قصة وعبرة
بعد صلاة الفجر لهذا اليوم تحدث أحد الوعاظ حديثاُ تغلغل إلى قلوبنا وعقولنا .
وكان مما قاله أن أحد العلماء الأجلاء كان يلقي درساً على المصلين بعد إحدى الصلوات ، وفي أثناء درسه فإذا بأحد الشباب يأتي من نهاية المسجد ويتخطى الرقاب حتى وصل إلى جانب ذلك العالِم وجلس ينتظر .
يقول العالِم : فنظرتُ إلى وجهه فرأيته يبكي بكاءً مراً ، فانتظرتُ حتى أنهيتُ درسي ثم قلتُ له : ما خطبك أيها الشاب وما مشكلتك ؟ قال الشاب بحرقة : المشكلة يا سيدي ليست مشكلتي ، إنما هي مشكلة أمي ، فقد زجرتني ونهرتني وقالت لي : اذهب إلى الشيخ فلان واسأله عن علاج لمرضي وحل لمشكلتي . قال العالِم : وأين هي أمك ؟ قال : في القرية الفلانية . قال العالِم : هيا بنا لنذهب إليها ونرى ما يمكن أن يعيننا الله على تقديمه لها .
يقول العالم : فجئنا إليها ، فإذا هي عجوز نافت عن الثمانين من العمر ، وهي كما لو كانت كومة من العظام النخرة ، فنظرتُ إلى وجهها فلم أكد أتبين عينيها ، فقلتُ لها : ما مشكلتكِ يا أماه وما علَّتكِ ؟ فأنا أعرف أطباء محترمين من جميع التخصصات . قالت العجوز بألمٍ وحسرة : مشكلتي أنني لم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام منذ ثلاثة أيام .
وهنا قال الشيخ : يا ألله !!!!!!!!!!! أنتِ يا أماه تكادين تموتين ألماً وحسرة لأنكِ لم ترَي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام منذ ثلاثة أيام ، وليست ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر أو ثلاث سنين أو العمر كله ، ولا لأنه لم يخطر ببالكِ مثلنا أن يفكر أو يتمنى أن يراه في المنام ولو لمرة واحدة .
لقد جئتكِ يا أماه لأعالجكِ فعالجتِني ، جئتكِ لأرشدكِ فأرشدتِني ، جئتكِ لأنصحكِ فنصحتِني ، جئتكِ لأداويكِ فداويتِني .
أسألكِ بالله يا أماه أن تنصحيني نصيحة غالية تنفعني . قالت : يا بني أنصحك أن لا تنسى أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعِنِّي على ذِكركَ وشكركَ وحُسن عبادتك .
اللهم حببنا برسولك وحب من أحبه وحب المسلمين جميعاً ، ولا تحرمنا رؤيته في الدنيا والورود على حوضه الشريف في الآخرة آمين
الاثنين 21 رمضان 1426 هـ 24 أكتوبر 2005 م