رسالة استنكار من أديب وإعلامي مغربي إلى السفير السويدي في الرباط بشأن الاعتداء على أطفال المسلمين

حضرة السفير السويدي المحترم:
من الأندلس الصغيرة؛ طنجة أخاطب فيك مروءتك، أحاور فيك إنسانيتك، وأتمنى أن أكون محادثا رجلا يتصف بالحكمة ورجاحة العقل، أرجو أن يكون المخاطَب محبا للإنصاف والفطرة الإنسانية، أتمنى أن أجد أذنا واعية توصل إلى حكومة دولتها مع محاولات إقناعها لها بوجوب رفع الظلم عن الأطفال المسلمين في السويد، ورفع الحيف والجور على آبائهم وأمهاتهم وألا يفجعوهم في أبناء ضحوا من أجلهم ورعوهم ولم يزالوا، ثم بين عشية وضحاها يتم اختطاف عشرات الآف منهم من ذويهم من طرف دولتك وحملهم بالقوة على العيش مع غرباء عنهم ومع المثليين خاصة بغية التخلق بأخلاقهم، والتأسي بفعالهم.
حضرة السفير المحترم:
ما تفعله دولتك لا يمت إلى القانون الدولي بصلة علما بأن القانون الدولي في أصله فاسد وغاشم لأنه موضوع للمنتصرين بعد الحرب العالمية الثانية، واليوم يتم تكريس مصداقيته المهترئة لكي يستميت المعتدون في قهر الشعوب واستعمارها بأساليب جديدة، وأهم ما في الموضوع هو عدم تمكين المسلمين من العيش مع مواطني الغرب وهم محافظون على هويتهم وثقافتهم ودينهم، فالأوْلى إن كنتم فعلا جادون ومنصفون تنشدون الحرية أن تساعدوهم على العيش الذي يختارونه ما داموا يحترمون قوانين بلدكم ويلتزمون بها، وما دمتم تزعمون تقديس الحريات.
حضرة السفير المحترم:
إن انتقال أطفال من أحضان أمهاتهم ودفعهم إلى عوائل أخرى ليعيشوا معها عمل مغرض الهدف منه حملهم على ترك ثقافتهم وهويتهم لصالح ثقافة وهوية من رُشِّحوا لاحتضانهم، وهو عمل إجرامي، إذ كيف تنتزع طفلا من حضن أمه وتذهب به إلى حضن أم أخرى وأمه حية ترزق؟ أنتم ترفضون هذا للطير والحيوان وتسمحون به للبشر، كيف يتم هذا وأنتم من فصيلة الناس لكم عواطف الأمومة ومشاعرة المحبة تجاه أطفالكم؟ لماذا لا تسمحون بممارسة الفطرة في حق أطفال المسلمين؟ ولا يقال أن الأطفال يتلقون معاملات سيئة من أمهاتهم وآبائهم، لا يقال ذلك، فلن تكون الحاضنة الجديدة أرحم لهم وأرأف بهم من آبائهم وأمهاتهم، كما لن تكونوا أنتم، فهذا ادعاء كاذب لتبرير خطف الأطفال من أجل تغيير هويتهم ومنعهم من العيش بخصوصياتهم الثقافية.
حضرة السفير المحترم:
من الأندلس الصغيرة؛ طنجة أدين الأعمال الإجرامية لدولتكم، أطالب برفع الظلم عن أطفال المسلمين، أناشد دولتكم أن تردوا الأطفال إلى أهليهم وذويهم إن كنتم فعلا تنشدون العدل وترفضون الظلم، وألتمس من دولتكم أن تعتمد الحكمة في التعاطي مع ملف أطفال المسلمين ولا تماطل في إرجاعهم إلى أسرهم.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الأديب والمفكر المغربي: محمد محمد البقاش
الأندلس الصغيرة؛ طنجة في: 14 يوليوز سنة: 2023م
mohammed.bakkach@gmail.com
GSM : +212671046100