أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة المهاجر إلى ربه ( ضمرة بن جندب)

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,457
    المواضيع : 237
    الردود : 3457
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي قصة المهاجر إلى ربه ( ضمرة بن جندب)

    أن بينِ كل قصصِ الهجرة العبقريةِ التي تَمَس شَغاف القلب، وتلمس أوتارَه، فضلًا عن رحلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبِه التي تُسطر بماء الذهب؛
    تقفُ قصةُ الصحابي جندب بن ضمرة الذي كان حبيسَ مكة، وأراد أن يهاجر إلى الله عز وجل ويذهب إلى المدينة؛ موقفًا فريدًا على قِصَره وإيجاز

    ها هو ذا يأخذ قرارَه في حزم وعزم، ويجهز راحلتَه وعُدته على كبر سنه، ويقول لَمّا نزل قول الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا.. ﴾ [النساء: 97]:
    اللهم قد أبلغتَ في المعذرة والحجة، ولا معذرة ولا حجة.
    ثم يخرج - وهو شيخ كبير - مهاجرًا إلى الله ورسوله، ولكن سرعان ما تنتهي القصة؛ إذ يموت في الطريق، ويسدل الستار على حياة هذا المهاجر...!
    إنها ليست قصةً تُروى ولا كلمات تُسطر، ولكنه موقفٌ وصبر وعاطفة وإيمان.

    إنه الصدقُ مع الله عز وجل.. إنها الهجرة الحقيقية التي بلغت منتهاها.. وهل يتمنى مسلمٌ أكثرَ من أن يموت مهاجرًا لربه عز وجل؟
    إن عبقرية هذا الجيل واضحة في زمن الهجرة أوضحَ ما يكون في مثل هذا الخيار الصعب الذي اختاروه، وهذا الانسلاخ الكامل من كل
    ما سبق، وما ذلك إلا متابعة ونفرًا وراء النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك فمعنى الهجرة أعمق بكثير من مجرد قطع مسافات ومكابدة أ
    سفار وصبر على عناء طريق وعر..
    بل مكابدة هذه النفس التي تشدك إلى الأرض، والتي هي ألصق شيء بك، هي المكابدة الحقيقية والهجرة الحقيقية.
    لا أدل على عظم هذه القصة، وعظم شان هذا الرجل، وجميل عمله وإخلاصه، من نزول قرآن فيه، وكفى شرفًا ومكرمةً
    أن يذكر هذا الرجل إذا تلي قول الله عز وجل:
    ﴿ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100]،
    إذ نزلت في هذا المهاجر الذي مات ولما تبدأ رحلته..



    ر

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    قصة جميلة ونأخذ منها عبرة أنَّ مَن سعى في الهجرةِ وأدرَكه الموتُ، فإنَّ أجره ثابتٌ كاملٌ، وتؤخذ من قوله:
    (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
    ويقاسُ على ذلك بقيَّةُ الأعمال؛ فمن خرَج إلى المسجد يُريدُ الصَّلاةَ فمات في أثناء الطَّريقِ، يُكتَب له أجرُ الصَّلاة .
    فمن قصَد طاعةَ الله ثمَّ عجَز عن إتمامِها، كتَب اللهُ له ثوابَ تمامِ تلك الطَّاعة
    شكرا لكل ما تأتين به من مواضيع قيمة ومفيدة جعلها الله في ميزان حسناتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    . .