أقـحوان الروح

قُـــمْ يَـــا حَــبِــيبِي نُــطْفِئُ الأَشْــوَاقَـا
قُـمْ نَــرْشُفُ الــحُبَّ الــطَّهُورَ عِــنَاقَـا
قُـمْ نَــمْسَحُ الأَحْزَانَ عَنْ مُقَلِ الرُّؤَى
يَـكْفِي الـفُؤَادَ مِــنَ الأَسَــى مَــا لَاقَـى
الــذِّكْــرَيَــاتُ تَــزِفُّ لِــلــغَدِ أَمْــسَــهُ
وَالأُمْــنِــيَــاتُ تُــخَــضِّــبُ الأَحْــدَاقَــا
وَالــقَلْبُ مِــنْ قَــلَقٍ تَنَسَّكَ فِي الهَوَى
مَـــا ثَـــمَّ مَــدَّ يَـــدًا أَوَ اْخَّـــرَ سَــاقَــا
يَــا أُقْــحُوَانَ الــرُّوحِ أَيْــبَسَ خَاطِرِي
مَــــاءٌ يُــــكَــدِّرُ فَــــرْيُـــهُ الأَذْوَاقَــــا
الــحَرْفُ عَــفَّ عَــنِ السُّؤَالِ فَهَامَ فِي
وَحْــيِ الــخَــيَــالِ يُــعَــانِــقُ الآفَــاقَــا
حَــتَّــى أَتَــيْــتِ وَفِــي عُــيُونِكِ كَــوْثَرٌ
يَــسْــقِي الــرَّحِــيقَ الــعَــبْقَرِيَّ دِهَــاقَــا
وَبَـــرَأْتِ فِــي الــوِجْدَانِ أَبْــهَجَ جَــنَّةٍ
تُـــؤْوِي الــشَّــغَافَ فَــرَقَّ فِيكِ وَرَاقَــا
فِــي الـغَيْبِ كُــنَّا وَالـتَقَيْنَا فِــي الــمَدَى
ثُــمَّ ارْتَــقَــى فِــيــنَا الــهَــوَى فَــتَلاقَـى
وَدَنَـــوْتِ لِــي زَهْــرًا تَــوَضَّأَ بِــالنَّدَى
بَــــثَّ الــنَّــسِــيمَ مُــعَــبَّــقًا رَقْــــرَاقَــا
وَغَــدَوْتِ فِــي وَجْــهِ الزَّمَانِ فَمَ السَّنَا
يَــحْــكِــي الــجَـمَالَ صَـبَــاحَةً وَمَذَاقَــا
وَنَــأَيْــتِ مِـــنْ بَــيْــن الــسِّــنِينِ مَــجَرَّةً
فَــركِــبْتُ مِـنْ فَــرْطِ الــحَنِينِ بُــرَاقَـا
رَاوَدْتِــنِــي طَــيــفًا سَـــرَى وَتَــرَكْتِنِي
شَــغَــفًــا يَـــصُــبُّ وَمُــهْــجَةً تَــتَــسَاقَـى
قَـــدْ بُــحَّ مِــنِّي الــنَّوْحُ حِــينَ كَــتَمْتُهُ
لَــكِــنَّ بَــوْحِــي أَرْهَـــفَ الــعُــشَّاقَـا
لَـــمْ يُــبْــقِ فِـــيَّ الــوَجْــدُ إِلَّا غُــرْبَةً
ثَـــكْـــلَــى وَإِلَّا ذَابِـــــلًا مُــشْــتَــاقَــا
وَيْـــحَ الْــهَــوَى كَـمْ يَــسْتَبِدُّ وَيَــجْتَنِي
كَـمْ بِــالــرِّجَالِ يُــخَــضِّعُ الأَعْــنَاقَـا
مَـــا إِنْ أَتِــيْــتِ مِــنَ الأُمُــورِ بِــرَغْبَـــةٍ
إِلَّا وَكُـــنْـــتُ وَرَاءَهَـــا مُــنْــسَــاقَـا
شُــقِّــي الــفُــؤَادَ إِنِ ارْتَــأَيْــتِ فَــإِنَّنِي
مَـــا خُــنْــتُ فِــيــكِ تَــعَلُّقِــي إِطْــلَاقَـا
أَنَــا مَــنْ يَفِي عَهْدَ القُلُوبِ وَلَمْ أَكُنْ
إِلَّا بِـــكُـــلِّ مَــــــوَدَّةٍ مِــــغْــدَاقَــا
مَــا كَــانَ مِــثْلِي مَـنْ يَــخُونُ عُــهُودَهُ
يَــوْمًــا وَلَا مَــنْ يَــنْــقُضُ الْــمِــيْثَاقَـا
مَــــا كُـــنْــتُ إِلَّا بِــالــوَقَارِ مُــكَــابِرًا
شَــوْقًــا يَــهِـيــجُ وَمَـدْمَــعًــا مِــهْــرَاقَـا
مَــا كُــنْتُ إِلا أَجْــتَبِيكِ مِــنَ الوَرَى
وَلِـــكُـــلِّ صَـــفْــحٍ بَــيْــنَــنَا سَــبَّــاقَــا
يَــــا غَـــزَّةَ الأَحْـــرَارِ غُـــرَّةَ مَـجْـدِنَـا
يَــا شَـوْكَـةً لِـمَـنِ اسْـتَذَلَّ وَشَـاقَى
يَـــا آخِــرَ الآتِــيــنَ أَوَّلَ مَـــنْ سَــجَــا
قَــلْــبِــي إِلَـيــهِ فَــأَسْــرَجَ الأَعْــمَــاقَـا
لَــوْلَا الــظَّلامُ لَــمَّا تَــأَلَّقَ فِــي الــدُّجَى
ضَـــوْءٌ وَلَـــوْلَا الــضَّــوْءُ لَـــمْ نَــتَرَاقَـا
ضُــمِّي فُــتَاتَ الــصَّمْتِ إِنَّ مَــوَاجِعِي
رَحُــبَــتْ وَإِنَّ تَـصَــوُّفِــي قَــدْ ضَــاقَــا
مَـــا زَالَ يُــرْهِبُنِي الــرَّحِيلُ إِلَــى غَــدٍ
مُــتَــجَــهِّمٍ لا يَـــعْــرِفُ الأَخْــــلَاقَــا
فِــي الــشَّرْقِ رُوحِي وَالمَغَارِبُ تَحْتَوِي
جَــسَدًا يَــذُوبُ مِــنَ الــنَّوَى إِشْــفَاقَـا
لَـــمْ أَسْــتَــقِرَّ عَــلَى مَــشَارِفِ عَــوْدَةٍ
لِـــدِيَــارِ عَــــدْلٍ تَـــرْدَعُ الــسُّــرَّاقَـا
فِــي مِــصْرَ قَــدْ حَــكَمَ الــدَّعِيُّ بِجُنْدِهِ
وَهُـنَاكَ قَــدْ نَــهَبَ الــلُّصُوصُ عِرَاقَـا
وَالــشَّــامُ قَـــدْ وَأَدَتْ بَــنِــيهَا بِــالَّذِي
لَـــمْ يَــحْــفَظِ الأَعْــمَــارَ وَالأَرْزَاقَـــا
وَالــنِّــفْطُ قَـــدْ فَــتَنَ الــخَلِيجَ فَــطَلَّقُوا
أَهْــــلًا وَسَــــاقُــوا لِــلــعَــدُوِّ صَــدَاقَــا
وَعَـلَى فِـرَاشِ الأَهْـلِ لَجْلَجَ مَنْ بَغَوا
وَإِلَــــى الـخِـيَـانَةِ أَبْـلَـجُـوا الأَبْــوَاقَـا
وَالْــقُــدْسُ تَــضْرَعُ يــا جِــهَادُ فَــإِنَّهُمْ
قَــهَــرُوا الْــبِــلَادَ وَأَحْــكَــمُوكَ وَثَــاقَــا
مَنْ حَــاصَرَ الصِّيدَ الأُبَاةَ مَنِ افْتَرَى
إِرْهَـــابـــهُ مَـــنْ فَــــجَّــرَ الأَنْــفَــاقَــا
مَـــنْ أَطْــلَقَ الأَقْــزَامَ فِــي عَــرَصَاتِنَا
بِــجَــهَــالَةٍ، مَـــنْ كَـبَّــلَ الــعِــمْلَاقَـا
مَنْ غَضَّ عَنْ نَحْلِ الإِبَاءِ وَغَاصَ فِي
وَحْـــلِ الــرِّيَــاءِ وَأَدْمَــنَ الأَسْــوَاقَـا
وَالــمَجْدُ، أَيْـنَ الــمَجْدُ فِــيمَنْ بِالرِّشَى
خَــذَلُــوا الــهُــدَاةَ وَأَتْـبَــعُوا الــفُــسَّاقَـا
ذَابَ الــجَـنَــانُ عَــلَــيْهِ يَــوْمَ رَأَيْــتُــهُ
صَـرْحًــا تَـهَاوَى شَــاكِــيًا مَـنْ بَــاقَـا
لا كَـــانَ يَــوْمٌ لَا يَــكُــونُ لَــنَــا بِــهِ
شَرَفُ الــمَكَانَةِ فِــي الـوَرَى اسْتِحْقَاقَـا
مَــا زِلْــتُ أَرْجُــو الــفَتْحَ أَدْعُــو رَبَّــنَا
بِــالــدَّمْــعِ حَــتَّــى قَــــرَّحَ الآمَــاقَــا
وَأَحُـــثُّ هَــمِّــي فَــوْقَ صَــهْوَةِ هِــمَّتِي
فِــي أُمَّـــةٍ قُــهِــرَتْ فَــلَــمْ تَــتَــوَاقَـا
هَـــذَا الــمَــخَاضُ فَــلَــيْسَ ثَــمَّةَ بَــعْدَهُ
إِلَّا الَّـــــذِي سَــيُــبَــعْــثِرُ الأَوْرَاقَــــا
يَــعْــتَــزُّ فِــيــهِ الــثَّــائِــرُونَ كَــــرَامَــةً
وَيُــذَلُّ فِـــيــهِ الــمُــتْــرَعُونَ نِــفَــاقَــا
وَسَــيَــنْــصُرُ اللهُ الـذِيْــنَ إِذَا اتَّـــقَــوْا
زَادُوا الــمُـرُوءَةَ فِــي الــتُّــقَى إِنْــفَــاقَـا