ينظر إلى ابنه الشهيد

**.ينظر إلى ابنه الشهيد .
... ويمسح وجهه وعينيه : من هاتين العينين كنتَ ترى العالَم ...ومن هاتين الأذنين كنت تسمعني وأنا اناديك ...وبهذا الفم كنتَ تضحك ..من هذه النوافذ كنتُ انظرُ اليك حين كنتَ في جسدك ...اين انت الآن..فررتَ كعصفور الى الجنة ......و سكَن جسدك النزيف
.
...ثم ينادي الله و يقوى ويمضي..
..القوة .... ...... ان نتبع الحياة كما تمشي الجداول حول الحجارة وتلتف حول كل العو ائق لا تحلم الا بلقاء النهر
.
....جُرحت يدي بالسكين بالأمس ..قلت : ما أصبرك يا غ ز ة ... وجعْتُ كثيرا ذلك اليوم ...قلت : آه يا غ ز ة .....خانني اهلي فذكرت غ ز ة ....وفي كل ألم فوق الأرض.. أو ميت لا يدفنونه ..أذكر غ ز ة ...
.
..امرأة فقيرة ارهقها الشقاء لأنها تقطن بلاد العرب ..
....تقول لطفلها: ..
..هل توافق أن أرسلك إلى غ ز ة..
..تقاتل ....وفي ايام قليلة وأنت تمشي في الشارع ..
..يقصفون بناية
وتنهار على جسمك الصغير
...وتخرج من ذلك الردم كعصفور يطير إلى الجنة ..
.
،،،.،،..غ ز ة. وجه معفّر بالدماء . ... يقاتل لله.... وليس للرؤساء
.
،، هذا العالَم الحقير ..يتفرّج كلّ يوم على قتلى غ ز ة ودمار بيوتهم ...وهو يشرب القهوة ......
.
،،.......لم تؤمن امّة بحماية العشيرة أكثر من العرب .... واليوم يقولون : غ ز ة ليست من العشيرة .....
.
عبدالحليم الطيطي

الحيرة التي تملأ قلوبنا من هول ما يحدث وهول ما نراه، وهول الألم الذي يعتصرنا ويعتصر قلوب أهل غزة.
عندما نتحدث عن أحياء كاملة دُمرت بمنازلها وانمحت أسماء أهاليها،
أطفال حرموا من أبسط حقوقهم في الحياة ورمتهم فوهة المدافع الحارقة ليتحولوا إلى جثث هامدة وأشلاء ممزقة.
ومن نجا منهم أضحى أسير ذكريات أليمة لن تغادر ذاكرته.
لنقف جميعاً وقفة إباء وشموخ ونستذكر عزة المسلمين، ونتكافل ونتكاتف نصرة لأهل فلسطين،
ولنساهم بكلمة هادفة، وبنصرة قلبية، وبدعوات في رحاب المساجد التي تنطلق منها دعوات المؤمنين المخلصين،
وبمساهمات إغاثية إنسانية، وبتوعية أجيالنا الذين لابد أن يثقوا بحقيقة حتمية ستكون يوماً ما لا محالة
-بإذن الله تعالى- سيولد من رحم المعاناة والألم. هناك في غزة العزة وفي كل مساحات فلسطين المباركة،
وفي أكناف المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الأنبياء.

..........ألف شكر ...الأديبة القديمة ناديه...........