الولج في القرآن
يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها
وضح الله أن الله يعلم أى يعرف ما يلج فى الأرض وهو ما يسقط أى ما ينزل فى الأرض من شىء ويعلم ما يخرج منها وهو ما يطلع منها مثل العمل الصالح والنبات وما ينزل وهو ما يهبط من السماء مثل الوحى والشهب وما يعرج إليها وهو ما يصعد لها مثل العمل والله هو الرحيم الغفور أى النافع المفيد لمن يطيعه
وفى هذا قال تعالى :
"يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور"
ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض
وضح الله أنه هو الذى خلق أى أنشأ فى ستة أيام والمراد فى مدة قدرها ستة أيام إلهية أى ستة آلاف سنة بحساب البشر ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون والمراد قال للمخلوقات أنا ملك الخلق وهو يعلم ما يلج فى الأرض وهو ما يدخل فى جوف الأرض وما يخرج منها والمراد وما يصعد من الأرض وما ينزل وهو ما يسقط من السماء وما يعرج فيها والمراد وما يصعد إلى جوفها من أشياء
وفى هذا قال تعالى :
"هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها "
حتى يلج الجمل فى سم الخياط
وضح الله أن الذين كذبوا بآيات الله وهم الذين كفروا بأحكام الله وفسرهم الله بأنهم الذين استكبروا عنها أى خالفوا الأحكام لا تفتح لهم أبواب السماء والمراد لا تتسع لهم منافذ الرحمة وهى الجنة وفسر الله هذا بأنهم لا يدخلون الجنة أى لا يسكنون الحديقة حتى أن يلج الجمل فى سم الخياط والمراد أن يدخل الجمل من ثقب الإبرة وهو المستحيل ومن ثم لا أمل لهم فى دخول الجنة وبتلك الطريقة وهى دخولهم النار يجزى المجرمين أى يعاقب الكافرين
وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط "
تولج الليل فى النهار
طلب الله من رسوله(ص)أن يقول:
تولج الليل فى النهار أى تجعل الليل مكان النهار بالسلخ تدريحيا فالمكان الذى تغيب عنه الشمس يصبح ليلا وتولج النهار فى الليل أى وتجعل النهار مكان الليل بالسلخ تدريجيا فالمكان الذى تطلع فيه الشمس يذهب عنه ظلام الليل
وفى هذا قال تعالى :
"تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل "
ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار
وضح الله أن ذلك وهو نصره وعفوه وغفرانه بأن الله يفعل التالى يولج الليل فى النهار أى يكور الليل على النهار أى يسلخ الليل من النهار ويولج أى يكور النهار على الليل أى يسلخ النهار من الليل مصداق لقوله بسورة الزمر:
"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "
والمراد يذهب الليل بالتدريج فكل مكان يذهب منه يصبح نهار والنهار يذهب بالتدريج فكل مكان يذهب عنه النهار يحل محله الليل
وفى هذا قال تعالى :
"ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل "
ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى تعرف أن الله وهو الرب يولج أى يدخل أى يكور الليل على النهار ويولج أى يدخل أى يكور أى يزيل تدريجيا النهار إلى الليل مصداق لقوله بسورة الزمر:
"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"
وسخر أى خلق الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى والمراد كل يتحرك حتى موعد محدد هو القيامة ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الرسول عرف قدرة الله على تغيير الليل والنهار وخلق للشمس والقمر وتحريكهما
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى "
يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل
وضح الله للناس أنه يولج الليل فى النهار أى يدخل أى يكور الليل على النهار ويولج أى يدخل أى يكور النهار على الليل مصداق لقوله بسورة الزمر:
"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"
وفى هذا قال تعالى :
"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل "
وإلى الله ترجع الأمور يولج الليل فى النهار
وضح الله للناس أن الله له ملك أى حكم أى ميراث السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور والمراد وإلى جزاء الرب تصير أى تدخل المخلوقات يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل والمراد:
"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "كما قال بسورة الزمر
والمراد يزيل بظلام الليل تدريحيا بعض نور النهار ويزيل بنور النهار تدريجيا بعض ظلام الليل
وفى هذا قال تعالى :
"له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل "
ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله وليجة
سأل الله المؤمنين :أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله وليجة والمراد هل ظنتتم أن تدخلوا الجنة ولم يعرف الرب الذين قاتلوا منكم ولم يجعلوا من سوى الرب ولا نبيه (ص)بطانة أى أنصار والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين بعدم اتخاذ أولياء من الكافرين مصداق لقوله بسورة النساء:
"لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين "
وفى هذا قال تعالى :
"أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله وليجة "