من أوراق الولد الطائش. (3)
أشجار التين:
في العام السابع والستين ...البرد ثقيل ..
والمطر يعبيء أحذية طفولتنا بالطين ...
نركض .. نسقط .. ونقوم لنركض
كي نلحق بالدرس الأول.
نصطف كأعواد القش المبتلة ..
نهتف للوطن ..
وندعو للأرض المحتلة.
الدرس الأول:
عبس الأستاذ ،
صرخ الأستاذ، وحملق
بعيون كالجمر،ولوح بعصاه اللامعة الصلدة.
(فتلبد وجه الصبح .
وفرت كل
عصافيرالأغصان المرتعشة..
وانكمشت في العش الأفراخ المعتلة)
وتلاميذ الصف الخامس يلتصقون ببعض كضفادع مستنقع.
الولد الطائش ..
في أزمة ...
قد نسي كتابه ...
وافتقد الممحاة بليل ...
وأضاع القلم المسنون.
الوحش الغاضب بين الأركان يدور..
قد جاء عليه الدور ..
الولد الطائش كجدار يتشقق ...
وقواه تخور ...
وحين تراءى في ناظره وجه أبيه ...
وبشاشة أمه.
خنقته الدمعة ...
وارتعد وحيدا ..
يهتز كسنبلة في وجه الريح.
فالحمل كبير.
آه لو كان يطير..
سيحطم هذا القيد..
ويجتاز السور ...
يتجاوز كل سحابات
الحبر الأسود ،
والأرقام المعقوفة..
والكتب الصماء ..
وأجراس التوقيت،
وكراس الإملاء ..
وأصابع تفرك أذنه ..
وأكف تصفع وجهه ..
وحروف النصح المعروفة.
&&&&
ليفر بعيدا ...
عن أيد تخطفه
كل صباح،،
من تحت غطاء شتوي.
مرحى . مرحى..
فالآن يطير ....
فليكسر بللور اللحظة ... ويحلق.
كل تلاميذ الصف الخامس ..
تهتف وتصفق.
تبعته (ليلى) ،بوشاح الفرح تشير.
راح يحييهم بجناحيه الخضراوين ...
ويغرد ملىء سماوات الله طليقا ..
ليعانق قرص الشمس سعيدا.
ويغازل أشجار التين.