ما كنْتُ يوْما أستلذُّ بياني
يا منْ ملكْت أعنّة الوجْدانِ
فإذا أردْت كليْمةً فلأنّني
جرْح العروبة هزّ جذْع بياني
منْ أيْن أمْشي والطّبول بقرْعها
سحبتْ منَ الأصْقاع كلّ أمانِ
كيْف العبور وذي السّبيل طويلةٌ
والخوْف غطّى اليوْم كلّ مكانِ
قدَرُ العروبةِ أنْ تظلّ كما أرى
جرْحا يئنُّ على مدى الأزْمان
فمصيرنا إمّا القيام بقوّةٍ
أوْ أنّنا سنُهانُ أيّ هوانِ
أيْن الحصافةُ شاعري في أمّة
كسرتْ منَ الخذْلان كلّ سنانِ
ومشتْ على الآهات ضوْء مسيرها
فسْلٌ يثيرُ النّار في الأوْطان
فإذا بكيْتُ منَ الأسى فلأنّني
ما عدْتُ مثْل الأمْس فحْل زماني
فلمنْ أبُثُّ مواجعي ومدامعي
ما بلّغتْ بالوَجْد كلّ حناني
يا سيّدَ الشّعراء هلّا جئْتنا
وأعَدْت للأشْعار أمْس أمانِ
ونفخْت في الأعْراب نفْخةَ عارفٍ
بالعُرْب والأوْطان والتّيجان
وحدَوْت نسْل العُرْب نحْو شهامةٍ
لنشُدَّ نحْو العزّ كلّ عنانِ