أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل يصلح حرف النون من ضمير المتكلمين (نا) أو المتكلم (ني) رويا ؟

  1. #1
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي هل يصلح حرف النون من ضمير المتكلمين (نا) أو المتكلم (ني) رويا ؟

    هل يصلح حرف النون من ضمير المتكلمين (نا) أو المتكلم (ني) رويا ...؟

    نشر الشاعر غازي المهر قصيدة مطلعها:
    رمضان يا شهر المنى
    في بهجةٍ قد عدتنا
    وواضح أن الشاعر اعتمد حرف النون رويا للقصيدة.
    واعترض الأستاذ كمال حيمور عليها بما يلي:
    "صديقي الحبيب وشاعرنا الأريب ( نا) الجماعة لا تصلح رويا إلا أن يسبقها حرف مد أو لين"
    وكان رد الشاعر غازي:
    "بالنسبة إلى ( نا) الجماعة أظن أنني لم أكن أول من استخدم (نا) كروي، ارجع إلى الشاعر هارون هاشم في قصيدة سنرجع يوما، وآخرين غيره"
    ثم نشر قصيدة للمتنبي مطلعها:
    تَزورُ دِياراً ما نُحِبُّ لَها مَغنى
    وَنَسأَلُ فيها غَيرَ ساكِنِها الإِذنا
    وجاء فيها:
    وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا
    إِذا ما تَرَكنا أَرضَهُم خَلفَنا عُدنا
    قَصَدنا لَهُ قَصدَ الحَبيبِ لِقاؤُهُ
    إِلَينا وَقُلنا لِلسُيوفِ هَلُمِّنّا
    وبالطبع كان تعليقي على الموضوع كما يلي:
    "شاعرنا القدير أنا لا أختلف معك في هذا فالضمير نا حاله حال بقية الضمائر عدا ضمير الغائب ه ها، يصلح أن يكون رويا أو وصلا مثل كاف المخاطب ، تاء التأنيث المفتوح الساكن أو المتحرك، الميم في لديهم وعندكم ... أما أي رأي آخر فهو اجتهاد لصاحبه مع فائق التقدير والاحترام... تحياتي وتقديري"
    فأجاب الأستاذ كمال:
    "عادل العاني استاذنا القضية ليست قضية رأي , ( نا) الجماعة لم ترد حسب علمي في أشعار من يحتج بأشعارهم من عصر الاحتجاج وهم من لهم الفصل فيما يجوز أو لا يجوز ولا اجتهاد بين أيديهم , وبما أنها لم تردنا منهم الا مسبوقة بحرف مد أو لين فعلى من يجيزها أن يأتي بشاهده عليها من ذلك العصر , وعليه أتمنى عليك استاذنا أن تأتي بشاهدك من ذلك العصر على صلاحية ( نا) الجماعة كحرف روي فكل ما جاء به الشعراء أو العروضيون المحدثين لا يعتد به ولا يقدم أو يؤخر عند البت في قضايا الشعر والعروض . لشخصك الكريم كل التقدير والاحترام"
    وعلقت أيضا بما يلي:
    "أستاذ كمال الشاهد أمامك من شعر المتنبي وبغض النظر عن تقييمك له فهو شاعر كبير ولا يمكن لأي منا أن ينتقص من شاعريته ومع ذلك سأبين لك أن ما طرحته أنا اعتمد على القياس لأنه لا يوجد عروضي واحد لا في السابقين ولا في اللاحقين من استبعد نون الضمير في نا الجماعة أو ني المتكلم من أن تكون رويا وأنا قلت أنها وجهات نظر تعتمد على ما طرحه كل منا أما البحث عن أشعار العصر الجاهلي واعتبرها هي الأساس فأنا حقيقة لا أؤمن بهذه القاعدة لأنها لو كانت سليمة لكان علينا أن نسقط أكثر من عشرين بالمائة من بحور وأوزان الفراهيدي وأن نستيعدها كما استبعدنا بعضا من الزحافات التي أقرها ومع ذلك فسآتيك بشاهد من العصر الجاهلي يؤيد ما طرحته وفي نفس الوقت أتمنى أن تقدم لي دليلا من أقوال العروضيين على استبعاد نون الضمير نا أو ني من أن يكون رويا وأن القاعدة التي ذكرتها من وجوب مجيء حرف مد أو لين قبلها وهذه القادة هي فقط الضمير الغائب أو الغائبة لأن هاء الضمير لا تصلح رويا إلا إذا سبقها حرف مد أو لين كما في (فيها ،عليها، فيه ، عليه) وهذه القاعدة لا تنطبق على أي حرف آخر... وحتى الحروف التي ذكرتها انها تجوز أن تكون رويا أو وصلا لم يأتي بما يلزم باي حرف قبلها بل ورد قول يفضل مثلا في اعتماد كاف المخاطب ان يلتزم بالحرف قبلها كروي وهو ليس ملزما... تحياتي وتقديري"
    ويبدو هناك التباس في فهم ما يجوز أن يكون حرف روي أو لا يجوز وما يتطلب أن يكون قبله حرف مد وأعيد هنا ما تضمنته كل مراجع العروض:
    أولا: الأحرف التي لا تصلح أن تكون رويا هي ما يلي:
    1 - الهاء : للسكتة أو هاء الضمير , هاء التأنيث لأنها وصل و يجوز وقوعها رويا إذا كانت من أصل الكلمة مثل ( وجه )
    2 - حروف المد : الألف و الواو و الياء
    3 - نون التنوين
    4 - نون التوكيد
    ثانيا: الحروف التي تصلح أن تكون رويا أو وصلا:
    1 - الهاء الأصلية
    2 - تاء التأنيث الساكنة أو المتحركة
    3 - كاف الخطاب : و الأفضل أن يلتزم الحرف الذي قبلها مثل : كتابك , شرابك
    4 - ياء النسب المخففة : أما المشددة فهي الروي
    5 - الألف الأصلية أو الزائدة _ التأنيث أو الإلحاق مثل : عصا , ذكرى , أرضى
    6 - الياء الأصلية الساكنة المكسور ما قبلها مثل يقضي
    7 - الواو الأصلية الساكنة المضموم ما قبلها مثل يدعو
    8 - الميم إذا وقع قبلها هاء أو كاف مثل لديهم , عندكم
    وكما هو واضح أن حرف النون من ضمير (نا) أو (ني) لم يستثن من أن يكون حرف روي وليس هناك أي اشتراط أن يسيبقه حرف مد.
    قاعدة استخدام حرف مد جاءت متعلقة بضمير الغائب (ـه) أو الغائبة (ـها) فالهاء لا تصلح أن تكون رويا إلا إذا سبقها حرف مد.
    مثل قولي في مطلع قصيدة:
    مددت لها كفّي لتقرأَ ما فيها * تحلَّ رموزًا خطَّها اللهُ باريها.
    فالهاء هنا هي روي القصيدة لأن الياء حرف مد وحروف المد لا تصلح أن تكون رويا.
    وهذه القاعدة لا تنطبق على أي ضمير آخر .
    كما لم يتطرق أي عروضي لا من السابقين ولا من اللاحقين على أن نون الضمير (نا) أو (ني) لا تصلح أن تكون رويا إلا إذا سبقها حرف مد, وإذا كان هناك من وضع هذه القاعدة فعلينا الآن أن نخطئَ كثيرا من الشعراء العرب السابقين.
    والآن إذا كان الشاعر غازي المهر قد أخطأ في اعتماد النون من الضمير (نا) رويا في قصيدته , وإذا كان المتنبي قد أخطأ أيضا , وإذا كنت أنا قد أخطأت أيضا في تعليقي على ما نشره الشاعر غازي المهر فهل أخطأ عنترة بن شداد وهو أحد شعراء المعلقات باعتماد حرف النون رويا في عدة مواضع في قصيدته التالية:
    سَلي يا عَبلَةُ الجَبَلَينِ عَنّا
    سَلي يا عَبلَةُ الجَبَلَينِ عَنّا
    وَما لاقَت بَنو الأَعجامِ مِنّا
    أَبَدنا جَمعَهُم لَمّا أَتَونا
    تَموجُ مَواكِبٌ إِنساً وَجِنّا
    وَراموا أَكلَنا مِن غَيرِ جوعٍ
    فَأَشبَعناهُمُ ضَرباً وَطَعنا
    ضَرَبناهُم بِبيضٍ مُرهَفاتٍ
    تَقُدُّ جُسومَهُم ظَهراً وَبَطنا
    وَفَرَّقنا المَواكِبَ عَن نِساءٍ
    يَزِدنَ عَلى نِساءِ الأَرضِ حُسنا
    وَكَم مِن سَيِّدٍ أَضحى بِسَيفي
    خَضيبَ الراحَتَينِ بِغَيرِ حِنّا
    وَكَم بَطَلٍ تَرَكتُ نِساهُ تَبكي
    يُرَدِّدنَ النُواحَ عَلَيهِ حُزنا
    وَحَجّارٌ رَأى طَعني فَنادى
    تَأَنّى يا اِبنَ شَدّادٍ تَأَنّى
    خُلِقتُ مِنَ الجِبالِ أَشَدَّ قَلباً
    وَقَد تَفنى الجِبالُ وَلَستُ أَفنى
    أَنا الحِصنُ المَشيدُ لِآلِ عَبسٍ
    إِذا ما شادَتِ الأَبطالُ حِصنا
    شَبيهُ اللَيلِ لَوني غَيرَ أَنّي
    بِفِعلي مِن بَياضِ الصُبحِ أَسنى
    جَوادي نِسبَتي وَأَبي وَأُمّي
    حُسامي وَالسِنانُ إِذا اِنتَسَبنا
    وواضح أن عنترة بن شداد اعتمد حرف النون رويا في عدة ضروب وكذلك في أول عروضة في البيت الأول لأنه (تصريع)
    ولأن حرف النون كما هو في ضمير المتكلمين (نا) وما ينطبق عليه فهو ينطبق على حرف النون في ضمير المتكلم (ني)
    وهذه قصيدة للشاعر النابغة الذبياني وهو من شعراء المعلقات أيضا فهل النابغة الذبياني قد أخطأ أيضا...؟
    غَشيتُ مَنازِلاً بِعُرَيتِناتٍ
    فَأَعلى الجِزعِ لِلحَيّ المُبِنِّ
    تَعاوَرَهُنَّ صَرفُ الدَهرِ حَتّى
    عَفونَ وَكُلُّ مُنهَمِرٍ مُرِنِّ
    وَقَفتُ بِها القَلوصَ عَلى اِكتِئابٍ
    وَذاكَ تَفارُطُ الشَوقِ المُعَنّي
    أُسائِلُها وَقَد سَفَحَت دُموعي
    كَأَنَّ مَفيضَهُنَّ غُروبُ شَنِّ
    بُكاءَ حَمامَةٍ تَدعو هَديلاً
    مُفَجَّعَةٍ عَلى فَنَنٍ تُغَنّي
    أَلِكني يا عُيَينَ إِلَيكَ قَولاً
    سَأُهديهِ إِلَيكَ إِلَيكَ عَنّي
    قَوافي كَالسِلامِ إِذا اِستَمَرَّت
    فَلَيسَ يَرُدُّ مَذهَبَها التَظَنّي
    بِهِنَّ أُدينُ مَن يَبغي أَذاتي
    مُدايَنَةَ المُدايِنِ فَليَدَنّي
    أَتَخذُلُ ناصِري وَتُعِزَّ عَبساً
    أَيَربوعَ بنَ غَيظٍ لِلمِعَنِّ
    كَأَنَّكَ مِن جِمالِ بَني أُقَيشٍ
    يُقَعقَعُ خَلفَ رِجلَيهِ بِشَنِّ
    تَكونُ نَعامَةً طَوراً وَطَوراً
    هَوِيَّ الريحِ تَنسُجُ كُلَّ فَنِّ
    تَمَنَّ بُعادَهُم وَاِستَبقِ مِنهُم
    فَإِنَّكَ سَوفَ تُترَكُ وَالتَمَنّي
    لَدى جَرعاءَ لَيسَ بِها أَنيسٌ
    وَلَيسَ بِها الدَليلُ بِمُطمَئِنِّ
    إِذا حاوَلتَ في أَسَدٍ فُجوراً
    فَإِنّي لَستُ مِنكَ وَلَستَ مِنّي
    فَهُم دِرعي الَّتي اِستَلأَمتُ فيها
    إِلى يَومِ النِسارِ وَهُم مِجَنّي
    وَهُم وَرَدوا الجِفارَ عَلى تَميمٍ
    وَهُم أَصحابُ يَومِ عُكاظَ إِنّي
    شَهِدتُ لَهُم مَواطِنَ صادِقاتٍ
    أَتَينَهُمُ بِوُدَّ الصَدرِ مِنّي
    وَهُم ساروا لِحُجرٍ في خَميسٍ
    وَكانوا يَومَ ذَلِكَ عِندَ ظَنّي
    وَهُم زَحَفوا لِغَسّانٍ بِزَحفٍ
    رَحيبِ السَربِ أَرعَنَ مُرجِحَنِّ
    بِكُلِّ مُجَرَّبٍ كَاللَيثِ يَسمو
    عَلى أَوصالِ ذَيّالٍ رِفَنِّ
    وَضُمرٍ كَالقِداحِ مُسَوَّماتٍ
    عَلَيها مَعشَرٌ أَشباهُ جِنِّ
    غَداةَ تَعاوَرَتهُ ثَمَّ بيضٌ
    دُفِعنَ إِلَيهِ في الرَهَجِ المُكِنِّ
    وَلَو أَنّي أَطَعتُكَ في أُمورٍ
    قَرَعتُ نَدامَةً مِن ذاكَ سِنّي
    وفي هذه القصيدة النونية للنابغة جاء فيها وفي عدة مواضع حرف النون رويا وهو من ضمير المتكلم (ني)
    وبعد تقديم هذه الأدلة أتمنى من الأستاذ كمال أن يبين لي الأساس الذي اعتمده في عدم جواز أن يكون حرف النون في الضمير (نا) أو (ني) رويا ومن من العروضيين (تجرأ) وخطَّأ شاعرين من شعراء المعلقات وهما عنترة بن شداد والنابغة الذبياني... ومن هم إذن الشعراء الذين يحتج بأشعارهم إن لم يكن عنترة والنابغة أولهما؟
    وأنا ليس من عادتي أن أخطّئ أحدا أحاوره وأناقشه لأنني اعتبر ما يدلي به وجهة نظر ورأي له بعد اجتهاد ولهذا كان في ردي على الشاعر غازي المهر أن أي رأي آخر يخالف رأيي هو (وجهة نظر) لمجتهد أحترمه وأقدره بغض النظر عمن يكون, لأنني أصلا لست عروضيا بل مازلت تلميذا في مدرسة الفراهيدي أتعلم منها وأحاول أن أفهم أسرارها وأبين وجهة نظري في بعض ما أراه مهمّا.

    تحياتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 27-04-2023 الساعة 03:17 PM

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 111
    المواضيع : 23
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    لا فض فوك استاذنا عادل العاني،....

    وان كان لي من تعليق هنا، فهو أن القافية عند العرب تذوّق صوتي أكثر منها علم. فالقافية العربية هي جرس موسيقي قائم بنفسه يميزه صوت حرف الروي المكرّر وما تعلق به من طبيعة الحركة الملازمة له [أو لِما قبله]، وكذلك طبيعة الحروف التي تسبقه، هل هي صحيحة أم مديّة.

    والعربي بفطرته العربية المطبوع بها، والتي لم يفقدها لحد الآن، ولا أظنّه سيفقدها؛ يعرف أنّ (ناصرُ) ككلمة قافية، يمكن أن يأتي معها (صابرُ) وليس (صَبَروا)، ولا (صَبْرُ)، ولا (صَبُوْرُ). وهو يعرف أن (عَنّا) ككلمة قافية يمكن أن يأتي معها (مِنّا) و( أَتَونا) و (وَطَعنا) كما في قصيدة عنترة التي اتحفتنا بها. دون أن يحتاج أن يعرف العربي أين الروي فيها وأين الردف وأين التأسيس، وهل هي مجرّدة أم مطلَقة أم مقيّدة.

    وأضيف: مع أن المفروض هو أن يكون نقاش موضوع القافية، هو على مستوى الموسيقى أساساً، دون إهمال عامل اللغة الذي يأتي في المرتبة الثانية، لكن الذي جعل النقاش عن القافية ينحرف باتجاه اللغة [مثلاً: (نا) الجماعة التي لا تصلح روياً بزعم البعض]، هو مبحث القافية في نظرية الخليل العروضية، فالخليل غلبت عليه الناحية النحوية عند مناقشة موضوع القافية، وهذا ما جعل ما مبحثها في نظريته صعباً، ثم سار من جاء بعده على هذا المنوال.

    ولا شك أن القافية المردوفة بالمد أجود في السمع، لأن الشعر وضع للغناء والترنم (الكتاب لسيبويه، ج 4، ص 206، والقوافي للأخفش، ص 104)، والردف الذي هو حرف مد غالباً، يساعد في إبراز الترنم أكثر من غيره، لأن الصوت يجري في حروف المد أكثر من غيرها (الكتاب لسيبويه، ج 4، ص 167، 204). والقافية لكونها جرس موسيقي قائم بنفسه، فتأثير المد فيها أوضح من تأثيره في حشو البيت. لكن عدم ورود القافية مردوفة بالمد، مهما كان العذر اللغوي، لا يخرجها عن كونها قافية عربية، حتى لو غابت الشواهد عن ذلك في شعر العرب المعتد بنظمهم، وهي لم تغب كما تفضلت.

    تحياتي وتقديري..