قراءة فى بحث كمال الحيدري ينسف كشف العرفاء
الكاتب مجهول وهو يسمى نفسه طالب علم وهو يتصدى للصوفية الذين يسمونهم فى المشرق العرفاء وقد استهل البحث بأن كمال الحيدرى واحد من مروجى التصوف فى عالمنا فقال :
" تطرق أحد أكبر مروجي التصوّف والعرفان الفلسفي في هذا العصر وهو كمال الحيدري لموضوع علم العرفاء وزعم بأنّ مصدر علمهم هو نفس مصدر علم الأنبياء عليهم السلام (أي الوحي) وليس علماً حصولياً مكتسباً, إنما هو علم لدني وهذا هو المقطع المرئي"
وقد انتقد الباحث كلام الحيدرى مبينا أن العارف لا يملك أى دليل على كلامه سواء عقليا أو نقليا فقال :
"الرد على ما جاء به:
قال كمال الحيدري: العارف ماذا؟؟ العارف هو الذي يعتمد كشفَهُ لكشفِ حقائق الوجود ,, يعني يقول: (ما ينكشف لي) حسب الاصطلاح نسميه عارف ,, يعني أداته الأصلية الكشف! ...
أقول: العارف لا يمتلك أيّاً من الدليلين العقلي والنقلي اللذين هما الحجة في الشرع لإثبات معتقداته وليس من طريق أمامه سوى ان يدّعي علم الغيب بنسبة العلم اللدني إلى نفسه فيزعم بأنّه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفاً للتحايل والخداع فإنّ تسمية كشفه بأنه وحي بصريح العبارة سيعرضه للإحراج في حال تقرّرَ اختباره في سائر المسائل دون سابق إنذار, لذلك يراوغون فيصورون ما يخبرون به أخذاً عن الغيب على أنه حالة من الحالات التي يصلون فيها لدرجة من القرب الإلهي بحيث تنكشف لهم الأمور!! ... "
وبين الرجل خدع العرفاء حيث يقولون كلام عجيبا كإسلام فرعون وكفر أبو طالب وأن العذاب كالنعيم فى الآخرة كلاهما لذة وغير هذا حيث قال :
"ولكي يتبيّن للقارئ الكريم كذبهم وخداعهم ودجلهم فليراجع مكاشفاتهم الخرافية التي من بينها تشبيه الله بخلقه ورؤية الله في الآخرة! وقولهم (والعياذ بالله) بكفر مؤمن قريش شيخ البطحاء أبي طالب وإيمان فرعون! بل القول بأنّ فرعون من العرفاء الشامخين. هذا عدا عن قولهم بعدم النص على الخلافة وقولهم بانقطاع العذاب في نار جهنم وتحوّل العذاب إلى عُذُوبة! وقولهم بأنّ الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام، وقولهم بتخطئة الأنبياء وتصحيح عمل الكفار! وادعاؤهم بأن كتاب فصوص الحكم عديم المثال والنظير وأنه مماثل للقرآن الكريم!! وغيرها من الكفريات والخرافات الكثيرة التي لا يسع المجال لذكرها هنا ومن أراد الاطلاع بشكل مفصّل فليراجع كتاب (مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟) "
ونقل كلام الحيدرى الذى بين أنه مخطىء فيه فليس لدلا العارفين أى برهان على خدعهم وتخاريفهم ويقارن بين نبوة الوحى وعرافة الخرافة فيقول:
"قال كمال الحيدري: (لكي أضرب الأمثلة .. الأنبياء لكي يتعرفوا على حقائق هذا العالم ما هو طريقهم؟ طريقهم الوحي,, لا طريقهم العقل ,, ولا طريقهم النقل ,, ولا طريقهم التجربة ,, أبداً مو طريقهم هذا، يعني عندما هو يتعرف على حقائق هذا العالم بأي طريق يتعرف عليها؟ يتعرف عليها من خلال ماذا؟ من خلال الوحي .... ... أقول: نعم .. الأنبياء عليهم السلام ثابت اتصالهم بالله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي وقد أخبرونا بالحقائق الإلهية والأمور الغيبية. فهم بصريح العبارة يسمون ما يتلقونه وحياً , وما امتُحنوا في الإخبار عن غيب من الغيوب إلا وأخبروا به كما هو دون أي نسبة خطأ على الإطلاق، لذلك نقول هم قطعاً مرتبطون بالله تعالى وبالسماء فهم يتحدّونَ بالمُعجز ويخبرون بالمغيبات ويَصدُق دائماً إخبارهم. ... بينما ما جاء به العرفاء والمتصوّفة خليط من الخرافات والخزعبلات التي تصادم العقل والنقل!"
وبين أن الفارق بين صدق النبى وكذب العارف هو أن الوحى كان يخبر النبى بالغيب فيتبين صدقه كما فى حرب الروم بينما العارف يقول أى كلام ويظهر فيما بعد كذبه فقال :
" وثبت كما نقلنا أنّ كشفهم يخالف العقل والنقل, وإنهم كما يقول الحر العاملي قد تم اختبارهم فتبيّن كذبهم وهذا لا يحصل مطلقاً مع أنبياء الله تعالى. فالأنبياء كلما اختبرهم قومهم في الإخبار عن غيب من الغيوب فإنهم دائماً كانوا يصدقون ويخبرون بالصدق. ... هنا ننقل كلام الحر العاملي:
عدم إفادته على تقدير وقوعه لليقين ألا ترى أنه كثيراً ما ينكشف للإنسان أشياء ثم ينكشف له فسادها وكذا من يدعي الكشف أو يُدّعى له, وذلك معلوم منهم قطعاً ولعل جميع ذلك من هذا القبيل وعلى تقدير إفادته للظن خاصة كيف يجوز الجزم به؟ والاعتماد عليه وقد ادعى جمع منهم أنهم يرون نور الوضوء وينكشف لهم, فامتحنّاهم بأن يخبرونا عن حال جماعة محصورين وأي شخص منهم على وضوء وأي شخص منهم على غير وضوء فظهر عجزهم وافتضاحهم"
وفى الفقرة السابقة نجد أن القوم أثبتوا كذب العارفين من خلال دعواهم معرفتهم أنهم يعرفون المتوضئين من غيرهم من خلال نور الوضوء المزعوم بجلب أفراد متوضئين وغير متوضئين فلم يقدروا على معرفة من المتوضىء حقا من غير المتوضىء
وتحدث الباحث عن أن الحيدرة يقول العارف يعرف بنفس طريق النبى فقال :
" قال كمال الحيدري: العارف يدّعي أنه أيضاً تنكشف له حقائق هذا العالم بنفس هذا الطريق الذي ينكشف لمن؟ للنبي "
وكان رده عليه:
أقول: هذا مجرّد ادعاء , والادعاء يحتاج إلى دليل ولا يوجد لدى العارف دليل , بل ثبت بالدليل والبرهان عكسُ مدعاهم وقد تبين زيف هذا الادعاء من خلال ما صدر عنهم من مكاشفات خرافية!"
والخطأ هو نزول وحى على العارفين المزعومين وهو ما يناقض أن الله اختتم النبوة وهى الرسالة بقوله :
" وخاتم النبيين"

فلم يعد هناك وحى ينزل
وكشف الباحث أن الحيدرى يلبس الموضوع فيقول أن الوحى لا يسمى وحيا عند العارف لمعرفتهم بانقطاع النبوة ومن ثم يستخدمون كلمات أخرى كالكشف فقال :
"قال كمال الحيدري: لا يسمى وحياً ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج ... أقول: إنّ العرفاء لا يستخدمون مصطلح (علم الغيب) ومصطلح (الوحي) لكي لا ينكشف أمرهم بل يستخدمون مصطلحات أخرى لأن هذه المصطلحات من جهة ستفتح عليهم باب اتهامهم بادعاء النبوة وهذا لا قِبَلَ لهم به ومن جهة أخرى ستفضح كذبهم ودجلهم في ميدان الاختبار حيث سبختبرهم الناس كما كان يُصنع مع الأنبياء. ... لذلك يتجنبون استخدام هذا المصطلح (الوحي) وإذا ذكروه ألحقوه بنفي النبوة!! ... لئلا يفتضح أمر شعوذتهم فإنهم يحاولون أن يجعلوا للوحي الذي يدّعونه لأنفسهم مصطلحاً فضفاضاً ليس لمعناه جوهر ثابت!
وتحدث عن أن كبير العارفين ابن عربى يزعم أن كتابه وحى ولكن يلفظ نزول وألقى فقال :
"قال كبيرهم ابن عربي: فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي , ولا أنزل في هذا المسطور (فصوص الحكم) إلا ما ينزّل به علي!! ... المصدر: مقدمة فصوص الحكم, ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص 47 - 48. ... فهذا شيخهم الأكبر ابن عربي يدّعي بأن كتاب فصوص الحكم جاءه عن طريق الوحي فقال: أُلقي إليّ ... ونزّل به علي!! ."
وتحدث الباحث عن أنهم يقومون بمناقضة كلامهم هروبا من حسابهم على ذنوبهم فيقول أن ابن عربى لم يجهل نفسه نبيا وإنما وارث حارث فقال :
"ولكي لا يفتضح أمره ويُتهم بأنه يدعي النبوة قال بعدها مباشرة: ولست رسولا ولكني وارث ولآخرتي حارث. المصدر: فصوص الحكم , ابن عربي, بتعليق العفيفي, 47 - 48. ... إذاً ما يدعيه العارف هو وحي بالمعنى الاصطلاحي!!! ثم يقول لا ادعي النبوة! ... فادعاء النبوة ما معناه إذاً؟ ... الوحي في الشرع: إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة. ... فقول كمال الحيدري (لا يسمى وحياً) هو للتغطية على فضيحة القوم وللتخفيف من هول المعنى, و العجيب أنّه هو بنفسه اعترف و أوضح معنى الوحي عند العرفاء فقال: ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج!! ... فإذا كان كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج الوحي الذي يتلقاه الأنبياء فكيف لا يُسمى وحياً؟؟ ... هذا كمن يقول أكتب الشعر بنفس منهج وآلية قواعد العروض ولكنه لا يُسمى شعراً!! ... أيُعقل هذا؟ ...
وتحدث عن أن الحيدرى عن الفارق بين وحى النبى الذى لا يخطىء بينما وحى العارف يخطىء ويصيبب وهى مصيبة كبرى فقال :
" والمصيبة العظمى حينما قال: الفرق انه: النبي ما ينكشف له معصوم لا يخطئ، أما العارف قد يصيب وقد يخطئ!! ... أقول: كيف يكون كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج وحي الأنبياء ثم يخطئ أو يختلف في كشفه مع كشف آخر؟! ... نحن مثلاً نستدل على كون أئمتنا الأطهار كلهم معصومين وعلمهم لدني بأنّ أقوالهم لا تختلف! "
والمصيبة فى هذا الكلام هو اتهام الله بالخطأ فالوحى المنزل على العرفاء يخطىء ويصيب وهو اتهام مباشر لله بالخطأ والجهل وما يترتب عليهما من النقص
وناقش الباحث الحيدرى فى كلامه فقال :
"مثلاً النبي عندما ينسخ شريعة سابقة ويأتي بحكم جديد فإنه يُخبر بالمنسوخ كما جاء وتُصدّقه في ذلك ما سطرته الكتب السماوية .. ... ثم أنت بنفسك يا كمال الحيدري تقول (بنفس) .. ... نفس الشيء يعني مطابق له .. فكيف تكون آلية كشف العرفاء مطابقة لمنهج وآلية وحي الأنبياء ثم يخطيء كشفهم! ... هذا يعني أنّ الأنبياء منهجهم وآلية وحيهم والعياذ بالله يُحتمل منها الخطأ! ... هل من الممكن أن أقول بأنّ أحداً سلك في منهجه نفس منهج رسول الله (ص) في العقائد والعبادات والمعاملات ثم أشك بأنّه من المحتمل أن يدخل نار جهنم؟ ... هذا محض عبث! ... تصبح القضية لعبة! ... ألم تقل يا كمال الحيدري أنّ من الخصائص الأساسية والمهمة للمعرفة العرفانية أن العلم فيها ليس من نوع (العلم الحصولي) وإنما هو من نوع (العلم الحضوري)؟ ... المصدر: العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص208. ... فكيف من كان علمه حضورياً يقع في الخطأ؟؟ ... الحضور يعني الشهود"
وتحدث الباحث عن أن القوم يخلطون المصطلحات لخداع الناس كالعلم الحضورى والعلم اللدنى فقال:
"الشهادة الذاتية بيّنة وحجة في الشرع :
في الشرع تكون شهادة من حضر واقعة وعاينها وشهدها بنفسه حجة. ... ألم تنقل عن الملا صدرا قوله: وحقيقة الحكمة إنما تُنال من العلم اللدني؟!! ... المصدر: معرفة الله, كمال الحيدري. ج1 ص209.
إنّ العرفاء و إن حاولوا التلاعب والفصل بين العلم الحضوري والعلم اللدني بقولهم انّ العلم الحضوري يختلف عن اللدني المستخدم كمصطلح كلامي غير أنهم في التعريف يعرفون اللدني على أنه علم حضوري!!! أي هو قطعي لا يقبل الخطأ لذا هو حضوري لأنّ العلم الحضوري يعني أن يكون المعلوم حاضراً بوجوده لدى العالم به!! ... وقد عرَّفتَ أنت يا كمال الحيدري العلم اللدني بقولك: العلم اللدني علم حضوري يمنحه الله تعالى لخاصة عباده المقربين فهو من لدنه سبحانه , وقد أشير إليه بقوله تعالى في قصة الخضر عليه السلام {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}. ... المصدر: معرفة الله , كمال الحيدري, ج1 ص208. فإن قالوا نعني أنّ كل علم لدني هو حضوري وليس كل حضوري لدني قلنا لهم كيف وهما يشتركان في مناط واحد وهو حضور الشيء بوجوده؟ ...
وتحدث الباحث عن مسألة خلافية عند الفقهاء وهو اختلاف معنى النبى عن الرسول فقال :
"نقول إنّ الرسول يختلف عن النبي لأنّ للرسالة مناطاً آخر ومهمات أخرى ... لذا نقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسول .. ... فكيف من كان علمه لدنياً يقع في الخطأ؟ ... لو كان كشفهم كشفاً إلهياً ومتصلاً بجهة معصومة لا يمكن وقوعه في الخطأ والاختلاف. ... هل أخطأ الأنبياء عليهم السلام في إخباراتهم؟ ...
إذا كان العرفاء لديهم نفس آلية ومنهج الوحي عند الأنبياء لا يمكن القول بأنهم يخطئون ويختلفون! ... وإذا ثبت خطؤهم وهو ثابت وإذا ثبت اختلافهم وهو ثابت , يكون ادعاؤهم للكشف باطلاً وكشفهم ليس كشفاً إلهياً بل محض تخرصات وأوهام. ... قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ..."
واستنتج الباحث أن الكشف عند القوم شيطانى وليس إلهيا بسبب اختلافاتهم فيه فقال :
"فالاختلاف والأخطاء في الكشف عند العرفاء دليل على أنّ كشفهم هذا كشفٌ شيطاني وليس كشفاً إلهياً,, ولو كان كشفهم كشفاً إلهياً لما كانوا اختلفوا فيه ولما تخبطوا ولما خرج من بؤرة كشفهم سيل من الخرافات والخزعبلات."
وحدثنا الرجل عن معنى الكشف عند العارفين وهم الصوفية فقال :
"فلنرجع لمعنى (الكشف) عند أهل اللغة وعند العرفاء أنفسهم ومن خلاله سنعرف هل يمكن لنا القبول بكلام كمال الحيدري أم لا؟ ... قال ابن منظور: (كشف) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ. ... وقال أيضا: وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره. ... المصدر: لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف. ... فهل الشيء الظاهر الواضح يُحتمل فيه الخطأ ممن يدعي لنفسه أنّه مُظهر للحقائق؟ ... قال الجرجاني: الكشف: في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً. ... المصدر: التعريفات , الجرجاني, ص184. فهل إذا رُفع الحجاب ولو فرضنا كلهم يدّعون رفعه عن ذات الشيء, سيرى زيد شيئاً ويرى عمرو شيئا آخر؟ ... لو كان هناك حاجز خلفه ثمرة , فلنقل (تفاحة) فأتى ثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنظر سليم وعقل مميز وكانوا في كامل انتباههم ويقظتهم فرفع كل منهم الستار فهل سيرى أحدهم التفاحة برتقالة والآخر سيراها موزه؟! ... هي حقيقة واحدة (التفاحة) , انكشف الستار عنها لثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنفس الخصائص الثابتة لجميع الأفراد لذا فإنّ الطبيعي والمنطقي أن يكونوا كلهم قد شاهدوا ذات الحقيقة وهي (التفاحة). ... فكيف يرى العارف بالكشف شيئاً ويرى العارف الثاني شيئاً آخر؟! ... قال العارف عبد الرزاق الكاشاني: المشاهدة: شهود الذات بارتفاع الحجاب مطلقاً!! ... المصدر: إصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق الكاشاني, ص 289. ... أقول: إذا كُشف الحجاب مُطلقاً وأصبح الأمر واضحاً على نحو الإطلاق فهل ثَمّ احتمال بالوقوع في أدنى نسبة من الخطأ؟ ... قال أبو نصر الطوسي: الكشف: وهو عبارة عن بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه يراه رأيُ العين. ... المصدر: مصطلحات التصوف الإسلامي, د. رفيق العجم, ص790. ... هل ما يُرى بالعين يُختلف فيه فضلاً عن أن يُحتملَ الخطأ فيه؟ ... وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تراه بعينك حق. ... يقول ابن عربي: المشاهدة تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتطلق بإزاء رؤية الحق في الأشياء وتطلق بإزاء حقيقة اليقين من غير شك. ... المصدر: كتاب اصطلاح الصوفية , ابن عربي , ص415, مطبوع مع كتاب رسائل ابن عربي طبعة دار إحياء التراث العربي."
واستنتج الرجل من كلامهم السابق كذبهم فالحقيقة المرئية واحدة فلا يمكن أن يرى ثلاثة أصحاء النظر الكتاب سوى كتاب وأما أن يراه أحدهم كتاب والثانى رجل والثالث بهيمة فهى كارثة من الكوارث الكبرى
واستنتج أن كل ما قاله الحيدرى كذب وخداع فقال :
"فإذاً ما معنى كلام الحيدري بأنّ العرفاء لديهم كشف بنفس منهج وآلية الوحي عند الأنبياء عليهم السلام وأنّ ما عندهم من علم هو علم حضوري (لدني) و ليس علماً حصولياً ثم بعد هذا يخطئون ويختلفون؟؟!! ... قال كمال الحيدري: من قبيل يا اخوان ما الفرق بين المعصوم وبين الفقيه؟ المعصوم ما يقوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} أما الفقيه قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: هذا قياسٌ باطل ,, فالفقيه لم يدّعِ بأنّ له اتصالاً مع الله من خلال الكشف كما يدّعي العارف , إنما يستخدم القواعد و الأصول الفقهية لاستنباط الأحكام الشرعية فربما يصيب وربما يخطئ. ... أما العارف يدّعي علم الغيب و يقول بأنه متصل بالوحي و أنّ ما لديه هو علم حضوري (لدني) فلا يمكن (حسب ادعائه) وقوعه في الخطأ. ... قال كمال الحيدري: الفرق بين النبي وبين العارف ,, المنهج واحد بين النبي وبين العارف ولكن الفرق أن النبي لا يخطئ بخلاف العارف قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: المنهجان مختلفان تماماً ولا يلتقيان: ... منهج سائر الأنبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وآله منهج سماوي إلهي رباني رحماني ,, مُسدد بروح القدس,, والنبي متصل بالوحي و أمينه جبرائيل عليه السلام, و منهجه هو منهج يحترم العقل والمنطق والفطرة السوية. ... بينما منهج العرفاء منهج شيطاني خرافي قائم على الخزعبلات والأوهام واللعب بورق ... (اليا نصيب) , وهو منهج لا يحترم العقل بل من يعتنقه لا يملك العقل أصلاً. ... منهج العرفاء منهج يعتمد على وحي الشيطان باسم الرحمن!! ... قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ... وبالفعل انك لا تجد قوماً أشد مراءً وجدلاً من هؤلاء المشعوذين الذين يسمون أنفسهم عرفاء. "
إذا التصوف أى العرافة هو كذب وتخريف بغرض استغلال الناس للحصول على الملذات من خلال دعوى الزهد