بالغٌ باللّحْظ منّي ما أرادْ
فاتنٌ باللّحْظ حلّاهُ السّوادْ
كلّما أدْنيْتُ خطْوي نحْوهُ
لجَّ في الهجْر مجدّا في البعادْ
سلَّ سيْف الصّدِّ لمْ يرْعَ الهوى
مولعا بالهجْر لمْ يأبهْ وزادْ
صار صبْحُ الودّ مكْسور الخطى
وظلام البُعْد يسْعى في امْتدادْ
جذّ حبْل الوصْل لمْ يسْمعْ لمنْ
قال ذا في الحبّ مدْعاة الفسادْ
حثّ خطْو البعْد في درْب النّوى
وأبى إيقاظ وصْلٍ منْ رقادْ
أيْن منّي لفْظةٌ تدْني الهنا
فلساني صار في طوْر انْعقادْ
فأنا في التّيه لمْ أرْشدْ وما
زارني عزْمٌ ولا بعْض السّدادْ
وختام الصبّ موْكولٌ بما
قدْ عراهُ اليوْم منْ نار السّهادْ
كلّما قلْتُ لطيْفٍ مرْحبا
ترَكَ القلْبَ حزينا منْهُ صادْ
هامَ بعْضُ النّاس في وادي الهوى
غيْر أنّي هائمٌ في كلّ وادْ
لا تلوموا منْ هوى حسْنٍ بدا
دون ندٍّ أوْ مثيلٍ في البلادْ
لنْ يعود القلْب يوْما للرّشاد
صار أعْتى النّاس في فنّ العنادْ
فاتْركوا المشْغوف في حال الضّنى
واسْتريحوا كاد يفنى القلْبُ كادْ