أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أم الخير .. والأشباح

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 912
    المواضيع : 184
    الردود : 912
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي أم الخير .. والأشباح

    أم الخير ..والأشباح !!
    وجه صبوح ، كوجه فخارية الحليب المدعم بالقشدة البلدي.بادرت أمي حين فتحت الباب بعد سماعها للجرس :
    صباح الخير . ياسيدتي!
    والتففنا كسرب الأفراخ الصغيرة، حول أمنا ، والفلاحة الجميلة.
    إنها (أم الخير) ، وعبق الحقول المطهمة بالخصب والكفاح عبر السنين.جميلة في غير تكلف ، نظيفة بلا غلطة ، حسنة الأسلوب والصوت بلا ابتذال أو إلحاح ، أو تصنع، دقيقة منظمة في تغليف بضاعتها من الجبن الطازج ،والبيض البلدي ، والفطير الحار. إنها أم الخير، هل كان اسمها مصادفة طيبة؟! صاحبة الأرض ، التي تعطي خيرها للقلوب الخيرة ، والأيدي المناضلة من أجل الحياة الطيبة، تحت شمس أرضنا الغالية.مصر الفلاحة الماهرة تعرف كيف تخرج السمن من ضرع المأساة.
    ترعى هي الأرض، والمصنع الكبير يضم زوجها وأخوتها في عنابره عمالا مهرة مدربين.
    &&&
    صباح الخير يا أم الخير.
    كنا صغارا، وكنا نتلذذ بشرب حليب طازج، وأكل التوت ذي الألوان المتعددة، ونحمل في حقائبنا ،إلى مدارسنا، سندوتشات بيض طازج، وجبن لذيذ.
    حين تم توظيف أبي في ذلك المصنع الضخم،في بداية نهضة التصنيع في أوائل الستينات من القرن العشرين، سكنا إلى جواره وسط الحقول الغناء المحاطة بالأشجار ، النابضة بالخير والخضرة والأمان.
    &&&&
    بعد هجرة طويلة في بلاد الرمل والزيت والشموس الحارقة، عدت لأسكن بيت أبي.
    المكان ليس هو المكان ، ولا وجوه الناس هي الوجوه. فغابات الأسمنت قد غزت المكان.حتى سدت عين الشمس، فاختفت أشجار ، وترع ، وعصافير.
    وبرزت تجمعات سكنية، ومولات تجارية، وعمت الأضواء ، والصخب في الأرجاء.
    &&&&
    على غير عادة أمها وجدتها، اللتان كانتا تزودان بيوت الحي الصغير المحيط بالمصنع الكبير القابع في قلب الحقول،بمنتجاتهما من ألبان وخضروات، بدت حفيدة ( أم الخير) مهمومة منكسرة، شاحبة الوجه.
    كما كان منتجها من الألبان شحيحا، وخضرواتها تميل إلى الذبول!!
    وحين ساقني فضولي لسؤالها، ردت بأدب واقتضاب، حامدة ربها على كل شيء.لكنني بكثير اهتمام، ورغبة في مساعدتها لو كان في إمكاني، أثرت سؤالي بطريقة أخرى.
    - خير يا أم الخير.هكذا ناديتها تيمنا بأزمان الخير.
    - أنا في أزمة يا أستاذ ، ادع لي ربنا يفكها عني.
    - خير ان شاء الله . ربنا كبير.
    - حضرتك عارف الأرض قسمت بيننا نحن الأخوة والأخوات. ولم تعد تجيب همها.كما لم تعد تغطي مصاريفها.
    - (لم أشأ التدخل في الحديث، تاركا إياها كي تنفس عن صدرها هما يبدو ثقيلا)
    - وعندي ابني البكر، حصل على دبلوم متوسط، وهو الآن بلا عمل.
    - خفت عليه من الشباب الفاسدين المحيطين. ففكرت في مساعدته للسفر للخارج.
    - وكانت تلك رغبته ، واطمأننت أن في صحبته بعض الأصدقاء المخلصين. وعندما ألح علي، دبرت له مبلغا كبيرا من حصيلة بعض المزروعات .. وبيع مشغولاتي الذهبية، وبعضها استندنته بإيصالات أمانة.
    - ودفعنا المال لصاحب شركة سياحة وسفر.. ليدبر له فيزا عمل في دولة أجنبية.
    - وفي مطار القاهرة، تم القبض على الشباب لأن التأشيرات مزورة.
    - وعندما ذهبنا لصاحب الشركة في مقرها بالمدينة. كان المقر مغلقا، حيث تم القبض عليه ، وفق شكاوى عديدة قد قدمت ضده ..
    - في الحقيقة لم أكن أملك سوى بضع كلمات المواساة والتخفيف والدعاء بانفراج الأزمة.
    - $$$
    - لاحظتها من شرفة منزلي ، حاملة سطل الحليب الفارغ، في طريقها إلى مسكنها بعزبة خليل ، عبر طريق زراعي, خلف سور المصنع الذي كان في الماضي كبيرا، يعج كخلية نحل بعشرات الآلاف من العمال، فقد تم تصفيته منذ سنوات، وبيع نصف أرضه لمستثمر حوله إلى صالات أفراح ومقاه ، وتحولت عنابر المصنع إلى أطلال تسكنها الآلات الصدئة، والأشباح.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,064
    المواضيع : 312
    الردود : 21064
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    سبحان الله .. شهدت فترة الستينات في مصر عصرا من الازدهار الصناعي والزراعي
    والفكري والأدبي وفي كل المجالات.
    وعندما تكره السياسة الصناعة تتدهور ويتراجع معها الأقتصاد الوطني فيصبح أقتصادا
    هشا لا يصمد أمام الأزمات.
    فإذا تحولت البلاد من سياسة الأنتاج إلى سياسة الأستهلاك تختفي الأرض الزراعية
    وتبرز بدلا منها تجمعات سكنية ومولات تجارية.
    وتختفي المصانع المنتجة لتتحول إلى صالات أفراح ومقاه ـ فيهج الشباب من البلاد
    وقد اكتوا بنار البطالة ليحترقوا بنار الفساد.
    وضع مؤسف ومرير نتمنى أ ن يتغير لتعود المصانع من جديد.

    الحلم ليس صعب المنال والثورة الصناعية يمكنها تحقيق الحلم حتى تأكل وتلبس مصر من انتاجها
    وتصدر للخارج، فالصناعة فى مصر ضرورة اقتصادية واجتماعية.
    نص عميق بجمله وتراكيبه ونسجه وتصويره
    فشكرا لبهاء القول والفكر أديبنا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 912
    المواضيع : 184
    الردود : 912
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    حين ننتج غذاءنا ونصنع كساءنا،لن تطالنا يد العوز أو القهر.
    أ. نادية .. تحيتي لشخصكم الكريم ، وتعليقكم البهي.