نظرات في مقال أبو الهول .. وحش من حجر يشهد على تاريخ مصر
صاحب الموضوع مصطفى جمال والمقال يدور حول تمثال ضخم أمام ما يعرف بأهرامات الجيزة الثلاثة وقد استهل المقال بكون التمثال هو حامى الأهرامات فقال :
"سنتكلم عن واحدة من أقدم المنحوتات و أجملها .. ذلك العملاق الحجري الذي شهد علي تاريخ حضارة من أعظم الحضارات التي وجدت .. ذلك الوحش الذي يحمي ثلاثة من أعظم البنايات و اكبرها في العالم القديم .. ينظر بتعالي إلى أفق الصحراء ناحية الشرق .. ويقف في وجه الزمان على مدى 5000 عام إنه ابو الهول"
قطعا لا حامى إلا الله فالتمثال نفسه لم يحمى نفسه من سقوط العديد من جوانبه ووصف مصطفى جمال التمثال فقال :
"أبو الهول .. وحش من حجر يشهد على تاريخ مصر!
يتكون من راس إنسان و جسم أسد ..
هو عبارة عن تمثال ضخم، يتكون من راس إنسان و جسم أسد وكانت لديه لحية، ولكنها الان مكسورة و تم حفظها في المتحف البريطاني والقائمون على ذلك المتحف يرفضون إعادتها إلى التمثال، وكان يوجد فوق رأسه أفعى الكوبرا لكنها تحطمت ايضاً، و يغطي راسه غطاء الراس الملكي انذاك المسمي بـ (النمس)، و كان في ما مضى مطلي بالألوان وتظهر بعض اثار الألوان جانب أذنه إضافة إلى بعض الرسومات القديمة التي كانت تظهر له جناحين"
وحكى مصطفى جمال أن ناحت التمثال هو الملك خفرع المزعوم في التاريخ المزعوم المسمى الفرعونى وهو تاريخ كتبه الاغريقى مانيتون السمنودى فقال :
"ويعتقد أنه بني في عهد الفرعون (خفرع). كان أبو الهول في الماضي مهجراً و قد نحته الفرعون خفرع بنفسه، يبلغ طوله نحو 73,5 متر، من ضمنها 15 متر طول رجليه الأماميتين، وعرضه 6 مترات، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 متراً إلى قمة الرأس، و عمره 5000 عاماً."
وهو كلام لا يصدق فالملوك أساسا لا يتعبون أنفسهم ويعملون بالأعمال اليدوية المتعبة وإنما يأمرون الرعية المتخصصة بعمل ذلك لأن عمل تمثال كهذا من شخص واحد يستغرق أكثر من عشرة سنة يعمل فيها كل يوم حوالى ست ساعات
وكلام مصطفى جمال عن نحت التمثال يتناقض مع كلامه عن بناء التمثال فقال :
"من بنى أبو الهول ولماذا؟
يوجد اكثر من رأي حول هذا الموضوع، أقدم الآراء كانت تقول أن الملك خفرع بناه علي هيئته، هيئة رجل يحمل قوة الاسد وحكمة الانسان
و الرأي الأخر يقول انه لـ (خوفو)، لأنه يشبه تمثال خوفو ولا يشبه باقي تماثيل خفرع."
إذا الرأس شبيه الآدمى غير معروف هو لمن خوفو أم خفرع ؟
وتحدث عن سبب اقامته فقال :
"أكثر الاراء شيوعاً انه بني للعبادة، و انه يمثل إله الشمس (حور-إم-آخت) ويعني هذا الإسم "حورس في الافق"، وأتى ذلك الاعتقاد بسبب وجود معبد لأبي الهول حيث كانت تقدم له القرابين، وزاره اكثر من ملك، مثل (رمسيس الثاني) و (توت عنغ امون) الذي أقام استراحة عنده، وزاره الإمبراطور الروماني (سيبتيموس سيفيروس)، وتوجد ايضاً بعض النقوش تقول انه بني لابعاد كل الشرور عن الاهرام."
إذا هناك سببين متناقضين أولهما أنه بنى لعبادته وثانيهما لحماية الأهرامات والسبب الثانى مستبعد لأن التماثيل تبنى بغرض التعظيم وهو العبادة كما في تمثال العجل الذهبى وفيه قال تعالى :
"واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين"
وقال في عبادة قوم إبراهيم(ص) للتماثيل :
"ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين"
وحكى الرجل حكاية عن ضرب اكتشاف حملة نابليون الصليبية له فقال :
"نابليون وأبو الهول! ..
وإذا نظرت إليه سوف تلاحظ ان الرأس أصغر من الجسم وهذا بسبب التأكل، حيث أن بعض أجزاء ابو الهول كانت محفوظة تحت رمال الصحراء، أما راسه كانت مكشوفة وتم اكتشافه سنة 1798، عندما مر (نابليون) على مصر و أدت عصفة رمليه إلى كشف جزء من ابو الهول، أزالوا الرمال عنه ليكتشفوا تمثالاً عظيماً تحت الرمال"
وقطعا التمثال كان معروفا وموجودا وكان العرب يعرفونه وهم من سموه بأبى الهول ومن ثم لا يمكن أن يكون أحد اكتشفه وهو موجود معروف
وتحدث عن تسميته بأبى الهول فقال :
"ما معنى اسم أبو الهول؟
في عصر الدولة القديمة كان اسمه (روتي)، وهو رمز مقدس عند القدماء المصريين، و في عصر.. الدولة الحديثة أطلق عليه اسم حور إم آخت، و في عصور الدولة المتأخرة أطلق عليه اسم (حور ما خيس)، و في عصور الدولة الوسطي أطلق عليه اسم (شسب عنغ) و تم تحريفه الى (سفنكس) و هذا معناه بالانجليزية، و اطلق عليه اسم (حورونا) لانه كان يشبه الإله الكنعاني حورونا، وأما التسمية العربية فهي تحريف لكلمة (بو حول) و التي تعني مكان أو ملاذ حورس، وتم تحريفه ليكون بالعربية ابو الهول."
وتحدث عن أنف ابو الهول فقال :
"أين ذهب انف ابو الهول؟
قيل أن نابليون أصابه بالمدفعية فوقع راسه وتهشم أنفه، ورأي اخر يقول أن المماليك استخدموه كنقطة إصابة أهداف كانوا يتدربون علبها و يوجد من يتهم البريطانيين، لكن الرسومات التي رسمها المستكشف الدنماركي (فريدريك لويس) عام 1737 في كتابه الرحلة الى مصر والنوبة توضح التمثال بلا أنف، لذا فكل الاقوال الاخرى تكون باطلة، وينشأ لدينا احتمالان، الاول ان يكون اصلاً بلا انف، او ان يكون قد فقده بسبب عوامل التعرية وأنا مع الراي الثاني."
ورسم لويس للتمثال قبل مجىء الحملة بنصف قرن يكذب أنه دفن حتى اكتشفته الحملة الفرنسية
وأما كون التمثال له أنف أو ليس له أنف فالاحتمال الأخير يكذبه وجود بقايا الأنف في التمثال حتى الآن
وتحدث عن أن التمثال دفن مرة قبل آلاف السنين وما يثبت ذلك حكاية تاريخية سجلت في لوحة اسمها لوحة الحلم فقال :
"لوحة الحلم
لقد تمت الكثير من عمليات ازالة الرمال من على ابو الهول و أشهرها تم تسجيله بأمر من (تحتمس الرابع) و كتب عليها الوعد الذي قطعه تحتمس الرابع لأبو الهول في حلمه، حيث وعده بأنه سيصبح فرعون إذا ازال الرمال من عليه، و يوجد من يقول بأن حكاية الحلم كانت خدعة لأمور سياسية حيث كان ينظر لأبي الهول بأنه إله، وكان كل فرعون يصنع مثل هذه الحكايات لزيادة الثقة به."
والحكاية تبدو كاذبة خاصة أن التمثال والأهرامات مبنية فوق هضبة عالية عما حولهم ولا يمكن أن يدفن حوالى 20 متر منه لأن هذا يستلزم دفن الأهرام 20 متر لنفس السبب لوجودهم في منطقة واحدة
وتحدث عن وجود نسخ أصغر للتمثال في أماكن متعددة فقال :
"أبو الهول اثناء التنقيب ..
نسخة أبو الهول في الصين .. يوجد الكثير من التماثيل المماثلة لابو الهول، يوجد واحد لرأس (حتشبسوت) و يوجد أخر في محافظة الفيوم، و يوجد مجموعة من التماثيل التي بجانب المعبد في الفيوم ورأسها على شكل كبش، و يوجد الكثير من أشكال ابو الهول في الحضارة الكنعانية و الأشورية والبابلية واليونانية والفارسية، وتم استخدامه كديكور في اوروبا في عصر النهضة، و تم صناعة نسخة طبق الاصل لأبو الهول في الصين، لكنه لا يضاهي الاصلي، ويظل ابو الهول المصري اقدمهم.
* وفي الختام: سيبقى أبو الهول شاهداً علي تاريخ مصر ورمز لخلود هذه الحضارة القديمة.0"
واختلافات التاريخ المتعددة في تمثال واحد كهذا تثبت حقيقة أن تلك الآثار ليست قديمة القدم المعروف فى التاريخ وإنما هى آثار أقيمت في العصر الحديث فلا يمكن ألا يعرف الناس تلك الأهرامات والتمثال وهى بهذه الأحجام المهولة
ومن المعروف أن الله أرسل في كل أمة رسول وأهلك قومه من بعده واهلك ما صنعوه كما قال :
"وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين"
هنا تبقى آثارهم فترة بعد هلاكهم ثم تهلك هى الأخرى وهو قوله إلا قليلا أى مدة قليلة
ويبدو أن أقاموا تلك الآثار قصدوا من اقامتها تكذيب القرآن من خلال واقع أقاموه هم ليقولوا أن الله لم يدمر تلك الآثار الكفرية ومن ثم يثبت كذب القرآن من قبلهم