سقوط الدولة لا يعني سقوط الفكر كي لا نقع في فخ الترويج الاعلامي
    متمنيا تقبل ملاحظاتي

  4. #4
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Aug 2004
    المشاركات : 332
    المواضيع : 80
    الردود : 332
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اضافة تستحق كل الاهتمام والدراسة ولكاتبها وناقلها مزيدا من التحية والاحترام .
    واضافة الاخوة عليها جددت ابعادها واشرات الاخ المازني لطرف فيها كانت في موضعها وكذلك اشارة الاخ مهند ومدافعته عن بعض شذراتها ايضا .

    اضيف حرفين لنص الموضوع لا تنقص من جماله :

    ان العقلية التي يكتب بها كثيرا من مشهوري هذا الزمن (التعيس ) وخاصة من ( الكتبة ) المأجورين سابقا ولا حقا من قبل اعلام ( ال سعود : وال ثان وال ثالث ) التي :تقوم على نشر الدعاية وتوفير الفرص امام ( اشخاص يفتقدون للجينات الاصيلة لهذه الامة ) ويحملون اسماء (مسلمة )ويكتبون بعقلية غربية خالصة ونفسية لاتملك ازاءها سوى ( الاستنكار )؟؟؟؟!!!!! .....ومثالنا هنا فردين كاتبين : فهمي هويدي وخالص جلبي ...
    الاول يعتبر احد اعمدة الديمقراطية (اردوغان العربي ) والثاني احد اعمدة ( الغاندية الهندية : اللاعنف ) . وكلاهما ينتمي :( زورا ) ( للاخوان المسلمين !) وتقلبوا معهم (نقضا ونقدا وهجرا وخصومة )!. وهذا هو حال كل من يقوم بهذه العقلية وهذه النفسية التي : لا تنطلق من (عقيدة واضحة ) وايمان كامل واضح بها بل من البحث عن اقنعة ( مزورة منها ) فقط ! ليكون الطريق امامهم اسهل في الخداع والتزوير لمصلحة صاحب ( المناقصات ) الاكبر في هدم عقيدة الامة بيد ابناءها (المزعومين ) وهذا نموذجنا بكل وضوح لهم .

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 180
    المواضيع : 9
    الردود : 180
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اتهم الكاتب طه حسين بالالحاد أو من دعاته .. طه حسين أفضل وزير معارف أنجبته مصر ومن يعود له الفضل في تبني مجانية التعليم بل وبعث البعثات التعليمية الي الدول العربية هذا غير كونه من أهم مفكري مصر والعالم العربي في القرن العشرين .. واتهم السيد أبو النعيم الاستاذ فهمي هويدي والاستاذ خالص جبلي رغم توجههما الاسلامي الواضح .

    أن هذه الاتهامات التي أراها للأسف تتطاير في هذه الواحة الجميلة يمينا ويسارا لابد أن تجعل الانسان يتساءل هل سيتبقي في عالمنا من هو ليس عميلا أو خائنا أو كافرا أو ملحدا أو علمانيا خبيثا

    في الحقيقة أن هذه المواضيع التي توزع الاتهامات في كل اتجاه هي من اسباب هوان حالنا وضعفنا وطمع العالم فينا .. أن هذه النظرة ثنائية اللون التي تقسم العالم الي ابيض و اسود وفسطاط كفر وفسطاط أيمان لا تختلف في اي شيء عن نظرة بوش من ليس معي فهو ضدي .
    حتي نفهم أن الله خلقنا مختلفين ولنا وجهات نظر مختلفة للوصول الي نفس الهدف و أن جمال خلق الله ودليل عظمته هو تعدد الالوان والمشارب والطباع والمفاهيم والامم والشعوب بل والمذاهب والاديان

    حتي نعي ان التعددية وتقبل الآخر هي السبب الاول في تفوق الامم الاخري علينا وتطورها وتقدمها الاقتصادي والعسكري فلنردف فيما نحن فيه من ضعف وهزائم
    من الباقي لنكفره ونخونه من قادتنا وزعمائنا ومفكرينا .. بصراحة حال انصار فكر التخوين والتكفير اصبح يدعو الي التعجب

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 168
    المواضيع : 33
    الردود : 168
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.إسلام المازني




    بسم الله الرحمن الرحيم

    رائع ما نقلت
    \و دوما تفيد بما هو طيب أخى الحبيب


    و قد صارت القوائم طويلة جدا

    ما بين دعوات فجة و أخرى ماكرة خبيثة


    بل هناك توجيه تام للإعلام و التعليم و الثقافة الجماهيرية و شتى المقدرات نحو ترك الدين أو تشويهه و اختزاله
    فيصبح القيم هو المفسد

    وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى طبيبٌ يداوى الناس وهو عليلٌ

    و الأمر أطم من مجرد المطالبة بتطبيق حد الردة كما لا يخفى عليكم


    فهناك استعارة كاملة للمعتقدات و المناهج و القوانين المناوئة للحق

    فليست قضية الحدود المتروكة هى القضية فقط , بل تم طمس معالم الدين كافة و تطويعها لتركيع العامة ثم صار الأمر لا يثير امتعاضا و تنافح عنه جيوش جرارة

    ألم تر إلى الناس فى كرواتيا يقفون إثنى عشر يوما معتصمين فى الشوارع لكى لا تسلب منهم كرامتهم

    و الجند ليسوا قابلين لأن يسحقوهم كما جرى و يجرى عندنا

    فالحال صار مستوعبا لما اشتملت عليه القوانين الوضعية من إباحة شرك القبور و القصور و التحاكم و موالاة الباطل فضلا عن شرك الربوبية و السخرية بالدين , فضلا عن المحرمات القطعية كالربا والزنا بالتراضي والخمر والميسر ...


    قال تعالى (اتخـذوا أحبـارهـم ورهبـانهـم أربـابـاً مـن دون اللــه والمسـيح بن مريم، وماأمِروا إلا ليعبدوا إلها واحداً، لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) التوبة 31.
    قال ابن كثير رحمه الله (وقوله «اتخــذوا أحبـارهـم ورهبـانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم»،

    دخل عدي إلى المدينة وكان رئيساً في قومه طِيء، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عُنُق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال صلى الله عليه وسلم «بلى، إنهم حرّموا عليهم الحلال وأحَلّوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم» ــ الحديث، إلى أن قال ابن كثير ــ وهكذا قال حذيفة ابن اليمان وعبدالله بن عباس وغيرهما في تفسير «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرّموا، وقال السُّدّي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولهذا قال تعالى «وماأمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً» أي الذي إذا حَرّم الشيء فهو الحرام وما حَلّله فهو الحلال وماشرعه اتُّبع وما حَكَم به نفذ، «لا إله إلا هو سبحانه عما يُشركون» أي تعالى وتقدّس وتنّزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو، ولا ربّ سواه) (تفسير ابن كثير) 2/ 348 ــ 349. وحديث عدي بن حاتم حسّنه الترمذي، وحسّنه أيضا ابن تيمية (مجموع الفتاوى) 7/ 67.





    فهنا عبادة تمارس الأن جهرا .....



    ــ قوله تعالى (قـل ياأهـل الكتـاب تعالـوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولانشرك به شيئاً، ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مُسلمون) آل عمران 64.
    قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها (قوله تعالى «ولايتخـذ بعضـنا بعضـاً أربـابـاً مـن دون اللـه» أي نتبعه في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى، وهو نظير قوله تعالى «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لِمَا لم يحرِّمه الله ولم يُحلّه الله) أهـ.








    و نسأل الله العافية
    اخي المحترم د/ اسلام المازني
    بارك الله فيك
    واحمد الله كثيرا ان ما انقلة يعجبك فأنت ونعم المثقف الذي لاتأخذة في الله لومة لائم
    واسعدني مداخلتك واسرائك للموضوع
    تمنياتي الطيبة لك بكل خير

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 168
    المواضيع : 33
    الردود : 168
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهند صلاحات
    الحقيقة اعجب لمن يقول ان الفكر يسقط او ان يصدر هذا الكلام من انسان مثقف فلو كانت المعادلة كذلك فهذا يعني ان الاسلام قد سقط ايضا بسقوط دولته عام 1923 على يد اتاتورك
    لكن الحقيقة انه ان سقطت الدولة لا يسقط الفكر
    فالفكر الاسلامي بقي حيا حتى بعد سقوط دولته
    وكذلك الاشتراكية بقيت فكرا حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي لكنها بقيت ايضا في دول اخرى مثل كوبا والصين وروسيا وفيتنام وبعض دول شرق اسيا مثل كوريا الشمالية
    ان سقوط الدولة لا يعني سقوط الفكر كي لا نقع في فخ الترويج الاعلامي
    متمنيا تقبل ملاحظاتي
    الاسلام عقيدة وليس فكر
    ولا يجب ان تشبة بالفكر الماركسي او تقارن بينهم
    المشكلة ان الشيوعين الان اصبحو ايتام بعد ان انهارت الشيوعية في موطنها الاصلي
    شكرا علي ملاحظاتك

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 168
    المواضيع : 33
    الردود : 168
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو نعيم
    اضافة تستحق كل الاهتمام والدراسة ولكاتبها وناقلها مزيدا من التحية والاحترام .
    واضافة الاخوة عليها جددت ابعادها واشرات الاخ المازني لطرف فيها كانت في موضعها وكذلك اشارة الاخ مهند ومدافعته عن بعض شذراتها ايضا .

    اضيف حرفين لنص الموضوع لا تنقص من جماله :

    ان العقلية التي يكتب بها كثيرا من مشهوري هذا الزمن (التعيس ) وخاصة من ( الكتبة ) المأجورين سابقا ولا حقا من قبل اعلام ( ال سعود : وال ثان وال ثالث ) التي :تقوم على نشر الدعاية وتوفير الفرص امام ( اشخاص يفتقدون للجينات الاصيلة لهذه الامة ) ويحملون اسماء (مسلمة )ويكتبون بعقلية غربية خالصة ونفسية لاتملك ازاءها سوى ( الاستنكار )؟؟؟؟!!!!! .....ومثالنا هنا فردين كاتبين : فهمي هويدي وخالص جلبي ...
    الاول يعتبر احد اعمدة الديمقراطية (اردوغان العربي ) والثاني احد اعمدة ( الغاندية الهندية : اللاعنف ) . وكلاهما ينتمي :( زورا ) ( للاخوان المسلمين !) وتقلبوا معهم (نقضا ونقدا وهجرا وخصومة )!. وهذا هو حال كل من يقوم بهذه العقلية وهذه النفسية التي : لا تنطلق من (عقيدة واضحة ) وايمان كامل واضح بها بل من البحث عن اقنعة ( مزورة منها ) فقط ! ليكون الطريق امامهم اسهل في الخداع والتزوير لمصلحة صاحب ( المناقصات ) الاكبر في هدم عقيدة الامة بيد ابناءها (المزعومين ) وهذا نموذجنا بكل وضوح لهم .
    كلامك حقيقي اخي ابو نعيم
    ولكن دعني ابشرك
    الان الناس اصبحت تفرق بين الطيب والسقيم
    وخصوصا بعد ان انهارت كل الاعمدة التي كنا نظن انها اعمدة انارة
    وهي في الحقيقة ماهي الا انارة مزيفة
    يسعدني مرورك دائما

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 168
    المواضيع : 33
    الردود : 168
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو اسماعيل
    اتهم الكاتب طه حسين بالالحاد أو من دعاته .. طه حسين أفضل وزير معارف أنجبته مصر ومن يعود له الفضل في تبني مجانية التعليم بل وبعث البعثات التعليمية الي الدول العربية هذا غير كونه من أهم مفكري مصر والعالم العربي في القرن العشرين .. واتهم السيد أبو النعيم الاستاذ فهمي هويدي والاستاذ خالص جبلي رغم توجههما الاسلامي الواضح .

    أن هذه الاتهامات التي أراها للأسف تتطاير في هذه الواحة الجميلة يمينا ويسارا لابد أن تجعل الانسان يتساءل هل سيتبقي في عالمنا من هو ليس عميلا أو خائنا أو كافرا أو ملحدا أو علمانيا خبيثا

    في الحقيقة أن هذه المواضيع التي توزع الاتهامات في كل اتجاه هي من اسباب هوان حالنا وضعفنا وطمع العالم فينا .. أن هذه النظرة ثنائية اللون التي تقسم العالم الي ابيض و اسود وفسطاط كفر وفسطاط أيمان لا تختلف في اي شيء عن نظرة بوش من ليس معي فهو ضدي .
    حتي نفهم أن الله خلقنا مختلفين ولنا وجهات نظر مختلفة للوصول الي نفس الهدف و أن جمال خلق الله ودليل عظمته هو تعدد الالوان والمشارب والطباع والمفاهيم والامم والشعوب بل والمذاهب والاديان

    حتي نعي ان التعددية وتقبل الآخر هي السبب الاول في تفوق الامم الاخري علينا وتطورها وتقدمها الاقتصادي والعسكري فلنردف فيما نحن فيه من ضعف وهزائم
    من الباقي لنكفره ونخونه من قادتنا وزعمائنا ومفكرينا .. بصراحة حال انصار فكر التخوين والتكفير اصبح يدعو الي التعجب
    انت الان تتهمني اني من المكفرين؟
    كنت اعرف انك لن تصبر كثيرا علي اظهار الملحدين وتبينهم للناس

    واحب اعرفك ان طه حسين لة ماهوا اكثر من ذلك في التطاول علي الاسلام وعلي العقيدة
    وهذة الواحة مليئه بالعقول التي تعرف ما اقصدة عن الرجل
    انت طبعا رجل علماني بعترافك انت وليس انا
    اذا ليس من الغريب ان تدافع عن هؤلاء القوم
    الرجل الذي يشوة المجاهدين في العراق ويتطاول علي الشهيد سيد قطب وعلي الامام ابن تيمية
    ليس غريبا ان يدافع عن ناس سماهم علماء الامة بالملحدين وليس قلم رصاص
    واليك الاتي

    لقد لخص طه حسين أفكاره وبثها بصراحة في كتبه وهي كالأتي :
    * في كتابه 'الشعر الجاهلي' : أنكر وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ولم يعترف بالقرآن عندما ذكرهما , وأنكر وجود الشعر الجاهلي أصلاً وقال إنه من وضع شعراء المسلمين , وأنكر الصلة بين الإسلام وبين دين إبراهيم عليه السلام , وأنكر كون الرسول صلى الله عليه وسلم من خيرة العرب ومن خيرة البشر , وأنكر القراءات السبع المتواترة وقال أنها ليست منزلة من عند الله وبسبب هذا الكتاب حكم الأزهر بتكفيره وقام له علماء الوقت فردوا عليه ونقدوا كتابه وبينوا أكاذيبه وفندوا أباطيله خاصة الكاتب مصطفى صادق الرافعي في كتابه 'تحت راية القرآن' والأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه 'نقد الشعر الجاهلي' والأستاذ محمد لطفي جمعة في كتابه 'الشهاب الراصد' وكشف هؤلاء حقيقة ما يدعو إليه طه حسين من هدم الدين وتشويه العقائد ودفن التراث فثار الشعب كله ضد طه حسين , حتى كانت الضربة القاضية لهذا الكتاب على يد الأستاذ عبد المتعال الصعيدي أستاذ البلاغة عندما كشف عن أن كتاب 'الشعر الجاهلي' ما هو إلا سرقة أدبية وترجمة حرفية لكتاب حاقد صليبي وهو المستشرق الإنجليزي جرجيش صال واسم الكتاب 'مقالة في الإسلام' وقامت مظاهرات في الشوارع ضد طه حسين وتوجهت إلى البرلمان فيخطب فيهم سعد زغلول فيقول :إن مسألة كهذه لا يمكن أن تؤثر في هذه الأمة المتمسكة بدينها هبوا أن رجلاً مجنوناً يهذي في الطريق فهل يضير العقلاء شيئاً من ذلك ؟ إن هذا الدين متين وليس الذي شك فيه زعيماً ولا إماماً حتى نخشى من شكه على العامة فليشك ما يشاء ماذا علينا إذا لم يفهم البقر ؟' .
    * في كتابه 'مستقبل الثقافة في مصر' جهر وصرح بأفكاره الخبيثة ومنها :
    1- الدعوة إلى حمل مصر على الحضارة الغربية وطبعها بها وقطع ما يربطها بقديمها وإسلامها .
    2- الدعوة إلى إقامة الوطنية وشئون الحكم على أساس مدني لا دخل فيه للدين بحيث تصبح الحكومة علمانية محضة .
    3- الدعوة لنبذ اللغة الفصحى حتى تصبح لغة الشعائر الدينية فقط مع استخدام اللغتين اليونانية واللاتينية في التعليم والحياة عموماً .
    4- إلغاء التعليم الأزهري .
    وقد قام الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله بالرد على هذه الأباطيل الظاهرة في عدة تكب ومحاضرات وكذلك الدكتور زكي مبارك وغيرهم .
    * في كتابه 'حديث الأربعاء' اهتم بنشر أخبار الشعراء الماجنين والفاسقين والعشاق والزناة في الدولة الأموية والعباسية وأسقط ذلك على العصر كله فقال عنه -هذا القرن يعتبر من القرون الفاضلة بنص حديث رسول الله - قال عنه 'أن العصر الذي دالت فيه الدولة الأموية وقامت فيه الدولة العباسية قد كان عصر شك وعبث ومجون' وكان طه حسين قد نقل هذا الكتاب من كتاب الأغاني للأصفهاني المعروف بتشيعه الشديد وعداوته للأمويين والعباسيين على حد السواء .
    * في كتابه 'على هامش السيرة' وهو كتاب كتبه بعد اشتداد الهجوم عليه بسبب كتبه السابقة فقر كتابة بعض الكتب الدينية والتي من خلالها يبث سمومه وشروره المملوء بها قلبه الحاقد فملئ هذا الكتاب أكاذيب وأباطيل وأساطير ليست في التاريخ من شئ وغرضه من ذلك كله التشكيك في مصادر التشريع الإسلامي والتنفير من سيرة خير خلق الله .
    وظل طه حسين طوال حياته مسخراً قلمه ولسانه وإمكانياته كلها من أجل هدف واحد وهو تشويه الإسلام والتشكيك فيه والدعوة إلى العلمانية والتقليد الأعمى للغرب حتى قيل عنه أنه مستشرق ولكن بلسان عربي وتعرض لكثير من المضايقات وهاجمه العام والخاص وأبغضه القريب والبعيد وعاداه العالم والجاهل ومع ذلك خلعت عليه الألقاب الكبيرة وصار عميداً لكلية الآداب ثم وزير المعارف ثم عزل من منصبه بعد قدوم الثورة وأخذ مكانه في الظل وقد تقدمت به السن يهاجم الكتاب والأدباء وكل من له نزعة دينية وظل على عقيدته حتى مات في 2 شوال سنة 1393هـ بعد أن خدع الكثيرين وانبهر به الكثيرين ولم يكن هو في واقع أمره إلا ذنباً للمستشرقين ولساناً للحاقدين وثمرة خبيثة من ثمار الغزو الفكري الصليبي للإسلام وأهله .

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 180
    المواضيع : 9
    الردود : 180
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أنا لم أتهمك يا قلم رصاص ولكنك من اتهمت نفسك ..فأنت من كتبت:
    وسأذكرُ الآنَ بعضَ أشهر ِ الملاحدةِ والمرتدينَ .. ثم وضعت من بينهم طه حسين
    ذلك الرجل الذي كان يشهد أن لا ألا الله ومحمد رسول الله .. وكان وزيرا للتربية والتعليم في اكبر بلد عربي .. فمن أنت أو أنا او كل من يكتب هنا بالمقارنة بطه حسين
    وكل ما اوردته عن طه حسين لا تستطيع أن تصمه به بالالحاد فالكثير من المسلمين يطالبون بالدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة ..فهل هذا يجعلهم ملحدين أو يخرجهم من الملة ..وأن كنت تعتبر سيادتكم أن الدولة الاموية او العباسية أو أي دولة هي من أصول الاسلام ونقدها يخرج من الملة فأتمني أن تراجع من البداية ما هو الاسلام و أصوله وتراجع أحاديث الرسول التي تمنع المسلمين من تكفير بعضهم البعض و آيات القرآن التي تحض علي الدعوة في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وتترك لله الحكم علي الضمائر والسرائر
    هدانا الله و أياكم

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عَبْدَالعَزيزِ الذي فِي القَلْبِ مَأْواهُ .. رسالة للنظام العربي
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 27-03-2011, 09:13 PM
  2. مليار ( $ ) لتحسين سمعة امريكا في العالم العربي ...!
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 06:29 PM
  3. الالحاد في العالم العربي : دعاته واسبابه
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى مهْرَجَانُ الوَاحَةِ السَّنَوِي
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 08-12-2004, 12:05 AM
  4. لوغاريتم ( العمالة ) في العالم العربي ( اليوم ).!
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-11-2004, 03:13 PM
  5. لوغاريتم ( العمالة ) في العالم العربي
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-08-2004, 11:05 PM