أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: عهدٌ جديد

  1. #11
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    لخولة أطلال ببرقة ثهمد
    تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد


    لست على علم لكني فكرت وخمنت أن تكون هذه الأرجح، والسبب لأن شعراء الجاهلية مشهورين بالتشبيهات وربما تشبيهاتهم أكثر من عصرنا فالعصر الحديث يعتمد على الاستغراق في الخيال
    والوجدان عن طريق الاستعارات والبديع ويركزون على المعاني ويكررونها


    أما العجز الثاني
    وقفت بها أبكي وأُبكي إلى الغد


    هذا أشعر أنه الأسلوب العباسي ومابعدهم وليس أسلوب طرفة وشعراء الجاهلية لأنه اعتمد على البديع والشعراء في الجاهلية يحرصون على الربط عن طريق التشبيهات في مطالعهم أما البديع فوارد عندهم بتوازن ودون تكلف في وسط القصائد


    و أما من بعدهم وخصوصا عصرنا غالبا يحرصون في المطالع على إظهار مهارتهم في البديع كالجناس ورد العجز على الصدر وغيرها
    أيضا أشعر أن العجز الأول المشهور (تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد) أقوى مع نظم المعلقة بشكل كامل وأكثر تناسبا لأنه أخذ بيت امرؤ القيس في البيت (الثاني) فلو بكى وأبكى إلى الغد للمّح أن أصحابه تعبوا وتركوه إلى الغد يبكي أو انشغلوا عنه ، فهو وقف يتذكر ويبكي قليلا وأصحابه يحثونه على عدم الهلاك ليصبر ويمشي فكان من الأجدر والأولى الاكتفاء بربط هذه الأطلال بالوشم في يد خولة وهذا كان كافيا لوقوفه وتذكره وبكائه ولا يستحق أن يكون مبالغا إلى الغد خصوصا أنه سينتقل إلى وصف محبوبته وإلى فصل آخر في الوصف ثم الحكمة ويسرح بنظره في رحلته وفي ناقته وفي تجاربه والمرارة التي ذاقها من نبذ قبيلته له فإن وقف طويلا يبكي فلن يستقيم هذا مع قول أصحابه ولن يستقيم تضييع وقته وهو يريد التطرق إلى أغراض أخرى في رحلته وهو هنا يشبه امرؤ القيس قليلا
    إلا أن امرؤ القيس وقف يبكي ويذكرها وكأنها أمامه هي وأهلها وللتو رحلوا وهو يشاهدهم خلف الشجيرات وصرّح الملك الضليل بالبكاء واستمر في بكائه طيلة المعلقة بعضه ظاهر وبعضه يتضح من فصول روايته ويفهمها السامع والقارئ أنه يبكي أيامه .
    أما طرفة فمشاهدة الأطلال وربطها بوشم محبوبته جعلته يتذكرها ويحزن ويأسى عليها حزنا شديدا اتضح عليه لدرجة أن أصحابه قالوا لا تهلك لأنهم يعلمون أنه وقف هنا يتذكر أطلال المحبوبة وليس شرطا أن يبكي المحزون خصوصا أن الطرفة فيه كبرياء وعناد بحيث يصعب عليه إظهار البكاء وقد يكون مثل غالب شباب جيله في اللهو والتغزل بالنساء وما إلى ذلك بعكس امرؤ القيس رغم أنه ملك ولديه مالديه من القوة والعظمة إلا أنه أرقّ وأكثر تأثرا وتعلقا بعنيزة وهذا يظهر في وصفه لمكان الطلل ووصفه لحبيبته الظاهر الشكلي في نظر الغالبية ولكنه جمع بين وصف الشكل مع شعور روحه بالسعادة فظهرت أثر المحبة أثناء وصفه لها وهو أعمق في ذلك من طرفة ، رغم أن طرفة كان وصفه جميلا أيضا (وفي الحي أحوى) (خذول تراعي ربربا) (وتبسم عن ألوى) (سقته إياة الشمس) ومع ذلك كان أكثر بروزا في وصف ناقته بشكل عجيب!
    فالخلاصة أن امرؤ القيس بكى بشكل فعلي وذكر بكاؤه في المطلع ونشعر ببكائه من خلال مواقف وفصول معلقته وأنهى معلقته في رواية له غير الأصمعي (بغرق السباع عشية وأذيالها كأنابيش عنصل )
    وكأنما يتنبأ بموته بهذه النهاية المفتوحة فغرق السباع عشية كحياته التي أوشكت على الغروب والسيل الذي غرق فيه شاعرنا هو سيل الحروب في طلبه لثأر والده ،ثم غدر قيصر الروم وقتله بالسم فلم يبق
    لنا سوى ذيله البارز كأنابيش العنصل الذي يمثّل بقاياه ووصل إلينا مما نقرأه من شعره في تراثنا العربي الأصيل،كما أنه مشهد نادر الحدوث اقتنصه بمهارة وصوّره بجمال باهر من الطبيعة
    كيف أن السباع حينما تغرق وتظل نهاية أذيالها بارزة كبروز أصول البصل ، وأرجو أن لا أكون هنا قد شطحت وسلكت مسلك الرمزيين .


    أما طرفة فهو قد هدّه الأسى والحزن ولم يظهر البكاء والله أعلم وكان هذا ظاهرا في شعوره بالمرارة والحزن ومحاولة إثبات صفاته الجيدة لقبيلته الذين ركزوا على سلبياته وتماديه على عرف القبيلة
    دون تقبل إقدامه وبذله وشجاعته وهذا يظهر من خلال أغراض معلقته وفصولها كاملة وقد منحته هذه التجارب المريرة وهذا الطرد وهذه العثرات حكمة كثرت في نهاية معلقته وأنهاها باك.


    هو اجتهاد وتفكير تلميذة تصيب وتُخطئ فصححوا اعوجاج الفهم إن أخطأتُ وقصُر إدراكي عن المراد.


    براءة

  2. #12
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    كل خلافة ودولة عظيمة زال ملكها لم ترجع مرة أخرى ويبدل الله المسلمين بخلافة ودولة جديدة في مكان آخر عدا الدولةالأموية أعادوا دولتهم فحكموا مرتين في الشام وفي الأندلس لحكمة يعلمها الله،
    فحينما تخذل الدول دين الله وتفسد يستبدلهم بخير منهم يقيمون شرعه ومنهاجه ويحبهم ويحبونه.


    وكذلك لم تجتمع فئة على ظلم وباطل إلا وجعل الله بأسهم فيما بينهم شديدا وفرّق شملهم وأوقعهم في شر أعمالهم ونصر أولياءه وأعانهم عليهم وجعل لهم مخرجا وعلوًّا على كل فساد.


    اللهم انصر أمة الإسلام والمسلمين وفك أسراهم وثبت أقدام المجاهدين في سبيلك وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان واجعلنا من أهل الحق
    وممن يناصره وأحيينا مسلمين وأمتنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.



    براءة

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12