قال الشاعر:
ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرفا***واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسراً***مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما***تراه يحصد إلا الهم و الندما

وقال آخر
سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمانِ
سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة *** فما الحزن من قلبي عليك بفان

قال الشاعر :
فيا شهر الصيام فدتك نفسي *** تمهل بالرحيل والانتقال
فما أدرى إذا ما العام ولى *** وعدت بقابل في خير حال
أتلقاني مع الأحياء حيا *** أم انك تلقني في اللحد بالي
فذلك حال الدنا دواما *** فراق بعد جمع وارتحال

وقال آخر :
رمضانُ قد رحلت فما عسايّ أقولُ * * * والدمعُ من ألم الفراق يسيلُ ؟
عامٌ مضى .. غفت القلوبُ وأجدبت * * * هممٌ وأنكرت الثمارَ حقولُ
واستنفرتنا للمباهج أنفسٌ * * * مالت مع الأهواء حيث تميل

فلك التحية .. ما أقمت بأرضنا * * * ولك التحية .. ما احتواك رحيل
فيا شهر رمضان غير مودع ودعناك، وغير مقلي فارقناك، كان نهارك صدقة وصياماً، وليلك قراءة وقياماً،
فعليك منا تحية وسلاماً، يا شهر الصيام أتراك تعود بعدها علينا أو تدركنا المنون فلا تؤول إلينا،
مصابيحنا فيك مشهورة، ومساجدنا فيك معمورة، فالآن تنطفئ المصابيح، وتنقطع التراويح.
والآن تهجر المساجد ويجفوها كل راكع وساجد , وتطوى المصاحف ويأمن الخائف
, فلا وجل ولا خشوع ولا بكاء ولا دموع ,
فيا شهر الصيام أسرع إلينا ثانية فقلوبنا إليك تحن ومن ألم فراقك تبكي وتئن .