اكتشفت المراكز العلمية صيغة رياضية لنقل الروائح، فحسب هذه الصيغة يمكن نقل المعلومات من جهاز كومبيوتر إلى آخر ويمكن لهذه المعلومات التحول إلى روائح يمكن للناس شمها عبر جهاز نقل الحواس
حصلت شركات عدة أبرزها ترايسنكس وديجيسنت وفرانس تليكوم على براءة إختراع لتكنولوجيات تستخدم آلات تشبه الطابعات وأكواب السيراميك لإنتاج الروائح من معطيات مبرمجة في صفحة على الانترنت ما يتيح لمستعمل الجهاز أن يحمّل الروائح والمذاقات التي يريدها من الشبكة
وتعمل تقنية الروائح التي تقوم الشركات بتطويرها بمختلف الأنواع بمزج مواد كيميائية اساسية تبث الروائح المرغوبة والنتيحة هي الورود هي الورود حتى ولو كانت رائحتها تشبيها رقميا يأتينا عبر الشبكة
ومثل أي متسابق علمي مبتدئ يبدي نبيل حماسا ليثبت لك ما يدعيه أصحاب الشركات فينطلق إلى كومبيوتره ويشغل الويندوز الخاص بالبرنامج ويدخل عنوان موقع الشركة على الشبكة ويقول وهو يكبس الزر: استعد إن المستقبل قريب الى درجة أنك تستطيع أن تشمه! وتظهر على الشاشة صورة لفاكهة الفريز أولا وتنزلق صفحة ذهبية من الورق اللاصق الى داخل الجهاز ثم تخرج حاملة صورة فاكهة الفراولة ويقول استمتع بشم رائحتها وتفوح رائحة الفريز ويطبع نبيل صورة أخرى ويتذوق طعم سطحها ويقول إن طعمها أيضا طعم الفريز وبعد ذلك يطبع فنجان قهوة كابوتشينو ويقول إن طعمها مثل القهوة الحقيقية ثم عطرا يفوح منه أريج قوي
الروائح ملتصقة بورق يشبه البطاقات المصنوعة من الألياف وفي الأشهر المقبلة ستصبح داخل برشامات صغيرة تتيح للناس تذوق أي نكهة معينة ويتوقع نبيل أن يأتي يوم تصبح فيه الروائح موجودة بكثرة مثل البرامج الصوتية الموجودة حاليا وفي عدد لا يحصى من المواقع الشخصية والتجارية على الشبكة
وثمة شركات عدة تعمل على تطوير ميدان الروائح على الشبكة ليصبح مجالا كبيرا وتطور شركة ديجيسنت في أوكلاند بكاليفورنيا عبوة صغيرة تدعى ismell
وهي جهاز يقرأ أرشيف الروائح الرقمية على موقع الشركة على شبكة الإنترنت ويحضر رائحة ما من مجموعة روائح palette تحتوي على 128 مادة كيميائية مخزنة داخل خرطوشة وتنتشر الرائحة في أجواء الغرفة بمروحة صغيرة
الأبحاث الفرنسية
بدأت شركة اكزاليا التابعة لفرانس تيليكوم خطوات رائدة لإضافة حاسة الشم التي تعتبر إحدى أكثر الحواس الخمس عاطفية الى عالم الوسائط المتعددة التي يسيطر أصلا على عقول كثير من البشر وتقول الشركة أنه يبدو أن الكثيريين سيتمكنون بعد فترة وجيزة من شم الحدث
يقول المهندس الفرنسي إيان ريجارد المسؤول عن دائرة التطوير والأبحاث في فرانس تيليكوم إن الفرنسيين يتصدرون العلم في مجال الوسائط المتعددة الشمية ربما بفضل عاداتهم الغذائية وعطورهم
وقد أعطت الشركة المهندس المذكور إجازة لتمكينه من تطوير مشروعه حيث قام أمام بعض الزوار بتجربة حية لما توصل إليه حتى الآن فنقر على فأرة كومبيوتر محمول مربوط بقارورتي عطر تشبهان مكبري صوت صغيرين فانتشر عبير الفانيلا والنباتات البرية في الغرفة
ويقول ريجارد إن حلمي هو أن يصبح هذا العمل المعيار العالمي للتطبيقات ذات الصلة بالشم وأن يصبح نافذة صغيرة في نظام ويندوز
ويبحث ريجارد الآن عن ممولين لمؤسسة اكزاليا حيث يحتاج لمبلغ 400 ألف يورو لبدء المرحلة الثانية من مشروعه علما أنه حصل خلال شهرين فقط على 20 ألف يورو من المشروع وسيسافر قريبا الى اليابان لتوقيع عقد مع مدرسة للطبخ مهتمة بإرسال صيغ الطهي مع عبيرها عبر الإنترنت
ويقول المخترع الفرنسي إن ما نقدمه هو برامج إلكترونية تجعل من الممكن ادخال الرائحة في تطبيقات الوسائط المتعددة مع توفير خدمة دعم
لكن هذا المهندس يعترف أن مثل هذه التكنولوجيا لا تزال في مراحل تشبه مرحلة العصر الحجري بالنسبة الى الإنسان
وتقوم التقنية التي يستخدمها على إعادة تنشيط انواع الروائح المختلفة بتحكم عن طريق الكومبيوتر يحدد من خلاله اختيار الرائحة ومدتها وكثافتها وذلك باستخدام جهاز تهوية موضوع أمام خرطوشة تحتوي على جل معطر
ويمكن للماكينة المتوفرة الآن أن تطلق 12 رائحة في غرفة مع إمكانية تنشيط مجموعة منها في آن واحد كما أن سعرها لا يزال غاليا نسبيا حيث يبلغ سعر الوحدة 400 يورو لكن إذا نجح ريجارد في الحصول على تمويل من مستثمرين فإن ذلك قد يحدث زوبعة في عالم الكومبيوتر ربما تنتهي بجعلنا أقربي الى أن نعيش الحقيقة دون حضورنا الجسدي
مختصرا من مجلة علم وعالم العدد 25