أحدث المشاركات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 35

الموضوع: تعقيبات على كتب العروض

  1. #11
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الأخفش في القوافي :”وأما "مَفْعُولُنْ" في الرجز و"فَعُولُنْ" فلا يكون إلا بحرف لينٍ، لأنك أسقطتَ نونَ "مُسْتَفْعِلُنْ" وَأَسكنتَ اللام، فذهبَ منهُ زنةُ مُتحركٍ). [ص: 114].

    قلتُ: (1) ورود حرف اللين أو المد في القافية يجعلها من القوافي المردوفة_المُرْدَفة_، والردف حرف لين أو مد (و، ي، ا) يسبق الروي مباشرة.
    وعللوا ورود الردف في القوافي بسببين:
    أولهما: أن يأتي لتعويض النقص، كما قال الأخفش: (لأنك أسقطتَ نونَ «مُسْتَفْعِلُنْ» وَأَسكنتَ اللام، فذهبَ منهُ زنةُ مُتحركٍ).
    وثانيهما: ورود القافية مترادفة، فيجتمع في آخرها ساكنان.
    وشرح هذا مبسوط في كتب العروض، ليس هذا مقامه.

    (2) يجتمع (فعولن) في ضرب الرجز مع (مفعولن) في القصيدة الواحدة، لأن فعولن هي بديلة (مفعولن) بعد خبنها.
    (3) أمَّا قول الإمام الأخفش وهو تلميذ الخليل: ( وأما «مَفْعُولُنْ» في الرجز و«فَعُولُنْ» فلا يكون إلا بحرف لينٍ). [ص: 114].
    فهذا ليس بصحيح، وليس بملزم. بل تأتي قافية ضرب الرجز المقطوع (مستفعلْ = مفعولن) تارة مردوفة، وأخرى مجردة من الردف.
    فمن شواهد الردف في (مفعولن)، قول ابن عبدربه الأندلسي:
    القَلبُ مِنها مستريحٌ سَالمٌ = والقلبُ مِنِّي جَاهِدٌ مَجْهُوْدُ
    ومن شواهد التجريد من الردف، قول الحريري في المقامة التبريزية:
    أنا السَّروجيّ وهَـذي عِـرْسـي (................ مفعولن)
    وليسَ كُفْؤُ البدْرِ غيرَ الشّـمـسِ (................ مفعولن)
    وما تَنافى أُنـسُـهـا وأُنـسـي (........... فعولن)
    ولا تَناءى ديرُها عـنْ قَـسّـي (................ مفعولن)
    ولا عدَتْ سُقْيايَ أرْضَ غَرْسـي (........... فعولن)
    لكِنّـنـا مـنـذُ لَـيالٍ خـمْـسِ (................ مفعولن)
    نُصبحُ في ثوبِ الطّوى ونُمْسـي (............ فعولن)
    وهكذا يمضي هذا التناوب بين (مفعولن) و (فعولن)، في بقية الأرجوزة:
    لا نعرِفُ المَضْغَ ولا التّحَـسّـي
    حتى كأنّا لخُـفـوتِ الـنّـفْـسِ
    أشْباحُ مَوْتى نُشِروا منْ رَمْـسِ
    فحينَ عزّ الصّبـرُ والـتـأسّـي
    وشَفّنا الضُـرُّ الألـيمُ الـمَـسّ
    قُمْنا لسَعْدِ الجَدّ أو لـلـنّـحْـسِ
    هذا المَقامَ لاجـتِـلابِ فَـلْـسِ
    والفَقْرُ يُلْحي الحُرَّ حـينَ يُرْسـي
    إلى التّحَلّي في لِباسِ الـلَّـبْـسِ
    فهـذِهِ حـالـي وهَـذا دَرْسـي
    فانظُرْ إلى يوْمي وسَلْ عن أمسي
    وأمُرْ بجَبري إنْ تَشا أو حبْـسـي
    ففي يدَيْكَ صحّتـي ونُـكْـسـي

    ووزن الأرجوزة: مستفعلن مستفعلن مفعولن، وهي غير مردوفة.
    في روحك الطائيُّ يهمس والها = واهٍ وريثي في ندى الكلماتِ (أهداه لي : عبدالله العبدلي)

  2. #12
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    أورد سعيد عقل في (الدليل في العروض) في معرض حديثه عن التضمين في القوافي، قولَ امرئ القيس:
    (وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً
    وَمِن خالِهِ (مِن) يَزيدَ وَمِن حُجَر

    سَماحَةَ ذا وَبِرَّ ذا وَوَفاءِ ذا
    وَنائِلَ ذا إِذا صَحا وَإِذا سَكِر). [ص: 28 ]

    قلت: سقط من عجُز البيت الأول حرف العطف: أَوْ. وهو خطأ طباعي، وتصويبه:

    وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً
    وَمِن خالِهِ( أَو ) مِنْ يَزيدَ وَمِن حُجَر

  3. #13
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال ابن رشيق القيرواني في العمدة: (ذكر الزجاج أن ابن دريد أخبره عن أبي حاتم عن الأخفش قال: سألت الخليل بعد أن عمل كتاب العروض: لم سميت الطويل طويلاً؟ قال: لأنه طال بتمام أجزائه، قلت: فالبسيط؟ قال: لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فعلن وآخره فعلن، قلت: فالمديد؟ قال: لتمدد سباعيه حول خماسيه، قلت: فالوافر؟ قال: لوفور أجزائه وتداً بوتدٍ، قلت: فالكامل؟ قال: لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر، قلت: فالهزج؟ قال: لأنه يضطرب؛ شبه بهزج الصوت، قلت: فالرجز؟ قال: لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام، قلت: فالرمل؟ قال: لأنه شبه برمل الحصير لضم بعضه إلى بعض، قلت: فالسريع؟ قال: لأنه يسرع على اللسان، قلت: فالمنسرح؟ قال: لانسراحه وسهولته، قلت: فالخفيف؟ قال: لأنه أخف السباعيات، قلت: فالمقتضب؟ قال: لأنه اقتضب من السريع، قلت: فالمضارع؟ قال: لأنه ضارع المقتضب، قلت: فالمجتث؟ قال: لأنه اجتث، أي: قطع من طويل دائرته، قلت: فالمتقارب؟ قال: لتقارب أجزائه؛ لأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضاً.). [مج 1 / ١٣٦].
    قلتُ: وهذا يدل على أن الخليل هو من سمَّى هذه البحور بتسمياتها؛ نسبة للعلاقات بين أسبابها وأوتادها. ولم يرد ذكرٌ لبحر المتدارك، في تلك الرواية المشهورة، فلعل هذه الرواية إن صدقت دليل على أن المتدارك مما استدركه الأخفش على أستاذه الخليل، لا لأن الخليل لا يعلمه، ولكن_ ربَّما_ أهمله لندرة الشواهد عنده. والله أعلم.
    وأول من قسَّم البحور الشعرية على مركب ومفرد، هو الجوهري. قال ابن رشيق في العمدة: (وجعل الجوهري هذه الأجناس اثني عشر باباً، على أن فيها المتدارك: سبعة منها مفردات، وخمسة مركبات، قال: فأولها المتقارب، ثم الهزج، والطويل بينهما مركب منهما، ثم بعد الهزج الرمل، والمضارع بينهما، ثم بعد الرمل الرجز، والخفيف بينهما، ثم بعد الرجز المتدارك، والبسيط بينهما، ثم بعد المتدارك المديد، مركب منه ومن الرمل، قال: ثم الوافر والكامل، لم يتركب بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة). [مج 1 / 136 - 137].

  4. #14
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال فانديك في محيط الدائرة: (وبيت التلم قول الحماسي:
    إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني.= صَديقي وَسُلَّتْ مِن بدَيَّ الأَنامِلُ). [ص: 31].
    وَرَدَ في كلام فانديك الأمريكاني، تصحيفات عِدَّة، فقوله: (التلم) تصويبه: الثلم (الخرم)، وهو سقوط أول الوتد المجموع من أول تفعيلة الحشو، وهو هنا الفاء من فعولن، فتصير: عولن، ثم تنقل إلى: فعْلُنْ؛ تحسينا للفظ.
    والثلم علة تجري مجرى الزحاف.
    وقوله: (بدَيَّ) تصويبه يَدَيّ. والشاهد بيتٌ للسموأل، يروى هكذا:
    إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني= صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ.
    وقوله الحماسي، نسبة لديوان الحماسة، ويقال لكل شاعر ورد له نص في ديوان الحماسة حماسِيٌّ.
    وأمَّا نقل (عولن) إلى فعلن، فلَهُ تبريرٌ مفادُه أن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي_رحمه الله_ صاحب العروض اعتمد حروف ميزان الصرف (ف، ع، ل) المجموعة في : فَعَل، ويقال لها في الصرف والعروض: حروف الوزن.
    ثم يزاد عليها لبناء أجزاء البيت من حروف التفعيل، حسب وزن البيت وموسيقا النغم فيه.
    وحروف التفعيل _التقطيع_، هي: ( م، ت، س، ي، و، ن ، ا). وتُجمع حروف الوزن والتقطيع في قولهم: (لَمَعَتْ سُيُوفُنا).
    فإذا سقط حرف من حروف الوزن في تفعيلة(جزء)؛ بسبب دخول زحاف أو عِلَّة، نقلت إلى صورة مألوفة، بها ذلك الحرف الوزني، الذي سقط، مثل: (فعولن) إذا ثُلمت صارت (عولن) فتنقل إلى (فعْلن)، و(مفاعيلن) إذا حذفت كانت (مفاعي) فتنقل إلى فعولن، و(مستفعلن) إذا طويت تصبح (مستعلن) فتنقل إلى (مفتعلن)......إلخ.
    أمَّا إذا زُحفت التفعيلة وبقي لفظها مقبولا محافظا على حروف الوزن فتبقى كما هي، مثل قبض مفاعيلن الطويل: مفاعلن، فهي بعد القبض تحوي: الفاء والعين واللام، ولفظه مألوف ومحبَّبٌ.
    بخلاف صورة القطع في "فاعلنْ" وبه تصير: فاعلْ، فتنقل إلى (فعْلنْ) فالمبرر هنا الألفة لا غير؛ لأن (فاعلْ) بها : الفاء، والعين، واللام.

  5. #15
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال سعيد عقل في "الدليل في العروض" مستشهدا على ورودِ العروض مشعَّثة دون تصريع، بقول عمر بن ابي ربيعة المخزومي:
    (دُمْيَّةٌ عِنْدَ راهِبٍ قسِّيْسٍ = صوَّروها في جَانبِ المِحرابِ). [ص: 91].
    قلتُ:
    (1) روى الجاحظ في (المحاسن والأضداد) البيت وصدره:
    (دمية عند راهب قسّيسٍ = صوروها في مذبح المحراب). [ص: 239]
    ومطلع القصيدة: (من رسولي إلى الثريا فإنِّي)، ومنها:
    من رسولي إلى الثريا، فإني = ضقت ذرعاً بهجرها، والكتاب
    سلبتني مجاجة المسك عقلي = فسلوها بما يحل اغتصابي
    أبرزوها مثل المهاة، تهادى = بين خمس كواعبٍ أتراب
    ذكرتني ببهجة الشمس لما = طلعت في دجنةٍ وسحاب
    دُمْيَةُ عند راهبٍ قسِّيْسٍ ... صوروها في مذبح المحراب
    فعروض البيت المشار عليه : فالاتن = مفعولن. وعروض سائر أبيات القصيدة: فاعلاتن. وبهذا يكون في القصيدة إقعاد.
    تنبيه: ورد البيت في المحاسن والأضداد _نسخة المكتبة الشاملة_ هكذا:
    دُمْيَةُ عند راهبٍ (و)قسيسٍ ... صوروها في مذبح المحراب
    والواو بين راهب وقسيس تصحيف من النّسَّاخ.
    (2) وروى عبدالقادر البغدادي في شرح أبيات مغني اللبيب، البيتَ هكذا:
    (دمية عند راهبٍ ذي اجتهاد = صوروها في جانب المحراب). [مج 1 / 39].
    وبهذه الرواية لا يكون في القصيدة إقعاد. لأن أعاريض القصيدة جاءت على: فاعلاتن. والله أعلم وأحكم.

  6. #16
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الدكتور الأستاذ عبدالحميد السيد عبدالحميد في كتابه "الطريق المُعبَّد إلى علمي الخليل بن أحمد"، ناقلا عن الجاحظ في البيان والتبيين، ما قوله: ( وقد ذكرت العرب في أشعارها السناء والأقواء والأكفاء، ولم أسمع بالإيطاء) . [ص: 19]
    قلتُ: قوله (السناء) تصحيف من صاحب كتاب الطريق المعبد، وتصويبه: السِّناد. وقوله: (الأقواء) و(الأكفاء)بفتح الهمزة خطأ، والصواب بكسرها: الإقواء.،والإكفاء
    والسِّنَادُ: مجموعةُ من العيوبٍ تتعلًّقُ بحروف وحركات القافية، ويرى ابن جني أن كل عيب في القافية، وبخاصة ما يكون قبل الروي يجوز تسميته بالسناد.
    ويُعرف السِّنادُ بأنه اختلافُ ما يُرَاعَى قَبْلَ الرَّوِيِّ مَنَ الحَركاتِ والحروف.
    والسناد خمسة أنواع، هي: سناد التأسيس، سناد الردف، سناد التوجيه، سناد الإشباع، وسناد الحذو.
    والإقواء: هو اختلاف المجرى بالضمِّ والكسر. كقول النابغة الذبياني:
    أمِنْ آل مَيَّة رَائِحٌ أومُغْتَدِيْ = عجْلَانَ ذَا زَادٍ وغَيْر مزوّدِ
    زَعَمَ البَوَارِحُ أنَّ رِحْلَتَنَا غَدَاً = وبِذَاكَ خَبَّرَنَا الغُرَابُ الأسودُ
    فحركة الروي (المجرى) في البيت الأول الكسرة، وفي البيت الثاني الضمة.
    قيلَ إنَّ أكثر ما يقع الإقواء في شعر الأوائل بين الضمة والكسرة، لقرب الضمة من الكسرة، ويقال الكسرة أخت الضمة.
    والإكفاء: هو اختلاف الروي بحروف ذات مخرج واحد أو متقاربة المخارج، كاللام مع النون، أو السين مع الصاد ونحو ذلك. والإكفاء عكس الإجازة.

  7. #17
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الدكتور الأستاذ عبدالحميد السيد عبدالحميد في كتابه "الطريق المُعبَّد إلى علمي الخليل بن أحمد": (الفاصلة الكبرى لا تكون إلا في جزء مزاحف، وهو مستفعلن المخبول، بحذف سيئه، وفائه، فينقل إلى فعلتن). [ص: 41].

    قلت:
    قوله (سيئه) تصحيف، تصويبه: سينه.
    و(مستفعلن) تتكون من سببين خفيفين ووتد مجموع، والمخبول هو الجزء(التفعيلة) الذي دخل عليه الخبل.

    والخبل اجتمع الخَبن والطي، فإذا خُبنت مستفعلن، سقط سينها: متَفْعِلن.
    ثم إذا طويت بَعْدُ، سقط فاؤها:
    فعُلَتُنْ.
    وقد سمَّى الخليل الفاصلة الصغرى: فاصِلة بالصاد المهملة، كما سمى الفاصلة الكبرى بالفاضِلة بالضاد المعجمة.
    قال الأزهري في تهذيب اللغة: (وَقَالَ الْخَلِيل: الفاصلة فِي العَرُوض: أَن يَجمع ثَلَاثَة أحرف متحرّكة وَالرَّابِع سَاكن مثل فَعِلَنْ. قَالَ: فَإِذا اجْتمعت أربَعةُ أحرف متحرّكة فَهِيَ الفاضلة بالضاد مُعْجمَة مثل: فعُلَتُنْ). [مج 12 / ١٣٦].
    يرى ابن عبدربه في العقد الفريد أن المفاعيل أربعة فقط، هي: السبب الثقيل والسبب الخفيف، والوتد المجموع، والوتد المفروق.
    ويهمل ابن عبدربه الفاصلة الصغرى والفاصلة الكبرى؛ لأنه يرى أن الفاصلة الصغرى هي سبب ثقيل بعده سبب خفيف. وأنَّ الفاصلة الكبرى هي سبب ثقيل بعدها وتد مجموع. فما هناك حاجة لإضافة مصطلحات جديدة. وعلى رأيه الدماميني، وصاحب الخزرجية، و
    من المعاصرين عبدالحميد السيد صاحب الطريق المُعَبَّد.
    وعلى النقيض من ذلك يرى الخليل بن أحمدَ_ صاحب العروض_ ومن تبعه إثبات الفاصلة بنوعيها الصغرى والكبرى، وقالوا: الفاصلة الكبرى لا تأتي إلا من جزء مُزاحف، وهو "مستفعلن" بعد خَبْلهِ، فيصبح (متعلن) بعد سقوط سينه بالخبن ،وفائه بالطي، فالخبل هو اجتماع الخبن والطي في الجزء. وكلام الرافضين لمصطلح الفاصلة إنما يجري على الأجزاء الصحيحة.
    وكلام الخليل مقدّم عندي ، فهو ابو هذا الفن، وثقة هذا الباب دون منازع.


  8. #18
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الأستاذ الدكتور/ عبدالحميد السيد عبدالحميد في (الطريق المعبد): (الخذل اجتماع الإضمار والطي). [ص: 56].

    قلتُ:
    قول الكاتب: (الخذل) بالذال تصحيف، تصويبه الخزل بالزاء لا بالذال. وقد كرر هذا الإيراد في كذا موضع من الكتاب، ومنه إيراده هذا الشاهد من منظومة الدمنهوري:
    فطَيٌّ وخَبْنٌ أصْلُه ثم أوَّلٌ = والاضْمارُ خَذلٌ ثمَّ ثانٍ تَحصَّلا
    أورد (خذل)، والذي في المنظومة (خزل) كما بيَّنت لك آنفا. ولم أقف على أنها لغة أخرى فيه، كما يقال للكشف: كسف، وللفاصلة الكبرى فاضِلة.

  9. #19
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الدكتور عبدالحميد السيد عبدالحميد في (الطريق المُعبَّد): (الحذف: إسكان السبب الخفيف من آخر التفعيلة). [ص: 62].

    قلتُ:
    قوله: (الحذف: إسكان السبب الخفيف من آخر التفعيلة) خطأ، والصواب أن الحذف من علل النقص، وهو إسقاط_حذف_ السببِ الخفيفِ من آخر التفعيلة، مثلُ حذفِ (لُنْ) من (فَعولُنْ) فتصير (فَعُوْ).
    ولا يستقيم قوله (إسكان السبب الخفيف)؛ لأن السبب الخفيف آخره ساكن أصالةً.
    وقيل سمي السبب الخفيف بهذا؛ لخفته إذ ينتهي بساكن، خلافا لشقيقه السبب الثقيل الذي ينتهي بمتحرك. وقد سمى ابن منظور_في لسان العرب_ السببين الخفيف والثقيل في الفاصلة الصغرى بالسببين المقرونين.
    جاء في اللسان: (والفاصلة الصغرى من أجزاء البيت: وهي السببان المقرونان، وهو ثلاث متحركات بعدها ساكن، مثل "متفا" من متفاعل، و"علتُنْ" من مفاعلتُن).
    .

  10. #20
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    قال الدكتور الأستاذ عبدالحميد السيد عبدالحميد في كتابه "الطريق المُعبَّد إلى علمي الخليل بن أحمد": (الطويل هو أول البحور، وأتمَّها استعمالا، إذ لا يدخله شطْرٌ، ولا جَزءٌ، ولا نَهْكٌ. وهو أكبرُ البحور وروداً في شعر القدماء ) . [ص: 88]
    قلتُ:
    (1)قوله (الطويل هو أول البحور).
    هذا يصح على ترتيب أبي علم العروض والقافية، الخليل بن أحمد، الذي جعل دَائِرَةَ المُخْتَلِفِ أولى الدَّوائر العروضَيَّة، وجعل الطويل مقدماً فيها على المديد والبسيط، لأن الأخيرين يبدأن بسبب، والطويل يبدأ بوتد مجموع. والوتد أوثق وأثبت من السبب الذي يغشاه الزحاف غالبا. ومن العروضيين من يسمي الزحاف بالخبن، ويعني به خاصة حذف أحد حرفي السبب.
    ومن العروضيين من يعتمد ترتيبا للبحور غير الترتيب الذي جعله الخليل.
    فالترتيب المشهور حسب دوائر الخليل الفراهيدي، هو كما يلي:
    (1)الطويل
    (2) المديد
    (3) البسيط
    (4) الوافر
    (5) الكامل
    (6) الهزج
    (7) الرجز
    (8) الرمل
    (9) السريع
    (10) المنسرح
    (11) الخفيف
    (12) المضارع
    (13) المقتضب
    (14) المجتث
    (15) المتقارب
    (16) المتدارك.

    ترتيب المحلي في شفاء الغليل:
    (1)المتقارب
    (2) المتدارك
    (3) الهزج
    (4) الرجز
    (5) الرمل
    (6) الوافر
    (7) الكامل
    (8) الطويل
    (9) المديد
    (10) البسيط
    (11) المضارع
    (12) المقتضب
    (13) المجتث
    (14) السريع
    (15) المنسرح
    (16) الخفيف

    ترتيب محمود شاكر:
    (1)الطويل
    (2) المديد
    (3) البسيط
    (4) الوافر
    (5) الكامل
    (6) الهزج
    (7) الرجز
    (8) الرمل
    (9) المضارع
    (10) المقتضب
    (11) المجتث
    (12) السريع
    (13) المنسرح
    (14) الخفيف
    (15) المتقارب
    (16) المتدارك.
    وهناك ترتيبات أخرى، وليس هذا مكان تقصيها وحصرها.

    (2)قوله (وأتمَّها استعمالا):
    هذه عبارة لا صحة لها، والواقع أن الطويل لا يستخدم وافيا إلا نادرا، والغالب أن تأتي عروضه مقبوضة. بينما هناك بحور تأتي بيوتها وافية، وعروضها صحيحة وضربها سالما، مثل: الرجز، والكامل.

    (3) قوله: (إذ لا يدخله شطْرٌ، ولا جَزءٌ، ولا نَهْكٌ).
    يُقبل هذا الكلام على ما كان من عمل الشعراء زمن الخليل، وبعده بزمنٍ يسير. لكن لم يعجب هذا الجمود شعراء العصر العباسي وما بعده، فكسروا هذا الجمود، وتفننوا في الأوزان داخل البحر الواحد، ومن هذا ما فعلوه في البحر الطويل، فجاءوا به تامَّا، ومشطورا، ومجزوءاً، ومنصوفا.
    والنَّهْكُ لا يكون في الأبحر التي تتألف من تفعيلتين، وقد شرحتُ هذا الأمر سابقا.
    فشاهدُ مجزوءِ الطويل ما أورده ابن القطاع في البارع في العروض:
    لَعَمْرِي لَقَدْ نَادَى أَخَاهُ = سُوَيدٌ فَلَمْ يَسْمَعْ نِدَاهُ
    فعولن/ مفاعيلن/ فعولن = فعولن/ مفاعيلن/ فعولن
    وشاهد مشطور منصوف الطويل، قول الوأواء الدمشقي:
    سَبيلُ الهَوى وَعْرُ
    وَبَرْدُ الهَوى حَرُّ
    وسِرُّ الهَوى جَهْرُ
    وَشَهْرُ الهَوى دَهْرُ
    وَبَرُّ الهَوى بَحْرُ
    ويومُ الهَوى شَهْرُ
    فهذه الأبيات فيها شاهد على مشطور الطويل، وعلى منصوفه. وتسمية (فعولن مفاعيلن) بمنصوف الطويل تسمية لم اقف على شخصٍ سبقني إليها، حسب معرفتي المتواضعة، والله أعلم.
    والمنصوف مصطلح أجريته على كل بحر ثماني جاءت صورته من تفعيلتين، ومدار نغمه أصالةً على تفعيلتين مختلفتين، مثل الطويل (فعلون مفاعيلن)، والبسيط (مستفعلن فاعلن)، و ... إلخ.

    (4) قوله: (وهو أكبرُ البحور وروداً في شعر القدماء).
    لا بأس من استخدام كلمة (أكبر) بمعنى (أكثر)، فيقال: أعطاه مالاً كثيرا، و يقال: أعطاهُ مالاً كبيراً.


    تنويه:
    - جاء خطأ طباعي في [ص: 90]، إذا قال:
    (فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن = (فعلو) مفاعيلن فعول مفاعلن)
    إذ قال (فعلو) بدلا من (فعولُ)، عند وزنه للبيت الذي أنشده:
    وإنَّك للمولى الذي بكَ أقتدي = وإنَّك للنجم الذي بك أهتدي

    - استخدم المؤلف كلمة (عروضة) بدلا من عروض، أوردها مثلا في [ص: ٩١ -٩٢ -٩٣].
    والعروض ترد بلا تاء، وهي مؤنث مجازي، وجمعها أعاريض. وأهل العروض يقولون في صفات العروض: مقبوضة ، صحيحة، مكفوفة، …… إلخ.
    ويقولون في وصف الضرب: سالم، صحيح، مكفوف، ….إلخ.
    جاء في تاج العروس قول الأخنس بن شهاب التَّغْلبي:
    لُكلِّ أُناسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ= عَرُوْضٌ إليْهَا يَلجَؤون وجانبُ
    والعروض الناحية.

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة