قراءة فى مقال أسطورة "الخرزة الزرقا"
المؤلف كمال غزال وقد استهل مقاله بالحديث عن أن الخرزة الزرقاء تحتل مكانة فى الثقافات الشعبية خاصة عند العرب واليهود ملبنا اعتقادهم فى كونها تحميهم وهو قوله :
"تحتل الخرزة الزرقاء والكف مكانة هامة في الثقافة الشعبية للمجتمعات العربية المسلمة وأيضاً اليهودية، فلا يكاد يخلو منها صدر امرأة أو سيارة، فالناس يعتقدون أن بها قوى سحرية تحصن حاملها من المخاطر وتقيه من العين الحاسدة أو تدرأ عن سيارته الحوادث·"
وقطعا لا يمكن أن يكون هناك مسلم يعتقد فى أن حجر يحميه من الأخطار وطبقا للعهد القديم هذا الاعتقاد أيضا كفر فى اليهودية وأما أن يكون تشريعا من قبل الأحبار أو الفقهاء أو غيرهم فهذا خارج نطاق نصوص الدينين
والاعتقاد فى حماية حجر هو نفسه الاعتقاد فى حماية الأصنام والتماثيل للناس والتى قال فيها إبراهيم (ص) :
"قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون"
وتحدث عن أسماء الخرزة فى الثقافات الشعبية لبلاد المنطقة حيث تعرف فى مصر بخمسة وخميسة وهو قوله:
"وتعلق عادة كقلادة حول الرقبة وتعرف الخرزة الزرقاء أيضاً باسم "خمسة وخميسة" في اللهجة المصرية"
وتعرف عند الشيعة بكف أو يد فاطمة وهو قوله :
"ولكن لها أسماء أخرى أقل شهرة فهي تعرف لدى المجتمعات الإسلامية باسم بـ "يد فاطمة "إشارة إلى فاطمة (الزهراء) وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم."
وتعرف عند اليهود بيد مريام وهو قوله :
" ويسميها بعض اليهود بـ "يد مريام" إشارة إلى مريام التي ورد ذكرها في التوراة وهي أخت النبيين موسى وهارون عليهما السلام."
والغريب أنها تسمى عند النصارى بكف مريم
وتحدث عن أصل الخرافة فقال :
"فرضيات حول نشأة الأسطورة:
اختلفت الفرضيات التي تتحدث عن نشأة تلك الأسطورة وكثرت الأقاويل حولها ولكن نذكر بعضاً منها:
- أصل فينيقي
يختلف تفسير رمز الخرزة الزرقاء تبعاً للمذهب والدين، فيعتقد بعض المسلمون السنة أنها تشير إلى أركان الإسلام الخمس بينما يعتقد بعض الشيعة أنها تشير إلى أهل الكساء الخمس (محمد، علي، فاطمة، حسن، حسين)
أما اليهود فيعتقدون أنها تشير إلى كتب التوراة الخمس (أسفار موسى). ولكن لعلماء الآثار وجهة نظر أخرى فهم يرون أن منشأ جميع تلك الإعتقادات لدى الديانتين يعود بجذوره إلى الفينيقيين جيث كانوا يقدسون تانيت آلهة القمر الحارسة في مملكة قرطاج بذلك الرمز. فالدائرة في وسط الكف ترمز للقمر."
بالقطع لا وجود للأركان الخمسة ولا لأصحاب الكساء الخمسة فى أى نص من نصوص الوحى الإلهى فكل أحكام الله وهى آلاف مؤلفة أركان وليس خمسة و أصحاب الكساء هم كل المسلمين حيث يجب أن يكتسوا كما قال تعالى :
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"

وكذلك الاعتقاد اليهودى ليس فيه نص من العهد القديم يقول بهذا الاعتقاد وإنما نصوص الأسفار الخمسة تقضى بقتل كل من يعتقد أن الخمسة وخميسة تحمى من دون الله
ثم قال:
- رمز لتهديد الرومان:
من المعتقد أن الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكف الذي يحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ، و ربما كانت العيون الزرقاء هي الصفة التي ميزت الرومان عن الشعوب المستعمرة آنذاك، وهو تعبير صريح عن لرفضهم للمستعمر الجديد، فكانوا يحملون عصا وفي أعلاها ذلك الرمز المخيف الذي يهدد باقتلاع أعينهم أو يكتفون بإلصاقه على أبوابهم. وفيما بعد أصبحت رمزاً للحماية من كل شر يحملونه في أعناقهم كقلائد أو يعلقونه على جدران منزلهم."
بالقطع فد يكون هذا القول صحيح ولكن العيون الزرقاء لم تميز الرومان لأن سكان منطقة البحر المتوسط عيونهم تميل للبنى والسواد فى الغالب والعيون الزرق تكون فى المناطق الباردة
واشاعة الخرافة فى الشعوب الهدف منها اقعادهم عن طرد المحتل بالقتال
ثم قال:
"صلة بسحر الأرقام
ربما كان للأسطورة صلة بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكلٍّ عدد ولكل حرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد بها ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الإنسان أو ما يخصه إذا ما دُفعت في وجه الحسود·
وفي بعض المجتمعات العربية تدفع المرأة بكف يدها (بعد فرد الأصابع الخمسة) في وجه من تظن أنه يضمر الحسد لها فتنطق باسم العدد "خمسة" ومضاعفاته أو أية كلمات مرتبطة به كقولها (اليوم الخميس) ·"
قطعا هذا اعتقاد يؤكد الغباء والبعد عن الدين الصحيح فالأقوال والنظرات لا يمكن أن تحول الخير لشر والمقصود أن تزيل النعم وتجلب مكانها أمراضا ونقصا فى الصحة والمال وسواهما
ثم قال :
رمز لحركات السلام
"في السنوات الأخيرة اختار عدد من نشطاء حركات السلام من اليهود أن يرتدوا شارة الخرزة الزرقاء كرمز للتقاليد المشتركة بين المسلمين واليهود. في إطار دعوتهم للتعايش المشترك بين الشعبين اليهودي والفلسطيني."
هذا الكلام هو من قبيل نشر الخرافة فى المجتمعات مع كون نصوص القرآن ونصوص العهد القديم تكفر كل من يعتقد أن الأحجار تضر وتنفع وهى ملبوسة كحلى أو قلادات أو غيرها