أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب :
الجذيل: هو تصغير الجذل، وهو أصل الشجرة.
المحكك: هو الذي تتحكك به الإبل الجربى، وهو عود ينصب في مبارك الإبل، تتمرس به الإبل الجربى.
العذيق: تصغير العذق، بفتح العين، وهو النخلة.
المرجب: هو الذي له رجبة، وهي دعامة تبنى من الحجارة، وذلك إذا كانت النخلة كريمة، وطالت تخوفوا عليها أن تنقعر من الرياح والعواصف.
والمعنى أراد هنا الحباب بن المنذر أن يتفاخر بقوة رأيه ورجاحته التي يعتمد عليها الكثير منها على الرغم من صغر سنه وشبه نفسه
بالجذيل المحكك والعذيق المرجب تفاخرًا بقوة رأيه ورجاحة عقله وتلك كانت مقدمة لكلامه أراد بها طرح رأيه بأن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير.
من هو الحباب المنذر ؟
صحابي جليل من الأنصار شهد جميع المشاهد مع رسول الله اشتهر برجاحة عقله فكان ذو رأي ومشورة، له العديد من المواقف التي أشار فيها على النبي وسمع رسول الله صل الله عليه وسلم لمشورته، ومنها في
غزوة بدر عندما اختار رسول الله موضعًا لمعسكره فسأله الحباب عن سبب اختيار المكان بكل أدب، فقال: «يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، فقال له رسول الله: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، فأشار على النبي محمد بتغيير موضع معسكره ليحولوا بين قريش وماء بدر وقد استحسن رسول الله رأيه وأمر به، توفى الحباب بعد أن جاوز الخمسين من عمره في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.