عصفورةٌ حطّتْ على غصْنِ
تذْري الجذى منْ شدّة الحزْنِ
فسألتُها عنْ سرّ أدْمعها
هلْ علّةٌ أمْ طارقُ الوهْن
أمْ كاسرٌ أشْجاك حين غدا
في عزّه المشْهود والمنّ
أمْ أنتِ يا أخْتاه في كمَد
لتقلّب الأحوال والقرْن
قالتْ بدمْع العيْن ذا قدَري
أرْجوك يا هذا الفتى دعْني
إنّ الكريم إذا رأى شطَطا
أسْرارهُ في ظلْمة السّجْن
لا يحْتفي بالنّاس إنْ عذَلوا
أوْ يقْطعوا الأعْراض بالسّنّ
ماذا تريد منَ الّتي عرفتْ
كلّ الأذى منْ فاتن الحسْن
كانتْ لنا في العشْق ملْحمةٌ
تسْمو عنِ الإسْفاف والظّنّ
كانتْ لنا الأحْلام طيّعةً
كموطّإ الأمواج للسّفْن
فغدوْت بعْد العزّ موجعة
ببواتر الإنْكار والبيْن
ما أنْذلَ الأحباب في وطني
متغيّري الأشكال واللّوْن
لا تمْدحنّ من الورى أحَدا
فجميعهمْ سيّان في عيْني