أنــاديـك إبـراهـيم و الـقـلب يـرتـجِفْ
و عـيناي تـبكي كـالسحاب ولا تجِفْ
أجـبـني فـغـربان الـجنوب نـعتك لـي
أجـبني و كـذب ذلـك الناعق الصلِفْ
كـفـاك فـعـد إن كـنـت تـمـتحن الـغلى
فـؤادي و رب الـبيت يـا حـبّ قد تلِفْ
حـبيبي فـداك الـروح شلت مفاصلي
و قـلبي غـدا كالطبل و انهدم الكتِفْ
و عــدت إلـى الأشـعار أبـحث بـينها
تـعـقـبتها مـــن يـــاء شــعـرك لـلألِـفْ
أيـا سـيد الأشـعار ما الشعر بعدكم
و مـثلك مـن يَرثي و مثلك من يَصِفْ
و يــا بـاكـي الأطــلال تـبـكيك أطـللٌ
أتـت لـك عـند القبر تسعى تقول قِفْ
تـبـدلـت يـــا يــوم الـخـميس فـجـائعا
و كــل خـمـيسٍ بـعـدك الـيوم يـختلِفْ
أبـا مـنذرٍ فـي الأمـس يضحك خاليا
من الهمّ و الأوجاع و العمر قد أزِفْ
قـريـبٌ إلــى ربــي و لــم يــك غـافلا
مــع الـعشر قـواما يـصوم و يـعتكِفْ
و يـسّـرَ ربــي إذ أتـى الـموت قـبضه
كــذلـك روح الـمـؤمن الـحـقّ تـنـكشِفْ
و مــا الـحـزن أن قـد مُـتّ إلا لأنـني
هـجرتك يـا حـبي و قـلبي لـذا أسِفْ
تـغـلّيتُ عـهـدا مــا تـخـلّيتُ صـاحبي
و حـبي لكم من فوق حبك .. أعترِفْ
فـــإن حُــذفـت تـلـك الـرسـائل بـيـننا
فـإن الـذي فـي القلب باقٍ و ماحُذِفْ
ألـست الذي في عالم الحرف توأمي
تـصـب لـي الـشهد الـنقي و أغـترِفْ
ألست الذي إن ضقت بالعيش والدي
وكـم جـئت عـند الكرب عندك أستلِفْ
ألـست الـذي فـي عالم التيه مرشدي
و كـم قـلت لـي يكفيك تيها أيا خرِفْ
فـــوالله لا أنـسـاك يـومـا إلــى الـلـقا
فـيا لـيتني فـي قـبرك الـيوم مـلتحِفْ