عبرة وعبرات من وحي بدر الكبرى

مقالات الافطار بالافكار ............. 17


عبرة وعبرات من وحي بدر الكبرى

لطالما دخلت المساجد في الجمعات التي تسبق او تعقب ذكرى معركة بدر الكبرى في 17 رمضان المبارك
فانصت الى ذات الخطاب السردي المنمق لتلك الحادثة المدهشة وفيها اول نصر لجمع المؤمنين وهم قلة اعزها الله تعالى
وسرد الواقعة شىء وتحليلها شىء آخر .. مما حفز عندي الاعتبار بهزيمة الله لجنده فضلا" عن نصره وهو الغالب على أمره
ولطالما التفت الى المشاهد التي شاء الله تعالى ان يخسر فيها المسلمون مواجهاتهم مع مخالفيهم وفيها كم هائل من الدروس المستنبطة والعبر التي تعيننا على تجديد الوعي النهضوي لديننا الممنهج القويم بنور اليقين الرباني
فكتبت أذ ذاك مباحث عن معارك عدة كأحد وحنين وايضا" حروب الردة

على أنني اليوم اود اخباركم عن عبرة غيرت مجرى حياتي أنا شخصيا" حدثت في مواجهتنا في بدر
ذلك ان فتى من ثلة الصحابة وعمره ( 19 ) سنة وأسمه ( الحباب بن المنذر ) وقف امام الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام في ساعة العسرة من قبل ان تبدأ المعركة بقليل..... وقال
يارسول الله أهذا موضع اوقفنا الله تعالى فيه واخبرك الوحي عنه أم انها الحرب والمكيدة
فقال الرسول بابي هو وامي
بل هي الحرب
فرد الحباب : اذن نحن في موضع غير مناسب يحتم علينا الاستدارة لكي نبقي الآبار خلفنا نحجزها عن العدو بعد ان نرتوي
هذه العقلية التصحيحية وهي تبغي مطابقة الواقع المعاش مع النص المقدس ريثما تتاح لنا تقرير .... المنفعة

هي خلاصة هذا الدين العظيم

وهي تذكرني بخسارة اولئك القوم الذين مر عليهم الرسول علية الصلاة والسلام وهم يلقحون نخيلهم فقال ما تصنعون وقد اشفق عليهم فهم يتعبون
قالوا نؤبر النخيل
فقال ... هلا تركتموها
فتركوها... وحين جاء وقت الحصاد سألهم عن انتاجياتهم فقالوا انها قد انخفضت
فقال قولته المشهورة وكأنه يؤنبنا جميعا" لكي نصل الى العقلية الحبابية التي بها ساهمت في انتصارنا في بدر بعد ان شاء الله تعالى ذلك
قال لهم ............(( أنتم أعلم بأمور دنياكم ))
بمعنى انه اراد تحفيز الخاسرين على التفتيش عن خيرية النص الديني وهم يسقطونه على واقعهم

وتلك لعمري غاية الدين واساس بلاغه

فهلا أعتبرنا ............. ياأولى الابصار

اما عبراتي في بدر فقد ذرفتها دموعا" قبل سنوات حين كنت اشاهد القس شورش وهو يناظر استاذنا الدكتور جمال بدوي في اميركا
وقد اطلق جملة جد خطيرة فقال
انتم المسلمون اموالكم كلها حرام.... ألم تبدؤا دعوتكم وواجهتم عدوكم وانتم تبغون ان تسلبوا قافلة ابي سفيان وتنهبوها لتحصل بعدها معركة بدر ؟
ولقد اجاد الدكتور جمال حين اجاب وكفى ووفى

ولكني لااخفيكم انني ذهبت بقول القس هذا بعيدا" واستقصيت كل مقولة حاقدة على منهجي الاسلامي السماوي وخصوصا" على شخص الرسول الرحيم محمد
فجمعت من اقوال اولئك الكثير ونذرت ساعات سعادتي رخيصة" للذب عن حياض هذا الدين وهو يؤطر كل دقائق حياتي
لعل الله يجعلني احد جنوده المجهولين ( وما يعلم جنود ربك الا هو)
قال الله تعالى
( ياءيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ) الصف 10

فيأحباب الرسول هل تشاركونني
بان تستقصوا العبر والعبرات من ثراثنا المحمدي اللاعنفي

مقالات الافطار بالافكار ............. 17


عبرة وعبرات من وحي بدر الكبرى

لطالما دخلت المساجد في الجمعات التي تسبق او تعقب ذكرى معركة بدر الكبرى في 17 رمضان المبارك
فانصت الى ذات الخطاب السردي المنمق لتلك الحادثة المدهشة وفيها اول نصر لجمع المؤمنين وهم قلة اعزها الله تعالى
وسرد الواقعة شىء وتحليلها شىء آخر .. مما حفز عندي الاعتبار بهزيمة الله لجنده فضلا" عن نصره وهو الغالب على أمره
ولطالما التفت الى المشاهد التي شاء الله تعالى ان يخسر فيها المسلمون مواجهاتهم مع مخالفيهم وفيها كم هائل من الدروس المستنبطة والعبر التي تعيننا على تجديد الوعي النهضوي لديننا الممنهج القويم بنور اليقين الرباني
فكتبت أذ ذاك مباحث عن معارك عدة كأحد وحنين وايضا" حروب الردة

على أنني اليوم اود اخباركم عن عبرة غيرت مجرى حياتي أنا شخصيا" حدثت في مواجهتنا في بدر
ذلك ان فتى من ثلة الصحابة وعمره ( 19 ) سنة وأسمه ( الحباب بن المنذر ) وقف امام الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام في ساعة العسرة من قبل ان تبدأ المعركة بقليل..... وقال
يارسول الله أهذا موضع اوقفنا الله تعالى فيه واخبرك الوحي عنه أم انها الحرب والمكيدة
فقال الرسول بابي هو وامي
بل هي الحرب
فرد الحباب : اذن نحن في موضع غير مناسب يحتم علينا الاستدارة لكي نبقي الآبار خلفنا نحجزها عن العدو بعد ان نرتوي
هذه العقلية التصحيحية وهي تبغي مطابقة الواقع المعاش مع النص المقدس ريثما تتاح لنا تقرير .... المنفعة

هي خلاصة هذا الدين العظيم

وهي تذكرني بخسارة اولئك القوم الذين مر عليهم الرسول علية الصلاة والسلام وهم يلقحون نخيلهم فقال ما تصنعون وقد اشفق عليهم فهم يتعبون
قالوا نؤبر النخيل
فقال ... هلا تركتموها
فتركوها... وحين جاء وقت الحصاد سألهم عن انتاجياتهم فقالوا انها قد انخفضت
فقال قولته المشهورة وكأنه يؤنبنا جميعا" لكي نصل الى العقلية الحبابية التي بها ساهمت في انتصارنا في بدر بعد ان شاء الله تعالى ذلك
قال لهم ............(( أنتم أعلم بأمور دنياكم ))
بمعنى انه اراد تحفيز الخاسرين على التفتيش عن خيرية النص الديني وهم يسقطونه على واقعهم

وتلك لعمري غاية الدين واساس بلاغه

فهلا أعتبرنا ............. ياأولى الابصار

اما عبراتي في بدر فقد ذرفتها دموعا" قبل سنوات حين كنت اشاهد القس شورش وهو يناظر استاذنا الدكتور جمال بدوي في اميركا
وقد اطلق جملة جد خطيرة فقال
انتم المسلمون اموالكم كلها حرام.... ألم تبدؤا دعوتكم وواجهتم عدوكم وانتم تبغون ان تسلبوا قافلة ابي سفيان وتنهبوها لتحصل بعدها معركة بدر ؟
ولقد اجاد الدكتور جمال حين اجاب وكفى ووفى

ولكني لااخفيكم انني ذهبت بقول القس هذا بعيدا" واستقصيت كل مقولة حاقدة على منهجي الاسلامي السماوي وخصوصا" على شخص الرسول الرحيم محمد
فجمعت من اقوال اولئك الكثير ونذرت ساعات سعادتي رخيصة" للذب عن حياض هذا الدين وهو يؤطر كل دقائق حياتي
لعل الله يجعلني احد جنوده المجهولين ( وما يعلم جنود ربك الا هو)
قال الله تعالى
( ياءيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ) الصف 10

فيأحباب الرسول هل تشاركونني
بان تستقصوا العبر والعبرات من ثراثنا المحمدي اللاعنفي

أخي خليل

أشكر لك جهداً رائعاً ، مقال بحق رائع لأنه تحليل نفسي وتاريخي للموقف وليس تحليلاً كما تعودنا تاريخي


أخي هل لك أن تشرح لي ما عنيت به بعبارة "بان تستقصوا العبر والعبرات من ثراثنا المحمدي اللاعنفي"

بكل افتخار ايها الاخ المكرم

ساشرح

ماعنيت

بغرض ان ترعاني عين رعايتك الناصحة ايها
الطيب
وانت من اخوان الرحيم محمد
فلاعجب
............................

قبل بدر الكبرى
كان الصحابة الكرام يتوسلون ان يأذن لهم الرحيم محمد

بان يقاتلوا من ظلمهم

وشردهم

اتدرى ماكان جوابه

نعم هو ذلك
الجواب
كان الاية

(( ولتصبرن على ماآذيتمونا.....))

نعم الصبر هو علاج آلامنا ايها الحبيب

ومحمد الرحيم لم يستل سيفه يقارع به الباطل
الا لاجل تلك الغاية المبجلة

انه رسول يقاتل اكرر يقاتل لاجل السلام
لا لغاية ثأرية
او غاية ارضيه تبعده عن روح رسالته..........السماوية
بكل مافيها من رقي انساني

كان الرسول بابي هو وامي لايرفع سيفا"

الا ليجعل الانسان على الارض يهنأ
ويتخلص من القساة ومن الطغاة

وايضا" لايضر احدا" من الناس في تلك الجراحة الدقيقة المعقدة
وكأنه يستأصل الكفرة والذين يؤمنون بالعنف من الارض استأصالا"

لتبقى ارض الله لخلق الله الطاهرين الطيبين اللاعنفيين

محمد المصطفى صاحب رسالة تبني الانسان بالسلم والعلم

وما يقتل هذين الموردين في فكرنا

هو عنف القساة الظالمين امثال الذي جعل بلادي العزيزة على قلوب المألومين امثالنا
جعلها
ابو غريب كبير

وهو يضحك علينا مصدقا" نفسه انه مصلح الشرق الاوسط الكبير

نحن بأمس الحاجة الى روح رسالة الرحيم محمد اللاعنفي

وهي خلاصنا

من كل من يظلمنا

وبودي ياحبيب ان تراسلني على بريدي لان يتعذر لي ان اعرف عنوانك

فانت خير مؤازر وهبني اياه ربي من فوق سبع سماوات

اللهم اجمعنا مع الاحبة محمد واخوانه وصحبه

اللهم آمين

بارك الله فيك




بدر اسم رائع ومسمى أروع ، فهو القمر ويوم الفرقان

فبين ضوء القمر وسناه ..وطيف يتملكك حين تراه

وبين ساعة أنجز الله تبارك وتعالى فيها وعده ومن على العباد

ثم أثرها باق للأن فقد وصل لنا الدين عبر تلك الدموع الندية والدماء الزكية ، ليتنا نصدق في حمله ولا نكون شر خلف ..

بدر فرج كبير جاء بعد صبر طويل وكفاح مرير لوجه الله تعالى

الحقيقة أن الوقفة مع ذلك الحدث تعطينا زادا عقديا نتعلم منه دروسا عدة نحتاجها ..

ثم زادا علميا وأدبيا ، وأمورا كثيرة تتفتح لمن تعمق فيما حف بالحدث وما مهد له ، وفي تعقيبات الكتاب العزيز ووقائع اليوم وما تلاه

ثم ها هي معين رائع لأدب جميل سام راق ، ويفتح على من يشاء سبحانه

بارك الله فيك أخي وجعلنا وإياك من الذين قيل فيهم ( ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ثم ( ويتخذ منكم شهداء ...)



وهاك نصا جميلا رزقنا به الله تعالى عن طريق أحد الفضلاء تعقيبا على رواية

أنتم أعلم

للفائدة ولإثراء الموضوع

السلام عليكم و رحمة الله

أرجو أن تشرح لنا يا شيخ الحديث النبوي " أنتم أعلم بأمور دنياكم" مع اعطاء أمثلة علي
التطبيق الصحيح و التطبيق الخطأ لهذا الحديث و لتبسط لنا الشرح جزاك الله خيرا


الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ في هذا الشأن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : (الحديث النبوي هو عند الإطلاق ينصرف إلى ما حدث به عنه بعد النبوة : من قوله وفعله وإقراره ; فإن سنته ثبتت من هذه الوجوه الثلاثة . فما قاله إن كان خبرا وجب تصديقه به ، وإن كان تشريعا إيجابا أو تحريما أو إباحة وجب اتباعه فيه . فإن الآيات الدالة على نبوة الأنبياء ، دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل ، فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة . وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه ) .



ثم قال : ( ولهذا كان كل ما يقوله فهو حق ، وقد روي أن { عبد الله بن عمرو كان يكتب ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الغضب فلا تكتب كلما تسمع ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق - يعني شفتيه الكريمتين - } .



ثم قال : ( المقصود : أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أطلق دخل فيه ذكر ما قاله بعد النبوة ، وذكر ما فعله ; فإن أفعاله التي أقر عليها حجة لا سيما إذا أمرنا أن نتبعها كقولــــــــه : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، وقوله : ( لتأخذوا عني مناسككم } ، وكذلك ما أحله الله له فهو حلال للأمة ما لم يقم دليل التخصيص ; ولهذا قال : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا } ولما أحل له الموهوبة قال : { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن الفعل يذكر للسائل أنه يفعله ليبين للسائل أنه مباح ، وكان إذا قيل له : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : { إني أخشاكم لله وأعلمكم بحدوده } ) . ثم قال : ( والمقصود : أن جميع أقواله يستفاد منها شرع





وهو { صلى الله عليه وسلم لما رآهم يلقحون النخل قال لهم : ما أرى هذا - يغني شيئا - ثم قال لهم : إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله فلن أكذب على الله } وقال : { أنتم أعلم بأمور دنياكم فما كان من أمر دينكم فإلي } وهو لم ينههم عن التلقيح لكن هم غلطوا في ظنهم أنه نهاهم كما غلط من غلط في ظنه أن ( الخيط الأبيض) و ( الخيط الأسود) هو الحبل الأبيض والأسود . ) مجموع الفتـــــاوى (18/6-12)












والحاصل : أن الأصل أن كل ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم فهو وحي وشرع من الله تعالى ، لأن الله تعالى قال ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) . فإذا لم يكن ما يقوله من التشريع ، فإنه صلى الله عليه وسلم ، يبيّّن ذلك ، كما في حديث تأبيــــر ( تلقيح) النخل ، فقد بين عندما قال ( ما أرى هذا يغني شيئا ) ، ولكنهم لما أخطأ الصحابة في فهمــه ، أوضح لهم صلى الله عليه وسلم أن معنى ما قال ، أنه يخبر عن ظنه فحسب. وبهذا يتبيّن أنه لاحجة البتة ، في هذا الحديث ، لمن يدعي أن السنة تنقسم إلى قسمين ، تشريعيّة وغير تشريعيّه ، ثم يجعل السنة غير التشريعية مما لايجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، لانه مما يدخل في قوله ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) . وهم الذين يطلقون على أنفسهم اليسار الإسلامي ، أو تيار التجديد ، والتجديد منهم براء ، وهو تيار التخريب واتباع المتشابهات . ثم إنهم ـ بنوا على بدعتهم هذه ـ أنهم أخذوا يتقولون على الله بغير علم ، ويفترون على الله الكذب ، في نسبة كثير مما أوحى الله تعالى إلى نبيه ، وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته في باب المعاملات ، والأقضية والأحكام ، والإمامة ، والجهاد ، وعلاقة الأمة بغيرها من الأمم ونحو ذلك ، أن ذلك كله فعله النبي صلى الله عيه وسلم من باب السنة غير التشريعية ، فلا يجب علينا اتباعه فيما قال ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا . وتعلقوا بحديث تأبير النخل المذكور ، كما تعلق الذين من قبلهم ممن في قلوبهم زيغ بالمتشابه كما قال تعالى ( فأما الذين في قلوبهم زيع فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة .. الآية ) . وتعاموا ـ أو أعمت الضلالة أبصارهم ـ عن أن ما يطلق عليه العلماء باب المعاملات في الفقه ، من الجهاد إلى الإقرار و الشهادات ، إنما امتثل فيه النبي صلى الله عليه وسلم محكم التنزيل القرآني . فعامة ما قاله أو فعله صلى الله عليه وسلم ، في أبواب المعاملات : في تقسيم الناس إلى مؤمنين مقرّين بوجوب اتباع جاء به صلى الله عليه وسلم ، وكافرين معرضين عن ذلك ، وتنظيم التعامل مع الأمم على هذا الأساس فحسب . وترتيب أحكام الجهاد على هذا الأساس . وفي تحريم ما حرمه الله تعالى من الربا وغيره من التعاملات المالية المحرمة ، أو التي أمر الله بها . وفي الأمر بنصب الإمامة الحاكمة بشريعة الله تعالى في كل شؤون الحياة ، وأن ترك الحكم بالشريعة ردة عن الدين . وفي تنظيم أحكام الأسرة ، وسائر الأحكام المتعلقة بالحياة كلها . كل ذلك كان امتثالا من النبي صلى الله عليه وسلم لمحكم التنزيل ، تأكيدا له ، أوبيانا لمجمله ، أو تقييدا لمطلقه ، أو تخصيصا لعامه . ومالم يرد من ذلك في القرآن ، وقــد ورد في السنة زيادة على مافي القرآن ، فهو وحي يجب على جميع الناس اتباعه أيضا .





وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بحدوث بدعة نهج هؤلاء المتهوكين في الإسلام ، الذين جعلوا شريعة النبي صلى الله عليه وسلم عضين ، كما جعل أهل الجاهلية كتاب الله عضين ، كما قال تعالى (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) ، أي جزءوه فأمنوا ببعضه دون بعض . كما صح في الحديث( يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه . وفي الحديث أيضا : (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد، إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يغصبهم بمثل قراه ) رواه احمد وأبو داود من حديث المقدام بن معديكرب رضي الله عنه .



والحاصل أن حديث ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) إنما يدل على أن مالم يرد فيه أمر وجوب أو ندب ، أو نهي تحريم أو كراهة ، فهو مسكوت عنه ، من قبيل المباح ، هذه دلالته بإجماع العلماء . ومن زعم أن هذا الحديث يدل على أنه يجوز لأحد أن يخرج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما حكم فيه بقول أو فعل أو إقرار ، في المعاملات الإنسانية ، ويحكم بسواها من شريعة غير الرسول أو هواه ، بحجة أنه مما يدخل فيه ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ، فهو ممن يدخلون في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصـــــدون عنك صدودا ). وهو كافر مرتد باتفاق العلماء ، لانه يرد الشريعة الإلهيّة ، ويعلن التمرد عليها ، ولاشبهة له في الحديث المذكور ، لأن النبي صلى الله عليه ، بيّن أن ما قاله في شأن تأبير النخل ، لم يكن بوحي ، ولكن الصحابة أخطأوا في فهمه ، فأوضح لهم خطأهم في فهم تلك القضية بعينها . وبهذا يعلــم أن كل ما يقوله صلى الله عليه وسلم ـ مالم يبيّن هو أنه يخبر عن ظنّه وليس بوحي ـ فهو وحي من الله يجب اتباعه ، بنص الكتاب العزيز والسنة وإجماع المسلمين والله أعلم

هذه المناسبة العظيمة التي لايغفل عنها إلا جاهل
هي في القلوب دائماً ..رمضان شهر الخير والإحسان
يحضرها معه كل عام
هي معنى البطولة والفداء
معنى النصر والوفاء
لله درك يابدر
لله روعة أبطالك
وعظمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هي نصرٌ سيظل محفِّزاَ لنصر جديد
المؤمن مؤمنٌ كلياً لايتجزأ له إيمان
واثق بربِّه ومتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
المؤمن يرى ببصيرته مالايراه الظالمون
المؤمن يقشعر جلده من خشية الله فلا
يهرب من قتال في سبيله
ولا يتوانى عن دفع الظلم عن أهل دينه
ولايتحاشى مقارعة الكاذب الحجة بالحجة
بأن يصدح بالحق الذي أمر به الخالق
نحن لا نتبع تراثاً محمدياً لاعنفياً
((بان تستقصوا العبر والعبرات من ثراثنا المحمدي اللاعنفي"))
الرسالة الإسلامية ليست تراثاً ولاعادات ولاتقاليد
هي من عند الله سبحانه وتعالى إلى خير الناس محمد صلى الله عليه وسلم
عندما نذكر النبي صلى الله عايه وسلم
يجب علينا أن نصلي عليه ومن لا يفعل فهو بخيل
أعود للقول الرسالة الإسلامية ليست تراثاًمحمدياً
وهذه التسمية لاتجوز مطلقاً
كمن يدَّعي بأن المعراج إلى السماء كان حلماً
مابالنا نخلط الحق بالباطل
((((اما عبراتي في بدر فقد ذرفتها دموعا" قبل سنوات حين كنت اشاهد القس شورش وهو يناظر استاذنا الدكتور جمال بدوي في اميركا
وقد اطلق جملة جد خطيرة فقال
انتم المسلمون اموالكم كلها حرام.... ألم تبدؤا دعوتكم وواجهتم عدوكم وانتم تبغون ان تسلبوا قافلة ابي سفيان وتنهبوها لتحصل بعدها معركة بدر ؟
ولقد اجاد الدكتور جمال حين اجاب وكفى ووفى)))

لقد عرضت هنا أستاذ خليل الجانب السلبي للحوار وأتمنى لوتأتي بالجانب الإيجابي برد الدكتورجمال وكيف كفَّى ووفَّى فأنا من الذين لم يشاهدوا المناظرة ومثلي كثر
لكي تعم الفائدة المرجوة من الشاهد
عندما ننطق بالشهادة يجب أن تكون كاملة وقس على ذلك
أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهنا يجب ألا يغيب عنا قول الله عزَّ وجل بأن المسلم لين متواضع لأخيه المسلم أما على الكفار الذين يريدون به الشر والقتل فهو شديد قوي

ياإلهَ الكونِ إنَّا
------أمَّةٌ بالدينِ سُدنا
وافترشنا الأرضَ سيفاً
------للمعالي قد وصلنا

المسلم لايظلم أحداً
لايقتل دون اعتداء
لايفجر
لايكذب
لايزني
لايسرق
لايشرب الخمر

لا
لا
لا
لايقبل الذل والهوان

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخي الذي انصت الى قولي
لك مني الشكر والعرفان
وأنت لي ناصحا" مؤازرا
الاستاذ الدكتور اسلام المازني
أسعدك الله

حقا" ان حديث (( انتم اعلم بامور دنياكم )) حديث مفصلي يفصل اشباه العلماء حين يستمسكون بظاهره دونما اعتبار لمافيه من خير وفير ... ولقد اطلعت على اقوال هؤلاء وعندي و لله الحمد والمنة لكل اعاءاتهم ردود محمدية ناضجة سارسلها اليك ايها المؤازر لاحقا"

وفي مقالتي اعلاه ربطت تقصير الصحابة في فهمهم لمراد الرسول عليه الصلاة والسلام وعزيت قلة انتاج النخيل اليهم لانهم اولى بان يصارحوا الرسول عليه الصلاة والسلام بل واقول يناقشوه كما فعل الحباب رضوان الله تعالى عليهم اجمعين
وهي وربي لعبرة ان نتعلم من مثل هذه المشاهد ونكسب تجديدا" للوعي الذي يسكن جماجمنا بازالة مسلمات ربما أضرتنا
وانا يااستاذي لم اطرح المثالين الا لانبه وانا ارى الكثير من اخواني لايفصل السنة وصاحبها المعصوم مع العرف السائد من الذين يخلطونهما تحت مسمى الاتباع

اما الذين تحدثت عنهم من الذين يقسمون الدين عضين والذين يزعمون أن هذا الحديث يدل على أنه يجوز لأحد أن يخرج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما حكم فيه بقول أو فعل أو إقرار ، في المعاملات الإنسانية ، ويحكم بسواها من شريعة غير الرسول أو هواه ، بحجة أنه مما يدخل فيه ( أنتم أعلم بأمور دنياكم )
فاقول
فعلا" اليوم نحن المسلمون يفترض بنا ان نكون اعلم بامور دنيانا
وكأن الحبيب الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام يحفزنا لخير وصلاح امور دنيانا
انه يشجعنا اجمعين للتكاتف والسعي حول هدف الرسالة الخالد
ان نكون كلنا اعلم بامور دنيانا
ان نجعل المسلمين اكثر الناس خيرية ووسطية واعتدال
ان نجعل المسلمين في ظرفهم العصيب اليوم والشر واهله يحيطوننا من كل صوب ... نجعلهم في مأمن من مزالق التشرذم والتفتت
نحن نقر ان لاسبيل لذلك الا باتباع المنهج المحمدي القويم
وهم يريدون التفلت من بعض مقرراته
ونظرة منصفة للواقع سيرينا يادكتور انهم لم يصلوا بادعاءاتهم الى نتيجة والى الغاية التي تكلمنا عنها
وانا اتحدى اي مثقف مسلم من هؤلاء
يريد فصل مقررات الرسول وساسير معه للنهاية متحديا" اياه ان نصل عنده الى علاجات لمصائبنا
انا اعلم ان من هؤلاء من هو حسن النية خدعته الشعارات والعنتريات الجوفاء ولكني اراه بوضوح وهو محبط لايدري الى اين المسير الى الغد الامثل ... فأشفق عليه
ايها السادة لن ننجو ونحن لا نملك الدرب الذي رسمه لنا قرآننا وشرحه لنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام
هذا الدرب يقول ربنا فيه ...سيروا في الارض
ولاي غاية يارب ياحليم
نسير لنعلم عاقبة من سبقنا وايضا" عاقبة من يرفض الانصياع لامر الله تعالى
والعاقل فينا هو من يربط نصوع النص المقدس مع الواقع المضطرب فيأخذ لعلاته ادوية قرآنية مدهشة وضامنة
واكرر العاقل فينا
..... في احد المرات حاججني احدهم وقال لي
انظر ياخليل الى هؤلاء في الغرب لايملكون قرآن
ولكنهم في أهدأ حال واكثره تطورا"
قلت له صدقت
انت حين قارنت نظرت الى عينة دون سواها في غربكم
ونظرت الينا ايضا" لعينة دون سواها
دعني اريك ثلة مسلمة ناجحة في حياتها
اطباء ومهندسون ومدرسون وقضاة والى غيرهم كثير
هؤلاء لم يكونوا ناجحين بيننا الا بعد ان كانوا قرآنييون مئة بالمئة
ولو ان المجتمع كله اقتدى بهم لتغير الحال
ولكنه مجتمع فيه من يقرأ القرآن بلا تدبر ويقول سمعنا وهو لايسمع
اما في الغرب فانهم
لم يصلوا الى ماوصلوه الا بعد ان تمثلوا (دونما قصد )منهم بقوانين قرآنية اولها المناصحة والاتقان ووفاء العقود وترك التواكل والملامة الى غيرها كثير
فكل فرد فيهم غّير مابنفسه فغير الله مابحياتهم جميعا"
اما نحن فقرأنا هذه القوانين وتلوناها في مساجدنا ولم نصر على اسقاطها على ارصفتنا وكأن لسان حالنا يقول ... سمعنا ...وعصينا
ومع هذا
فأني ارى بوضوح استبدال اسس قامت عليها دول الغرب
فالحرية اليوم عندهم
صارت معسكرة وطاغوتية تنال من اهلي في العراق وافغانستان وسائر بلاد الاسلام
وحق الدفاع عن النفس تلوث
وصار ابلسة الاخر والهجوم عليه من دون وجه حق وسلبه موارده المادية والبشرية وتشويش اسسه الفكرية
وصار الغرب يبني بنيانه بدموعنا ودمائنا ولذلك سيهلك
والبداية لذلك انا
شهدنا حروب استدعائية بغيضة تنتهك فيها قوانا وقيمنا الانسانية

لذا فان الحل ياسيدي الفاضل
ان نعود للقراءة القرآنية الناضجة ونحن نربطها بالواقع
وفي تلك اللحظة ستفسر لنا تلك القراءة معاناتنا
وتعطينا مشكاة لظلام زمننا هذا
لعلنا نغادر الاسس الفكرية الهشة التي يستمسك بها البعض
او لعلها تحفز اصحاب العنتريات واللافتات الى الواقعية المحمدية في حلولها المجدية
قال محدثي انها مهام تحتاج الى رجال يخاطبون انسانية الانسان
هنا وفي الغرب الاكثر متاهة" واكثر خسارا

يادكتور اسلام
ايها الاستاذ الحبيب
هل تعينني
وانا الفقير الى رحمة الله والذليل الى رضاه
ونحن المتشربون لنصح محمد عليه الصلاة والسلام في الاصلاح
هل تعينني
لنكون مسارعين في الخيرات فنأخذ كلام ربنا وهو قولا" ثقيلا" الى اغلب سكان الارض بل كلهم
الى الغافلين
الى المعاندين
الى التائهين
الى الذين يظلمون انفسهم حين يظلموننا
صدقوني ايها الاحبة
ان مااملكه من يقين بقدرة كلمات التامات في قرآنه على حل الكثير من كوارثنا النفسية والتوعوية
لهو يقين يفوق اي تقدير
فهل من أذن واعية تعينني فيما أقول

محبتي ودعواتي لكم من قلبي المتحرق على غدنا
وفيكم كل الامل

اختي في الله زاهية

انا وانت وكثير من الصادقين نغلي في طنجرة واحدة
خوفا" على هذا الدين العظيم

قرأت مشاعرك الناصحة ووجدت اختا" يتفطر قلبها أسى" كوني بخيلا" في محبتي للحبيب الرحيم محمد بابي هو وامي عليه افضل الصلاة واتم التسليم واعلمي يااختي واشهد الله على مااقول
انني عندما اكتب مقالاتي اغالب الوقت لئلا ينطفأ علينا الكهرباء فجهازي من النوع القديم الذي لايحفظ مااكتب حين اطفاء الكهرباء
ووالله يااختي حصل معي ان فقدت بضع مقالات دفعة واحدة او ايام رمضان

وانا اعلم ان هذا عذر غير مقبول ملؤه السذاجة
ولكنك لو تعيشين في العراق ستعلمين مااقول وربما نلت صفحك

اما كلمة ... التراث
فاقول
صاح احد الصحابة بالناس هلموا الى ميراث الرسول فانه الان يوزع في مسجده
فهرول المهرولون
وتقاطروا على المسجد فما وجدوا سوى حلق العلم والذكر والبيان
فهذا تراث الرسول صلى الله عليه وسلم
واما وصفي له باللاعنفي
فانا اتحدى الكون اجمعه ان يثبت لي انه عنفي
بل ايسر من ذلك
اتحداه ان يرينا غير الحبيب محمد ممن تمنى بل وأبى ان يحيق بمخالفيه الاذى وقال شعاره الانور

لعل الله يخرج من اصلابهم من ينصر دينه

او كما قال عليه الصلاة والسلام
ان الرسول الرحيم لم يستخدم سيفا"
الا لحماية المنجز الحضاري الذي بشر به الارض وساكنيها
فاوصل امانة السماء وفتح العيون المغمضات
فهو رحيم بنفسه واهله واصحابه واخوانه بل وحتى باعدائه
الم يقل لمن آذوه وطردوه وهجروه
............اذهبوا وانتم ...................الطلقاء
الله اكبر

اروني ايها الناس قلبا" اطهر وأرأف بنا من محمد شفيعنا ورحمته تنتظرنا قرب الحوض

يااختي المكرمة يارعاك الله
وانا حين اصفه بالرحيم فذلك لاني قرأت وصفه هذا في القرآن المجيد
((................ بالمؤمنين رؤؤف ..... رحيم ))

انفعالك في الرد الهمني مقالة سانشرها في آن لاحق
بعنوان
تعالوا نختلف... لاعنفيا"
في واحة الحوار
فانا لااعرف في حياتي مطلقا"
واحة
للشجار
اللهم اجمعنا بالاحبة ... محمد واخوانه وصحبه
ولنكمل يااختي
الرحلة الى رضوان الله ورضاه
وعذرا" للاطالة

بارك الله فيك

سرني تفاعلك

اسمح لي بالعودة - وقد رأيت سعة صدرك - لأبين سبب التحرز لدى الأخت الكريمة زاهية - ولدينا - من لفظ التراث ولفظ المحمدي


صلى الله على رسولنا وسلم



التراث والموروث ألفاظ يستعملها بني علمان للتقليل من شأن الدين ، ولتببين أنه قديم وأنه مجرد شيء كالأدب والفن وغير ذلك فيقولون الموروث الديني !

والحقيقة أننا نعلم أن الدين خالد وقدمه قدم رسوخ وثبات في الكون ، لأنه يعالج الأمور الثابتة في حياة البشر ، ويدع لهم التطور في الأمور التقنية كما تفضلت


وأهل العلمنة لا يريدون قول ذلك ، بل يريدون أن يصوروا أن كل شيء يتغير ، رغم أننا نعرف أن البشر هم البشر بنزعاتهم ، وسنن الكون هي هي ، والحي القيوم تبارك وتعالى هو الباقي

فلا زال البشر لديهم رغبات وخيانات وجرائم ومكرمات هي هي على مر التاريخ ،
فحاجتهم للدين لتنظيم وإنقاذ أنفسهم بينة ، كما ترى لصوص أمريكا وسفاحي بريطانيا هم هم كهولاكو شارب الدماء ويحتاجون نفس العلاج




ولفظ الميراث في القرءان حين عبر عنه للدين كان تقليلا من شأن من ورث
( ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا )

يعني أن من ورث الكتاب ليس كمن قاتل دونه وامتزجت الرسالة بكيانه ، فمن ورث يظن أنه ضمن الجنة بلا عمل ولا كفاح ولا خوف ولا وجل ولا حب حقيقي عملي ...


وحديث الصحابي الجليل - لو صح - فهو يختلف لأنه يصفه بالميراث كأنه كنز أقيم من كنوز الأرض

فلو عبرنا عنه بتلك الصيغة أنه الميراث العظيم الجليل القيم
فنكون شابهنا الصحابي في المقام والسياق ، لكن سيبقى أننا لم نتحرز من هؤلاء
كما أننا بعدنا عن التسمية الربانية
( هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا )
وهي خير مما سواها بلا مرية كما لا يخفى عليك

وهنا تقودنا الآية للكلمة الثانية :

المحمدي

فهي لم ترد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم

فنسبة الميراث للفظ النبي أو لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم
تختلف عن نسبته لاسمه محمد ( صلى الله عليه وسلم )

لأن هناك فرقتان مارقتنا
هما منكري السنة ( المسمون زورا بالقرءانيين والقرءان منهم براء )والمسشترقين الضالين



فكلاهما يسمي المسلم محمديا

طائفة المستشرقين تفعل ذلك لكي توحي بأن الرسالة افتراء ووضع من النبي محمد صلى الله عليه وسلم

والطائفة الثانية تفعل ذلك لتوحي بأن من تبع السنة لايتبع القرءان
والفرقتان موجودتان على الشبكة وفي الإعلام ( والأولى في مصر تحديدا ) ويحيون في أمريكا مدعمين ، وخاض الأزهر معهم معاركا وبث كتبا تفند مفترياتهما



من هنا لو قلنا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
لاختلف الحال عما لو قلنا التراث المحمدي ( صلى الله عليه وسلم )أو كما يقال

من شعراء العلمنة ( الموروث الديني ) ..لأنهم لا يريدون أن يعلموا أن العلم يشهد للإسلام



فربط كلمة الميراث بالنبوة خير لنا لأنها توحي بأنه ميراث مبلغ من الله تعالى (ولفظ الرسالة أيضا )،وهو غير ربطها باسمه صلى الله عليه وسلم فقط دون تبيين مقامه ووظيفته كنبي مرسل



أرجو أن يتسع صدرك لما قلت ، وقد استوقفتني تلك الأمور لكني نبهت لأول نقطة فقط أعلاه ، ليس شكا في وعيك لكن تحرزا ، لأن المرء قد يترك المباح والمستحب- بل وبعض العلم - لو كانت أفهام القوم لا تدركه (لولا حدثان عهد قومك بكفر لرددت الكعبة إلى قواعد إبراهيم ) عليه الصلاة والسلام

وأشكر حبك وأعتذر للإطالة لكنه خير حديث أن نذكر الحق تبارك وتعالى



ثم الصَّلاةُ عَلى الْمَعْصومِ مِنْ خَطَأٍ ***مُحَمَّدٍ خَيْرِ رُسْلِِ اللهِ كُلِّهم


والآلِ والصَّحْبِ ثمَّ التابعينَ لهُمْ *** وتَمَّ نَظْمِي بِحَمْدِ اللهِ ذِي النِّعَمِ



************************

استاذي الدكتور اسلام المازني رعاه الله
السلام عليكم
بارك الله فيك وجعلنا من
المتحابين فيه نحب فيه ونبغض فيه طمعا" في مراضيه
اللهم آمين

وان بدا انك تشكك في صحة الحديث فانك لن تشكك في صحة الواقعة
اذ القرآن نطق بها واخبرنا الملك الجليل من فوق سبع سماوات عن صحابة الحبيب عليه الصلاة والسلام
وقد كان بعضهم يحضر الصلاة خلف الرحيم الحبيب
ثم تبين انهم لاهثون الى حطام دنيوي تاركين الحبيب يناجي ربه وحسبوا ان الرزق في الدنيا بالدراهم والدرر وغفلوا عن ان الله خير الرازقين وهو يرثنا رزق من ميراث محمد الفكري وهو الناصح لنا لخير دنيانا والاخرة
هرولوا الى ظاهر الرزق......... التجارة
وغفلوا عن باطن الرزق ......... الصلة مع الله
وانا وانت وكثير منا قد نقع في ذات الفخ فننسى قوله تعالى
( واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) لقمان

لقد أرخ القرآن المجيد تلك الحادثة فنحن نتلوها آناء الليل واطراف النهار ولا نتنبه لدراسة الطبيعة البشرية التي نحملها وتجعلنا نغفل او لانعقل ولا ننهل من ميراث محمد وهو لنا ترياق لكل معضلاتنا التي تواجهنا فلا نصمد امام ضغطها على جماجمنا

والدليل فيما أقول.... قوله تعالى

( واذا رأوا تجارة" او لهوا" انفضوا اليها وتركوك قائما قل ماعند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) الجمعة 11

وكان دحية الكلبي يقدم بالتجارة من الشام فاذا قرب من المدينة ضرب له طبل ليخرج اليه من يرغب في الشراء واتفق انه قدم والنبي في الصلاة فلما سمع من خلفه صوت الطبل تركوه قائما وتبادروا الى التجارة فنزلت هذه الاية....
ام انا نسينا احياء العرب الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام
وفي هذه الامة معشر غافلون وكلهم يزعم انه يريد وجه لله فاذا ماوضعته تحت الاختبار وجدته لاهث الى زخرف الدنيا وحطامها وهو يحسب انه يحسن صنعا"
وفي الكتاب العزيز
( وان كثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم)ص 24
بل وان الله تعالى يمن علينا يوم قيامته بأمثل وأجدى نعمة قبل انهار اللبن والعسل
انها نعمة أزالة مافي صدورنا من غل

وربما اغتر بعضنا بكثرة صلاة بعضنا الآخر ومنا مصلون ولكنهم ساهون عن جدوى مايفعلون اذ هي لاتزيدهم من الله الا عقاب ومن الناس الا بعدا ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)
ذلك انهم لاتنهاهم صلاتهم وصلواتهم عن منكر يفعلوه لبئس مايصنعون

واني لاعجب والله من خلافنا على المصطلح في معنى الميراث
وهذا الواقع لاخواننا من الناطقين بلا اله الا الله وكل منهم قد أخذ جانبا" من منهج الحبيب عليه الصلاة والسلام فاهل التشيع حولوا الزكاة وجعلوها خمس ولم يقتصروا في العصمة على الرسول المعصوم بل واسقطوها على ابناء بنته من ائمتهم المهديين بل ولما يزالوا في انتظار لمخلصهم من العذاب
ومنا من يجعل اركان الايمان سته بعد ان اضاف اليها حجاب النساء وجعله شغله الشاغل وتناسى حجب الرأس وماحوت عن مفاتن شياطين الانس والجن والذي لاتكفيه قطعة قماش مهما بلغ حجمها
ومنا من يرابي بامواله فهو في حرب مع الله لاينال من صفاء العيش وكثير ماهم
ومنا ومنا ومنا

واما الذين ذكرتهم من الملل والنحل فقد طفت عل اقوالهم واستدعيت دعواتهم فما وجدت من ميراث محمد فيها الا ظاهر القول واكتفيت بايضاح هذه المفارقة
وفصلت من قولهم عن معاني ارادنا الحبيب ان نكون لها حاملين وكيف ان اولئك البابية والبهائية والبلالية والنصيرية وعشرات العناوين فلم استطع ضمهم الى الملة المحمدية برغم مايدعون
فكبكبوا بعد ذلك هم والغاوون

لكننني تراني منشغلا" بمن هم اشد خطرا" علينا
وقد اسميتهم انت ... علمانيون
وانا لااحبذ التسمية
فما يهمني .... المسمى .... وجدوى الادعاء

فرأيت منهم ساذجون لايستحقون ان ننفق الساعات لكشف زيفهم

ورايت منهم المأجورون مع غيرهم من معاول الهدم في الاسس المحمدية وهؤلاء نكتفي باستدعاء ماينطقون ومطابقته مع قول الذين عارضوا ولا يزالون للرؤية المحمدية فيتضح انهم والعدو سواء

أما ما دعاني لاقف ماكثا" لامد غير قصير مع صنف خاص منهم
بدافع غيرتي وحملي لهم هذا الدين ... وهم العنفييون
فالعنف شوهد في جامعاتنا
في مساكننا
في تجمعاتنا
في تفرقنا
في حاكمنا
في محكومنا
لم يسلم منه والد ولا ولد ولا زوجة وبائع ولا شاري ولا مساوم ولا مقاوم ولا سائس ولا مسيس ولا ولا ولا بكل اسفا
والبعض
ممن قروأ القرآن على أنه كتاب عن الحرب والجهاد والقتل وسفك الدماء وأسلمة العالم وحسب

نسوا انه كتاب الرحمة تلاه علينا رسول الرحمة من رب رحمن رحيم

وهؤلاء العلمانيون شوهوا رؤيتنا الاسلامية الناصعة لمجاهدة مخالفينا

مما سهل على عدونا ان يلصق بنا تهمة جد خطيرة وجديرة بان نتصدى لها بكل هدوء
هي تهمة
اسلمة الارهاب
وماأظن أحدا" منا بغافل عن قراءة هؤلاء لذلك الجانب من القرآن ويبدو ذلك واضحاً من لغتهم حين يخاطبون من يخالفهم
انني أجد نفسي امام مهمة نبيلة لكشف هذا الغموض
ففي الوقت الذي ننسى

مشكلاتنا نحن المسلمين وهي كثيرة وأولها المشكلة التي لاأجد لها حلاً وهي أن
كل منا يأخذ من القرآن ما يريده أو مايحبه أو مايراه مناسباً لحياته
ومصالحه.

ولأن القرآن ياصاحبي في الهم هو في حقيقته هكذا، سوقاً كبيرة يحوي إلى جانب قصائد الحب الملائكي والسلم العالمي ذخائر وأسلحة كثيرة من كافة الأنواع والأصناف
بما فيها
أسلحة دمارشامل يتبناها المنافقون
وعندك خبرهم ومثلهم في الكتاب مسطورا والله تعالى قد وضعهم في مرتبة الدونية فهم فيها فائزون في الدرك الاسفل من النار

وأقر هنا ان المسلمين كلهم منافقون من الأصولي إلى المعتدل إلى الليبرالي إلى ماسواهم اذا ماأهملوا حقيقة هامة وهي

ان الله خلقنا مخدومين وكل مافي الوجود يخدمنا لغاية واحدة فقط
هي
ان نكون خلفاء لله على ارضه فنعمرها ونقيم فيها العدل الالهي
ووهبنا لتلك الغاية وسيلة واحدة فقط
ان نترجم متون النص المقدس( القرآن وصحيح السنة)
الى واقع نعيشه لا الى واقع تنظيري نسجنه في جدران المسجد الاربعة
وعلى هذا الاساس

فاني اقيس كل انسان بميزان مايحمله من وعي محمدي بشرط ان اجد للادعاء تطبيق على الواقع
وبالعكس فاني ارى الواقع الاليم على انه عورة عند كل مدعي انه يحمل ويحفظ هذا الدين


فمتى ماشاهدت اعتدال ووسطية وخيرية
صحت باعلى صوتي
هذا ميراث محمد الرحيم
هذا منهج محمد القويم
صلى الله عليه تعالى وسلم

استاذي المازني

يارعاك الله

الامر اليك ياشيخي والى عنايتة حرصك فانظر في قولي ماتقول
ودمت لي ناصحا" ومفسرا" لقصوري عن البلغة

ولنكمل الرحلة الى رضوان الله ورضاه بجناحي سلم وعلم
ووفق الله الجميع