أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة.

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2024
    المشاركات : 19
    المواضيع : 9
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة.

    خرج فهمان من الفتحة المقابلة للثقب الدوديّ، وفور أن فتح عينيه أغلقهما على الفور من قبح ما رأى، حتى أصابه دوار وتقيأ، ثم ما لبث أن فتح عينه فوجد نفسه بين كفي رحى عفريت من عفاريت إبليس.
    يرى أمامه آلاف من هذه المناظر القبيحة، بينما يرى أيضا تموجات كتموجات الجاذبية، فأدرك عندها أن هذه مجموعة من الجان في تتحرك بسرعة تقارب سرعة الضوء، ولا يكاد يرى لعفريت إلا لحظة سكونه أو يتحرك حركة بطيئة.
    وسمع أصوات مختلطة، ما بين اصطكاك السيوف وصوت الذبذبات وتصفير الرياح.
    ورغم أنه يعلم أنه قطع ملايين الكيلومترات وهو في كف العفريت إلا أنه لم يشعر بأنه يتحرك، فعلم أن سرعة العفريت فائقة قد تصل إلى سرعة الضوء، وهذا بمنزلة مؤشر له أن مساحة أرض الجان قد تبلغ مساحة المجموعة الشمسية بمئات المرات، وربما آلاف المرات.
    الحرب...
    أخذه العفريت وطار به في الهواء قاصدًا إبليس، بينما الوالي برقان (أحد ولاة الملك محرز على بعض المناطق) يحاول أن يدركه قبل الفرار، وبالفعل أدركه وبتر يده الممسكة بفهمان ثم تلقفه وطار به هو الآخر قاصدا الملك محرز.
    ولم يكن الصراع حول الظفر بفهمان فحسب بل تقاتل الجيشان وسقط منهم الكثير، ما بين قتيل وجريح، لكن غرض القتال هو أيضا الظفر بفهمان.
    وظل الوالي برقان يطير بفهمان في جزء من الفيمتوثانية، عندها ظن أنه ظفر بفهما بسبب طول المدة التي لم يدركه فيها أحد فنادى على الوالي ميمون أبانوخ بأن ينادي في الجيش بالرجوع. وفجأة
    نادى برقان على الملك ميمون أبانوخ بعد أن حاز فهمانَ أنِ ارجعْ بالجيش كي نذهب إلى حصوننا عند الملك محرز .
    رمق ساروخ ابن إبليس الملكَ برقانَ وهو يرحل من المعركة بفهمان ، فترك موقع قتاله وطار خلفه ليدركه ، فتقاتلا ، وكان برقان يقاتله بيدٍ واحدة لأنّ الأخرى ممسكٌ بها فهمان ، طالت المبارزة طويلاً .
    سارع الجمعان نحو الملكيْن برقان وساروخ ، أي نحو الهدف ، فدعّم أحدهما برقان والآخر ساروخ من أجل الظفر بفهمان .
    استطاع أحد العفاريت العمالقة العتاة خطف الهدف من يد برقان المنشغل بقتال ساروخ وطار به قاصدًا إبليس ، وإبليس يصفق مشجّعًا عفريته ، طار خلفه ميمون أبانوخ وناوره مناورة كبيرة ، فلمّا وجد العفريت العملاق أنّه لن يستطيع مجاراة أبانوخ بيدٍ واحدة ألقاه إلى أخيه العملاق الآخر ، وظلا يتقاتلان ولم يتغلبْ أيّ منهما على الآخر .
    سعى خلف العفريت العملاق الآخر كهيال وتبعه هلال وهياكل وأتباعهم فتغلب عليهم جميعًا وقتلهم ، فترحّم عليهم محرز متوجعًا ، بينما نجد إبليس يحتفل بأداء طقوس رقصته الرائعة .
    ترك أبانوخ مبارزة العفريت العملاق سعيًا خلف الفتى بعد أن استطاع أخيه قتْل بعض جنوده الكِفَاء، ظلّ يطير خلفه وتبعه بالطبع العفريت العملاق .
    أدركه أبانوخ وقتله ، وطار بفهمان ، نظر أخوه العفريت إلى أخيه المقتول فصرخ تفجّعًا عليه ، ثمّ هبّ وقلبه مملوء بغلّ الثأر وسعى خلف أبانوخ لكنّه لم يدركه ، نظر إبليس إلى المشهد وأيقن أنّه خسر المعركة فهبّ منتفضًا وطار قاصدًا ميدانها .
    وكاد الجيشان بفضّ الاشتباك لظفر أبانوخ به حتى ظهر في الأفق إبليس ، جاء مسرعًا يحمل سيفًا بتّارًا وهجم على أبانوخ وكاد أن يقتله لولا أن تداركه على الفور بعض ملوك جنّ الأرياح وزميله برقان واجتمعوا على إبليس فأسقط الكثير منهم على الأرض صرعى واستطاع أن يخطف فهمان من يد أبانوخ .
    لم يتمالك محرز نفسه ، وآثر المغامرة بحياته قبل أن يقتل إبليسُ خيرة رجاله ، وطار يقاتل مع الجمْع ومن خلفه العجوز شمهروش ، قطع محرز يد إبليس اليسرى وأخذ الفتى وتمْت التغطية عليه من أمامه حتى لا يدركه إبليس أو أتباعه ، وبفضل هذه التغطيّة الكبرى والذي ضاع فيه رقاب كثير من أتباع محرز الملك الأحمر استطاع الفكاك بفهمان والذهاب به إلى معاقلهم .
    انفضّ الاشتباك فلا جدوى من القتال لإنّ الهدف ولّى ، ومضى كلاهما إلى معاقله غير العفريت العملاق الذي مات أخوه ، ظلّ يندب ويحثي على وجهه النار متحسرًا على أخيه الهالك ويتوعّد أبانوخ ويقول لن أترك ثأر أخي يا أبانوخ ، سأقتلك .
    غرفة التخليق الجنيّة..
    أجلسه الملك محرز ودار بينهما حوار طويل يخصّ مسالة الإيمان والكفر والإنس والجان ودوري الجنّ والنفس في إغواء البشر .
    وكان النقاش محتدمًا حول قدرات الجنّ الخارقة إزاء قدرة البشر المتواضعة إلَا أنّ فهمان حاول أن يقنعه أنّ العلم أقوى من القوى الجسدية .
    لكن الملك محرز كان أكثر منه حكمة وإدراكًا ، وعليه قرّر دخوله في سُبات عشر سنوات بالغرفة الثلجيّة الخاصة بهم لحين إعادة تشكيل خلقه ليكون نصفه الأيسر الرأسيّ جان والنصف الآخر إنسان .
    وعلى ذلك يكون باستطاعة فهمان الانضمام إلى جيوش الملك محرز لنصرته ضد إبليس وأعوانه .
    فقال له فهمان ..ماذا قلت ؟ سبات عشر سنوات !
    ردّ محرز ..ما العجب في ذلك ؟
    ردّ فهمان ..تكنولوجياتنا لم تصل إلى ذلك مطلقًا.
    ردّ محرز ..يا فتى هذا أحدث ما وصلتْ إليه علومُ الجان منذ بدْء الخليقة.
    واعلمْ أنّ البُعد الذي نعيش فيه سيمكنك من اختراع وابتكار أشياء أكثر بكثير مما اخترعتموه على أرضكم ، ثمّ تابع كلامه مؤكدًا ومفسرًا ..
    طبيعة أرضنا يا فهمان تختلف عنكم كثيرًا ، فمثلاً يستطيع أحد الجان حمْل أشياء ثقيلة كمنزل مثلاً من منازلكم .
    بعد ذهول مشوب باليأس انتاب فهمان سأله..وهل تظنّ أنّني استطيع مساعدتكم ؟
    ردّ محرز ..كثيرًا ، كثيرًا جدًا يا فهمان ، لأنّ طبيعة أرضنا ستمكّنك من عمل أشياء أنتم في عالمكم وأرضكم تعتبرونها خوارق ومعجزات .
    فسأله فهمان من جديد ..وهل تظنّ أنّني أستطيع أن أكسر تلك الوساوس التي تصل إلى عالمي ؟
    ردّ محرز ..بالطبع لو استطعت أنا كسب جولات الحرب ضد إبليس .
    لم يجد فهمان بُدّا من الخنوع لرأي الملك محرز لأنّه الأصوب والأفضل .
    وهمّ فهمان بالدخول في الغرفة الثلجيّة لأداء السبات امتثالاً للأمر دون أدنى فكر ، فاستنبهه محرز قائلاً ..إلى أين يا فهمان ؟
    فردّ إلى الغرفة الثلجيّة .
    فردّ ..وحدك !
    أجاب ..وهل سيدخل أحد معي ؟
    ردّ ..سيدخل معكَ متطوّع ، سنشقّ جسده رأسيّاً فيما بعد كما سنشقّ نصفك أنت أيضًا ، نهبك نصفه وتهبه أنتَ نصفك ، أي تقومون بعملية تبادل .
    ردّ فهمان ..وهل يسعفكم علمكم في إتمام عمليتين مثل هاتين ؟ نحن بنو البشر ما وصلنا لهذا التقدم الرائع .
    ردّ محرز ..أصارحك يا فهمان أنّ العملية خطيرة جدًا وليس لديك بديل ، حيث أنّ قدراتك ضعيفة وقتلك محتّم .
    ردّ فهمان ..ألَا تتمّ هذه العملية في ساعة أو عشرة ، سنة أو سنتين ؟
    ردّ محرز ..لا ، إنّها عملية تخليق ، إنّنا نقوم بردّ الروح وحبسه عند خروجه من جسدك ، كما أنّ التحام شقي الجسد عملية صعبة وبالغة الخطورة أيضًا بسبب اختلاف نوع الشقين ، إذ أن أحدهما من نار والآخر من طين ، إنّها يا فهمان عمليّة تكوين في رحم الغرفة الثلجيّة وستستغرق عشر سنوات قد تزيد أو تقل قليلاً .
    ودخل فهمان ومعه عفريت من الجِنّ وهو أقوى عفاريت الجنّ على الإطلاق للقيام بأداء العملية .
    الجزء الثاني والخمسون
    بعد عمل الاستخبارات المطلوبة والتي استغرقت قرابة خمسة عشر ساعة قرّروا الاقتحام .
    اقتحمتْ الفرقة المقاتلة الإسرائيليّة المكان ، فوجدوا جاك فيها ولم يجدوا فهمان ، فسألوه عن فهمان .
    قال لهم مَن أنتم ؟
    قالوا لا شأن لك بهويتنا ، إنّما نسألك عن فهمان .
    تفحّصهم جاك ودقّق في لغتهم الإنجليزية المضطربة فعلم أنّهم إسرائيليون ، كما أنّ أشكالهم تنمّ عن هويّتهم ، فراوغهم وقال ..أنتم من جنود إسرائيل الشقيقة ، إن كنتم تريدون فهمان فقد ترك هذا العالم وذهب .
    ها هو المصادم ابحثوا عنه كيفما تشاؤون إن لم تصدقونِ .
    وبعد البحث صدّقوه بالفعل لأنّهم يعلمون أنّه كان موجودًا منذ قليل ، فهمس أحدهم لكبيرهم أنّنا علينا إرغام جاك بصنْعها .
    وقال كبيرهم بالفعل لجاك ..جاك اصنعْ لنا هذه القنابل .
    قال أنا رائد فضاء ولست متخصصًا في الفيزياء النوويّة ، لا يعرف سرّ صنعها إلّا الملعون كاجيتا والعابر "يقصد فهمان".
    فقال له يا جاك لا تضطرنا لإجبارك على صنْعها ، اصنعْها فأنت تعلم أن أمريكا وإسرائيل دولة واحدة .
    ردّ جاك ..لو أنّي أستطيع لهاتفتُ رئيس الولايات وأخبرته برغبة إسرائيل في الحصول على القنابل لكنّي لا أستطيع صنعها .
    سأله .. ومَن صنع القنابل التي تمتلكها دولتك الآن ..ألست أنت ؟
    ردّ جاك ..لا ، إنّما صنعها فهمان العابر وأعطانيها فأرسلتها .
    صمت كبيرهم لحظات وشعر أنّ الأمر تعقّد إذ إن جاك يأبى طاعتهم ، ولذلك خشي أن يورّط نفسه ودولته في عمل قد يتسبّب في خلْق أزمة بينها وبين أمريكا ، فراسل يعقوب إسحاق على الهاتف يخبره بتفاصيل الأمر كلّه سواءٍ الخاصة بعبور فهمان وتركه العالم البشريّ إلى الأبد أو بسلوك جاك المخادع .
    قال له إسحاق ..إذن فالكارت المضمون غوائله هرب وترك العالم ، أمّا جاك فأنا متأكد أنّه هو الذي صنعها وليس العابر ، وحتى لو صنعها العابر فجاك يعلم سرّ صنْعها .
    ثمّ استطرد ..لديك في فرقتك بروفيسور في علم النفس ، اِجعلْه يكلّم جاك باللين والتؤدة ونفّذْ ما يقول لك على الفور دون الرجوع إلىّ .
    امتثلَ للأمر ، ابتعدَ الجميع وجلسا معًا منفردين ، جلس طبيبُ علم النفس مع جاك وظلّ يحادثه أكثر من ساعة ثمّ نهض وكلّم قائد الفرقة .
    قال له ..سيدي القائد ، جاك هذا لن يصنع لكم شيئًا ولو عذبتموه حتى الموت ، هو لا يعطي شيئًا بالإكراه أبدًا .
    سيدي القائد جاك يستمدُّ عزيمته وقوّته من عقيدة يتبناها ، تلك العزيمة لا تهون ولا تتزعزع أبدًا ، ولو قال لي أحد أنّه قتل فرقة الساموراي وحده لصدقته .
    سيدي القائد ..أيّ عملية إرغام لجاك سوف تُكلف دولة إسرائيل الكثير، فعليكم باتباع أسلوب آخر معه ، خادعوه ولا أظنّ أنّ خداعكم سيجدي نفعًا لأنّه مدرك ومحيط بكلّ ما يدور حوله .
    سمع القائد هذه الكلمات ولقد قرّر الانسحاب بعدما يأس تمامًا من جاك ، فنهض وسلّم عليه واحتضنه ثمّ قال له ..إنّ يعقوب إسحاق يسلّم عليك ويدعو لك بالتوفيق .
    وانسحبت الفرقة وتركته.
    بعد رحيلهم مباشرة كتب جاك خطابًا ووضعه في غرفة مبيت فهمان ، ثمّ أعد حقائب سفره ورحل قاصدًا بلده وبالتحديد جزيرة ماوي جهة المحيط الهادي.

  2. #2