أتلمس أعضائي هل مازلت أتذكر أسماءها أم هي بلا عنوان؟تتجاهلني فحسبت نفسي أني كنت في ذاكرة النسيان كنت صفحة لا بيضاء ولا سوداء ولا ألوان كل ما أتذكره هو أحاسيس بلا عنوان؛ لا شفقة ؛ولا رحمة؛ ولا حنان.. تتقاذفني شابات وكاهلات من نسوان أدركت أني عاقر بلا ولدان تتقاسمني قدري أمهات فقدن اكبادهن من خيرة شبان وكثير من هؤلاء وراء قضبان أمهاتهم متشحات بسواد قابلنني في متاهات أحزان رمى بأبنائهن غدر عدوان فكتبوا رواياتهم بطبشور فحم على الحيطان ورسموا تحته رسوم إعدامات وتقتيل وتعذيب شيوخ وأطفال في عنفوان.. وزج معهم بقيود سلاسل مكافحون؛ مناضلون؛ شجعان..
أدركت حينها اني كنت واحدا منهم دلت عليه خدوش واخاديد على جسدي رسمت جروحا تسيل منها دماء تجري وديان وديان..
أدركت حينها أني في إحدى مشافي الجنون انا مفي صفوف المجانين رغم أني حر طليق ولكن بلا عنوان..
أخبروني في ذات يوم بأن فلسطين وأوكرانيا حررتا ودعوني؛نادوني لأقوم كي أوسم
(مع الأبطال العائدين المنتشين بالنصر) بأكاليل الزهر والأقحوان ..
بطل محوا وطمسوا ذاكرته لكيلا يكون عليهم شاهدا يروي قساوة زنازن وجلادين يكوون ويعذبون بالنار..
واحسرتاه ! واحسرتاه! أنا لست سوى كسدة
جسد بلا عنوان

.

بقلمي