ما قبل الحديث عن حقوق المرأة
-1-
لابد أن أوضح شيئا في البداية و نحن نتحدث عن حقوق المرأة أو الفتاة لابد و أن تكون الفتاة نفسها على اقتناع كامل بحقوقها و بأنه تم إهدار بعضها عن عمد أو في غفلات العصر الفوضوي و ذلك على حد سواء بجوار واجباتها ، و لكني مع الأسف أرى_ ونحن في القرن الواحد و العشرين _ أنه ليست النساء جميعهن مقتنعات بحقوقهن ؛ فما زالت المرأة في وطننا العربي نتيجة لبعض التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام و وسائل التنشئة الاجتماعية و الخطاب الديني الرجعي في اعتقاد أن المطالبة بحقوقهن خروج عن العادات و التقاليد و أنه فسوق أو رجس من عمل الشيطان.
لن أتحدث عن النساء مجتمعات في وطننا العربي كله لأن المأساة أنه يغلب عليهن الأمية ، و لكني أعمد الآن للمتعلمات و صاحبات الشهادات الجامعية اللاتي أشك أيضا في إيمانهم الكامل بحقوقهن و أبسط دليل على ذلك كلمة ( أتزوج و أجلس في المنزل ) طبعا هذه حرية شخصية لكل فتاة ولكن أن تصبح هذه الكلمة هي الشعار الفتاة في هذه الآونة.. تلك الكارثة و هذا ما لم يحدث حتى في صدر الإسلام فلقد كانت الصحابيات تعملن و تكدن مع أزواجهن رضي الله عنهم أجمعين ؛ في الفلاحة و التجارة بل لقد شاركت بعضهن في الحروب.
و الفقير إلى الله أتحدث عن هذا المبدأ من منظور ثقافي فإذا تحدثت عنه اقتصاديا سنجده ضربا من الجنون إذ تبلغ نسبة الإناث في مصر على سبيل المثال 54% فإذا كانت هذه النسبة كلها عازفة عن العمل أضف إليها نسبة الأطفال و نسبة الشيوخ فلا يعقل أن يقوم 20% من الشعب بإعالة الباقي ؛ هذا إن عملوا.
و لكني أتحدث من منظور ثقافي . فكيف تكون المرأة في ثقافتنا درجة ثانية أو محرومة الحقوق ، و للأسف المسبب الأساسي في ذلك وسائل التنشئة الاجتماعية.
لذا فإنه من الأهمية إلى حد بعيد يجعل إيمان المرأة و الرجل على حد سواء بقضيتة حقوق المرأة و مشكلاتها كعضو في المجتمع فريضة علينا _ مجتمع المسلمين _ بنص حديث الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم :(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
الفقير إلى الله شادي أحمد.