أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: المؤامرة

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 920
    المواضيع : 188
    الردود : 920
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي المؤامرة

    (أعلم أن ما سيصيبني منهم شيء رهيب. لذلك اقشعر بدني حين أدركت ، أنني هدف ثمين لهم .. وأنني على قائمة المطلوبين. أنا الآن مطارد ، مذعور كفأر في زاوية، مرتعش ككلب أجرب، يتناوله الصغار ضربا وركلا وقذفا بالحجارة. أنا الآن في مباراة غير متكافئة، وفي سبيلي للدخول في معركة لا قبل لي بها، ولا أملك لها سلاحا لأزود به عن نفسي. كيف حدث ذلك ، لا أدري، ولم كل هذا العناء، لا أعلم.
    ما أعلمه يقينا أنني الآن محشور في زاوية، وقد ضاقت بي الدنيا.
    حمدت الله أنني لم أتزوج بعد ، فتضيع ذريتي في ذاك المعترك المخيف.قبل أن تضيع ثروتي ، وشقاء عمري.
    أو أتوه في ألاعيب البشر لاسيما النساء؛ وأنا حريص لا أركن إليهن، فهن السالبات أمنا ،المبتغيات ذهبا، الشغوفات بالمظاهر. كما أن كثيرا من الرجال نصابون.
    أحمد الله أنني بمفردي .. ومستعد للمواجهة.)
    &&&&
    (رغم نبضي المرتعش، وارتباكي الواضح، كان علي أن أتحرك لأنجو بنفسي؛ سأغادر الحي ، نعم بل المدينة كلها ، وسأختفي تماما من أي مكان ، سبق وأن قد رأوني فيه.
    تسللت من مسكني في الطابق ال ١٥ عبر المصعد، ل في ذلك البرج الذي أقطنه منذ رجوعي لوطني ، نعم وطني، من هجرتي الطويلة، شغلني عن نفسي فيها ، الصراع على الارزاق، وتكديس العملات .)
    كان يتظاهر بالهدوء ، رغم أن كل ذرة فيه كانت ترتعش.
    (يجب ألا يراني أحد ، بل يجب ألا ألفت نظر حراس المبني، وعمال الجراح، الذين ما إن ما إن يروني مهرولا ، وبطيبة أو سذاجة ، يبادرونني مهرولين أيضا :
    خير يا باشا في حاجة؟
    ولأنه بالفعل في حاجة ! لكنني لا أريد لأحد أن يعرف تلك الحاجة. رغم أن كل كياني كان يدفعني بأن أصرخ .. النجدة النجدة.
    كرامتي كرامتي .. ويا للفضيحة إن انكشفت، وربما هم من سيبلغ عني.)
    &&&&
    تحرك به المصعد هابطا ، كما هبطت ، معه أنفاسه إلى بئر من الذعر.لمجرد تخيله بأنه سيكون في الشارع بعد لحظات.
    ( أفلا تهدأ قليلا...! الشارع أكثر أمنا, من أن يصيدوني في شقتي ، كجرو أجرب، أوباش ...لن أمكنهم
    من نفسي).
    بمحرد أن فتح باب المصعد، حتى صدمه وجه قريب له،
    الذي بادره بابتسامتة صفراء :
    (فينك يا راجل . لك وحشة والله... إيه على فين كدة؟ لقد جئت لزيارتكأم أنك لا تريد لأحد أن يزورك؟
    كان الزائر يتحدث بسرعة ، غير تارك له أي الفرصة حتى أن يرد.
    ( لا.. لا .. ازاي بس .. أهلا وسهلا .. تشرف)
    ( تزورني!! أي ريح ألقت بك علي هنا ...مالذي ذكرك بي كي تزورني ، وأنا لم أر رقعة وجهك منذ عشرين سنة.. ؟ هأو ... كنت فين من زمان ؟!١.. لا لا ... هو معهم بالتأكيد .. وقد جاء يستدرجني، ويسلمني لهم ع المفتاح .. لا لا .. لن يحدث .. ولابد لي أن أتخلص من ذلك اللزج، فورا).
    بمجرد دخولهما المصعد .. ضغط على ذر آخر طابق في البرج، ورجع بسرعة للوراء إلى خارجه ،مغلقا الباب بسرعة.ليأخذ النصعد ذلك القريب إلى أعلي.
    ( نعم هكذا ..فمع وصول المصعد إلى الطابق الأخير ، ومحاولة ذلك اللزج النزول مرة أخرى، سأكون قد اكتسبت عدة دقائق ، لأفر منه،وأختفي في هدير الشارع المزدحم.)
    ،&&&&
    صدمه هواء الفراغ المحيط، وضوء شمس الأصيل، وهدير العربات. فانكمش خلف جدار، يراقب الشارع من طرف خفي،
    (نعم انهم بالتأكيد يراقبون المكان. نعم نعم .. هاهم هناك على باب المتجر، ولن يكون بينهم حديث إلا بخصوصي، نعم .. بالتأكيد ،، أنهم يسألون عني. نعم نعم ،،. لقد وصلوا الى هنا)
    ازداد ارتباكا ورعشة.
    (إلى محطة القطار إذن ، سأسافر.. سأقفز في أول قطار الى أي جهة ،، لا يهم.. لا يهم الى أي مكان يقلني.)
    تلفت يمينا ويسارا، ثم قفز الى نهر الشارع عابرا الطريق نحو المحطة.
    جفل عنما أطل من وراء كشك للسجائر، فرأى على البعد عربة للشرطة.
    (الأنذال. لقد فعلوها ... كنت متأكدا بأنهم سيبلغون عني.
    رغم أنني لست مجرما ، ولا لصا،أنا عصامي منكود. ، فإن مدخراتي التي جمعتها بالدم والدموع، والتي توفر لي دخلي الشهري، الذي يحميني من الالتحاق بطبقة المثقفين المتسولين، قد صارت مهددة من جراء حرب في جزيرة القرم!
    ، لم ولن اعترض، لكنهم الآن يضعونني في زاوية الاتهام.ربما ظنوا أنني ألعب في السياسة خلسة؛ أي سياسة تلك التي يتهموني بالعبث فيها؟ فأنا لست عضوا بأي حزب سياسي، أو صاحب أي منصب رسمي، فأنا رقم، بين أرقام،أقوم بواجبي في طاعة وصمت، بين صفوف الجماهير، فأنا لا شأن لي بتلك الألاعيب.)
    (سيدي المحقق: أعتذر .. أعتذر أقسم بالله أنني من حزب جنب الحيط. فأنا كأجدادي وأعمامي من مؤسسي ذلك الحزب، فلسفتنا أن المشي إلى جانب الخيط هو رأس الحكمة.
    ، ألا ترى ذلك الجرب الذي قد لحق بألوان الحوائط في بلادنا ..إنه من كثرة احتكاك أكتافنا بها.)
    &&&
    كان قابعا وراء الكشك الخشبي الذي تظله شجرة ، يهمهم ويتمم مرتعشا ، وهو يختلس النظر الى هناك حيث الكمين الأمني.
    -يا أخينا يا أخينا أنت يا شحط!
    جفل مذعورا على صيحات فتاة الكشك.
    -أنت قاعد هنا ليه ؟... ما تغو إلى أي مكان آخر لتقضي فيه حاجتك.
    كظم غيظه ، أنا أتهم بتلك الفعلة في الطريق العام؟؟ كتم غيظه .. فصار مشردا، مذعورا، وكاتما لغيظه أيضا.
    (على أية حال ، هي أفضل من غيرها .. انحصر اتهامها لي في التبول.لكنها بالتأكيد واحدة منهم .. قد تنكرت في الكشك، وبالتأكيد ستغمزهم كي يمسكوا بي.)
    قفز من رصيف إلى رصيف في الاتجاه المعاكس للمحطة. أشار إلى الميكروباص القادم من هناك، الباص محمل بالقادمين.مقعد يتسعو لثلاثة ،احتلته أمرأة شابة، تحمل طفلا ،وإلى جانبها كيس ضخم يحوي أشياء لا يعلمها.
    - خش خش جمب الست.
    صرخ السائق في عجلة. فعليه أن يذهب بهذه الشحنة ، ثم يعود مسرعا للحاق بموعد القطار القادم. اركب وخلصنا .. صاح جميع الركاب.
    قعد مرتبكا ، كان يحاول أن يحشر جزءا من مؤخرته إلى جانب ذلك الكيس.
    تأففت الست قليلا.
    السائق : اطلع يا أستاذ وخلصنا.. اللي مش عاجيه يشيل أجرة الكرسي كله.
    تمكن من اللحاق بزاوية من المقعد.انطلق السائق في غضب، مطلقا سيلا من السباب، على الظروف ،والحمير، وقلة صبر البشر.
    (يقصد الظروف؟ ربما يعاني مثلي، لكن ماذا كان يقصد بالحمير! ما علينا.
    لعله منهم أولئك الذين يطاردونني، وسيأخذني مع هؤلاء المطلوبين.)
    طرق أذنيه سؤال السائق على فين ؟
    مد يدا مرتعشة بالأجرة :
    . أخر الخط أخر الخط.
    هو لا يعلم أين ذاك الآخر .. ولا إلى أين تحمله الحافلة.
    لحظات وتغير الأمر، ربما شعرت بالحنو والإشفاق، وهو معوج الظهر منحينا. يكاد رأسه تخرج من نافذة جانبية. نظرت إليه المرأة حاملة الطفل ،ثم سحبت الكيس إليها، مفسحة له مجالا على المقعد ، ألقى صاحبنا بكل ظهره ، مستندا على المقعد، مادا رجليه ، فاردا لعضلاته التي تقلصت حد الألم.لحظات بعد استقراره في جلسته، إذا بالسيدة الشابة تلقي بالطفل على ركبتيه.
    ( أها ..تلك إذن مؤامرة أخرى .. نعم نعم .. من تدبيرهم .. اختطاف طفل ... تهمة جاهزة وتلبس يا معلم ..)
    لم يبق بالا للطفل فوقه ، فعزم ألا يلمسه.
    كاد الطفل أن يسقط جراء توقف مفاجيء للعربة.
    -جرى إيه يا أستاذ .. الناس لبعضها برضو ..ما تسند الواد .
    &&&&
    انطلق المايكروباص عبر الشارع المزدحم.السائق يوزع بالعدل ، كلمات السباب الفاحش ، على غيره من السائقين.
    - تلاقي أمه شاريها له.
    على شاب ، كسر عليه من اليمين.
    - يلعن ... واد سيس ابن و... ة.
    _ هي الستات بتعرف تسوق. ما تقعدوا في بيوتكم ربوا عيالكم.
    ألقى بتلك الكلمات على شابة ربما تخرجت لتوها من دورة تدريبية فاشلة في قيادة السيارات.
    (أشفقت عليها ، أقصد سيارتها الجديدة!)
    واشترك الركاب في حفل السباب والانتقاد مجاملة للسائق:
    -:يا عم الناس دي بتسوق منظرة بس.
    - معلش يا أسطى.. هدي أعصابك.
    --عالم لا يهمها الفلوس، وناسه تأكل طين.
    كان الطفل على ركبتي صاحبنا، كثير الحركة، ضاحكا ، يشد نظارة صاحبنا حينا، فينتزعها منه برفق وغيظ ،كي لا ينكسر الشنبر. يخطف القلم من جيب قميصه، فيخلصه من بين أصابعه الصغيرة بالكاد، كم يخلص دجاجة من فم ثعلب! ثم يتأفف ويزفر في غيظ.
    فتبادره الأم:
    معلش يا أستاذ.. الناس لبعضيها.
    فيسكت. لا يدري ما الذي يفعله صوتها له ،ليسكت فيه غضبه ويعيد إليه سكونه ؟؟؟؟
    الطفل الشقي ، يشد الرجل من أذنيه ،وقد جلس على ركبتيه كمن يمتطي حصانا. فصارا وجها لوجها. وأصبح وجه الرجل مسرحا مفتوحا لمشاغبات القرد الآدمي.
    الصغير.
    &&&
    - يادي اليوم اللي مش فايت.
    - -ما هو باين من أوله.
    - الظاهر الطريق واقف.
    - يا مسهل يارب.
    - - هي الناس ناقصها تعطيل؟
    - بيقولوا كمين.
    - أول مرة يكون هنا كمين.
    - - دا شارع تجاري.
    (أها .. هم .. نعم هم ،
    لقد أفلت منهم عند المحطة، وهاهم يلاحقونك في هذا الشارع المزدحم، كي يمسكوا بك في الزحام، وربما يساعدهم كل ذلك الحشد من الناس، في القبض عليك ،وربما أسهموا في الأمر بإخلاص ،وصفعوك على قفاك مساعدة منهم لرجال الأمن !)
    ود لو صرخ في وجوه الناس ..
    ( لست متهما بأي جرم . جنائي أو سياسي وأقسم بالله .. أيها الخبثاء .. أبلغتم عني لتحيطوني بالرعب حتى أنهار من الجنون.)
    كان صدره يدمدم بصرخاته الصامتة.
    &&&
    توقفت الحركة في الشارع تماما.ورجال أمن يدسون روؤسهم من شباك السائق يدققون النظر في أوراقه الثبوتية، ويتفحصون وجوه الركاب، الساكنين في مقاعدهم في صمت.
    كان عليه أن يحتضن الطفل أكثر ، يتظاهر بملاعبته ، مدعيا للرائين أن الولد ولده.
    استدار قليلا في مقعده لليمين، معطيا ظهره لشباك السائق الذي سيطل منه حتما الوجه الأمني كي يتفحص سحنات الركاب.
    وانهمك صاحبنا في ملاعبة الطفل ومداعبته.
    كأنه يرى الطفل لأول مرة، فهو طفل على أعتاب الصبا، ممتلئ الجسد ، منتفخ الخدين الحمراوين ، لا نعلم ان كانت حمرة طبيعية ،أم كانا ملوثين بألوان حلوى قد أكلها منذ وقت سابق طويل ، واكتشف في الصبي ، رغم مشاغباته،خفة دم وذكاء واضح.( واد اجتماعي بشوش) .رغم مساوئه التي تمثلت في أن أنفه تنتج كما وفيرا من الخيوط المخاطية، التي يتلقاها صبينا مباشرة بلسانه ، فتغيب فورا في غياهب فمه الصغير، ويفعل ذلك بين اللحظة والأخرى بتلذذ عجيب.كما أن في ملابسه رائحة غير مريحة لأنف صاحبنا،توحي بأن الصبي المشاغب، قد بلل نفسه عدة مرات منذ زمان سحيق في الماضي، ولم يبدل له أحد سراويله حتى هذه الفترة الراهنة من تاريخنا الحديث!
    لكن لا مفر فليشغل نفسه به ، ملتفتا بوجهه بعيدا عن نظرات رجل الأمن القادم نحوهم.
    الحافلة الصغيرة تقترب أكثر من الكمين ..
    صاحبنا منهمك في مداخلته مع الصبي ، الذي جاوبه لعبا بلعب، وقرصا بقرص، وناوله الصبي صفعة على وجهه ، أخرسته المفاجأة، وشهق الركاب في العربة، وشهق أيضا ركاب العربات المجاورة لهم. لكن أحدا لم يصدر شيئا يذكر من الضحك إلا ابتسامات مكتومة.كانوا أيضا متوترين، في انتظار الفحص والتدقيق.
    &&&
    (لن يفلحوا إذن أبدا في تحريض الأمن للقبض علي. أنا متأكد من نفسي. لماذا إذن أشعر بالخوف والتوتر.. فلأتشجع).
    كانت أم الطفل مغتبطة ، جدا بتطور العلاقة إلى ذلك الحد بين طفلها والرجل.
    وصل المايكروباص عند نقطة التفتيش،التي كان من الواضح أن رجاله قد بدأوا يلملمون أوراقهم ومقاعدهم، واقترب رجل منهم نحو الحافلة ، إذ هم السائق بأوراقه الثبوتية ليمدها له، فلم يعره الأمني اهتماما ، بل أخذ يضرب على الجدار المعدني للباص بقوة عدة ضربات أفزغت الركاب،لاسيما تلك العجوز في المقعد الخلفي،، التي انبرت تدعو على من كان السبب بهمة وغيظ.
    - اطلع يا أسطى ،تحرك تحرك.
    أخذ الطفل يكركر ضاحكا، مرددا أوامر الأمني ..:
    اتنع يا فطا .. لحلك
    اتنع يافطا....لحلك .. لحلك
    يقولها وهو يضرب جوانب خدي صاحبنا بكلتا يديه ويقبله بعنف.. ملوثا وجه صاحبنا بما تيسر من مخاط، ينتجه بلا هوادة أو كلل من منخريه.
    كان غضبه من ذلك الطفل السمين، المشاغب، قليل الأدب والتربية يشتعل في صدره. ها هو قد تبهدل ، وذهبت كرامته أمام ذلك الشيطان الصغير، وقد مر الكمين في سلام. أي ثمن بخس باع به وقاره!!
    &&&
    أخذت الحافلة الصغيرة تلقي بشحنتها من ركاب وأكياس، على محطات وفق طلب أصحابها.حتى لم يبق حين وصل إلى نهاية الخط، إلا هو والمرأة الشابة، والطفل، والكيس.
    &&&&
    وقف على رصيف نهاية الخط متعبا حانقا ، كان مايزال حاملا بيده اليمنى،ذلك الشيطان الصغير المتعلق في رقبته في سعادة ! وفي اليد اليسري يحمل الكيس الثقيل.
    كان يقف إلى جانبه ، جسد أنثوي ممشوق ، تلفه عباءة حريرية سوداء ، بادرته :
    - ربنا يعطيك الصحة .. يا خويا والنبي تساعدني لآخر الشارع؟
    - بس يا واد .... معلشي بقى الواد بهدلك.
    كانت نظرتها للطفل نظرة فخر واعتزاز، لا نظرة لوم وغضب.
    ألجمته كلماتها الحانية.
    نظر نحوها بتركيز لأول مرة، كيف لم يلحظ كل ذلك الحسن، عالجته بنظرة ساحرة من عينين ذواتا حور ، وأتحفته بابتسامة من شفتين حمراوتين، كحبات كريز طازجة.اهتز وجدانه بعنف.وأشعره صوتها بدفء عجيب ملك منه كيانه كله!
    &&&&
    أفاق على الدنيا وقد تغيرت، والأشياء قد تبدلت؛ فالطفل رغم مخاطه، غاية في الجمال وخفة الدم والبراءة ، وأما الكيس، فلم يشعر بكيس أخف منه طوال حياته.ووجوه الناس أكثر ألفة،وابتساما، وأملا. حتى همه الثقيل الذي حمله منذ منتصف النهار، قد أخذ يزول رويدا رويدا ،وكأنه يخرج من سرداب مظلم الى عالم جديد مليء بالنور والأمان.
    ( لا أظن أبدا أنها مؤامرة .. لا ..لا .. )
    سارا جنبا إلى جنب ، والكيس الذي ليس ثقيلا بيد اليسرى، والطفل المشاغب السمين الجميل ،يغط على كتفه في نوم طفولي بريء.
    - يا خيبتك يا دي الواد ! الولد نام!
    - خليه على راحته ..ربنا بخليهولك ويبارك لك فيه ، ذكي ماشاء الله.
    - الله يكرمك .أنا مش متزوجة ده ابن أختي المحجوزة بالمستشفى منذ أسبوع.
    ومضيا سويا في طريقهما ،يثرثران في سعادة ظاهرة.
    .
    محمد نديم

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    بكاميرا ثلاثية الأبعاد ندخل في عالمك السردي الممتع .. أما البعد الرابع
    فهو النفسي لنعيش مع تلك الشخصية العجيبة وهم ما يحيك به من مؤامرة
    تستهدفه فتتركه مذعورا كفأر ، مرتعشا ككلب أجرب ـ وشعور رهيب يتملكه بأنه
    مطارد، وإنهم سيسعون للقبض عليه ـ برغم إنه ليس عضوا في أي حزب سياسي
    أو صاحب أي منصب رسمي ـ إنه لا ينتمي إلا لحزب .. أمشى جنب الحيط.
    تصوريك البارع لم يجعلنا مجرد قارئين وإنما جعلنا ندخل داخل القصة لنركب معه
    ( الميكروباص) هربا ممن يسعون إلي القبض عليه ليحشر نفسه بين الركاب بالرغم
    إنه لا يعلم إلى أين تحمله الحافلة.
    ويحلق بنا جمال أسلوبك وسعة خيالك في سماء من روعة القص بحرف طريف
    وبوح معبر بحسه ومعانيه لتنتهي قصة رعبة ببداية لعلاقة رومانسية من تعارف الطريق.
    استمتع بما كتبت فلن يختلف اثنان على أسلوبك الظريف الساخر وروعة حرفك وإبهاره.
    بورك القلب والقلم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 920
    المواضيع : 188
    الردود : 920
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    نعم سيدة الحرف الراقي ..
    هو الوهم الذي يمتلك الناس ويخيفهم من أن مكروها ينتظرهم تحت الدرج، وخلف الأبواب ، وبين وسائد الأرق. لكن لحظة باسمة،وصورة جميلة، أو بسمة عابرة، أو لمحة ساخرة، أو لمحة صدق إنساني صادقة، ربما يشعرنا ذلك كله بالأمان والأمل. فالجمال حولنا في كل زاوية ، غير أننا سجناء مخاوفنا الواهية.
    أشكرك أ. نادية على حسن تقييمك، وبراعة تعليقك. كل ذلك وسام على صدري حروفي الصغيرة، تفخر بها كثيرا.

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2023
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الصراع الدائر في الميكروباص.. ظللت أتابع الأحداث في شغف التي أحكمت سردها حتى انتهت القصة لم تفاجئنا بشيء أو تفصح عن شيء، وهذا هو العوار الوحيد في القصة.
    ملحوظة: خد بالك، عندك أخطاء كثيرة نحوية واملائية، وتنسيق السرد الشكلي غير جيد. فالقوسان ( ) عفا عليهما الزمن،، كذلك هذه العلامات &&&&
    وأنا متأكد لو راجعت نصك لصححت تلك الأخطاء بنفسك

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 920
    المواضيع : 188
    الردود : 920
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أولا أنت لا تملك أي مقومات للكتابة القصصية.ثانيا أنت يجب أن تنقد العمل وليس صاحبه.أعتذر عن عدم قبولي لكلماتك غير الموضوعية. التي تنتهج منهجا هجوميا ليس إلا.

  6. #6