وللبَوْحِ ميزانٌ يَطيبُ به الشعرُ
.................يُلامسُ نبضَ القلبِ لو شفَّهُ الفكرُ
فحرفٌ تَحلّى بالبَديع فزانَهُ
................جُمانُ المَعاني وامتَطى عودَهُ الزهرُ
وَبيتٌ تَمادى فالبَيانُ رَديفُهُ
.......................لينثالَ عذْباً من كنانتِه السِّحرُ
لِيهْمِيَ في الوجدانِ دمْعُ مُزونهِ
....................فيجري شَفيفاً في رَوافِدِهِ النّهْرُ
وَما زالَ يجري والشِّغافُ تَزفٌّهُ
.............إلى القدسِ والآمالُ يَعيا بها السَّطرُ
مَرابعُ ريحان الصِّبا جُنّ ليْلُها
..................فألقى سَواداً فاحتوى مَدّهُ البحرُ
وأعْتَمَ حينَ الشَّمْسُ ذاقتْ غُروبَها
......................وأزْرَتْ بها الأيّامُ وافتُقِدَ البدْرُ
******
وَلكِنّ للشّمْسِ التِفافاً وَكَرَّةً
.................فهذا عَرينُ الأسْدِ يُصْغي لَه الفَجرُ
يُبَدِّدُ صَمْتَ اللّيلِ فالليلُ مُسْهَدٌ
..............................يُؤرِّقه رَيْبٌ وَيسْكنُهُ ذُعْرُ
وَهذا صَدى الإرْعادِ يفعَلُ فِعْلَهُ
...................وَهذي بَنات الليل يُضْحِكُها الفَرُّ
جِنينُ تُغنّي للفِداءِ وتمْتَطي
.................خُيولَ الرَّدى ما هَمَّها لو غَلا المَهْرُ
وَذي غزّة الأحرارِ تعلو شمْوسُها
...................لتُجلِيَ عتْمَ اللَّيلِ كي يرْحَلَ القَهْرُ
فقوموا قِيام الليلِ في الأرض هُجُّداً
...............وَأَعلوا نِداء القُدْسِ كي يخسأ الكفْرُ
فَهذي اللَّيالي العَشْر قد زُفَّ عيدُها
....................وَللعيدِ هالاتٌ يَفيضُ بِها البِشْرُ